آخر تحديث: 15/10/2021
أهم أسباب و عوامل وجود مشاكل النفسية عند الأطفال
هناك ضرورة ملحة لمناقشة المشاكل النفسية عند الأطفال، فهناك بعض الشخصيات الوالدية يعاملون تلك القضية باستهانة، ثم يفاجئون بأن أطفالهم أصبحوا في شبابهم أشخاص آخرين بخلاف الصورة التي كانوا عليها في طفولتهم.
والمشكلة النفسية عند الطفل قد لا تظهر بصورة واضحة للشخصيات الوالدية في البداية، حيث أن الطفل يكون في حالته الطبيعية، يأكل ويشرب وينام ويذهب للمدرسة، ويظن الأب وتظن الأم أن الأمور تسير في اتجاهها الصحيح، إلا أن هناك بعض الأفكار المسمومة قد تكون في عقل وقلب ووجدان الطفل تسبب التغيير البطيء في حياته دون دراية من الشخصيات الوالدية.
فيحدث التغيير السلبي بشكل مفاجئ للشخصيات الوالدية، ولو أنهم تداركوا المشكلة النفسية من البداية في مرحلة الطفولة لأمكنهم تفادي حدوث مشكلات كبيرة في المستقبل.
عوامل تساعد على ظهور مشاكل نفسية عند الأطفال
هناك عوامل تساعد على ظهور المشاكل النفسية عند الأطفال أكثر من غيرها، وتجدر الإشارة على أن تلك العوامل وتلك الأخطاء ربما كانت في ظاهرها صحيح ولكن المبالغة فيها يؤدي إلى أضرار كبيرة جداً في المستقبل، وذلك على النحو الذي سنحاول إيضاحه في السطور القادمة، وتتمثل في:
إجبار الطفل على المثالية في كل شيء
- من الأخطاء الفادحة التي يقوم بها الأب وتقوم بها الأم في بعض الأحيان هو عدم إعطاء الطفل فرصة للخطأ في بعض الأحيان عند اكتشافه للعالم الجديد الذي يعيش فيه، فعند ذهابه للمدرسة قد يصادف بعض المشكلات التي قد يتم معاملته بسببها بشكل خاطئ.
- مثل قيام الطفل بسرقة بعض الأشياء من زملائه في المدرسة في مرحلة رياض الأطفال الأولى، وهذه المشكلة تصادف كثير من الأمهات، فيقومون بعقاب الطفل بطريقة مهينة أمام زملائه، معتقدين أنهم يعلمونه الأمانة والصدق.
- ولكن الحقيقة أن الطفل في تلك المرحلة لا يسرق، ولكنه يعامل الأشياء في الفصل نفس المعاملة التي كان يعاملها في منزله، فهناك بعض الآباء لا يعلمون الطفل في مرحلة الطفولة المبكرة أساسيات الملكية الخاصة به والملكية الخاصة بغيره.
- فمن المفترض أن يكون هناك معلومات أساسية لدى الطفل حتى قبل الذهاب للمدرسة عن الأشياء التي يمتلكها، والأشياء التي يمتلكها شخص آخر في المنزل، والواجب اتباعه مع كل منهم، ولكن ولتأخير الأب والأم تعليم الطفل تلك المعلومات، يقوم الطفل بمعاملة الأشياء في الفصل الدراسي بنفس الطريقة التي يعامل بها الأشياء في المنزل.
- إننا هنا نشير بأصابع الاتهام لا إلى الطفل ولكن إلى الشخصيات الوالدية التي لم تعلمه الأساسيات السليمة قبل الذهاب للعالم الجديد، ولو أن الطفل كان قد تعلمها لما وقع في تلك المشكلة.
- لذا كان على كل أب وكل أم مراجعة أنفسهم قبل عقاب أطفالهم، وقبل القيام بأفعال تسبب عدم تقديرهم لأنفسهم وعدم الاعتداد بها بسبب الإهانة التي يتعرضون لها أمام زملائهم في الفصل.
الطريقة التي يعامل بها الأب الأم الطفل
- هناك تأثير كبير على الطفل في شأن الطريقة التي يرى بها معاملة الشخصيات الوالدية لبعضهم البعض أمامه، فتلك الطريقة إما أن تعلمه القيم الإيجابية، وإما أن تعلمه القيم السلبية، وحينها تتعجب الشخصيات الوالدية من القيم السلبية التي تعلمها الطفل دون وعي منهم بأنه تعلمها من تصرفاتهم.
- فحين يجد الطفل الأم تكذب على الأب وحين يرى الطفل المعلمة في المدرسة تهمل في عملها في شرح الدرس وحين يرى في المدرسة زملاؤه كل منهم يضرب الآخر، كل تلك التصرفات يتعلم منها الطفل العديد من الرسائل التي تدخل في وجدانه.
