ما هو علم السيكولوجيا
ما هو علم السيكولوجيا وعلاقته بقرارات الإنسان
أول ما يلفت الأنظار إلى أهمية علم النفس أو علم السيكولوجيا هو الصعوبة الشديدة التي قد يجدها البعض في اتخاذ بعض القرارات في الحياة العادية، حتى وإن كانت بعض القرارات البسيطة مثل القرار في اختيار الأطعمة التي يجب تناولها خلال اليوم، أو اختيار الملبس الذي نريد أن نلبسه.
فهناك حيرة كبيرة نجدها في بعض القرارات وهناك أيضاً أخطاء قد نقع فيها بسبب تجاهل بعض الآلام في أنفسنا.
إن تجاهل آثار بعض المواقف الصعبة لا يقضي عليها ولكن يجعلها تتحكم فينا من خلال اللاشعور، أو بمعنى أدق تتحكم فينا بدون شعور منا أو وعي.
فمثلاً حين نختار ملبس معين، نبتعد دون شعور عن ذلك الثياب الذي سبب لنا بعض الأذى النفسي من تعليقات الناس عليه.
وإذا تصاعدنا في أهمية القرارات في حياتنا، فإن سلوكياتنا تتأثر بالآلام التي آلمت أنفسنا دون علاج حقيقي لها، مثل قرارات اختيار نوع التعليم واختيار شريك الحياة وغيرها من القرارات المصيرية.
التجاهل لا يعالج المشكلة
إن المواقف الصعبة لها وقت محدد تنتهي فيه واقعياً، ولكن آثارها قد يمتد في النفس لعشرات السنين، يؤثر على قراراتنا ويفوت العديد من الفرص على صاحبها، وليس هناك من سبيل إلا دراسة تلك السلوكيات والكشف عن الأسس النفسية التي أدت إلى تلك السلوكيات الخاطئة.
وللحظة نتخيل حدوث تلك المشكلة دون وجود لعلم السيكولوجيا أو علم النفس، لمن يمكن أن نلجأ؟
قد نلجأ لرجل الدين، ولكن المشكلة ليست دينية، وقد نلجأ لرجل حكيم، ولكن تبقى المشكلة النفسية في حاجة إلى أسس علمية نفسية نبني عليها أسس للعلاج السلوكي والعلاج المعرفي يتدرب عليها الإنسان بشكل حقيقي ليغير سلوكياته ويتمكن من اتخاذ قراراته بشكل سليم في حياته.
العلاج المعرفي ودوره في علم النفس
ذكرنا في بداية تلك المقالة أن تلك المقالة ليست للأكاديميين، ولكن لغير المتخصصين في علم النفس، ونحاول في السطور القادمة تبسيط فكرة العلاج المعرفي في كلمات بسيطة.
إذا ما نظرنا لعين الطفل ذو الشهور القليلة في الحياة، فإننا نرى عينيه تسجل كل شيء حوله، تسجل الحركات والسكنات، تسجل الأصوات والعبارات، حتى تلك الأشياء العابرة التي قد لا يلتفت إليها كثيرين، نجد الطفل يلتقطها ويسجلها بشكل دقيق جداً.
فلا تتعجب من قوة ذاكرة الطفل حين يتذكر بعض التفاصيل التي حدثت من سنوات، ذلك لأنه ببساطة في هذا السن يجمع العديد من المعلومات والمعارف بشكل كبير جداً.
تلك المعارف التي يجمعها الطفل في سنوات عمله الأولى تعتبر هي المرجع والقاموس الذي يفسر له معظم الظواهر التي سيراها فيما بعد في مراحل الطفولة المتأخرة والمراهقة والمراحل التالية.
فإذا كانت تلك المعارف التي جمعها الطفل في سنواته الأولى غير مرتبة وغير متابعة من الشخصيات الوالدية فإن الطفل يستقبلها بشكل عشوائي، وتلك العشوائية تشكل خطورة كبيرة جداً على النسق النفسي الخاص به.
فمثلاً حين يتم عقاب الطفل بسبب اقترابه من النار، ولا يتم إخباره بسبب العقاب، فقد يظن الطفل أنه تم عقابه بسبب ظلم لحق به، أو بسبب أن عائلته تكرهه، أو أن عائلته لا تعطيه التقدير الكافي.
