كيف أصلي الوتر وكم عدد ركعاتها؟ وأهمية صلاة الوتر؟
كيف أصلي الوتر؟
صلاة الوتر لها مكانة كبيرة عند رسول الله صلوات الله عليه، وذلك لعظمتها وفضلها التي لا يعد ولا يحصى، حيث وصى بها النبي أصحابه للقيام بها، وصلاة الوتر يتم أدائها من خلال طريقتين، وهما الفصل والوصل، ويقصد بالفصل أن يصليها بمفردها بدون ركعات السنة، أما عن حالات الوصل فهي متعددة، فتكون كما يلي:
- عندما يقوم المسلم بأداء صلاة الوتر ثلاث ركعات، فلا يجب عليه أن يقوم بالتشهد بعد الركعتين، بل يكمل إلى أخر الركعات بتشهد واحد وسلام واحد، ولا يقوم بالفصل بينهما.
- عندما يتم صلاة الوتر خمس ركعات أو سبع ركعات، فلا يجب الفصل بينهما بعد كل ركعتين، بل يتم تواصل الخمس ركعات والتسليم بتشهد واحد وكذلك السبع ركعات، وقد جاء عن أم سلمة رضي الله عنها عندما حكت عن رسول الله صلوات الله عليه بأنه كان يوتر سبع أو خمسة لا يفصل بينهما بتسليم.
- عندما يقوم المسلم بصلاة الوتر عدد تسع ركعات، ففي هذه الحالة يجب أن يسلم بعد كل ركعتين، كما يمكنه أن يصلي ثمانية ركعات ويجلس في كل ركعتين للتشهد بدون تسليم، وعند الوصول للركعة التاسعة يمكنه أن يجلس للتشهد وأن يسلم للانتهاء من الصلاة.
- إذا قام المسلم بصلاة الوتر عدد إحدى عشرة ركعة، فيمكنه الجلوس للتشهد بعد كل ركعتين وعند الركعة الأخيرة، يقوم بالتشهد والتسليم.
عدد ركعات صلاة الوتر عند الأئمة الأربعة
أما عن عدد ركعات صلاة الوتر فهي متعددة ومختلفة، وذلك لما جاء به العلماء على الشكل الآتي:
- المذهب الحنفي كانت فتواه بخصوص صلاة الوتر ثلاث ركعات يتم أدائها بتسليمة واحدة مثل صلاة المغرب، وذلك لما ورد في حديث ابن مسعود رضي الله عنه، عندما تحدث عن رسول الله صلوات الله عليه حينما قال: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوتر بثلاث ركعات".
- رأي المذهب المالكي في عدد ركعات صلاة الوتر فإنها ركعة واحدة يجب أن يصلى لها شفع، ومعنى صلاة الشفع وهي الصلاة الزوجية، وذلك لما ورد عن رسول الله صل الله عليه وسلم عندما قال: " صلاة الليل مَثنى مَثنى، فإذا خشي أحدكم الصّبح صلّى ركعةً واحدةً تُوتر له ما قد صلّى"، كما جاء بشأن هذا عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلوات الله عليه كان يصلي في الليل 11 ركعة، يقوم بوتر منها بركعة واحدة، كما جاء رجل يسأل رسول الله عن صلاة الوتر فأشار بإصبعه، " هكذا مَثنى مَثنى، والوتر ركعةٌ من آخر اللّيل".
- المذهب الشافعي وابن حنبل أتفقوا على أن أقل عدد يمكن من خلاله أن يقوم بصلاة الوتر هي ركعة واحدة، ولكن كان الاختلاف عند الشافعية بأنها لا يجب أن تصلى بمفردها، ولكن الحنابلة لم يكرهوا ذلك، والأفضل أن يصلي المسلم ثلاث ركعات الوتر، ويمكنه أن يزيد لخمس أو سبع أو تسع أو إحدى عشر ركعة، كما أنه جاء حديث عن رسول الله صلوات الله عليه بأنه يمكن صلاة الوتر ثلاثة عشر ركعة، عندما قال: " من شاء أوترَ بسبعٍ ومن شاء أوترَ بخمسٍ، ومن شاء أوترَ بثلاثٍ، ومن شاء أوترَ بواحدةٍ".
