كتابة :
آخر تحديث: 12/02/2022

ما هي مشاعر القبول والرفض؟ وكيفية الوصول إلى حالة القبول؟

تختلف طريقة تعامل البشر مع الحياة بما فيها من تحديات وصعوبات باختلاف مشاعرهم، فمشاعر القبول تجعل الشخص يتعامل بشكل جيد وإيجابي مع المشكلة، وذلك على عكس مشاعر الرفض. لذا سنتحدث في هذا المقال في موقع مفاهيم عن مشاعر القبول والرفض.
كلما كان الشخص يشعر بمشاعر القبول والتسليم لله عز وجل في كل كبيرة وصغيرة في حياته أو كلما ظهرت أمامه عقبة من عقبات الدنيا، فإن هذا الشخص سيتعامل مع المشكلة على أنها خير معلم له، ولن يراها مشكلة من الأساس، ومن ثم سيقدر على تجاوزها بأقل الخسائر، وذلك على عكس الشخص الساخط أو الرافض للمشكلة أو الحدث الصعب الذي يمر به، والذي يرى المشكلة أمر كبير للغاية، وأنها غضب من الله عز وجل، ولذلك سيكون من الصعب عليه تخطيها.
ما هي مشاعر القبول والرفض؟ وكيفية الوصول إلى حالة القبول؟

ما هي مشاعر القبول والرفض؟

تعتبر مشاعر القبول والرفض من المشاعر المهمة التي يجب على الشخص أن يتعرف عليها، ويعرف كيفية الوصول إلى حالة التسليم والقبول بشكل عام حتى يتقبل أي وضع أو أي شعور سلبي يشعر به، كذلك من خلال معرفة الشخص لهذه المشاعر فيمكنه التخلي عن مشاعر الرفض والسخط الذي يشعر به عند حدوث أي أمر سلبي له، وعندما يتخلى الشخص عن مشاعر السخط والرفض فيمكنه الوصول إلى حالة التسليم أو القبول التي أشرنا لها من قبل، ويقصد بها ما يلي:

مشاعر القبول

  • يقول علماء النفس أن مشاعر القبول هي عبارة عن تخلي الشخص عن مقاومته أو رفضه للكثير من الأمور التي تحدث من حوله أو حتى لنفسه.
  • كما أن مشاعر القبول هي تخلي الشخص عن رغبته في السيطرة على نفسه أو جعل نفسه في نطاق معين أو اتجاه ما في الحياة.
  • فعلى سبيل المثال شخص يريد أن يكون مثاليا في كل شيء، ومن هنا يتبنى الشخص رغبة شديدة في جعل شخصيته مثالية.
  • خاصة في الصفات الجيدة فقط بمعنى أن يكون الشخص متطرف في شخصيته من الناحية الإيجابية فقط.
  • ومن هنا يبدأ الشخص في رفض الجزء السلبي منه، ومن هنا تبدأ المشكلات في حياته حتى يصبح متقبلا لهذا الجزء السلبي أو الجزء المظلم منه.
  • فمشاعر القبول تجعل الشخص متقبلا نفسه أو ذاته في حال كان جيدا أو غير جيدا.
  • وعندما يقوم الشخص بعمل شيء سلبي أو لا يرغبه لسبب أو لآخر، فهنا لا يلوم نفسه أو يجلد ذاته على هذا الفعل، بل يتقبل ما حدث، ويتقبل نفسه.
  • فالقبول يجعل الشخص في حالة من الاتزان النفسي والعاطفي والعقلي، ومن ثم ينعكس ذلك على الصحة الجسدية للشخص.
  • بالإضافة إلى قدرة الشخص على تحقيق النجاح في كل نواحي الحياة خاصة في جانب العلاقات لأنه متقبلا لنفسه أكثر، فمن الطبيعي يتقبل الآخر.
  • كذلك الشخص الذي يكون لديه شعور قبول لنفسه يكون من السهل التعامل معه، ويتميز بالمرونة.
  • وهذا ليس معناه أن يكون الشخص ضعيف أو متاح لأي أحد بل يكون الشخص متزنا في علاقته مع الآخر.
  • كذلك لا يسمح لأحد أن يتخطى حدوده الشخصية، ولا يحاول هو تخطي حدود الآخر.

