كتابة :
آخر تحديث: 09/03/2022

نفسية الأطفال بعد الطلاق وأهم النصائح للحد من مخاطره

تعد تجربة الطلاق من التجارب القاسية التي يتعرض لها الأطفال والتي تحدث لهم تدميرا في حياتهم، وغالبا ما يجد معظم الأطفال صعوبة في قبول ما يشاهدونه من غياب أحد الوالدين، لذا سنتحدث في هذا المقال في موقع مفاهيم عن نفسية الأطفال بعد الطلاق.
أن الطلاق بشكل عام يعد أمرا مرهقا لجميع الأطفال وقد يجد الأطفال في البداية صعوبة في بداية انفصال الأبوين إلى أن يضطر الطفل إلى التعود على هذا الوضع الجديد وإليكم كيف تتأثر نفسية الأطفال بعد الطلاق؟.
نفسية الأطفال بعد الطلاق وأهم النصائح للحد من مخاطره

ما هو الطلاق؟

يعد الطلاق هو عبارة عن:

  • قيام الزوجين بفسخ عقد الزواج الذي قد جمعهما في منزل واحد وقد أدى هذا العقد إلى ارتباطهما سويا من أجل أن يعيشوا حياة سعيدة ولكن قد يحدث ما يعكر صفو هذه الحياة مما يجعل الزوجين يلجأن إلى اتخاذ قرار الانفصال بالطلاق:
  • ويعد الطلاق مشروعا وقد ثبتت مشروعيته في القرآن الكريم والسنة النبوية إلا أن الطلاق هو أبغض الحلال وذلك لما يترتب عليه من حدوث تغيير في المسؤوليات والأدوار التي كان يلعبها كل واحد منهما في حياة الآخر.
  • مما يجعل قرار الطلاق من القرارات الصعبة الذي يجب التفكير في عواقبه حيث إنه يخلف وراءه العديد من التأثيرات السلبية التي من خلالها يحدث تغيير جذري في حياة جميع أفراد الأسرة وخاصة في حالة وجود أطفال.
  • وعلى الرغم من هذه التأثيرات الجانبية إلا أنه الطلاق في بعض الحالات يكون من القرارات الصائبة حيث يترتب عليه آثار إيجابية لعل من أهمها استقرار الأسرة وإعادة توازنها من جديد.
  • وذلك عندما يسعى كلا الأبوين رغم انفصالها على توفير بيئة صحية لأبنائهم بحيث تكون هذه البيئة خالية من النزاعات والخلافات بينهم بالإضافة إلى حرص الأبوين رغم عن انفصالها عن بعضهما إلى السعي إلى توفير سبل السعادة لأبنائهم ويتناوبون في رعايتهم وتوعيتهم وأن يكون الآباء يدا واحدة.
  • من أجل العمل على مصلحة أبنائهم وبناء مستقبلهم بحي تبقي بين الأبوين علاقة ودية قائمة على الاحترام والتعاون من أجل مصلحة الأبناء وبهذا يكون كل طرف من أطراف الأسرة قد حصل على حقوقه كاملة مما يؤدي إلى توفير حياة صحية للجميع خالية من المشاكل والصراعات.

نفسية الأطفال بعد الطلاق

بعد الطلاق فإن أهم ما يترتب عليه هو أن الأطفال يصبحون هم الضحايا لهذا القرار حيث تتأثر نفسيتهم بعد الطلاق ويصبحون على حافة الخطر حيث يتعرضن بعد انفصال الوالدين إلى العديد من المشكلات التي تختلف باختلاف أعمارهم وسوف نعرض في السطور التالية تأثير الطلاق على نفسية الأطفال وأهم المشاكل التي يتعرض لها الأبناء في كل مرحلة عمرية.

تأثير الطلاق على الطفل الرضيع ومرحلة ما قبل المدرسة

في الواقع أن الأطفال في هذه المرحلة العمرية يكون اعتمادهم كليا على والديهم في الحصول على متطلباتهم وعلى الرغم من صغر سنهم وعدم قدرتهم على فهم الأسباب التي أدت إلى انفصال الوالدين إلا أنهم يشعرون بالقلق والتوتر ويعتقدون أنهم هو السبب في انفصال الأبوين عن بعضهما وغالبا ما تتأثر نفسية الأطفال بعد حدوث الطلاق ويمكن معرفة ذلك من خلال معاناة الأطفال من الحالات الآتية:

  • الاستمرار في البكاء والصراخ بشكل مبالغ فيه ودون مبرر لذلك.
  • مراودة الأطفال بعض الكوابيس والأحلام المزعجة.
  • وجود صعوبة في النوم.
  • يؤثر الطلاق على نمو الأطفال الطبيعي فنجدهم يتأخرون في النمو وذلك عند مقارنتهم بأقرانهم الذين في نفس أعمارهم.
  • قد يؤثر الطلاق على نفسية الأطفال ويحدث لهم نكوص إلى مرحلة سابقة فيمكن أن يرجع الطفل إلى عادة مص الأصابع كما يمكن أن يرجع إلى التبول اللاإرادي.

