كتابة : مصطفى اوماحا
آخر تحديث: 28/03/2020

ماهو فيروس كورونا المستجد

إن ظهور فيروس كورونا الجديد أحدث ضجة كبيرة بسبب تفشيه في عدد من دولالعالم، لنتعرف على مفهوم هذا الفيروس، أعراضه والتدايير الوقائية للحماية من الإصابة به.
ماهو فيروس كورونا المستجد

تعريف فيروس كورونا

يتم تسمية الفيروسات التاجية بهذا الاسم نظرا للطفرات التي تبرز من أغشيتها، والتي تشبه هالة الشمس. ويمكن أن تصيب كل من الحيوان والانسان على حدة، كما يمكن أن تسبب أمراض الجهاز التنفسي، بدءا من نزلات البرد إلى الحالات الخطيرة مثل متلازمة التنفس الحاد الشديد، أو السارس، الذي سبب المرض لآلاف من الناس في جميع أنحاء العالم -وقتل ما يقرب من 800 شخص-خلال تفشي المرض في عام 2003.

ذكرت السلطات الصحية الصينية أن تفشى العدوى التنفسية بسبب فيروس كورونا الجديد أسفر عن مصرع ما لا يقل عن 132 شخصا ومرض حوالى 6 ألاف شخص. بدأ تفشي الفيروس في ووهان الصينية، كان على ما يبدو في سوق لبيع الدواجن الحية والمأكولات البحرية والحيوانات البرية.

أعراضفيروس كورونا

وتشمل الأعراض الحمى والسعال الشديد وصعوبة في التنفس أو ضيق في التنفس. كما يسبب المرض آفات الرئة والالتهاب الرئوي. وقد تشبه الحالات الأكثر اعتدالا حالات الانفلونزا أو نزلة برد، مما يجعل الكشف عن المرض أمرا في غاية الصعوبة.

ويُعتقد أن فترة الحضانة - وهي الفترة الممتدة من حين التعرض للمرض إلى ظهور الأعراض -تبلغ حوالي أسبوعين. وقالت السلطات الصينية إنها شاهدت حالات لا تنطبق عليها المواصفات المعتادة. كانت الأعراض الأولى في هؤلاء المرضى هي خلل في الجهاز الهضمي، بما في ذلك الإسهال.

كما أكد ما شيا ووى رئيس لجنة الصحة الوطنية الصينية أن المصابين يمكن أن ينشروا الفيروس حتى لو لم تظهر عليهم أعراض المرض.

خطورةفيروس كورونا

يشعر المسؤولون الصحيون في جميع أنحاء العالم بحالة من الجزع اتجاه هذا الفيروس، ولكن من الصعب تقييم درجة فتك فيروس جديد بدقة. كما رفضت منظمة الصحة العالمية إعلان تفشي هذا المرض حالة طوارئ صحية عالمية.

وقال الدكتور ويليام شافنر، أستاذ الطب الوقائي والأمراض المعدية في المركز الطبي لجامعة فاندربيلت: "عندما نحصل على مرض معد جديد، نتعرف أولا على الحالات الأكثر حدة ،ومع مرور التحقيق، غالباً ما نعلم أن هناك أشخاصاً أقل إصابة بإصابات شديدة، ويمكن أن نتعرف حتى على الأشخاص المصابين الذين نادرا ما يمرضون".

على سبيل المقارنة، يتم إدخال ما يقرب من 200,000 شخص إلى المستشفيات بسبب الإنفلونزا كل عام في الولايات المتحدة، ويموت حوالي 35,000 شخص. في حين يقول بعض العلماء إن الفيروس الجديد يبدو أقل حدة من الفيروسات التاجية الأخرى، مثل السارس ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، فإنه ليس من الواضح ما إذا كانت السلطات الصينية شفافة تماماً بشأن عدد الإصابات والوفيات، أو حتى ما إذا كانت هذه الأرقام يجري تعقبها بعناية.

