كتابة : رحاب
آخر تحديث: 06/06/2020

كيفية التعامل مع الصم والبكم

كثيراً ما يقابلنا أفراد من ذوي الصم والبكم في طريقنا يتعاملون بالإشارات حتى يستطيعوا أن يوصلوا لنا الشيء الذي يرغبون في أن يوصلوه من معنى، ولكن هل سألنا أنفسنا عن كيفية التعامل مع الصم والبكم ؟ وهل يجب علينا أن نضع نصب أعيننا ونحن نتعامل معهم آليات محددة ؟ كل تلك الأسئلة سوف تجدوا لها إجابات محددة وكاملة من خلال هذا المقال المميز الذي بين أيدينا والذي يتناول آليات التعامل مع الصم والبكم.
كيفية التعامل مع الصم والبكم

من هم الصم والبكم ؟

في البداية دعونا نوضح من هم الصم والبكم ؟ هم هؤلاء الأفراد الذين لا يستطيعوا الكلام أو السمع فقد تعرضوا خلال مراحل تكوينهم كأجنة في بطون أمهاتهم إلي بعض المضاعفات التي بدورها قد أثرت علي مراكز الكلام والسمع في المخ مما نجم عن ذلك أنهم ولدوا لا يستطيعوا السمع أو الكلام.

وعلىالرغم من أنه يمكن التنبه لهذه الحالات منذ الشهور الأولى لحياتهم إلا إننا لا نستطيع أن نقدم لهم أي مساعدة طبية بخصوص هذا الشأن، فبعضهم يمكن أن يخضع إلي السماعات الطبية كمحاولة لرفع الكفاءة السمعية ولكن للأسف يحدث ذلك دون أدني جدوى.

ومنذ اللحظات الأولى لمواجهه المجتمع نجد هؤلاء الأفراد كما لو كانوا وصمة عار في جبين المجتمع فنجد سوء معاملة مبالغ فيه من قبل كل من يقابلهم كما لو كانوا وباء يمكن أن يلتصق بالأفراد الأصحاء.

ومن هذا المنطلق عهدنا أن نوضح للجميع كيفية التعامل مع الصم والبكم حتى نتلافى أي مضاعفات مجتمعية أو أذى نفسي يحدث لتلك الفئة التي تمثل جزأ لا يتجزأ من التكوين الكلي للمجتمع.

طبيعة شخصية الصم والبكم

يجدر بنا في البداية أن نشير إلي أن الشخص الأصم والأبكم له طبيعة نفسية مختلفة عن الأشخاص العاديين بمعنى أن الغالبية العظمى منهم يعانون من ضلالات فكرية ناجمة عن طبيعة الحالة التي يعيشوا فيها، حيث نجدهم يتخيلوا أن جميع الناس ممن حولهم يراقبوهم وينظروا إليهم نظرات اضطهاد ومراقبة وأن كافة تحركاتهم علي مسمع ومرآي من كافة البشر وهذا ما يعرف في علم النفس باضطراب البارانويا.

كيفية التعامل معالُّصُّمْ والبكم

ومن كا ما سبق نقدم لكم في النقاط التالية مجموعة من الإرشادات العامة التي توجهكم إلي كيفية التعامل مع الُّصُّمْ والبكم:

الاحتواء

تعتبر هذه الكلمة هي كلمة السر في التعامل مع كل من يعاني من الصم والبكم، فبمجرد أن تحتويه وتشعره أنه جزأ منك وأنه شخص طبيعي ونافع لذاته وللمجتمع ولكافة المحيطين به تجده قد تغير إلي أفضل إنسان يمكن لك أن تقابله في حياتك.

الاحترام

والمقصود هنا هو التعامل مع الصم والبكم معاملة تليق بهم فلا ننظر لهم نظرة دونية أو احتقار بل بالعكس نتعامل بمنتهي الأدب والرقي كما نتعامل مع باقي أفراد المجتمع فهذه المعاملة تكون فارقة للغاية وتحوله من شخص لشخص آخر.

تعلم آلياتهم

ولكن ما المقصود بآلياتهم ؟ يقصد هنا الطريقة التي يتواصل بها الصم والبكم مع المحيطين بهم آلا وهي لغة الإشارة، فيجب عليك إذا كنت تتعامل بصفة دائمة مع أفراد من ذوي الصم والبكم أن تتعلم بل وتتقن لغة الإشارة حيث أنها تمثل لك وسيلة تواصلك معهم وتواصلهم معك.

