كتابة :
آخر تحديث: 26/04/2022

ما هي معركة القادسية؟ وما أسبابها؟

وقعت معركة القادسية في عام خمسة عشرة من الهجرة والموافق ستمائة وستة وثلاثين ميلاديًا، حيث أن المعركة كانت ما بين المسلمين بقيادة الصحابي سعد بن أبي وقاص، والفرس والذي كان يقودهما رستم فرخزاد بالقادسية، وسنقوم من خلال موقع مفاهيم بالتعرف أكثر عن هذه المعركة وأبرز أحداثها، حيث أنها انتهت بانتصار المسلمون على الفرس والتي من خلالها استطاع المسلمين قتل رستم قائد الفرس، ومنها استطاع المسلمون أيضًا بفتح العراق.
ما هي معركة القادسية؟ وما أسبابها؟

تعرف أكثر على معركة القادسية

قام المسلمون بعد دعوة النبي إلى التوحيد واتباع دين الإسلام بالعديد من الحروب لفتح البلاد الإسلامية، وكانت من ضمن هذه الفتوحات معركة القادسية والتي كان قائدها سعد بن أبي وقاص، واستطاع المسلمون بعد معركة كبيرة ما بين الفرس في الانتصار وفتح مدينة القادسية بالعراق، حيث أن المسلمون حينها لم يحاربوا الفرس فقط، فقد كانت الفرس مزودة بالعديد من الدعم من قبل الإمبراطور البيزنطي هرقل والإمبراطور الساساني يزدجرد.

أين كانت حرب القادسية

كانت في محافظة القادسية والتي كان مركزها حينها الديوانية، حيث أن محافظة القادسية هي واحدة من ضمن محافظات العراق، فهي موجودة في الشمال الغربي للكوفة وجنوب كربلاء.

كانت حرب القادسية من أكثر الحروب الإسلامية شدة، فحينها كان الفرس يحتلون العراق للعديد من القرون، والتي من خلالها استطاع المسلمون بإنهاء الفرس هناك وفتح العراق ونشر الدين الإسلامي بها، كما أن شدة هذه المعركة هو استخدام الفرس للفيلة أثناء الحرب مع المسلمين، فكان عدد الفيلا ستة عشرة فيلًا، واستمرت المعركة لأيام وذلك لشدتها وقوتها، كما أنه أطلق على كل يوم في المعركة اسم مختلف، فاليوم الأول منها كان يسمى بأرماث والاسم الثاني أغواث والثالث عماس، أما الاسم الرابع وهو القادسية.

ما هو السبب وراء حرب القادسية؟

في أواخر خلافة أبي بكر الصديق، كان هناك صراع ما بين المسلمين والفرس حينها، حيث أن المسلمون استطاعوا هزيمة الفرس بمعركة البويب، مما جعل الفرس يختارون قائدًا من نسل كسرى، وبالفعل قام بإعادة قوة الفرس مرة أخرى، حينها وصل المثنى بن حارثة الأخبار للخليفة الثاني عمر رضي الله عنه، فأحضر عمر جيش كبير من المسلمين وخرج بنفسه مع الجيش.

كان الخليفة عمر رضي الله عنه يعرف جيدًا بأن الفرس هم من أخطر القوم على المسلمين، والذي جعله يحارب ضدهم هو ما قاموا به من تقدم لجيوشهم نحو معسكر المسلمين في الحيرة بالعراق، وبالتالي كان تفكير الخليفة هو إنهاء صراع الفرس مع المسلمين حتى يستطيعون العيش في أمان، فحرص عمر على قوة المسلمين للوقوف أمام الفرس.

كان يريد عمر أن يكون هو قائد المسلمين ضد الفرس، ولكن اقترحوا عليه الصحابة بأن هذا الأمر ليس من المصلحة العامة للمسلمين، وبالتالي كان اختيار سعد بن أبي وقاص شورى بين الصحابة، وذلك لقوته وحكته أيضًا في قيادة جيش المسلمين، جهز سعد حينها جيش المسلمين للخروج إلى العراق، وكان عددهم أربعة آلاف مقاتل، كما أن الخليفة الثاني عمر كان يساعده ويمد جيش المسلمين بكل احتياجات الجيش.

لماذا سميت المعركة بهذا الاسم؟

سميت بمعركة القادسية نسبتًا للمكان التي وقعت فيه المعركة، حيث أن القادسية تقع ما بين مدينتي الحيرة والنجف، ومعركة القادسية هي من أعظم المعارك التي خاضها المسلمون، وذلك لكون الفرس حينها كانت من الجيوش القوية، كما أن حرب القادسية كانت مدعمة من قبل هرقل أيضًا، وبالتالي انتصار المسلمين حينها يؤكد على عظمة جيش المسلمين وقوته.

