مفهوم الصحة النفسية, وتأثيرها على الفرد والمجتمع
محتويات
أهمية الصحة النفسية
تتراوح أهمية الصحة النفسية بين الفرد والمجتمع، وهو ما سيتم توضيحه في الآتي:
أولا: أهمية الصحة النفسية للفرد
-
معرفة وفهم النفس، فالشخص الذي يعي تماما مفهوم الصحة النفسية، ويطبق هذا المفهوم في حياته فهو شخص يعرف ذاته جيدا، ويتقن التعامل معها جيدا من حيث معرفة كافة احتياجاتها ورغباتها في الحياة، وكيفية تلبية تلك الحاجات والرغبات بما لا يتعارض مع مفهوم الصحة النفسية.
-
تحقيق الرضا عن الذات من خلال فهمها جيدا، وفهم الآخرين من حولها.
- الشعور الدائم بالسعادة، وقلة الشعور بالاضطرابات النفسية الناتجة عن الأحداث اليومية في الحياة من قلق وتوتر.
- تعزيز قوة الشخصية للفرد، خاصة في مواجهته للأمور والأحداث المفاجئة الصعبة في الحياة، وتجعله قادرا على مواجهة تلك الأمر بشكل جيد.
- قدرة الشخص على ضبط المشاعر والعواطف التي يشعر بها نتيجة ما يدور حوله، وعدم الاستجابة السريعة لتلك المشاعر، الأمر الذي يجنب الشخص الوقوع في الأخطاء دائما، والتصرف على الوجه المناسب والسليم مع الآخرين.
- تنشئة جيل جديد من أفراد المجتمع يتسمون بالصحة النفسية الجيدة، الأمر الذي ينعكس على المجتمع بالإيجاب في مختلف مجالات الحياة.
ثانيا: أهمية الصحة النفسية بالنسبة للمجتمع
- بالنسبة للوالدين في الأسرة، تؤثر الصحة النفسية السليمة لهما على مدى تماسك هذه السرة، وتربية الأبناء بها تربية صحية سليمة وسوية، حتى يستطيعوا التكيف مع كافة الظروف والصعوبات التي تواجههم في الحياة.
- بالنسبة للعاملين في مجال التعليم بالدولة، حيث تعمل الصحة النفسية لهؤلاء الأفراد على زيادة الترابط الإيجابي بينهما في المدرسة أو الجامعة، الأمر الذي ينعكس على الطلاب من ناحية نموهم بطريقة سليمة في المدرسة بجانب البيت.
- بالنسبة لأفراد المجتمع، الصحة النفسية لأفراد المجتمع تهدف غلى حدوث تماسك بين هؤلاء الأفراد وبينهم وبين مؤسسات الدولة، الأمر الذي يساعد في تحقيق الوحدة والمساواة بين هؤلاء الأفراد بالإضافة إلى تنمية ونمو الدولة في مختلف القطاعات.
مفهوم الصحة النفسية في الإسلام
- يتوافق مفهوم الصحة النفسية مع مفهوم الرضا في الدين الإسلامي، وكلاهما يهدفان إلى تهيئة الشخص ووصوله إلى حالة من الرضا للتكيف والتعامل مع مجريات الأمور من حوله بحكمة.
- مفهوم الرضا في الإسلام ينبع من إيمان الشخص القوي بخالقه، والقرب من هذا الخالق لتحقيق التوازن النفسي له أو الصحة النفسية من أجل مواجهة ظروف وتحديات الحياة، مستخدما في ذلك الآيات القرآنية والسنة النبوية الشريفة التي تحقق له هذا التوازن.
مفهوم الصحة النفسية للطفل
الصحة النفسية للطفل هي الحالة التي يتم توصيل الطفل لها بواسطة التربية والمواقف التي يتعرض لها في الصغر حتى يصل إلى مرحلة النُّضْج، ويمكن أن تكون هذه الصحة سليمة أو غير سليمة وفقا للعوامل السابقة، ومن تلك العوامل:
- هناك بعض الأطفال الذين يتمتعون بصحة نفسية جيدة نتيجة نشأتهم في بيئة أو أسرة حكيمة ومتفهمة، وتوفر له المزيد من الحب والدعم النفسي اللازم له لتعزيز ثقته بنفسه حتى ينضج ويكبر، وهؤلاء الأطفال يتميزون بسرعة البديهة والذكاء، وتكوين علاقات اجتماعية جيدة مع من حولهم بسهولة ويسر.