- والواجب على كل أب وكل أم هو استمرار النقاش مع الطفل، نعم نقاش طويل لا ينقطع، لمراجعة الأفكار التي تترسب في وعي الطفل ويتحدث عنها، وذلك للتأكد من الصالح منها لتثبيته، والفاسد منها لتجنبه.
- إن الطفل يكون حديث عهد بتلك المبادئ الفاسدة التي قد يتعلمها من الشخصيات الوالدية، ومن الأصدقاء المقربين، تلك المبادئ الحديثة من السهل مناقشتها ومحوها من وعي الطفل، ولكن المشكلة تكمن في عدم متابعة الطفل من الشخصيات الوالدية.
- فيترسب في عقل الطفل وقلبه العديد من المبادئ الفاسدة التي تنموا تكبر معه عبر السنين عن مفهوم المال ومفهوم الأبوة ومفهوم الصداقة ومفهوم أشياء كثيرة، حينها يصعب تغيير تلك المبادئ في مرحلة متقدمة، ونؤكد على صعوبة التغيير وليس استحالتها.
التوتر في المنزل يؤدي لكارثة في المستقبل
- نعم عزيزي القارئ فالتوتر والقلق المسيطر على المنزل، والشجار المستمر على أبسط الأشياء يجعل الطفل دائماً عاجزاً عن فهم وإدراك العديد من الأمور التي تحدث أمامه.
- ولك أن تتخيل أن هناك مدرساً يشرح لك الدرس وبجانب المدرس هناك شجار يحدث بين اثنين، أو أن المدرس الذي يشرح الدرس يتشاجر في نفس الوقت مع آخرين، فكيف يمكن أن يقوم المدرس بواجباته في شرح المعلومة؟
- إن المدرس في هذا الشأن مثله مثلك تماماً حين تكون في شجار دائم في العمل وشجار دائم مع نفسك وشجار دائم مع زوجتك، فكيف سيكون هناك عندك متسع لتعليم ابنك اي قيم صالحة؟
نصائح لتجنب مشاكل الطفل النفسية
هناك مجموعة من النصائح التي يوصى بها الخبراء في تربية الأطفال من أجل تجنب المشاكل النفسية للأطفال وتأثيرها السلبي على مستقبلهم، وتتمثل في:
لا تنتصر في كل المعارك
- نعم عزيزي القارئ .. فليس مطلوباً منك الانتصار في كل المعارك، فهناك بعض المعارك لا تستحق عناء الانتصار فيها، ولو أنك تركتها وشأنها، لعلمت في النهاية أن خسارتها لم تسبب لك أي ضرر وأن المكسب فيها لم يضيف إليك أي نفع.
- من تلك الانتصارات .. الانتصار على زوجتك في بعض الشجارات وهي في مرحلة الحيض أو الدورة الشهرية، فهناك بعض السيدات يصادفها ألم فظيع في الدورة الشهرية، ويتبع ذلك أيضاً اضطرابات نفسية قد ينتج معها بعض التصرفات الحادة والعبارات القاسية.
- ولو أنك قمت بالرد على زوجتك في كل كلمة تقولها في تلك الفترة ربما وصلت معها للطلاق دون أن تشعر، بينما حين تعامل تلك التصرفات بحكمة وصبر وتفهم لوضعها الصحي، ستجد أن زوجتك نفسها بعد انتهاء أيام الدورة تتعجب من تصرفاتها القاسية معك، وأنها تحمل لك الشكر والامتنان على صبرك عليها في أوقاتها الصعبة.
- إنك حينها تتعلم أن هناك بعض المعارك تركها بدون الدخول فيها مكسب، وأنك حين شغلت نفسك بتربية أبنائك ورعايتهم وتأسيسهم فكرياً وعلمياً كان هو ذاته الانتصار الحقيقي.
اترك مشاكل العمل خارج المنزل
- يجب عليك عزيزي القارئ أن تترك مشاكل العمل خارج المنزل، وتترك مشاكل المنزل خارج العمل، فابنك الذي ينتظرك بأحضانك وابتسامتك ليس له ذنب في مديرك الظالم ولا زميلك الخائن، فابنك هو في الحقيقة المظلوم الأول حين تحمله مسئولية أفعال أشخاص آخرين.
- لذا كان واجباً عليك أن تقوم بفصل مشاكل العمل عن المنزل ومشاكل المنزل عن العمل، وأن يكون لكل مقام مقال، ولكل مكان المهام الخاصة به، وإياك أن تجعل كل معاركك في ساحة واحدة، لأنك في الحقيقة لن تجد لنفسك مساحة راحة بين كل ساحات المعارك المجتمعة عليك.
وأخيراً ... فإن مشاكل نفسية عند الأطفال مشاكل متنوعة ولا يمكن حصرها في مقالة واحدة، ولكننا حاولنا إلقاء الضوء على بعض عناصرها.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_12896
تم النسخ
لم يتم النسخ