في ساحة القتال

قاتل المسلمين أربعة أيام الفرس، وذلك لقوة المعركة وعدم الانتصار في الأيام الثلاثة الأولى، حيث أن الفرس عبرا نهر الفرات، وقام كلًا من الجيشين بالتنظيم، حيث أن سعد حينها حث المسلمين على طاعة نائبه خالد بن عرفطة، حيث أن سعد تغيب عن المعركة بسبب إصابته بدمامل، حيث أنه كان يقود المعركة من مكانه، وبعد صلاة المسلمين الظهر، فتم التكبير للجيش، حيث أن التكبيرة الأولى استعد المسلمين للقتال، والتكبيرة الثانية كان المسلمين يمسكون عدتهم، كما أن التكبيرة الثالثة من خلالها نشط الفرسان والتكبيرة الرابعة بدأ القتال به.

كان الفرس يحاربون بالفيلة، فعندما رأت خيول المسلمين الفيلة فروا من الحرب، مما جعل سعد يذهب لبني أسد أن يدافعوا عن المسلمين، وبالفعل أبلوا بلاء جيد وصدوا هجمات الفيلة عنهم، ولكن لم يستطيعوا الصمود أمام الفيلة مما جعل سعد عمرو التميمي ليتخلص من الفيلة، وبالفعل قام هو ورجاله بقطع توابيت الحبال الموجودة على الفيلة، مما جعل الفيلة تقتل أصحابها، واستمر الجيشان في القتال وكان أول يوم يسمى بأرماث.

في اليوم الثاني للمعركة استمر القتال بين الجيشين، حيث قاموا بحيلة للفرس وهو إنزال عشرات الفرس على دفعات، مما جعل الفرس يعتقدون بأن جيش المسلمين تخطى المئة ألف جندي، وبالتالي قلت عزيمة الفرس واشتد خوفهم من المسلمين، ولم يقاتلوا الفرس بالفيلة حتى يصلحوا أحبالها التي تكسرت بالأمس، واستكملت المعركة في اليوم الثاني حتى الليل، وسمي اليوم الثاني بيوم أغواث.

استكمل الحرب في اليوم الثالث، حيث أن الجرحى من المسلمين كانوا أكثر من ألفين وكذلك الفرس كانت الجرحى لديهم تخطوا العشرة آلاف جريح، مما قام المسلمين بنقل جرحاهم إلى النساء والموتى للدفن بالمقابر، وكان القتال شديدًا في اليوم الثالث والذي كان يعرف بعمواس، حيث أن الفيلة عادت مرة أخرى في جيش الفرس، حيث قام أحد المقاتلين بجيش المسلمين بقتل الفيل الأسود عن طريق وضع السهم في عينيه ومن ثم ضربه فوقع ميتًا، وكذلك الفيل الأخر، واستمر الجيشان في القتال حتى الصباح.

في اليوم الرابع والأخير من المعركة قتل رستم قائد الجيش، مما أعلن المسلمين عن مقتل رستم فسقطت معنويات الجيش الفارسي، ففر هاربًا للنهر فتبعه جيش المسلمين وقام بقتله برماحهم فسقط منهم الكثيرين أمواتا.

نتيجة معركة القادسية

كانت نهاية معركة القادسية هي انتصار المسلمين على الجيش الفارسي، حيث أن هزيمة الفرس حينها كانت كبيرة، وذلك لكثر عدد الفرس، كما أنهم استخدموا الفيلة في القتال، ولكن باستعانة المسلمين بالله عز وجل وذكاء القائد، استطاعوا هزيمتهم والحصول على الكثير من الغنائم، وقام المسلمين بإرسال البشائر لعمر بن الخطاب رضي الله عنه، فكان عدد الشهداء من المسلمين 1500 مسلم، وعدد القتلى من الفرس عشرين ألف قتيل.

كان انتصار المسلمين على الفرس بداية كبيرة لهم في المنطقة، حيث استطاعوا أن يفتحوا الكثير من البلدان، مثل فتحهم للمدائن في العام السادس هجريًا، وكذلك فتحهم لحلوان في ذات العام، ومن أهم الغنائم التي حصل عليها المسلمين راية فارس والمصنوعة من جلد النمر، وكانت تعرف بالقوة حيث أن طولها يتخطى الإثني عشر ذراع وكذلك عرضها ثمانية ذراع، كما أن الراية مرصعة باللؤلؤة والياقوت.

قدمنا لكم من خلال هذه المقالة تفاصيل معركة القادسية، حيث أنها تؤكد على عظمة جيش المسلمين وتفكيرهم الحكيم في إدارة المعارك والحروب، حيث أن بعضها زادت فتوحات المسلمين في أنحاء الشام حتى بلاد الأندلس.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