أثر الطلاق على الأطفال في المرحلة الابتدائية

في هذه المرحلة يكون الطفل قد تعلق بوالديه تعلقا شديدا وأصبح لا يرى العالم إلا من خلالها خاصة في السنوات الأولى من التعليم وعند وصول الطفل إلى هذه المرحلة نجده يرفض وبشدة الانفصال بين والديه وذلك على الرغم من رؤيته للخلافات التي تحدث بينهم وذلك لأنه ينتابه شعور الخوف من أنه يفقد أحدهما بعد الانفصال، ومن أكثر المشكلات التي تظهر على نفسية الأطفال بعد الطلاق في المرحلة الابتدائية ما يلي:

  • إن الطفل سوف يميل إلى أحد الوالدين دون الآخر وربما وصل الأمر إلى كراهية أحدهما وقطع العلاقات معه.
  • قد يتخيل الطفل في هذه المرحلة العمرية بعد انفصال الوالدين أشياء لا وجود لها والتي منها رؤيته لشخصيات وأرواح شريرة.
  • قد يصاب الطفل ببعض الاضطرابات النفسية التي من أبرزها الخجل والانطواء وقد تتطور معه المشكلة إلى حد انسحابه اجتماعيا من إقامة أي علاقات.
  • قد يصاب الطفل بعدم النضج الاجتماعي وذلك لأن الطفل لا يشترك في مناسبات اجتماعية وعائلية.
  • من الآثار السلبية للطلاق على نفسية الأطفال زيادة فرصة تعرضهم بعض المشكلات الصحية والتي منها الشعور بآلام وأوجاع في الرأس وحدوث اضطرابات في المعدة.

أثر الطلاق على الأطفال في سن المراهقة

على الرغم من أن مرحلة المراهقة هي مرحلة استقلال ل المراهق عن أسرته واعتماده على ذاته إلا أنها أكثر الفترات العمرية تأثيرا بعد الطلاق حيث إن المراهق سوف يعاني من وجود تقلبات نفسية قوية نتيجة انفصال الوالدين ومن مظاهر تأثير الطلاق على نفسية المراهقين ما يلي:

  • شعور المراهق بالدونية نتيجة فقدانه الثقة بنفسه.
  • إصابة المراهق بمرض الاكتئاب المزمن الذي يرافقه مراودة المراهق أفكار انتحارية.
  • غضب المراهق الشديد الذي يؤدي إلى ارتكابه أفعال عنف وعدوان إلى الأشخاص أو الأشياء.
  • قد يتجه المراهق إلى ارتكاب سلوكيات منحرفة والتي منها إدمان الكحوليات بالإضافة إلى إدمان المخدرات.
  • قد يعاني المراهق من عدم قدرته على التأقلم مع البيئة الجديدة كما أنه قد يعجز عن تكوني أصدقاء جدد وذلك عند تغير محل سكنه أو انتقاله من مدرسة إلى أخرى جديدة بعد انفصال الوالدين.

نصائح للحد من تأثير الطلاق على نفسية الأطفال

في حالة إذا كان الطلاق هو الحل الوحيد لإنهاء المشاكل بين الزوجين وقد كان لهما أطفال فيجب عليها مراعاة الأمور التالية وذلك للحد من تأثير الطلاق على نفسية الأطفال وهذه الأمور تتمثل في:

  1. من الأفضل أن يتم تجنب حدوث النزاعات الخاصة بالطلاق أمام أطفالهم.
  2. يجب قبل اتخاذ قرار الطلاق أن يقوم الوالدين بوضع خطة دقيقة لتوضيح طريقة التعامل مع الأطفال بعد الطلاق.
  3. يجب وضع في الاعتبار توفير مستوى اقتصادي جيد يمكن من خلاله تلبية مطالب الأطفال.
  4. من الأفضل أن يتم إخبار معلم الفصل الذي يوم بتدريس الطفل في المدرسة وذلك لكي تم التواصل معه ومتابعة سلوكيات الطفل بعد الطلاق.
  5. يجب أن يقوم الوالدين بتوفير الدعم والأمان للطفل بعد الطلاق.
  6. يجب أن يتم وضع الطفل تحت المراقبة وذلك لمتابعة سلوكياته وذلك من أجل التدخل السريع لحل أي مشكلة فور ظهورها.
ملخص القول إن تأثر نفسية الأطفال بعد الطلاق تؤثر على حياتهم بشكل سلبي كثيرا ولهذا يجب على الوالدين عدم اتخاذ هذا القرار إلا بعد أن يتم وضع الأطفال ومصيرهم محل الاعتبار بعد الطلاق.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