كتابة :
آخر تحديث: 29/08/2021

ما المقصود بمفهوم ثقافة العمل وأهميته؟

إن ثقافة العمل من الثقافات التي يجب تنميتها، وتعزيزها بين الشعوب، حيث أن العمل هو عماد الحياة، وبه تقوم الحضارات ويعيش البشر.
فالإنسان لا يستطيع أن يعيش بدون عمل، فبالعمل تقوم المجتمعات، لذلك من الضروري أن نعزز من ثقافة العمل.
ما المقصود بمفهوم ثقافة العمل وأهميته؟

تعريف الثقافة

تعرف الثقافة في اللغة على أنها :

  • الفطنة، كما أن لها عدة تعريفات لغوية متنوعة أخرى، فهناك من عرفها على أنها كل ما يضيء العقل أو الاطلاع الواسع في العديد من العلوم والمعارف.

وتعرف الثقافة اصطلاحًا على أنها :

  • عبارة عن نظام يتكون هذا النظام من الأعراف والقوانين والعادات والتقاليد بجانب المعتقدات والسلوك بالتأكيد.
  • وهذا النظام يميز جماعة بعينها عن باقي الجماعات، وشمل الثقافة: الفنون والآداب والأعراف والقوانين وطريقة المعيشة.
  • ثقافة الفرد والمجتمع تؤثر على سلوكهم فهي تتضمن السلوك، بجانب أنها مكتسبة ومتغيرة فالتغير في الثقافة يؤدي إلى التغير في السلوك بصورة تلقائية.

أهمية الثقافة

إن الثقافة شيء مهم جدا ويجب الاهتمام به والتحسين منه، وترجع أهمية الثقافة إلى الأسباب الآتية:

أنها تعرفنا بالتاريخ والماضي:

  • فالثقافة تعتبر مصدر مهم للحصول على المعلومات والوثائق التاريخية، بجانب معرفة طريقة التفكير قديما وحديثًا والعادات والتقاليد.

فهم الذات:

  • فالثقافة تجعلنا نفهم ذاتنا ونفهم أكتر عن أنفسنا عن طريق التأمل ودراسة أسلوب الحياة والأفكار والنظم، بجانب أنها تمكن الفرد من معرفة أصله وهويته ومن هو وكيف وصل إلى هذه المرحلة وغيرها من الأسئلة التي قد يسألها أو تدور في عقل أي أحد والتي تجيب عنها الثقافة.
  • عندما يفهم الفرد ذاته فأنه سوف يزيد الترابط بينه وبين مجتمعه واحترامه لذاته والشعور بالانتماء للجماعة التي تشبه.

معرفة مراحل تطور الفرد:

  • فدراسة الثقافة ودراسة تاريخ الثقافة يساعد على التعرف على تطور الفرد والمراحل المختلفة له.

القيم الأخلاقية:

  • أن الثقافة تعرفنا بالقيم الأخلاقية السائدة في مجتمع ما، فكل جماعة لديها قيمها وأخلاقياتها؛ وذلك فإنّ اتّباع وتعلم الثقافة يغرس تلك القيم الثقافية في الشخص، ويجعل منه شخصاً مسؤولاً وقادراً على التفاعل مع مجتمعه ومع الآخرين.

الانضباط:

  • تساعد الثقافة على تنمية الانضباط داخل الأفراد.

الانتماء:

  • فهدف الثقافة الأعلى والأسمى هو غرس وتنمية الشعور بالانتماء لأفرادها، كما أن هدفها هو تحقيق السلام والتعايش السلمي بين أفراد المجتمع.

احترام التنوع الثقافي:

  • فالثقافة تعلمنا أن هناك تنوع واختلاف بين الجميع، ويجب احترام التنوع الثقافي والثقافات المختلفة، حتى يعم السلام والتواصل الفعال بين الشعوب.

فهم معنى الحياة:

  • فدراسة الثقافة تساعدنا على فهم معنى الحياة والغرض منها، وفهم مراحل الحياة وجوانبها المختلفة.
  • وذلك فأن الثقافة توجّه الأشخاص نحو الطريق الصحيح الذي ينبغي اتّباعه في كلّ مرحلة تحتاج إلى تصرُّف مُختلف من قِبل الشخص.

حماية الأجيال المقبلة:

  • فيجب حفظ الثقافة ودراستها وتعليمها لجميع أفراد المجتمع، حتى يحفظوها بداخلهم ويورثوها إلى أبنائها حتى تستمر الثقافة التي ستحافظ على الجيل المستقبلي.
  • وتضمن له الحفاظ على هويته وذاته، فإن الابتعاد عن الثقافة والقيم التي تركها الآباء يؤدي إلى التشتت والضياع.