وقالت الدكتورة جولي فايشامبايان، رئيسة لجنة الصحة العامة في جمعية الأمراض المعدية الأميركية، "إن المعلومات التي نعرفها تتغير بسرعةوكلما ظهر فيروس جديداحتجنا بعض الوقت لدراسته ومعرفة الكثير عنه،لدى سيكون هناك الكثير من المتغيرات."

حقائق عن فيروس كورونا الجديد

كيف يتم انتقال فيروس كورونا؟

قال الدكتور فايشامبايان إن الفيروس التاجي في ووهان ينتقل على الأرجح عن طريق السعال والعطس، كما هو الحال مع الأنفلونزا والفيروسات التنفسية الأخرى. ويتدافع العلماء لفهم مدى سهولة انتقال الفيروس.

كما تشير دراسة دقيقة لإحدى الأسر، نشرت في مجلة "ذي لانسيت" الطبية، إلى أن الفيروس انتقل من مريض واحد إلى ستة آخرين؛ كان اثنين منهمافقط على اتصال مع المريض الأول.

عدد الأشخاص الذين أصيبوا بالفيروس

ومن المعروف أن حوالي 000 6 شخص قد أصيبوا بالعدوى، وتوفي ما لا يقل عن 132 شخصا. ويعيش معظم المصابين فيووهان، وهى مدينة يبلغ عدد سكانها 11 مليون نسمة فى وسط الصين، كما أصيب الأشخاص اللذين سافروا إلى هناك مؤخرا.

معدلات الوفيات مرتفعة بسبب الأوبئة التي تسببها أفراد آخرون من الأسرة الفيروسية، سارس ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية: 10 في المائة للسارس، وحوالي 35 في المائة لفيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية. تقتل الأنفلونزا المزيد من الناس كل عام، ولكن معدل الوفيات فيها لا يتجاوز 0.1 في المائة. وعدد الوفيات مرتفع لأن الكثير من الناس يصابون بالعدوى. وكان معدل الوفيات من وباء الانفلونزا الاسبانية في عام 1918 حوالي 2 في المئة.

تنتشر أوبئة الفيروس التاجي على نطاق واسع من حيث القدرة على أن تتسبب في خسائر فادحة، ولذلك تتدافع السلطات الصحية للقضاء عليها. وبالرغم من أنه من السابق لأوانه معرفة معدل وفيات الفيروس الجديد، الا أن منظمة الصحة العالمية ذكرت أن معظم المرضى يعانون من مرض خفيف، بينما يصاب ما يقدر ب20 فيالمائة منهم بمرض شديد، بما فيذلك الالتهاب الرئوى وفشل الجهاز التنفسى الذى قد يؤديإلى الموت.

من أين بدأ تفشي الفيروس التاجي الجديد؟

في 8 يناير2020، ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن الباحثين الصينيين قد حددوا فيروس كورونا الجديد باعتباره العامل الممرض وراء مرض غامض أصاب 59 شخصًا في ووهان. وارتبطت هذه الحالات بسوق بيع الأسماك الحية والحيوانات والطيور. وتم إغلاق السوق في وقت لاحق وتطهيرها.

ما هو مصدر تفشي الفيروس؟

الحيوانات هي المصدر الرئيسي الأكثر احتمالا لتفشي المرض، ولكن لا يزال من غير الواضح أي نوع من الحيوانات. كما يعتقد أن تفشي سابق لأمراض مماثلة، بما فيها السارس، قد بدأ من أسواق الحيوانات الحية.

ينتقل الفيروس التاجي الذي يسبب فيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية إلى البشر عن طريق الإبل. ولكن على الرغم من أن المرضى الأوائل الذين أصيبوا بالمرض بسبب فيروس ووهان التاجي كان يعتقد أنهم أصيبوا بالمرض في السوق، إلا أن المرض يمكن أن ينتقل أيضًا من شخص إلى آخر. وقد أصيب عدد متزايد من الناس، بمن فيهم المهنيون الطبيون الذين يرعون المرضى. وهذا يجعل مناحتواء الفيروس أمرا صعبا.

