ما المقصود بالمطايا؟
جدول المحتويات
- ما المقصود بالمطايا؟
- ما هي “مطية”؟ وما الفرق بين مطية ومطيّة ومطايا؟
- أمثلة على استخدام كلمة “مطايا” في الشعر العربي
- المطايا في الأدب العربي / في الشعر الجاهلي والإسلامي
- أصل كلمة مطايا / الجذر / الاشتقاق
- مرادفات كلمة “مطايا” وكلمات قريبة
- لماذا لم تعد كلمة “مطايا” تُستخدم في العامية؟
- النية مطية .. النوايا مطايا
- شرح قصيدة تحتوي كلمة “مطايا”
- أمثلة من الأدب والشعر — استخدام “مطايا” في سياق شعري
- صعوبة استخدام كلمة مطايا في الزمن المعاصر
ما المقصود بالمطايا؟
المطايا: جمع مطِيّة أو مطِيّة (بكسر الطاء)، وهي الدابة التي تُمتطى، أي الحيوان الذي يُركب عليه في السفر كالناقة، الجمل، الفرس، أو غيرها من الدواب.
- “المطية/المطيّة” تعني «الدابة التي يُركب عليها»، أي الحيوان أو الدابة المُمكن أن تُمتطى — سواء كان بعيراً (إبل)، حصاناً، ناقة، أو غيرها.
- أصلها من جذر “مطو/مطْو” الذي يحمل معنى “المدّ/التمتدّ” — لأن الدابة “تمطو” في سيرها، أي تمطّ ظهرها وتتمدد عند المشي.
- صيغة الجمع “مطايا” هي صيغة على وزن “فعالى” — وهي صيغة جمع غير شائعة في كثير من الأسماء، ما يجعل الكلمة في الأدب العربي تبدو “فصيحة/فخمة/قديمة” غالبًا.
ما هي “مطية”؟ وما الفرق بين مطية ومطيّة ومطايا؟
مطية / مطيّة
- كلاهما صحيح لغويًا (بفتح أو بكسر الطاء)، والمعنى واحد: الدابة التي تصلح للامتطاء.
- تُستعمل غالبًا للإبل، ثم للخيول، ثم لأي دابة يمكن الركوب عليها.
مطايا
- صيغة الجمع من “مطية”.
- جمع تكسير على وزن “فعالى”، مثل: سقاية → سقايا، رواية → روايا.
الفرق باختصار:
| اللفظ | النوع | المعنى |
|---|---|---|
| مطيّة | مفرد | الدابة التي تُركب |
| مطية | مفرد | نفس المعنى (بفتح الطاء) |
| مطايا | جمع | الدواب المعدّة للركوب |
أمثلة على استخدام كلمة “مطايا” في الشعر العربي
قول جرير:
ألستم خيرَ مَن رَكِبَ المطايا وأندى العالمين بطونَ راحِ
يستخدم الشاعر “المطايا” ليصف الركائب التي تحمل القوم، عادةً الإبل.
من شعر طرفة بن العبد:
وَيَوْمٍ كَظَهْرِ العِيسِ فِيها عَلَيْهَا المَطَايَا حِقْبَةً وَرِكَابَا
هنا يدل على الإبل المجهّزة للسفر الطويل.
من شعر ذي الرمة:
تَسُوقُ المَطَايَا في الفَلاةِ كَأنَّها سَفِينَةُ رُبَّانٍ تَخُوضُ بُحُورَا
يشبّه المطايا بالسفن في حسن السير واستقامته.
المطايا في الأدب العربي / في الشعر الجاهلي والإسلامي
- استخدم العرب كلمة المطايا بكثرة في الشعر الجاهلي لأنها كانت الوسيلة الأساسية للرحلة والتنقل، خصوصًا الإبل.
- تظهر في وصف الرحلات، الأسفار، الحنين، الفخر بالقبيلة، والابتهال.
- في العصر الإسلامي استمرت الكلمة في الاستخدام خصوصًا في الرحلات بين الأمصار وفي الحج.
- في الأدب النثري، وردت في كتب: الأغاني- العقد الفريد - لسان العرب - الأصمعيات:
وكانت دائمًا رمزًا:
- للترحال
- للصبر
- للطريق الطويل
- وللقوة والاحتمال
أصل كلمة مطايا / الجذر / الاشتقاق
- الأصل: مَطَوَ – يمطو
- المعنى في الجذر: المدّ والامتداد
- سُمّيت الدابة مطية لأنها تمطو ظهرها عند المشي، أي تمتد في خطواتها.
الاشتقاق:
- مطية ← من الفعل "مطا" أي مدّ.
- مطايا ← جمع تكسير من “مطية” على وزن “فعالى”.
مرادفات كلمة “مطايا” وكلمات قريبة
| الكلمة | المعنى |
|---|---|
| راحلة | ناقة معدّة للسفر |
| ركائب | الدواب المحمولة |
| دابة | حيوان يُركب أو يُستعمل |
| دِوابّ | جمع "دابة" |
| عيس | الإبل الشقراء |
| نُوق | جمع ناقة |
| إبل / بعير | أشهر ما يُمتطى عند العرب |
| هماليج | مركبات قديمة تُجرّ |
لماذا لم تعد كلمة “مطايا” تُستخدم في العامية؟
هناك عدة أسباب لغوية وتاريخية:
- تغيّر أساليب الحياة: لم يعد الاعتماد على الدواب في الحركة كما كان عند العرب قديمًا.
- دخول مفردات جديدة: مثل: سيارة، مركبة، حافلة، دباب، نحوها.