مشاعر الرفض

  • الرفض عكس القبول، والرفض هو رغبة الشخص في السيطرة على كافة الأمور لأنه لا يشعر بالأمان في حال ترك الأمر أو سلم أمره لله.
  • التسليم ليس معناه الاستسلام بل معناه سعي الشخص في تحقيق هدف ما في الحياة، ولكن بيسر وسهولة، وبحالة من الرضا الداخلي.
  • وحالة الرضا الداخلي هي التي تجعل الشخص راضيا في حال تحقق الهدف أم لا.
  • أما الرفض فيجعل الشخص تحت ضغط عصبي طوال الوقت إما من خسارة أمر معين أو حدوث أمر لا يرغبه.
  • وفي حال حدث للشخص أمر جيد، ولم يتقبل ذلك، وبدأ في رفض الأمر فهنا ينشأ بداخل الشخص صراع نفسي كبير.
  • ومن هنا يشعر الشخص بمشاعر الغضب تجاه نفسه أو تجاه الآخرين والحياة، ويبدأ في لوم نفسه أو جلد ذاته على ما حدث.
  • وبالطبع لن يتم حل المشكلة أو ايجاد حل مناسب لها، ويتفاقم الوضع، ويزداد سوءا.
  • هذا بالإضافة إلى أن الشخص سيفقد توازنه النفسي والعقلي، ويصاب بالمرض فيما بعد.

كيفية الوصول إلى حالة القبول؟

بعد أن تعرفنا على ما هي مشاعر القبول والرفض، فيجب علينا معرفة كيفية التخلي عن الرفض للوصول إلى حالة القبول أو التسليم والرضا، ويتمثل فيما يلي:

  • يعتقد البعض أن المشاعر أمر خارجي يتم جلبه من الخارج، وهذا الاعتقاد خاطئ.
  • فكل أنواع المشاعر بداخلنا سواء كانت سلبية أو إيجابية، والذي يجعل الشخص يشعر بالرفض دائما.
  • هو تبنيه لشعور الرفض والسخط في أي أمر يحدث له في الحياة، وهذا يتم لعدة أسباب.
  • والتي منها الصدمات التي تعرض لها الشخص في الطفولة أو البيئة التي عاش بها الطفل في الصغر.
  • وعندما يتخلى الشخص عن مشاعر الرفض المخزنة في عقله اللاواعي.
  • فإن مشاعر القبول تبدأ في الظهور أو تكون هي الحالة أو المشاعر المسيطرة عليه معظم الوقت.
  • ولكن السؤال هنا كيف يتم التخلي عن مشاعر الرفض للوصول إلى حالة القبول أو التسليم.

خطوات الوصول إلى حالة القبول والتسليم

من أهم الخطوات التي تساعدك على الوصول إلى القبول والتسليم ما يلي:

أولا: تفعيل المراقبة الذاتية

  • لن يستطيع الشخص السيطرة على مشاعر الرفض أو الغضب الذي يشعر به عند التعرض لموقف صعب في الحياة إلا بتفعيل المراقبة الذاتية.
  • المراقبة الذاتية هي عبارة عن أن يقوم الشخص بجعل عقله الواعي يسيطر على اللاواعي عنده بما يحتويه من مشاعر وأفكار ومعتقدات.
  • كما أن المراقبة الذاتية تجعل الشخص في حالة من الحياد عند الشعور بشعور غير جيد.
  • بحيث لا يحكم الشخص على الشعور كونه سلبي أو إيجابي، ويشعر بحالة من الرضا والقبول في حال عاش شعور جيد أو سلبي.
  • في مراحل متقدمة من المراقبة الذاتية يكون الشخص محبا لذاته في حال شعوره بأي شعور مهما كان نوعه.
  • بالإضافة إلى أن المراقبة الذاتية تجعل الشخص حاضرا في اللحظة أو كما يقول البعض عليها أن يكون هنا والآن.
  • وهذا الأمر يجعل الشخص في حالة من الاتزان النفسي بحيث لا يكون عالقا في الماضي أو خائفا من المستقبل.

ثانيا: علاج صدمات الطفولة

  • يأتي شعور الرفض في الغالب من تعرض الشخص لصدمة قوية في الطفولة شعر فيها بالرفض أو النبذ.
  • وهذه الصدمة جعلت الشخص ساخطا أو رافضا لنفسه وللآخرين والأحداث التي حدثت له، وغير متسامحا مع الماضي.
  • ومن ثم عجز الشخص عن تحقيق ما يتمناه في الحاضر، ويرفض هذا الأمر أيضا.
  • فمن الضروري جدا أن يقوم الشخص مع أخصائي نفسي أو معالج شعوري بتحرير مشاعر الغضب والرفض الخاصة بصدمات الطفولة.
  • ومن هنا يبدأ الشخص في تجربة شعور آخر غير الرفض مثل القبول والرضا.
  • ومع الوقت تصبح هذه المشاعر حالة وعي أو كينونة يعيش بها الشخص.
كانت هذه بعض المعلومات التي توضح بشيء من التفصيل ما هي مشاعر القبول والرفض، والتي تجعل الشخص يصل إلى حالة القبول التي تجعله في سلام داخلي مع كل ما يحيط به أو ما يمر به في الحياة، هذا بالإضافة إلى أن القبول هو تسليم بوعي من الشخص لله عز وجل، والرضا بقضائه وقدره خيره وشره، لأن الله لا يأتي منه إلا الخير، ولكن النظرة الخاطئة للأمور من قبل الشخص هي التي لا ترى الخير فيما يحدث له.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