كتابة : إيمان السعيد
آخر تحديث: 28/03/2023

كفارة المخالفة في صيام رمضان والفرق بين الفدية والكفارة

من المعروف أن الإفطار في رمضان بلا عذر يعد من الأشياء الغير شرعية والغير محببة، كما أنه إثم عظيم لذلك يحرم القيام بذلك لأن الإفطار في ذلك الوقت ما هو إلا مخالفة لأوامر الله عز وجل، ويجب العلم أن صيام شهر شوال يعد من أفضل الشهور التي يجب قضاء صيام رمضان، ويجب الندم والعزم الصادق على ما تم فعله بالإضافة إلى إخراج كفارة على كل يوم تم إفطاره، سوف نقدم من خلال مفاهيم ما هي كفارة المخالفة في صيام رمضان.
كفارة المخالفة في صيام رمضان والفرق بين الفدية والكفارة

ما هي الكفارة لغة واصطلاحا؟

  • الكفارة لغة: هي مشتقة من فعل كفر ويكفر، ومعناها الغطاء والستر، فعندما يقال كفر الفلاح البذور بالتراب معناها قام الفلاح بتغطية البذور بالتراب.
  • الكفار اصطلاحًا: هي الشيء الذي يفعله المسلم حتى يتوب عن ذنب قام به، وتكون على شكل صدقة أو صوم أو عتق رقبة أي من الأشياء التي حددتها الشريعة الإسلامية.

أنواع الكفارات

تم تقسيم الكفارة في الإسلام إلى 4 أقسام، وهم:

  1. كفارة الجماع في رمضان: وهي يتم التكفير عنها عن طريق إعتاق رقبة، أو إطعام 60 مسكين، أو صيام شهرين متتابعين.
  2. كفارة اليمين: وهي عندما يحلف الشخص باليمين ولا يقوم بالفعل الذي حلف بسببه، والكفارة عنه تكون إعتاق رقبة أو صيام شهرين متتابعين.
  3. كفارة الحلق: وهي عندما يقوم الشخص بالحلق أو التقصير سواء في الحج أو العمرة، وتكون الكفارة عن ذلك صيام أو صدقة أو نُسكٍ.
  4. كفارة الظهار: والمقصود به أن يعامل الرجل زوجته مثلما يعامل أمه أو أخته فعندما يقول لها أنتِ مثل أمي أو أختي يجب عليه أن يخرج كفار قبل أن يجامعها، وتكون الكفارة صيام شهرين أو تحرير رقبة أو اطعام 60 مسكين.

ما هي كفارة المخالفة في صيام رمضان؟

يتساءل العديد حول ما هي كفارة المخالفة في صيام رمضان، يعد الجماع في نهار شهر رمضان من المخالفات الشرعية والتي يجب إخراج كفارة لها وتلك الكفارة هي إعتاق رقبة ولكن في حين عدم الحصول على ذلك يمكن استبداله بـ إطعام 60 مسكين وهي من ضمن كفارة المخالفة في صيام رمضان، وذلك بناءً على ما ذكره أبي هريرة " أن النبي (ص) قال أمر رجلًا أفطر في رمضان أن يعتق رقبة، أو يطعم 60 مسكينًا، أو يصوم 60 يوم متتابعين" ويجب العلم أنه يجب على من يختار أن يصوم شهرين لا يفطر فيهما أبدا إلا بعذر سواء كان حيض أو نفاس أو مرض، ويحب أن يكون ذلك الشهرين ليس فيهم رمضان، أي لا يعتبر صيام رمضان من ذلك الشهرين ولا يقضي الكفارة.

كفارة المخالفة في صيام رمضان الحامل والمريض

هناك العديد من الأمهات الحامل أو المرضعة تقوم بالفطر في رمضان سواء كان الغرض هو تناول الأدوية أو خوفا على صحة جنينها، ويجب عليها إخراج كفارة عن ذلك وتكون الكفارة هي إطعام مسكين واحد على كل يوم قام بإفطاره وهي من كفارة المخالفة في صيام رمضان، وذلك الأمر يجب أيضًا على الشخص المريض، ذكر بعض الفقهاء أنه من الممكن التكفير عن ذلك عن طريق إخراج صدقة ولكن في تلك الحاجة يكون هناك عدم ضمان أن المسكين سوف يشتري الطعام وذلك لأن المقصود من الكفارة هو الطعام لذلك يستحب إطعام مسكين، كما أنه من الممكن إخراج كفارة لبلد اخرى في حين أن تلك البلد تكون أشد حاجة من البلد التي تعيش فيها وذلك ما ذكر ابن مفلح الحنبلي " ويجوز نقل النذر والكفارة والوصية في الأصح"، والجدير بالذكر أن الفقهاء قالوا في حين أن تقوم الحامل بالإفطار بسبب خوفها على نفسها وعلى جنينها فمن الممكن أن تكون الكفارة هي قضاء الصوم في وقت آخر، ولكن عندما يكون السبب هو الخوف على جنينها فقط والكفارة هي إطعام مسكين لكل يوم إفطار.

