ما هو مفهوم الشك؟ وما أسبابه وطرق علاجه؟
جدول المحتويات
مفهوم الشك
إن التعريف اللغوي لمصطلح الشك في معجم لسان العرب يعني عدم اليقين ويجمع على شكوك ويقال شككت في فلان، أما في معجم المعاني يقال شك بالشيء أي تردد فيه وارتاب منه، أما الشك من الناحية الاصطلاحية فيمكننا أن نعرفه على أنه ذلك الاضطراب النفسي الذي يتسبب في الحيرة وعدم الوصول إلى اليقين من خلال التردد في أمرين سوء استويا في درجة الترجيح أو مالت كفة الرجحان لأحدهما على الآخر.
وهناك الكثير من الأشخاص الذين يعتبرون أن الشك عبارة عن مرض نفسي ينتج عن اضطرابات الشخصية السلوكية ويجعل الأشخاص المصابون به يظهرون بمظهر غرباء الأطوار وهناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بالشك، وهناك عدة أعراض يمكن أن نلاحظها على الأشخاص المصابون بالشك وترتبط هذه الأعراض بانعدام الثقة في النفس، وجنون العظمة، والتصرفات الغريبة في مختلف المواقف وتنتج هذه الغرابة عن مشاكل اضطرابات الشخصية وانعدام ثقة الشخص بذاته.
هناك الكثير من الأشخاص الذين يعتقدون بأن مفهوم الشك مساويا لمفهوم الظن ولكن في الواقع المفهومان مختلفان تماما، ومن الحقائق الواجب أن تعرفها بخصوص الشك أن الشخص المصاب بهذا الاضطراب النفسي لا يكون على دراية بإصابته بل فهو يعتقد أن كل التصرفات التي يقوم بها طبيعية.
أسباب الإصابة بالشك
كما ذكرنا سابقاً بأن الشك هو ضرب من ضروب الاضطرابات النفسية وبالتالي فإن الأسباب المؤدية للاضطرابات النفسية تتسبب في الإصابة بالشك وتتمثل هذه الأسباب في:
- إهمال الجوانب العاطفية عند الشخص:ومن المعروف بأن كل شخص لديه مشاعره العاطفية الخاصة والتي يلزم أن يباح بها ولا يتم إهمالها حيث أن أهملها يتسبب في الإصابة بالشك ولكن هناك الكثير من الأشخاص الذين لا يمتلكون شريكا للحياة من أجل إظهار هذه المشاعر له وبالتالي فإن هؤلاء الأشخاص يصابون بمتلازمة الشك.
- عدم الاهتمام بالنواحي الجسدية:وجسد الإنسان من الأمور التي تعمل على تعزيز ثقته بذاته ولذلك فإن القوام المتناسق من الأمور المؤثرة بشكل كبير على الشخصية ولكن الأشخاص أصحاب القوام غير المتناسق لديهم درجات من قلة الثقة بالنفس وهي من الأسباب التي تؤدي إلى الشك.
- إهمال الرقابة:ومتلازمة الشك من المتلازمات التي تبدأ مع الشخص منذ الصغر وتعتبر الرقابة الأسرية للطفل وتصرفاته من الأمور التي تعمل على رفع درجة ثقة هذا الطفل بنفسه كما تعمل على رفع معنوياته الأمر الذي يجعله عند الكبر شخصية مؤثرة لا تتسم بالتردد فبالتالي لا يعاني من متلازمة الشك.
- التنشئة الاجتماعية السيئة:وتربية الطفل السليمة من الأمور التي تساعده على تقوية شخصيته ودعم ثقته بذاته ولكن هناك أساليب خاطئة يتم استخدامها من قبل الآباء في تربية أبنائهم وتتسم هذه الأساليب باستخدام مظاهر العنف والضرب والتوبيخ في عقاب الأبناء حال وقوعهم في أي أخطاء وكل هذه الأمور بالضرورة تتسبب في إضعاف شخصيتهم وتقليل درجة ثقتهم بأنفسهم وبالتالي يكونوا أصحاب شخصيات تتسم بالتردد والقلق والشك الدائم.
- الصدمات التي يتلقاها الأطفال في مرحلة طفولتهم المبكرة والتي تتمثل في وفاة الأب أو الأم.
- المشاكل الأسرية وحالات انفصال الأم والأب يجعل الأطفال لديهم درجة من درجات التردد والقلق.