ما هو العلاج المتاح؟

قالت الدكتورة فايشامبايان إن العلاج الرئيسي هو الرعاية الداعمة، بما في ذلك التأكد من حصول المريض على ما يكفي من الأكسجين، واستخدام جهاز التنفس الصناعي لدفع الهواء إلى الرئتين إذا لزم الأمر. وقالت إنه يتعين على المرضى أن يستريحوا ويشربوا الكثير من السوائل "بينما يقوم الجهاز المناعي بعمله ويشفي نفسه". غير أنه لم تتم الموافقة على أية أدوية لأي من أمراض الفيروس، بما في ذلك فيروس ووهان التاجي.

ماذا تفعل السلطات الصحية لاحتواء الفيروس؟

أغلقت السلطات الصينية خطوط النقل من وداخل ووهان وغيرها من المدن المتضررة، وحاصرت ما يقرب من 50 مليون شخص. وتم تقليص خدمة الحافلات، وكذلك السفر إلى الخارج.

تقوم الحكومة ببناء مستشفيين جديدين للتعامل مع مرضى الفيروس التاجي؛ سيتم الانتهاء من ذلك في غضون أسبوعين. وحظرت التجمعات العامة الكبيرة والعروض في ووهان، وأعلنت الحكومة أن جميع السكان مطالبون بارتداء أقنعة في الأماكن العامة للمساعدة في منع المرض من الانتشار.

كما تم إغلاق دور السينما في معظم أنحاء البلاد. وتقوم الحكومات في جميع أنحاء العالم بفحص المسافرين الذين انطلقوا من ووهان في موانئ الدخول للكشف عن علامات المرض.

أنا مسافر إلى الصين ماذا يمكنني أن أفعل لحماية نفسي؟

حذرت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها من جميع الرحلات غير الضرورية إلى الصين. وحثت لجنةالمراقبة والوقاية ضد الأمراض جميع الذين لا يجدون بدا من السفر إلى هناك إلى إتخاذ جميع الإجراءات والتدابير الوقائية منها:

  • تجنب الاتصال بأي شخص مريض، وكذلك مع الحيوانات والأسواق التي تباع فيها.
  • كما يجب على الأشخاص الكبار في السن أو الذين لديهم حالة صحية غير مستقرة استشارة الطبيب قبل القيام برحلة إلى الصين.
  • ينبغي على المسافرين غسل اليدين بشكل متكرر وتجنب لمس وجوههم كماقال الدكتور شافنر، من المركز الطبي لجامعة فاندربيلت.
  • الحفاظ على مسافة من أي شخص يسعل ويعطس.
  • أيضا يجب على المسافرين مراقبة صحتهم عند عودتهم.
  • وإذا حدث سعال أو حمى، يجب الاتصال بمقدمي الخدمات الصحية قبل الدخول، حتى يتمكنوا من إعداد ووضع تدابير وقائية.

هل يجب أن أرتدي قناعاً؟

إذا كان لديك عدوى في الجهاز التنفسي، فإن إرتداء القناع يساعد على حماية الناس من حولك من المرض عن طريق الحد من خطر انتشار العدوى، ويقول الخبراء أن ارتداء قناع جراحي قد يحميك إلى حد ما من العدوى إذا كنت وسط حشد من الناس وكان هناك تفشي للمرض. لكن على العموم فالأقنعة الجراحية ليست قريبة بما يكفي لتصفية كل الهواء الذي تتنفسه.

في الأخير تجدر الإشارة إلى أنه من المحتمل أن يتحول فيروس ووهان التاجى المنتشر في الصين إلى وباء يجوب العالم، وفقا لما ذكره العديد من خبراء الأمراض المعدية فيالعالم. قد يكون للوباء (وهو وباء مستمر في قارتين أو أكثر)عواقب عالمية، على الرغم من القيودعلى السفر والحجر الصحي الذي تفرضه الآن الصين وبلدان أخرى. ومع ذلك، لا يعرف العلماء حتى الآن مدى فتك الفيروس التاجي الجديد، لذلك هناك عدم يقين حول مدى الضرر الذي قد يسببه هذا الفيروس.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