مفهوم التعليم الوجداني (الجانب الوجداني في التدريس) ومستوياته
جدول المحتويات
- ما هو التعليم الوجداني؟
- المجال الوجداني
- أمثلة على المجال الوجداني في التعليم
- ما هي مستويات التعليم الوجداني؟
- المستويات الخمس للتعليم الوجداني
- أهمية المجال الوجداني في التعليم
- الجانب الوجداني في علم النفس
- أهمية التعليم الوجداني
- نواتج التعلم الوجدانية
- كيفية تنمية التعليم الوجداني لدى الطفل؟
- الجانب الوجداني في التدريس
ما هو التعليم الوجداني؟
التمثيل أو التعليم الوجداني يتمثل بأنه عبارة عن:
- تكوين المشاعر والأحاسيس واكتساب العادات الانفعالية وتحديد الميول والاتجاهات والقيم وذلك يكون نحو الأشخاص والموضوعات والأشياء المختلفة، وفي الغالب يمكن أن يكون ذلك التعليم بطريقة غير مقصودة وبالأخص يكون ذلك في أثناء حدوث التعلم المعرفي والتعلم المهاري.
ويساعد التعليم الوجداني على الوقوف على عدة محاور ومنها:
1. التعرف على اتجاهات الطلاب نحو المعلم والمدرسة وزملاء الفصل
- إذ يمكن أن تتكون مثلا اتجاهات الطلاب تجاه المعلمين والمدرسة في أثناء تعلمهم المعرفي حيث يمكن أن تتكون اتجاهاتهم نحو بعض الآلات أو الأدوات في أثناء تعلمهم المهارات, كما يبدأ التعلم الوجداني عند الفرد منذ طفولته، كما أن ذلك يكون من خلال تفاعله بصورة مستمرة مع البيئة كما أن ذلك يؤدي به إلى هذا التفاعل مع حدوث إصدار استجابات وجدانية بعضها يقوم بالتعبير عن القَبول والبعض الآخر يقوم بالتعبير عن الرفض.
2. تحديد السلوك الوجداني لكل شخص وطرق تفاعله مع المواقف
- والنتيجة المترتبة على تكرار هذه الاستجابات بنفس الأسلوب في مواقف متعددة نحو موضوع أو أمر معين، حيث سوق يتكون نمط معين من السلوك الوجداني الذي سوف يظهر بصورة ملحة في المواقف التي تؤدي إلى استثارة هذا السلوك, كما يتكون هذا السلوك الوجداني من مكونات معرفية وانفعالية وأدائية.
3. وسيلة لقياس الانفعالات والمشاعر المختلفة للفرد
- ويتمثل المكون المعرفي في المعلومات التي يمتلكها الفرد عن موضوعات التعليم الوجداني كما يتمثل المكون الانفعالي في مشاعر الفرد نحو هذه الموضوعات، ولكن المكون الأدائي حيث يتمثل ذلك في الأفعال الظَّاهرة التي يقوم بها الأفراد إزاء هذه الموضوعات.
المجال الوجداني
إن المجال الوجداني للأفراد خاص بالمشاعر والاتجاهات والقيم والأخلاقيات، والعادات والتقاليد، وهي من الأمور المكتسبة التي تتطور بتطور شخصية الفرد، إذا تعد المؤسسة الأولى في تكوين الجانب الوجداني في شخصية الإنسان هي التنشئة الاجتماعية سواء للأسرة أو المدرسة ثم التجارب الشخصية والحياتية ثم النضوج العاطفي والفكري للأفراد، والذي يساهم في التحكم في المشاعر والأحاسيس.
أمثلة على المجال الوجداني في التعليم
هناك أكثر من مثال يمكن توضيحه كتطبيق عملي التعلم الاجتماعي الوجداني وأهميته، ويتمثل فيما يلي:
- أن يدخل الطالب في مشروع بحثي مع زميل لا يحبه (وقياس رد الفعل واكتشاف طريقة التعامل ومدى موافقته أو رفضه للفكرة).
- أن يختار الطالب من عدة مقترحات موضوع ما للبحث والكتابة (لتوضيح مدى قدرة الطالب على اتخاذ القرار والاختيار، ومدى تحمله مسؤولية اختياره، وكيفية عرض وتوضيح المادة العلمية موضوع البحث أمام الطلاب والمعلم).
- أن يطلب من الطالب جمع القمامة من الفصل (قياس مدى تجاوب أو رفض الطالب ومدى مشاركته للعمل الجماعي وتفضيله أو كره له).
- سؤال الطالب عن طموحاته وأهدافه في الحياة والطريقة المناسبة لتحقيقها (معرفة نية الطالب في التحصيل المدرسي وقدرته ورغباته والتعمق في النفس البشرية للطلاب وفهمها يساعد على تقريب وجهات النظر).