ما هو حكم صلاة الوتر؟
الفقهاء اختلفوا في حكم صلاة الوتر، ومن أهم آراء العلماء ما يلي:
- الإمام أبو حنيفة أوجب صلاة الوتر، وذلك من خلال قول رسول الله صلوات الله عليه " نَّ اللهَ تعالى زادكم صلاةً وهي الوترُ، فصلوها فيما بين صلاةِ العشاءِ إلى صلاةِ الصبح".
- باقي الفقهاء وهم الإمام مالك وابن حنبل والشافعية قالوا بأن صلاة الوتر سنة وليست بفرد أو واجبة.
الوقت الصحيح لصلاة الوتر
الوقت الصحيح لأداء صلاة الوتر أجمع جميع العلماء عليه بأنه ابتداء من صلاة العشاء وحتى صلاة الفجر، ولكن وقت قضاء الصلاة عند نسيانها هو ما أختلف فيه العلماء، ومن أهم آرائهم حول ذلك ما يلي:
- كان رأي الحنفية في شأن ذلك بأنه يجب على المسلم صلاة الوتر في وقتها المعروف، وإن لم يقوم بأدائها، فيجب عليه أن يؤديها سواء أكان تركها عمدًا أو نسيانًا، فإن صلى الفجر فيقول أبو حنيفة بأنها صلاة فاسدة لكونه لم يراعي ترتيب الصلاة وهي أداء الوتر ومن ثم الفجر.
- الإمام مالك كانت فتواه بأنه يجب عليه أداء صلاة الوتر، فإن لم يقوم بذلك فلا أثم عليه ولا يقوم بقضائها.
- كان رأي الشافعية بأن من لم يصلي الوتر حتى جاء الفجر وقام بادائه، فلا يقوم بأدائها.
أحكام متعلقة بصلاة الوتر
صلاة الوتر من الصلوات التي وصى بها رسول الله صلوات الله عليه الصحابة في الحفاظ عليها، ومن أهم أحكام هذه الصلاة ما يلي:
- يمكن للمسلم أن يقوم صلاة الوتر في أول الليل، أي بعد أداء صلاة العشاء، كما يمكنه أن يؤخر إلى أخر صلاة الليل قبل الفجر، وذلك لما قال عنه رسول الله صلوات الله عليه في حديثه الشريف " من خاف أن لا يقوم من آخر الليل فليوتر أوله، ومن طمع أن يقوم آخره فليوتر آخر الليل فإن صلاة آخر الليل مشهودة وذلك أفضل".
- أقل عدد يمكن للمسلم أن يقوم به لأداء الصلاة هي ركعة واحدة، كما يمكن أن يصلي ثلاث ركعات أو خمس ركعات أو سبع ركعات.
- يمكن صلاة الشفع والوتر معًا في المسجد والبيت.
- لا يمكن للمسلم أن يقوم بالوتر مرتين، فإذا وتر المسلم في أول الليل وقام بالاستيقاظ لصلاة قيام الليل، فلا يمكنه صلاة الوتر مرة أخرى.
- إن كان في سفر أو حج أو مرض، وقام بجمع الصوات مع بعضها البعض، فيمكن صلاة الوتر بعد الجمع بين صلاة المغرب والعشاء.
- يجب على المسلم أن يحافظ على صلاة الوتر حتى وإن كان على سفر، مثلما كان يفعل رسول الله صلوات الله عليه.
- يمكن للمسلم عند القيام بالصلاة ليلًا عند الوصول لصلاة الوتر فيمكنه الدعاء عند القيام من الركوع، وعند الدعاء من السنة أن يقوم برفع ذراعيه، وإن أتم الصلاة بدون دعاة فلا بأس عليه، كما يمكن الدعاء بالأدعية التي ذكرها رسول الله صل الله عليه وسلم ومن أهمها: " اللَّهمَّ اهدِني فيمن هديْتَ وعافني فيمن عافيْتَ، وتولَّني فيمن تولَّيْتَ، وبارِكْ لي فيما أعطيْتَ، وقِني شرَّ ما قضيْتَ، فإنَّك تقضي، ولا يُقضَى عليك، وإنَّه لا يذِلُّ من واليْتَ ولا يعِزُّ من عاديْتَ تباركتَ ربَّنا وتعاليْتَ".
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_15005