وبدونها لم ولن تستطيع أن تتفاهم أو تفهم ما يرغبوا أن يوصلوه لك والعكس صحيح، ولكن ربما تتعالى بعض الأصوات الآن معلنة عن صعوبة تعلم تلك الإشارات وهنا نوجه لهم تلك العبارة ( كيف لي كأصم وأبكم أن أتعلم لغة الإشارة وكيف لك يا من تسمع وتتكلم آلا تستطيع إتقانها !!).

الأصم والأبكم ليس معاقاً

من أهم الأمور التي يجب أن نضعها نصب أعيننا ونحن نتعامل مع الأصم والأبكم أن نغير وجهة نظرنا فيهم بمعنى أن تلك النظرة التي ينظر لها الكثير من الناس التي تتعلق بأنه معاقين يجب أن تتغير فالمعاق هو المعاق فكرياً وعقلياً وليس عضوياً.

فهناك الكثير والكثير من النماذج الناجحة والمنتجة من الصم والبكم في كافة المجالات وعلي جميع الأصعدة، وربما يتفوق الأصم والأبكم علي الشخص الطبيعي السليم في أحد المجالات التي تجمعهم سوياً.

لا تشفق عليه

من أهم الأمور التي يجب أن نتعلمها في ما يخص كيفية التعامل مع الُّصُّمْ والبكم هو آلا تشعره أنك تشفق عليه علي الإطلاق فهذا الأمر يشعره بمقدار الدونية ويسبب له آذى نفسي مبالغ فيه.

فكيف له أن تستقيم مشاعره وسلوكه إذا وجد أن كل من يحيط به يتعاملون معه من منطلق كونه مسكين معاق يجب أن نشفق عليه ونحيطه بالمساعدات، لا شك أن هذا النمط السلوكي في التعامل مع الشخص الذي يعاني من الصم والبكم يعود عليه بأثر نفسي سيء للغاية فيجب آلا نعامله به بل نتعامل مع كونه شخص طبيعي.

الصم والبكم ليسوا وباء

المقصود هنا أن الغالبية العظمى في تعاملاتهم مع الصم والبكم يقوموا بقصد أو غير قصد بترك مسافة كبيرة بينهم وبين الصم والبكم أثناء التعامل أو التحدث معهم كما لو كانوا سيصاب منهم بالصمم والبكم، لا شك أن هذا الأمر يترك أثر نفسي صعب للغاية في نفوسهم ويؤثر عليهم بالسلب فيجب علينا أن نضع هذا الأمر نصب أعيننا في ما يخص كيفية التعامل مع الُّصُّمْ والبكم.

الصم والبكم ليسوا خائنين

نعم أنهم من أكثر الفئات إخلاصاً وصدقاً في أقوالهم وأفعالهم علي نحو يجعل كافة المحيطين بهم يحترموا تلك الخصال الايجابية فيهم، لذا فإننا ننبهك في تعاملاتك مع الصم والبكم أنهم من أكثر الفئات المخلصة ولا يمكن أن تخون علي الإطلاق.

الصم والبكم شخص طبيعي

فهو له مشاعر ورغبات يجب أن تحترم من قبل كافة الأفراد الذين يتعاملوا معه فهو شخص طبيعي له ما للشخص الطبيعي وعليه ما علي الشخص الطبيعي، كما أنه له طموحات فنجده يتدرج في التعليم مواصلاً تعليمه وحاصلاً علي أعلى الشهادات التعليمية في كافة المجالات.

ومن جهة أخرى نجده شخص له مخاوف ونقاط ضعف فهذا الأمر لا يعيبه علي الإطلاق ولا يرتبط بكونه شخص من الصم والبكم فهذا الأمر طبيعي يحدث لدى أي شخص حتى وإن لم يكن من ذوي فئات الصم والبكم.

وفي نهاية مقالنا المميز لهذا اليوم نرجو أن نكون قد قدمنا لكم كافة الآليات التي تختص بسؤالكم عن كيفية التعامل مع الصم والبكم، ونرجو أن نعتبر جميعاً الشخص من ذوي الصم والبكم على أنه شخص عادي.
فهو ليس معاقاً عقلياً أو فكرياً فالإعاقة دوماً هي إعاقة الروح وإعاقة الإرادة عن إنجاز المهام المختلفة في الحياة فلنا الكثير من النماذج الجيدة والتي نفخر جميعاً بها من الصم والبكم في كافة المجالات وعلىجميع الأصعدة. فعقولهم سليمة وإرادتهم فولاذية قادرين علي تخطي الصعاب مهما كانت وإثبات أنهم ليسوا عبء علي المجتمع بل هم أشخاص منتجين ونافعين لأنفسهم وللآخرين ممن حولهم.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