ما هي مستويات التعليم الوجداني؟
- يجب العلم بوجود خمس مستويات من ذلك النوع من التعليم، فهذه المستويات تعد أساسا لتصنيف الأهداف التربوية في المجال الوجداني.
- يمكن أن يتم ترتيب هذه المستويات ترتيبا هرميا وهذا يكون وفقا لمفهوم الاستدخال وهذا هو الذي يشير إلى العملية التي يتم فيها إدخال واستيعاب موضوع التعلم من العالم المادي الخارجي الصريح الذي يحيط بالفرد إلى العالم المعنوي الداخلي الضمني.
- وهذا يكون بطريقة تدريجية منتظمة حيث ينتقل المتعلم من مستوى الوعي بموضوع التعلم إلى مستوى تحكم الموضوع في سلوكه.
المستويات الخمس للتعليم الوجداني
وقد حدد المجال الوجداني كراثول في عدة مستويات، يمكننا التعرف عليهم بشكل مفصل من خلال الآتي:
أولا: مستوى الاستقبال
يجب العلم بأنه في هذا المستوى سوف يقوم المتعلم بإبداء الرغبة في أن يقوم بالاهتمام بمثيرات السلوك الوجداني، كما يجب العلم بأن نواتج التعلم تتدرج في هذا المستوى من الوعي بتلك المثيرات إلى الرغبة في الانتباه لها إلى أن يتم التحكم في الانتباه بحيث يقوم المتعلم باختيار المثير المفضل له وينتبه إليه أيضا فعلى الرغم من وجود مثيرات أخرى، ولكن سوف يكون دور المتعلم هنا محدود كما سوف يتمثل هذا في التهيؤ لكي يتم المشاركة الوجدانية.
ثانيا: مستوى الاستجابة
في هذا المستوى سوف يقوم المتعلم باتخاذ موقف واضح من تلك المثيرات التي سوف ينتبه إليها وسوف يختارها ثم بعد ذلك سوف يقوم بنشاط سوف يشعره بالارتياح عندما يقوم به, كما سوف تندرج وتتدرج نواتج التعلم هنا من استجابة الرغبة وفيها سوف يلتزم المتعلم بإصدار الاستجابة بشكل إرادي إلى استجابة الارتياح وفيها سوف يشعر المتعلم بالرضا والارتياح وهو سوف يصدر الاستجابة.
ثالثا: مستوى التقييم
في هذا المستوى سوف يقوم المتعلم بتقدير الموضوعات أو الأفكار وأنماط السلوك التي سبق أن انتبه لمثيراتها واستقبلها واستجاب لها كما أن سوف يظهر بوضوح في سلوك المتعلم وهذا يكون لما يتصف به هذا السلوك من اتساق في المواقف المختلفة، وذلك ما يجعلنا نستنتج أنه قد تكون لديه اعتقاد أو اتجاه أو قيمة كما سوف تتدرج نواتج التعلم هنا من مجرد التقبل البسيط للقيمة إلى أن يتم تفضيلها والسعي بكل ما يرتبط بها الى الالتزام بما يفرضه الولاء لهذه القيمة.
رابعا: مستوى التنظيم
في هذا المستوي سوف يقوم المتعلم ببناء نسق أو نظام متماسك للقيم حيث سوف يرتب فيه القيم التي التزم بها كما أنه سوف يقوم بتحديد العلاقات بينها، كما أن ذلك سوف يتطلب أن يتم تجميع القيم ومقارنتها وربطها وتنظيمها, كما سوف تتدرج وتندرج نواتج التعلم هنا من تكوين مفاهيم حول القيمة، مثل: أن يتم ادراك وفهم كيفية ارتباط القيم بغيرها إلى أن يتم القيام بربطها ببعضها بصورة متسقة في نسق قيمي معين.
خامساً: مستوى التميز
في هذا المستوى سوف يكون المتعلم قد وصل بنسقه القيمي إلى أعلى درجات الاستيعاب والتنظيم، مما سوف يساهم في أن يتم تشكيل ذاته، كما أن ذلك سوف يؤدي إلى أن يتميز عن غيره من الأشخاص، كما سوف تتدرج نواتج التعلم من تحكم النسق القيمي في سلوك الفرد لفترة طويلة، وهذا يكون بدرجة تتصف بالعمومية فيه إلى تشكيل صفات الذات وسوف تميزه كشخص له نظرة عامة أو فلسفة كلية للحياة أو العالم.
أهمية المجال الوجداني في التعليم
هناك العديد من الفوائد التي يسعى التعليم الوجداني إلى الوصول إليها، ومن هذه الأهداف ما يلي:
- تطوير القدرة على التجربة والتعبير عن المشاعر والانفعالات.