- انحسار الكلمات الفصيحة في التداول اليومي: حيث حلّت العامية محل كثير من المفردات التراثية.
- تخصص الكلمة بالسياق القديم: أصبحت كلمة “مطايا” تُستخدم فقط في: الشعر- الأدب - النصوص التراثية - كتب اللغة، ولم يعد لها حضور في الكلام اليومي.
النية مطية .. النوايا مطايا
تُعدّ عبارتا "النية مطيّة" و"النوايا مطايا" من التعابير العربية الفصيحة التي تحمل معنى مجازيًا بليغًا، وليستا من الأمثال الشعبية المتداولة. فالمطيّة في اللغة هي الدابة التي تُركب في السفر، والمطايا جمعها. وقد شبّه العرب النية بالمطيّة لأنها الوسيلة التي يُحمَل عليها العمل ويُبنى عليها الفعل، كما تُستخدم المطيّة لحمل المسافر إلى وجهته. لذلك يُقال إن "النية مطيّة" أي أن حسن النية هو الذي يقود صاحبه إلى العمل الصالح، وتُقال بصيغة الجمع "النوايا مطايا" للدلالة على أن الأعمال كلها تنطلق من النوايا، وأن صلاح العمل أو فساده إنما يعود إلى صدق القصد. هاتان العبارتان تعبّران عن معنى شرعي وأدبي عميق يرتبط بقول النبي ﷺ: «إنما الأعمال بالنيات»، ولهما حضور في الخطاب الوعظي والأدبي، وإن لم تُعدّا أمثالًا شعبية.
شرح قصيدة تحتوي كلمة “مطايا”
شرح بيت جرير الشهير:
ألستم خير من ركب المطايا-- وأندى العالمين بطونَ راحِ
الشرح:
- يمدح جرير قومه بأنهم خير من ركب المطايا، أي أفضل الناس في السفر والركوب، مما يدل على علوّ مكانتهم.
- "بطون راح" = بطون الكفوف، كناية عن الكرم والسخاء، أي أنهم أكثر الناس جودًا.
في هذا البيت:
- “المطايا” دلالة فخر بقوم يعرفون السفر، الصبر، والنجدة.
- البيت أصبح من أشهر أبيات الفخر في الشعر العربي كله.
إعراب ألستم خير من ركب المطايا وأندى العالمين بطون راح
ألستم خير من ركب المطايا
- أَ: الهمزة حرفُ استفهام لا محل له من الإعراب.
- لَسْتُم: ليس: فعل ماضٍ ناقص جامد يعمل عمل كان، التاء: ضمير متصل في محل رفع اسم ليس، الميم (واو الجماعة + ميم الجمع): علامة جمع المخاطبين، لا محل لها.
- خيرَ: خبر ليس منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.
- من: اسم موصول مبني على السكون في محل جر مضاف إليه.
- ركبَ: فعل ماضٍ مبني على الفتح.
- الفاعل: ضمير مستتر تقديره “هو” يعود على "من".
- المطايا: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدَّرة لأنه اسم مقصور جمع تكسير.
- وجملة "ركب المطايا" صلة الموصول لا محل لها من الإعراب.
وأندى العالمين بطونَ راح
- الواو: حرف عطف.
- أندى: اسم معطوف على "خيرَ" منصوب، وعلامة نصبه الفتحة. (وهو اسم تفضيل بمعنى: أكثر جودًا)
- العالمين: مضاف إليه مجرور، وعلامة جره الياء لأنه جمع مذكر سالم.
- بطونَ: تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتحة.
- راحٍ: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة. ومعنى “راح” = الكفّ.
أمثلة من الأدب والشعر — استخدام “مطايا” في سياق شعري
في “المعجم الشعري” تُعرف “المطايا” كجمع “المطية/المطيّة” بمعنى الدابة.
- في إحدى القصائد يُقال:
«يا صاحِبي قِف بِالمَطايا ساعَةً …» — مما يدل على أن المطايا تُستخدم للإشارة إلى الدواب/الركوب.
- كذلك جاء في شرح شعري: في قصيدة ألستم خير من ركب المطايا للشاعر جرير (أو على الأقل يُنسب إليه) — حيث استخدم “مطايا” بمعنى “دواب / ركائب”.
- أما من حيث الاشتقاق والنحو، فقد ذكر علماء نحويون أن “المطية/المطيّة” من الدواب التي “تمطو” في سيرها، والجمع “مطايا”.
صعوبة استخدام كلمة مطايا في الزمن المعاصر
هناك سؤال يطرح على أذهان العديد وهو لماذا لا نصادف كلمة مطايا عند التحدث مع الآخرين أو في ندوات ثقافية أو مع من يستخدمون اللغة العربية الفصحى في حديثهم إليكم السبب:
- الكلمة “مطايا” تأتي من الفصحى/لغة عربية قديمة أو شعرية، فهي ليست من الكلمات العامية أو اليومية، ولذلك قل استخدامها مع مرور الزمن.
- مع تغيّر وسائل النقل (السيارات، وسائل المواصلات الحديثة) وتحوّل الحياة من البداوة/الترحال إلى المدنية والاستقرار، فقد قلت الحاجة لاستخدام الدواب كـ “مطايا” — وبالتالي خفت كلمة “مطايا” من التداول اليومي.
- كما أن في كثير من اللهجات العربية العامية، تُستبدل كلمات مثل “حيوان/حصان/ناقة” أو حتى “ركوب/دابة” بألفاظ عامية أبسط، ما يجعل “مطايا” تبدو وكأنها “كلمة من التراث القديم”.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_21850