آخر تحديث: 05/12/2021
مظاهر ضعف الشخصية وأسبابها عند الأطفال، وطرق علاجها
هناك حاجة ملحة للتعرف على ضعف الشخصية وأسبابها عند الأطفال وخاصة من الآباء والأمهات الذين يعانون من تلك المشكلة عند أبنائهم، لذلك حاولنا مناقشة تلك القضية في هذه المقالة.
وضعف الشخصية له مظاهر عديدة، ولكن الأهم من مظاهره آثاره التي يتركها على الشخص، فضعف الشخصية يؤخر اتخاذ العديد من القرارات ولا يحسم العديد من الأمور، ويجعل الإنسان منقاداً في حياته ولا يقود قراراته حتى الشخصي منها، فكيف السبيل لمعالجة الضعف الشخصية؟.
مظاهر ضعف الشخصية وأسبابها عند الأطفال
هناك العديد من المظاهر الدالة على ضعف الشخصية لدى الفرد ومن أهم هذه المظاهر ما يلي:
- فالآباء يجدون أبنائهم مفرطي الحساسية تجاه بعض العبارات العادية التي قد يجدون فيها بعض النقد البسيط ولكنهم يبكون منها ويعتبرونها سبباً للحزن الشديد.
- وكذلك يجدون كثرة البكاء لأبسط الأسباب، تلك الأسباب التي لا يبكي بسببها الأطفال في الأحوال العادية، فهذا يسبب إزعاجاً شديداً لوالديه.
- كما أنه في الصداقة وتكوينها تجده يكون صداقات بصعوبة شديدة، وذلك لأنه يتردد في التعرف على الآخرين.
- وحين ينجح في تكوين الصداقات تجده لا يتمكن من قيادة تلك العلاقة في صالحه.
- فنلاحظ أن هذا الطفل ينفذ كل رغبات أصدقائه حتى وإن كانت ضد رغبته وضد مصلحته لمجرد أنه يريد إرضائهم.
- وحين تسأله عن رأيه في هذا الأمر تجده يجيب بكل بساطة لأن هذا الأمر يفعله لإرضاء أصدقائه لكنه لا يريده.
- وحين يحضر الضيوف للمنزل يتردد كثيراً في الخروج لهم لتحيتهم، يفضل الانطواء والانعزال.
- لا يستطيع الدفاع عن نفسه في مواقف كثيرة، تجده يعجز ويصمت ولا يرد الإساءة الموجهة إليه.
- كما أنه قد يكون قادراً على الدفاع عن نفسه ولديه الرد المناسب الذي ينجح به ذلك، ولكن لا يعلنه.
- كما أنه في الفصل تجده لا يقدم على رفع يديه ليقول الإجابة الصحيحة للسؤال الذي سأله المعلم، رغم أنه يعرف جيداً الإجابة عليه، لكنه يخشى من الإجابة.
آثار ضعف الشخصية
ويؤكد الأطباء على أن ضعف الشخصية يجب التعامل معه وعلاجه من الصغر، من مرحلة الطفولة المبكرة، لأنه في حالة عدم علاجها سيمر بمرحلة المراهقة وهو بنفس مواصفات ضعف الشخصية، ويمر بمرحلة الشباب والمراحل التالية بنفس الكيفية في حالة عدم علاجها، ومن آثاره:
- سيشعر الطفل في المراحل التالية من العمر بالعجز والدونية ونقص شديد في تقدير الذات، ونقص تقبل الذات.
- إضافة إلى السلبية الشديدة في الحياة وعدم القدرة على المخاطرة لتغيير الواقع الصعب الذي يعيش فيه.
- كذلك سيكون غير قادر على الإبداع والابتكار واقتراح الحلول، وذلك لأنه لا يثق في خطواته التي يخطوها نحو أفكاره الجديدة.
- فتجده لديه آلاف الأفكار الرائعة ولكن يحدث بها نفسه فقط ولا يعلنها مخافة أن يفشل فيها ولا يتحمل نتائج الفشل السلبية على نفسه.
- ولن يستفيد ضعيف الشخصية من ارتفاع نسبة الذكاء التي يتمتع بها، فمهما ارتفعت نسب الذكاء الخاصة به
- لأنه لن يقدم على أي أفكار تطبيقية يظهر فيها هذا الذكاء في شكل مشاريع حياتية ناجحة، بل سيخاف من أي مشاريع يقدم عليها وأي أفكار يتمناها، تظل أمنيات بلا تحقيق.
أسباب ضعف الشخصية
هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى ضعف شخصية الفرد بداية من الطفولة وصولا للبلوغ ومن هذه الأسباب ما يلي:
الضرب كأحد أهم أسباب ضعف الشخصية
- يعتقد كثير من الآباء والأمهات أن ضرب الطفل يمثل حجر الزاوية في قوة شخصيته، فالطفل الذي لم يعاقب بالضرب طفل ضعيف لا يقدر على شيء، وهذا بالتأكيد اعتقاد خاطئ تماماً،
- فالمثل القائل "اكسر للبنت ضلع يطلع لها ضلعين"، وغيرها من الأمثال التي تشجع على الضرب هي في الحقيقة تصب في اتجاه دفع الطفل دفعاً لضعف الشخصية.