- الوعي الذاتي بنقاط الضعف ونقاط القوة في الشخصية الإنسانية.
- تطوير مهارات الفرد في اتخاذ القرارات ومواجهة المشكلات.
- تطوير المشاعر الإيجابية للفرد.
- تطرير مهارات إدارة التوتر والأزمات.
الجانب الوجداني في علم النفس
- يسمح دراسة علم النفس الوجداني على التعمق في النفس البشرية ومعرفة الاتجاهات النفسية والعاطفية للمواقف وردود الأفعال اتجاهها وتأثيرها على سلوكياتنا، إذ أن المشاعر نابعة من التجربة.
- فالمشاعر والأحاسيس من الأمور المكتسبة التي تبلورها التجارب، وهذا ما يجعل الجهاز العصبي اللاإرادي يستجيب للمشاعر في التعبير عنها بشكل لا يمكن التحكم فيه، فعند فقد عزيز قد تجد الوجه عابس دون أن تعطي إشارة للجهاز العصبي بفعل ذلك وإنما هي استجابة فسيولوجية.
- قد حدد عالم النفس روبرت بلوتشيك أن الجانب الوجداني من المشاعر يضم ثمانية مشاعر أساسية تتمثل في الفرح والحزن والغضب والخوف والثقة والاشمئزاز والمفاجأة والترقب، وبشكل لا إرادي هذه المشاعر توجه سلوكياتنا نحو قرار معين ملائم لنوع المشاعر نفسها.
- ويساعد معرفة الجانب الوجداني في علم النفس على فهم مشاعرنا، التواصل مع المشاعر برد فعل سلوكي مما يدعم خاصية الذكاء العاطفي لديك، وهو القدرة على إدراك العواطف والتحكم فيها وتقييمها.
- تنظيم الانفعالات في النفس، المساعدة على استخدام العواطف بطرق تكيفية للمواقف والأحداث.
أهمية التعليم الوجداني
يمثل دوراً أساسياً في العملية العلمية، ولكنه لم يحظ بالاهتمام اللازم، وذلك يرجع إلى الكثير من الأسباب التي يكون من أهمها:
- طبيعة النشاط الوجداني, والذي يكون ذلك من حيث خصوصيه وصعوبة التعبير عنه لفظيا لأنه يقوم بالاهتمام في الدرجة الأولى بالمشاعر والأحاسيس.
- واحتياجه لوقت أكبر للتدريب عليه وتنميته.
- كما يعتبر ذلك التعليم من الأمور التي يجب أن يتم الاهتمام بها بدرجة كبيرة، وبالأخص التي تكون في المراحل الأولى من التعليم، حيث أن الطفل يدخل المدرسة عندما تكون قد تكونت لديه الكثير من المشاعر والأحاسيس والعادات الانفعالية, كما يجب على المدرسة أن تقوم بتدعيم وتقوية ما هو مقبول منها كما سوف تتغير ويتعدل كل ما هو غير مقبول وأيضاً يكون ذلك بجانب أن يتم اكتساب عادات جديدة.
نواتج التعلم الوجدانية
من أهم النتائج المترتبة عن التعلم الوجداني ما يلي:
- التطور المعرفي السلوكي للأفراد لأنه يدفع الفرد للمشاركة الاجتماعية والتجربة.
- يساعد على خلق علاقات اجتماعية، مما يؤدي إلى التحصيل الدراسي والمعرفي والسلوكي الأفضل.
- يساعد على اتخاذ القرارات.
- كسب علاقات اجتماعية.
- إدارة العواطف والانفعالات.
- تحسين الصحة النفسية.
- تحسين مهارات الفرد في التعامل مع الضغوط والمواقف الصعبة.
- زيادة الثقة بالنفس وتطوير المهارات الذاتية والاجتماعية والدراسية.
كيفية تنمية التعليم الوجداني لدى الطفل؟
يمكن تنمية التعليم الوجداني لدي الطفل من خلال اتباع الآتي:
- مساعدة الطفل في التعرف على الانفعالات وكيفية إدارتها والتعامل معها.
- إتاحة الفرصة في التعامل مع المواقف الصعبة، واكتشاف الطريقة المناسبة للخروج وحلها.
- إظهار التعاطف والتفاهم مع الآخرين سواء مع الزملاء أو المعلمين.
- تكوين العلاقات الاجتماعية والمشاركة في العمل الاجتماعي الذي يضمن للطفل أن يكون عضو فعال في الجماعة.
- مساعدة الطفل على اتخاذ القرارات وتحمل مسؤولية هذه القرارات، من خلال وضع خيارات متعددة يختار منها الطفل.
- السماح للأطفال في إبداء الآراء وطرح الأفكار مما يساهم في فهم أعمق للطريقة التي يفكر بها الطفل.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_13473