ما الفرق بين الكفارة والفدية في رمضان؟

الفدية يتم إخراجها في حين عدم استطاعة الفرد على الصوم ومثال على ذلك عندما يفطر الشيخ الكبير الذي لا يستطيع تحمل الصيام وينطبق ذلك أيضًا على الحامل والمرضعة وتكون الفدية وهي إطعام مسكين واحد على كل يوم فطور، بينما الكفارة هي مخالفة الصيام لسبب ما مثل الجماع في نهار رمضان وتكون الكفارة كما تم الذكر في البداية.

أركان الصيام

يكون الصيام صحيح للمسلم عندما ينتظم على ركنين أساسيين، وهم:

  1. النية: يجب على المؤمن عندما يصوم أن ينوي نية الصيام وهي تكون في الليل وقبل طلوع الفجر.
  2. الإمساك عن المفطرات: يجب على المسلم الإمساك عن المفطرات مثل الأكل والشرب والجماع، وعندما يقوم بفعل أي من الأشياء قصد يكون مخالف للصيام ولا يتقبل له صيام، ويجب العلم أنه عندما يتم الصيام بدون نية ذلك الركنين يكون صيامه غير صحيح والله أعلم.

أفضل الأعمال في شهر رمضان

من المعروف أن شهر رمضان يختلف عن باقي الشهور لذلك يجب استغلال ذلك الشهر في العبادات وذلك لأن العبادات تكون مضاعفة في ذلك الشهر، ومن أهم تلك الأعمال التي يجب التقرب بها لله عز وجل عن طريقها هي:

  • ذكر الله: يجب الإكثار من ذكر الله عز وجل سواء عن طريق الاستغفار والتسبيح والتهليل والحمد والتكبير، وذلك ما يجب أن يقوم بفعله المسلم بعد الصلاة وأوقات الفراغ، ويجب العلم أن للذاكر ثواب عظيم ومغفرة لذنوبه.
  • صلاة التراويح في المسجد: صلاة التراويح تكون بعد العشاء وهي سنة عن الرسول (ص) ومن يصليها يكون له ثواب عظيم ومغفرة ورحمة من الله عز وجل.
  • الالتزام بالصلوات الخمسة: الصلاة هي الركن الثاني من الإسلام ويجب على كل مسلم عاقل بالغ الالتزام بها في جميع الأيام ليس فقط في رمضان، ولكن الالتزام بصلاة الجماعة في رمضان تعد من الأمور المستحبة ولها ثواب وأجر عظيم في رمضان، كما نقل عن أبي هريرة " أن صلاة الجماعة تزيد على صلاة الفذ 25 درجة".
  • التقرب لله بالدعاء: الإكثار من الدعاء يعد من العبادات والأمور المستحبة في شهر رمضان كما أن الدعاء في ذلك الشهر مستجاب بأمر الله.
  • التصدق على الفقراء: الصدقة تعد من أهم الأشياء التي أمرنا بها الله عز وجل كما أنها في شهر رمضان لها ثواب وأجر عظيم، وهي تزيد في الحسنات وتبعد المرض عن صاحبها وتكثر الرزق أيضًا، كما أنها تساعد في تحقيق التكافل الاجتماعي، فعندما سئُل الرسول (ص) عن أي الصدقات أفضل؟ قال صدقة شهر رمضان، وذكر في حديث له " ما نقص مال من صدقة".
  • إحياء ليلة القدر: وهي الليلة التي أنزل فيها القرآن الكريم على محمد (ص) ويتم إحياؤها عن طريق التهليل والقيام والاستغفار والدعاء لله، وقيام العبادات فيها تكون أفضل عند الله من قيام العبادات لمدة ثلاث وثمانين عام و4 شهور.
  • قراءة القرآن الكريم: يجب العلم أن كل حرف يتم قراءته من القرآن في شهر يساوي 10 حسنات.
  • صلة الرحم: يجب على المسلم أن يصل رحمه، وهي تعد من أفضل العبادات التي يتقرب بها المسلم لله عز وجل، وهي من الأشياء التي تزيد الرزق وتبارك في الوقت.
  • الاعتكاف: وهي من السنن النبوية وبالتحديد في العشر الأواخر من شهر رمضان، ففي الاعتكاف يساعد المسلم نفسه على صون النفس وبعدها عن المنهيات والحث على الطاعات، والمقصود به هو البقاء في المسجد بهدف العبادة والتقرب لله ليلًا ونهارًا، ويجب أن يكون ذلك المسجد يؤدى فيه صلاة الجماعة، ولا يجب على المعتكف الخروج إلا لحاجة.
  • العمرة: أداء العمرة في شهر رمضان مضاعفة وتساوي الحجة وذلك ما قاله الرسول (ص) " إن عمرة رمضان حجة".
أخيرًا نكون تحدثنا عن كفارة المخالفة في رمضان، ويعد شهر رمضان من أفضل الشهور وذلك لأن الأعمال تضاعف فيه، لذلك يجب على كل مسلم استغلال ذلك الشهر في العبادات والتقرب من الله عز وجل والبعد عن المنهيات والحث على الطاعات.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