- فالضرب يكسر نفسية الطفل تماماً، الضرب لا ينتج عنه إلا مشاعر سلبية عن صورة الإنسان التي يكونها عن نفسه داخله، فلا يستطيع أن يرى نفسه جميلاً، أو ناجحاً، فلا يوجد شخص ناجح أو جميل يضربه أحباؤه.
- وتخيل أنك كلما زرعت زرعة قمت بضربها وخبطها بشكل كبير، فهل ستنبت، بكل تأكيد لن تنبت لأنها في الحقيقة تتعرض للكسر كلما اشتد عودها، هذا تحديداً ما يحدث لنفسية الطفل عند ضربه.
التدليل الزائد وأثره على الشخصية
- هناك بعض الآباء والأمهات يسخرون كل قواهم لتلبية طلبات الطفل أياً كانت، دون التفكير في أثر هذا الأمر على شخصياتهم.
- ويحدث هذا عندما يكون الطفل وحيداً ولا أخوات له، أو أنه طفل ذكر وسط أخوات من الإناث، فيرغب الأب أو ترغب الأم في تمييزه تعويضاً له عن الوحدة التي يشعر بها.
- ولكن التدليل الزائد يمنع الطفل من التدرب على مهارات هامة جداً في شخصيته، مثل مهارة الصبر على بعض الضغوط، مثل الانتظار لحين توفر بعض النقود لتلبية الاحتياجات، فبعض الآباء يخجلون من إعلان نقص الأموال لأطفالهم ويقترضون الأموال لتلبية طلبات أطفالهم.
- كما أن تدريب الطفل على العمل تحت ضغط نقص بعض المطالب له أثره الكبير في نضج شخصيته فيما بعد، أما منع الضغوط تماماً عنه فهذا يجعله فاقداً لمهارات هامة جداً لتكوين شخصية سوية.
- فالحياة التي يعيشها الطفل في المراحل التالية ستكون مختلفة تماماً عن تلك المعاملة السهلة التي يحاول الأب والأم توفيرها للابن، ستكون هناك العديد من المسئوليات التي يجب تحملها، والعديد من لحظات الفشل التي يجب عبورها لتحقيق النجاح.
الحماية الزائدة وأثرها على الشخصية
- من المسببات القوية لضعف الشخصية، الحماية الزائدة التي قد يلجأ إليها بعض الآباء والأمهات لحماية أبنائهم من المخاطر، مثل منعهم من خوض الحياة أو منعهم من تكوين علاقات، أو منعهم من الذهاب لأماكن التنزه خشية تعرضهم للأخطار.
- مثل الآباء والأمهات الذين يفعلون ذلك، مثل الأب والأم الذين يحرصون على حمل طفلهم خشية أن يعرضوه للخطر إن مشى على الأرض، وحين يكبر يظن أنه مصاب بالشلل لأنه لم يتدرب أصلاً على المشي، فهم يسببون له الفشل والشلل في كل الأشياء التي لم يتعلمها ولم يتدرب عليها.
- فبسبب أن أبواه قاما بعمل كل شيء بالنسبة له، فهو لم يتعلم أي شيء، ولا يقدر على عمل أي شيء، بسبب أنه لم يحظى بفرصة واحدة ليختبر فيها قدراته وإمكانياته، بل أن علم النفس أعطى للطفل الحق في الخطأ، إنه حق للطفل أن يخطأ.
- وهنا نجد الطفل في حالة من حالات الطاعة الغير مبنية على أسس نفسية سليمة، فالطاعة المبنية على القهر وانعدام شعور الإنسان بذاته وتقديره لها تعد طاعة غير بناءة وغير قادرة على صنع إنسان سوي نفسياً، ولكن الطاعة المطلوبة هي الطاعة المستنيرة التي تبنى على الفهم من التبادل بين الأب وابنه والتعاون.
علاج ضعف الشخصية
هناك سبيل واحد لعلاج ضعف الشخصية وهو:
- تشجيع الطفل على مواجهة الحياة، وعدم تضخيم نتائج الفشل في بعض المحاولات، واعتبارها مجرد مرحلة من مراحل النجاح.
- أن يحرص الأب والأم على تلافي الأساليب التربوية الخاطئة السابق ذكرها فهي في الحقيقة مدمرة للشخصية سواء كانت التدليل الزائد أو الحماية الزائدة أو الضرب، فجميعهم يؤدي لضعف الشخصية، واتخاذ سبيل معاكس لتلك الأساليب يؤدي للوقاية والشفاء من ضعف الشخصية.
وأخيراً... فإن الحديث عن ضعف الشخصية وأسبابها حديث لا يمكن حصره في عدد بسيط من الكلمات، ولكننا حاولنا مناقشة القضية قدر المستطاع.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_13241
تم النسخ
لم يتم النسخ