من خطر النظر للمحرمات إفساد القلب

من خطر النظر للمحرمات إفساد القلب
الإجابة هي: صح
نعم، من أبرز أخطار النظر إلى المحرمات أنه يؤدي إلى إفساد القلب، وهذا أمرٌ أكدت عليه الشريعة الإسلامية، وبيّنه العلماء والحكماء. والنظر للمحرمات لا يتوقف ضرره على العين فقط، بل يصل إلى القلب، لأن العين بوابة إليه، وكلما نظر الإنسان إلى ما حرّم الله، دخل حب المعصية إلى قلبه، فتفسد طهارته، ويضعف خشوعه، ويقلّ إقباله على الطاعة.
يقول ابن القيم رحمه الله: "النظر سهمٌ مسموم من سهام إبليس، ومن أطلق بصره دامت حسرته".
من آثار إفساد القلب بسبب النظر للمحرمات:
- قلة الخشوع في الصلاة.
- الفتور عن الطاعة.
- كثرة التفكير في الشهوات.
- الوقوع في العادة السرية أو الزنا.
- الوحشة بين العبد وربه.
- الابتعاد عن نور العلم والقرآن.
من خطر النظر للمحرمات إفساد القلب. صواب خطأ
الإجابة: ✅ صواب.
النظر إلى المحرمات من الأسباب المباشرة في إفساد القلب، لأنه يُدخِل عليه الشهوات، ويُضعف صلته بالله، ويؤدي إلى الفتور عن الطاعات.
إن تركت لذة النظر إلى الحرام
إن تركت لذة النظر إلى الحرام وأنت تستطيع ولا أحد يراك من البشر.. لكن تركتها حباً لله ، وحياءً منه ، وشوقاً لقربه ومرضاته ، سيُعوضك الله لذّة لا ينالها مُلوك الأرض و لا تصفها ألسنة الخلق ! إنها لذة الحب الإلهي والشعور بالقرب منه تعالى! ".
أحاديث نبوية عن النظر إلى الحرام
إليك مجموعة من الأحاديث النبوية الصحيحة التي وردت في تحذير النبي ﷺ من النظر إلى الحرام:
- عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا، أدرك ذلك لا محالة، فزنا العينين النظر...» رواه البخاري ومسلم.
- عن جرير بن عبد الله قال: سألت النبي ﷺ عن نظرة الفجأة، فقال: «اصرف بصرك».
- وفي حديث آخر عن عليّ رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله ﷺ: «يا علي، لا تتبع النظرة النظرة، فإن لك الأولى وليست لك الآخرة» رواه أبو داود والترمذي، وصححه الألباني.
- ورد حديث: «النظر سهم مسموم من سهام إبليس، من تركه من مخافتي أبدلته إيماناً يجد حلاوته في قلبه» رواه الحاكم، وضعفه بعض العلماء، لكن معناه صحيح ويشهد له ما تقدم من أحاديث صحيحة.
- عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة» رواه البخاري. ومعناه: من يضبط لسانه وفرجه، والنظر المحرم بوابة إلى الفرج.
آيات عن النظر إلى المحرمات
إليك آيات من القرآن الكريم تُحذر من النظر إلى المحرمات وتُأمر بـ غض البصر:
1. سورة النور – الآية 30
قال تعالى: ﴿ قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ﴾ [النور: 30]
- هذه الآية أمرٌ مباشر للمؤمنين بغضّ أبصارهم عن المحرمات.
2. سورة النور – الآية 31
قال تعالى: ﴿ وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ ﴾ [النور: 31]
- وهذا أمرٌ للمؤمنات أيضًا بغض البصر.
3. سورة الإسراء – الآية 36
قال تعالى: ﴿ وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ﴾ [الإسراء: 36]
- يشير إلى أن الإنسان مسؤول عن سمعه وبصره وقلبه، ومنها النظر إلى المحرمات.
4. سورة غافر – الآية 19
قال تعالى: ﴿ يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ ﴾ [غافر: 19]
- الله يعلم النظرات الخائنة حتى لو لم تُصرّح علنًا، وفيها تحذير شديد من التهاون في نظرة الحرام.
النظر الحرام يمنع الرزق
النظر الحرام قد يكون سببًا في منع الرزق، وإن لم يُذكر ذلك بلفظ صريح في القرآن أو السنة، إلا أن العلماء استنبطوا هذا المعنى من خلال الربط بين المعصية وأثرها في حرمان العبد من الخير، ومن ذلك الرزق.
- ابن القيم رحمه الله قال: "من آثار المعاصي حرمان الرزق، فكما أن التقوى مجلبة للرزق، فتركها مجلبة للفقر" من كتاب: الجواب الكافي. كما قال رحمه الله: "النظرة تورث الحسرات، وتذهب اللذات، وتجلب الفقر، وتورث وحشة في القلب بين العبد وربه".
