من هو طارق بن زياد؟ وما هي أهم إنجازاته؟؟
من هو طارق بن زياد؟
- هو طارق بن زياد بن عبد الله وهو قائد عسكري تعتبر سيرته العسكرية أنجح السير التاريخية على مدار التاريخ، ولد في عام 50 هجرية في مدينة خنشلة في الجزائر وهو رجل ذو أصل أمازيغي نشأ في بيئة عربية إسلامية.
- تعلم القرآن الكريم ودرسه وحفظ منه بعض السور وتعلم أغلب أحاديث النبي عليه الصلاة والسلام، وظل محافظاً على لهجته الأساسية وهي الأمازيغية.
السيرة الذاتية لطارق بن زياد
على الرغم من شهرة الطارق بن زياد في التاريخ ألا إنه لا توجد تفاصيل كافية عن أصوله، لكن بعض المؤرخين الذين اهتموا بفترة فتح الأندلس ذكروا ثلاثة احتمالات لأصول هذا القائد العسكري ألا وهي:
- أنه ذو أصل فارسي من همدان.
- عربي من قبائل الصدف في حضرموت، وأشار إلى ذلك ابن خلكان وغيره، كما أشار آخرون أنه من المحتمل أن يكون عبد عربي قد تم عتقه من قبل.
- أنه بربري كابن عذاري، ويميل الأغلبية من المؤرخين إلى هذا الاعتقاد لأن الطارق بن زياد كان مولى لموسى بن النصير.
- وقد أشار بن خلدون إليه بلقب الليثي ولكن تلك الإشارة لم تظهر في الكتب الحديثة المعاصرة من أعمال بن خلدون.
- أبو عبد الله محمد الإدريسي هو مؤرخ وجغرافي كبير وهو أول من قال بأصول طارق بن زياد الأمازيغية.
البداية العسكرية لطارق بن زياد
- تم تجنيد طارق بن زياد في جيش موسى بن النصير حيث كان من الرجال الأشداء في الجيوش واعتبر من أهم قادة التاريخ الأمويين العسكريين، وتمت تسمية الجبل الموجود في جنوب إسبانيا بجبل الطارق تيمناً به.
- وقد ذكر الدكتور محمد على الصلابي أن طارق بن زياد كان يتميز ببعض الصفات الأمازيغية ومنها أنه كان ضخم الجسم وطويل القامة وكان أشقر اللون.
- وقد شارك الطارق في فتوحات موسى بن النصير الإسلامية وأظهر قدرته ومهارته في القتال وفي القيادة، لذلك جعله موسى في مقدمة وقيادة الجيش في المغرب، واستطاعت الجيوش أن تصل إلى المحيط الأطلسي وأن تسيطر على المغرب الأقصى.
- واستمر الطارق بن زياد وموسى بن النصير في فتوحاته إلى أن وصلا إلى أهم المدن المغربية وهي مدينة الحسيمة، وتم حصارها حتى أسلم سكانها، وبذلك يمكن القول أن المغرب قد خضع لحكم موسى في ما عدا مدينة سبتة المحصنة.
- ثم اختير طارق بن زياد والي على طنجة وذلك ليستطيع مراقبة مدينة سبتة.
طارق بن زياد وفتح الأندلس
بعد أن وجد موسى بن النصير فرصة لدخول الأندلس أشار على الطارق بن زياد بفتح الأندلس، فتوجه الطارق نحو جبل طارق عام 92 هجرية وحاول فتح الحصن والسيطرة على المناطق المجاورة لجبل طارق، ونجح بالفعل في فتح حصن قرطاجنة والسيطرة على تلك المناطق، وبعد ذلك مرت مرحلة فتح الأندلس بالأحداث التالية:
- عندما علم حاكم الإقليم القوطي بما فعله طارق بن زياد أرسل له الجيوش مرات كثيرة لتحاربه وتقضي عليه، ولكن الطارق كان يهلكها أولاً بأول، وحدثت معركة كبيرة بين القوط والمسلمين في مكان يعرف باسم سهل الفلنتيرة وكان ذلك في شهر رمضان الكريم في عام 92 هجرية.