وحين ينشأ الطفل وهو معتقد بأن عائلته تكرهه ولا يتم الكشف عن هذا الاعتقاد في الوقت المناسب لتصحيحه، فإن هذا الاعتقاد الخاطئ يتأسس عليه العديد من السلوكيات الخاطئة فيما بعد، ويحتاج الإنسان إلى علاج معرفي مكثف لتصحيح المعارف الخاطئة التي اكتسبها في مرحلة الطفولة المبكرة.
والعلاج المعرفي يحتاج إلى بحث دقيق في تاريخ المريض النفسي للكشف عن جوانب الخطأ والمغالطات التي وقع فيها والتي ترتب عليها صورة ذهنية كاذبة أدت إلى سلوكيات ضارة بالذات والآخرين.
ما هو علم السيكولوجيا وعلاقته بالمجالات التجارية
هناك أهمية قصوى لعلم النفس أو علم السيكولوجيا في مجالات البيع والشراء والتجارة، ففرع علم النفس الاستهلاكي يتناول بشكل دقيق الأسس الحاكمة للسلوكيات الاستهلاكية للإنسان، وبمعنى آخر، ما هي القوانين والمعايير التي يبني عليها الإنسان قراراته الاستهلاكية سواء كان هذا الاستهلاك لمواد غذائية أو مواد صحية أو مواد بناء أو غير ذلك.
والسمات النفسية في السلوكيات الاستهلاكية تختلف من بيئة لأخرى ومن مجتمع لآخر حسب طبيعة المجتمع الثقافية والجغرافية والاجتماعية.
فالمجتمعات الريفية تختلف في سلوكياتها الاستهلاكية عن المجتمعات الصحراوية، فالعائلة الريفية تختلف في تكوينها ومعتقداتها عن القبائل الصحراوية، ويختلف الاثنان عن المجتمع البحري الذي يتميز بالانفتاح على الزائرين والتفاعل معهم.
فالمجتمع الصحراوي مجتمع مغلق لا يستقبل العديد من الزوار، وتظل المعتقدات الاجتماعية والثقافية لديه ثابتة لسنوات طويلة، بخلاف المجتمع البحري أو البلدان التي تملك سواحل على البحر، فإنها تتميز بالمرونة والتطور في العادات والثقافات وذلك بفعل تفاعلها مع الزوار التي تستقبلهم عبر السفن بموانيها.
علم النفس وقياس الحالة النفسية الجماعية
هناك فرع في علم النفس يسمى علم النفس الجماعي يهتم بشكل خاص بالحالة النفسية المنتشرة في جماعة معينة خلال فترة معينة، والتغيرات النفسية التي تحدث لهم تبعاً للأحداث التي يتعرضون لها.
فالمجتمعات التي تتعرض للحروب والكوارث تختلف طبيعتها النفسية عن الشعوب المستقرة اقتصادياً واجتماعياً، ففي الأولى تحتاج المجتمعات إلى معاملة نفسية واعية تحافظ على تماسكها وسط الأزمات.
كذلك هناك قياسات للحالة النفسية أو استطلاع للحالة النفسية لمجتمع تجاه قضية من القضايا، سواء كان بالرفض أو القبول أو خلاف ذلك، مثل حالة الرفض لزواج القاصرات في بعض المجتمعات، في حين يقبل بزواج القاصرات في مجتمعات أخرى.
ويدرس هذا العلم العلاقة بين الفرد والجماعة، وهل هي علاقة صحية أم أنها تحتاج لمزيد من التدخل لتحسينها، ففي بعض الأحيان تنتشر حالة الانعزالية في مجتمع معين ويرفض أعضاء المجتمع التشارك فيما بينهم في بعض الأعمال.
علم السيكولوجيا والتأخر الدراسي
هناك دور كبير لعلم النفس في مسألة التأخر الدراسي، حيث أنه يلعب دور البطولة في حل تلك المشكلة، وبدون علم النفس قد لا نجد أي علم بديل يعالج تلك المشكلة من جذورها.
حيث أن علم النفس أو علم السيكولوجيا به القياسات النفسية والعلاجات السلوكية والتدريبات المتخصصة اللازمة لعلاج تلك الحالة وتشخصيها بشكل سليم، وهو العلم القادر على وضع التدريبات والخطوات اللازمة للعلاج بشكل حاسم.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_6749