المسؤولية:

  • إن فهم الثقافة ينمي لدى الفرد الشعور بالمسئولية، وتجعل الفرد مسئولا اتجاه نفسه واتجاه هويته، فهو سوف يعمل على الحفاظ عليها ليرقى بنفسه ومجتمعه.

أهمية العمل

أن أهمية العمل لا تقتصر فقط على أنه مجرد وسيلة لاستمرار الحياة، بل هو الحياة بذاتها، فإن العمل يساعد على الأتي:

  • يجعل الإنسان يشعر بقيمته ومسئوليته، فالعمل واجب وحق وحياة لكل فرد يستطيع القيام بالعمل.
  • إن العمل هو وسيلة لتعمير المجتمع، وهو يعطي للإنسان هدف للحياة، أفضل من أن يحيا الإنسان بلا مسئولية فسيصبح إنسان فارغ تحيط به التفاهات والأمور التي لا معنى لها.
  • العمل يجعل الإنسان نافع لمجتمعه، مهما كان ذلك العمل؛ فلا يوجد عمل شريف وعمل غير ذلك، بل أي عمل يفيد المجتمع ويرضي الله، فهو عمل شريف مهما كان.
  • فالعمل هو الأساس لتحقيق الرفاهية، والازدهار فهو يوفر سبل الراحة لأفراد المجتمع.
  • لقد حثت جميع الأديان على العمل وتحمل المسئوليات، والعمل لصالح الجماعة.
  • للأهمية الكبيرة للعمل أصبح هناك ما يسمى بثقافة العمل، وهي من أهم أنواع الثقافات، والذي يجب أن نهتم به ونعزز من قيمته، وسوف نختص بالحديث عنها بشيء من التفصيل في العنصر التالي.

ثقافة العمل

هي نوع من الثقافات يسمي بثقافة العمل، وتختلف هذه الثقافة من مجتمع إلى آخر، وحتى قيمتها تختلف من مجتمع إلى مجتمع آخر، فالمجتمعات المتقدمة تقدس من قيمة العمل على عكس المجتمعات النامية، وتتلخص أهميته في :

  • أنها تجعل الإنسان العمل يعرف ما عليه من واجبات وما له من واجبات.
  • وتختلف على حسب دين المجتمع وأعرافه وأسلوب حياة أفراد ذلك المجتمع؛ وهذا واضح في نظرة كل مجتمع إلى الآخر.
  • فالمجتمع العربي على سبيل المثال يعطي الأهمية للمهندس والطبيب ويكون هما أعلى فئة في المجتمع من حيث الراتب والمستوى الاجتماعي فقد نرى على سبيل المثال في مجتمعاتنا العربية أنّ المهندس أو الطبيب يحوز الراتب الأعلى والمستوى الاجتماعي.
  • وهذا ما يفسر اهتمام الأهل في بذل كل ما يستطيعون من بذل من أجل أن يصبح أحد أبنائهم طبيب أو مهندس، على عكس مجتمعات أخرى قد نرى أنها لا تولي المهندس والطبيب نفس الاهتمام أو لا يحصلون على نفس المستوى الاجتماعي الذي يتمتعون به في الدول العربية.
  • ولكن من الضروري والواجب أن ننظر إلى كل الأعمال النافعة للمجتمع على أنها كلها سواء، وان لا فرق بينهم، وان العمل ليس للحصول على الأموال التي تكفي للعيش فقط ولكن من أجل خدمة الأمة والإنسانية بشكل عام.
  • إن الثقافة لا تقتصر فقط على مجرد تقسيمات للأعمال والمهن المختلفة، بل يتجاوز ذلك إلى سلوك العمال داخل عملهم، من التزام واحترام للعمل وانضباط داخل الأعمال المختلفة، والحرص على تأدية العمل بأفضل وجه قدر ما يستطيعون.

نقل ثقافة العمل

وتنتقل الثقافة عن طريق :

  • أن الفكرة والتنوير، فيجب نشر الوعي بأهمية العمل وعلى الجهات المختصة أن توقر من كل عامل وترفع من شأنه مهما كبر أو صغر.
  • ونستطيع نقل ثقافة العمل إلى الأجيال المقبلة عن طريق التعليم والتربية الإيجابية، وأن يظهر منا احترام العمل حتى ينعكس على الأجيال المقبلة.
  • والجدير بالذكر إلى أن لارتقاء بثقافة العمل في أي مجتمع هو الارتقاء بالمجتمع في حد ذاته، والارتقاء بالثقافة.
  • عن طريق محاربة المفاهيم الخاطئة عن العمل، وأن جميعا نعمل لسد الثغور المختلفة، وان كل إنسان ميسر إلى ثغر ما.
إن العمل من أهم الموضوعات التي يجب الاهتمام بها في حياتنا لما يحققه العمل من أهداف، لذلك يجب الاهتمام بـ ثقافة العمل.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