سمات الشخصية الشكاكة وكيفية التعامل معها
وبعد أن تعرفنا على مفهوم الشك والأسباب التي تؤدي له سنتعرف على سمات الشخصية التي تتسم بالشك وكيف نتعامل معه:
- يكون شخص نلاحظ أن الشك يجري في دمه بحيث يكون تقويمه للأشخاص الذين حوله قائم على الشك ثم الشك ونجد أنه شخص لا يثق في أقرب الأقربين له ودائما ما يعتقد بأن الأشخاص الذين حوله يدبرون له المكائد والمصائب.
- دائما ما يكون عقل هذا الشخص مشغول بالتفكير في احتمالية الأشخاص المقربين له يتركونه وحيدا في المواقف الصعبة وهي ضرب من ضروب انعدام الثقة في الأشخاص المقربين له.
- دائما يكون على اعتقاد بأن الأشخاص الآخرين لا يعرفون حقيقته وأنهم يلقون عليه الاتهامات الباطلة.
- لا يسامح الآخرين ودائما ما يتذكر للأشخاص المقربين له مواقف أخطاء فيها.
التعامل مع أصحاب الشخصية الشكاكة
يمكننا توضيح كيفية التعامل مع أصحاب تلك الشخصية من خلال الآتي:
- يجب وضع مسافة في التعامل مع هؤلاء الأشخاص بحيث لا نتقرب منهم بدرجة كبيرة.
- عند الدخول في أي نقاش مع هؤلاء الأشخاص يجب أن نفعل دور الاستماع لهم أكثر من دور التحدث إليهم.
- تجاوز الشك في الأمور الفرعية البسيطة.
- يجب أن يتم إشراكه في الأنشطة المختلفة مع الوضع في الحسبان درجة شكه ونقوم بإزالة الأمور التي تدعوا إلى الشك من أمامه.
- يجب أن نبادر بالاتصالات القصيرة كما يلزم أن نبادر بالسلام وإلقاء التحية.
- لا نصدمه بحقيقة شخصيته من خلال توضيح أن شخصيته لها نوع آخر غير الشك.
علاج الشك
تتمثل طرق العلاج في النقاط الآتية:
- العلاج الدوائي: في الغالب لا نقوم باستخدام الأدوية من أجل علاج الشك إلا في الحالات التي تظهر أعراض مصاحبة أخرى له مثل الاكتئاب أو القلق.
- أدوية مضادات الذهان: ويتم اللجوء لهذا النوع من العلاجات في حالة إذا ما كان الشك توجد أعراض الذهان المصاحبة له وتتضمن أعراض المشاكل الذهانية فقدان عملية الاتصال بالواقع مع العلم أن هذا النوع من الأدوية له العديد من الآثار الجانبية التي تتمثل في الرجفة وتيبس العضلات، اضطرابات النوم خلل يتعلق بحركات الشفاه.
- أدوية مثبتات الحالة المزاجية: وتعمل هذه الأدوية على جعل الشخص قادر على التحكم والسيطرة في انفعالاته وهي بذلك تعمل على تقليل نشاط الدماغ عن طريق إعادة التوازن العصبي الكيميائي.
- أدوية مضادات الاكتئاب لعلاج الشك: حيث أن هذه الأدوية تعمل على ضبط وتحسين الحالة المزاجية للشخص وذلك عن طريق تزويد الناقلات العصبية في الدماغ وتعمل هذه الأدوية على علاج الشك والاضطرابات النفسية المختلفة.
- العلاج النفسي: ويرتكز هذا النوع من العلاجات على تزويد ثقة الشخص بنفسه وتقوية شخصيته واكتساب ثقافة التواصل المختلفة مع الآخرين ويتمثل هذا العلاج في:
- تعديل أنماط السلوك الخاطئة أو الغير صحيحة وتعديل الممارسات الخاطئة من خلال تعزيز والسلوكيات المعرفية المختلفة.
- تعليم الشخص المصاب بمتلازمة الشك كيفية التعرف على الأنماط السلوكية الخاطئة في التفكير والسلوك والعمل على تعديله وتحويله إلى أسلوب صحيح.
- استخدام العلاج السلوكي المعرفي من أجل معالجة الأفكار الضارة والأساليب الخاطئة للتفكير.
- العلاج النفسي من الأمور التي لا غنى عنها في علاج متلازمة الشك حتى مع استخدام العلاج الدوائي.
- هناك الكثير من الطرق المنزلية اللازمة لعلاج الشك وتتمثل في ممارسة التمارين الرياضية والنوم بشكل جيد وتناول الأطعمة التي تحتوي على نسب عالية من العناصر الغذائية.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_16955