- قال رسول الله ﷺ: «إن العبد ليُحرم الرزق بالذنب يصيبه» رواه ابن ماجه وحسنه الألباني، وهذا يشمل أي ذنب، ومنها إطلاق البصر في المحرمات.
- قال الله تعالى: ﴿وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا، وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ﴾ [الطلاق: 2–3]، فالتقوى سبب في جلب الرزق، والنظر الحرام مناقض للتقوى.
عقوبة النظر إلى المحرمات في الدنيا
عقوبة النظر إلى المحرمات في الدنيا كثيرة ومتنوعة، وهي ليست فقط روحية، بل تمتد إلى القلب، النفس، العقل، والعلاقات، وإليك أهم العقوبات الدنيوية كما ذكرها العلماء والمجربون، وتشمل:
- ظلمة في القلب: النظر إلى المحرمات يُورث ظلمة في القلب، وضيقًا في الصدر، وقال ابن القيم رحمه الله: "النظر سهم مسموم من سهام إبليس، من أطلق بصره دامت حسرته، وقلّت بصيرته".
- حرمان لذة الطاعة: من أطلق بصره فيما حرّم الله فَقَدَ لذة التلاوة، والخشوع في الصلاة، والأنس بالله.
- ضعف الحفظ والعقل: النظر المحرم يُضعف التركيز، ويُشتّت الذهن، وقد قال بعض السلف: "العين تزني، والزنا ينبت في القلب، فيضعف العقل".
- الوقوع في العادة السرية أو الفواحش: البداية بنظرة، ثم خيال، ثم فعل... والنظر أول طريق الفتنة.
- قلة التوفيق وتعسر الأمور: كما جاء في الحديث: «إن العبد ليُحرَم الرزق بالذنب يصيبه» رواه ابن ماجه وحسنه الألباني، والنظر الحرام من الذنوب.
- القلق والفراغ النفسي: النظر الحرام لا يُشبع النفس، بل يزيدها تعلقًا وقلقًا.
- الوحشة بين العبد وربه: يقول ابن القيم: "ومن آثار المعصية الوحشة بين العبد وربه، وإنه لَيجدها في قلبه".
- عدم قبول الدعاء: قال بعض السلف: "من أطلق بصره في الحرام، حُرم دمعة في السَّحر."
كفارة النظر إلى الحرام
كفارة النظر إلى الحرام تكون بالتوبة الصادقة والعمل الصالح، ولا يوجد كفارة مالية أو بدنية مخصوصة، لكن الشريعة وضعت خطوات واضحة لتطهير القلب والبصر، وهي:
1. التوبة النصوح
قال الله تعالى: ﴿وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [النور: 31]
وتتضمن:
- الندم على النظر.
- الإقلاع الفوري.
- العزم على عدم العود.
- استغفار الله بصدق.
2. غضّ البصر بعد الزلّ
قال رسول الله ﷺ: «يا علي، لا تُتْبع النظرة النظرة، فإن لك الأولى وليست لك الآخرة» رواه الترمذي وحسنه الألباني.
- أي إن وقع النظر بغير قصد (نظر الفجأة)، فالواجب صرف البصر فورًا.
3. الإكثار من الاستغفار
- قال رسول الله ﷺ: «من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجًا ومن كل ضيق مخرجًا ورزقه من حيث لا يحتسب» رواه أبو داود.
4. المحافظة على الصلاة
- الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، وهي تعين على ضبط الجوارح، ومنها البصر.
5. الصيام لمن عجز عن الزواج أو كثر عليه النظر
- قال النبي ﷺ: «يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج... ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء» رواه البخاري ومسلم.
6. البُعد عن مواطن الفتنة
- حذف التطبيقات والمواقع المثيرة.
- عدم الخلوة بالجوال دون مراقبة.
- ملء الوقت بالنافع.
كفارة النظر إلى الحرام ابن باز
قال ابن باز رحمه الله:
- "الواجب على من نظر إلى ما حرّم الله أن يبادر بالتوبة إلى الله، والندم على ما حصل، والعزم الصادق أن لا يعود إلى ذلك، مع الاستكثار من ذكر الله، والاستغفار، وصلاة النافلة..." (فتاوى نور على الدرب).
- "النظر إلى النساء من غير حاجة لا يجوز، ويجب غض البصر عنهن، كما أمر الله في كتابه".
- "ينبغي على المسلم أن يبتعد عن كل ما يُوقِعه في النظر المحرم، من القنوات، أو المجلات، أو الأسواق المختلطة..." (فتاوى ابن باز – موقعه الرسمي)".
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_21316