- وهناك بعض الأطفال الذين يعانون من تدهور في الصحة النفسية نتيجة التربية الخاطئة لهم، وتواجدهم في بيئة غير داعمة لهم نفسيا ومعنويا، وهؤلاء الأطفال يجدون صعوبة بالغة في تلقي التعليم واستيعاب المعلومات، هذا بالإضافة إلى انعدام الثقة في أنفسهم وعدم تقدير ذاتهم، وهو ما ينعكس على الحياة الاجتماعية لهم في الصغر، وإذا لم يعالج الأمر ستستمر هذه المشاكل معهم في الكبر.
مؤشرات الصحة النفسية غير السليمة للطفل
توجد بعض العلامات أو المؤشرات التي إذا قام لها الطفل يصبح غير سوي نفسيا، مثل:
- الشعور بالقلق والتوتر معظم الوقت.
- حدوث نوبات غضب وصراخ بشكل متكرر.
- الشعور ببعض الأعراض الجسمانية مثل الصداع وآلام شديدة بالمعدة.
- فرط الحركة والنشاط، وعدم الاستقرار في مكان واحد لفترة طويلة.
- مشكلات في النوم، ورؤية الكوابيس والأحلام المزعجة باستمرار.
- قيام الطفل بأذية نفسه مثل قيامه بحرق جلده أو قطعه بآلة حادة.
- سلوك الطفل المنحرف في بعض المواقف.
- قيام الطفل بأذية نفسه وممن حوله.
- ممارسة عادة التدخين، والإدمان عليها أو تناول العقاقير المخدرة.
أهمية الصحة النفسية للأطفال
تؤثر الصحة النفسية للطفل على مجريات حياته في الطفولة حتى الكبر، وعند تمتع الطفل بصحة نفسية سليمة يؤثر ذلك إيجابا على تلك المجريات
- قيام الطفل بعمل علاقات جيدة مع كل من حوله بسهولة ويسر، سواء في المدرسة أو العائلة أو الجيران.
- تعدد الخيارات الجميلة في حياته بسبب نظرته الإيجابية لها.
- تمتع الطفل بصحة جسدية سليمة، ولياقة بدنية جيدة.
- التعامل مع الحياة بكل مرونة خاصة في اللحظات الحرجة التي تواجه الطفل.
- تطور مهارات وإمكانيات الطفل العقلية والنفسية، مما يجعله قادرا على الاستيعاب والتعلم بسهولة.
مفهوم الصحة النفسية في العمل
- أصبحت بيئة العمل في وقتنا الحالي مليئة بالضغوطات نتيجة التطور التكنولوجي في كافة مجالات الحياة، التي جعلت بيئة العمل تختلف كثيرا عما كانت سابقا، مما جعل أرباب العمل يضغطون بصورة أو بأخرى على الموظفين لتحقيق أعلى مستوى من الإنتاجية والكفاءة المطلوبة للشركة.
- حتى تستطيع المنافسة بقوة مع منافسيها في السوق، وكلها أمور لا تراعي فيها بيئة العمل الحالة النفسية للموظفين, ويؤدي إلى:
- يؤثر على أدائهم الوظيفي بسبب إصابتهم ببعض الاضطرابات النفسية نتيجة هذه التواجد في بيئة عمل غير جيدة مثل الاكتئاب والقلق.
- يقلل من حضورهم للعمل، وعلى هذا عدم تحقيقهم لأهداف الشركة بالشكل المطلوب منهم.
- وبدأت العديد من الدول تتجه إلى تحسين بيئة العمل بحيث تكون داعمة نفسيا ومعنويا للموظفين خلال تأدية مهامهم الوظيفية، وذلك وفقا لبعض إرشادات ونصائح بعض المنظمات الدولية بخصوص هذا الأمر مثل منظمة العمل الدولية، ومن ضمن هذه الإجراءات:
- تحقيق معايير الأمن والسلامة في بيئة العمل لتجنب تعرض الموظفين لأي إصابات أو حوادث خلال تواجدهم في تلك البيئة.
- إعطاء الموظفين كافة حقوقهم المادية بالشركة من صرف رواتب جيدة ومكافآت وحوافز.
- بالإضافة إلى القيام ببعض الأنشطة الترفيهية لهم وقت العمل أو الاجازات الأسبوعية لهم ولذويهم وأسرهم لتوطيد العلاقات بين موظفي الشركة وبين رؤسائهم في العمل.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_7941