- وظلت المعركة حوالي ثمانية أيام وكان البطل القيادي فيها هو طارق بن زياد، كما كانت معركة وادي لكة هي أحد المعارك الهامة التي خاضها بن زياد في فتح الأندلس، حيث انتصر المسلمون فيها وكان نهاية ملك القوط فيها، حيث أنه فر ولم يجدون أي أثر له.
- وبعد انتهاء معركة وادي لكه أخذ طارق جيشه وسار في اتجاه الأندلس فاتح المدن التي في طريقه مثل طليطلة وغرناطة ومالقة وظل طارق في طريقه مع موسى بن النصير حتى استطاع أن يفتح الأندلس بشكل نهائي.
- وقد نسبت عبارة البحر من خلفكم والعدو من أمامكم إلى القائد الطارق بن زياد، ذلك على الرغم من نفي البعض هذه المقولة له نظراً إلى عدم ذكرها في الكتب الإسلامية والتاريخية، بل إنها ذكرت في الكتب الأوروبية فقط.
- وقد ذكرت قصة كاذبة عن طارق بن زياد بأنه حرق السفن التي اجتاز بها البحر، ولكن تبين أنها قصة كاذبة وتم التأكد من ذلك لأن هذه السفن ليست ملك للمسلمين فقط ولا يمكن أن يتصرف فيها أحد أو يتلفها أو يحرقها.
مواقف طارق بن زياد الإنسانية
إنسانية طارق بن زياد ظهرت في كثير من المواقف التي يمكننا ذكرها في ما يلي:
- قناعة طارق بن زياد وقبوله بأن يكون الرجل الثاني وإقراره بأن القائد هو موسى بن النصير.
- ظهر وفاء طارق بن زياد بعهوده في كثير من الأمور وبخاصة عند فتح الأندلس، وقد كان فتح الأندلس إنقاذ لليهود الذين تعرضوا لمعاملة قاسية من القوط وكان القوط يجبرونهم على تعميد الأطفال عند سن السابعة كما تم مصادرة الأملاك الخاصة بهم بعد اكتشاف مؤامرة اليهود ضدهم.
- كانت إنسانية طارق بن زياد ظاهرة أيضاً في مواقف أخرى منها إعادة الأموال للملوك وكانت تسمى صفايا الملوك.
- وكان طارق بن زياد صادق في إعطاء المدن أمانها إلى أن أخذها أصحابها بالحيلة، فكان لا ينقض العهد مطلقاً.
نهاية طارق بن زياد
في عام 95 هجرية جاءت رسل الخليفة الوليد بن عبد الملك لاستدعاء موسى بن النصير وطارق بن زياد إلى دمشق، حتى ينتهي دورهم كقادة عسكريين في فتح الأندلس، بعد ذلك توجه الطارق مع موسى إلى دمشق ومعه جموع الأسرى والعبيد والنفائس وعدد كبير من أفراد الأسرة المالكة، وحدث ما يلي:
- عندما وصلوا إلى طبريا في فلسطين، طلب منهم ولي العهد سليمان بن عبد الملك التأخر إلى أن يموت الخليفة الوليد الذي كان مريض ويصارع الموت، ثم دخلوا مع الغنائم إلى دمشق.
- وبعد أن تولى سليمان الخلافة، وتم عزل موسى وأولاده وقتل ابنه عبد العزيز، انقطعت الأخبار عن طارق بن زياد بعد وصوله إلى الشام مباشرة.
- واختلفت أقوال المؤرخين في نهايته، والرأي الأرجح أنه لم يقم بأي عمل بعد ذلك وفضل أن يعيش بعيد عن الأضواء أو الشهرة، أو يمضي أيامه في الزهد والعبادة.
- وقد توفي القائد العسكري طارق بن زياد في عام 102 للهجرة الموافق عام 720 ميلادية.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_16057