آداب النظر في الإسلام وأهم المعلومات عن غض البصر
آداب النظر في الإسلام
خلقنا الله عز وجل في أحسن صورة وأمرنا في القرآن الكريم بشكر نعم الله وعدم الجحد والكفر بها، وأمرنا بأن نبتعد عن النظرة المحرمة وعن القول الفاحش أو سماع الباطل، وعن كل ما يضر البشر، لذلك يمكننا القول أن النظر له آداب في الإسلام لا بد من الالتزام بها وإلا وقع الإنسان في المحرمات والمصائب والعياذ بالله، ومن هذه الآداب:
- قال الله تعالى في القرآن الكريم ( قبل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أذكى لهم، إن الله خبير بما يصنعون، وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها).
- وفي الآية الكريمة أمر الله الرجال أولاُ بغض البصر لأنهم أسهل في الوقوع في الفتنة والنظر للنساء، كما أمر النساء بغض البصر بالتستر حتى لا تكون فتنة للرجال، وفي آيات الله حكم كثيرة تحمل الفائدة لنا.
- وقد أخبرنا سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام بأن النظر لكل شيء هو تعدي على حقوق المؤمنين وكل هذه الحقوق ثم يتم إعادتها لأصحابها يوم القيامة.
آداب النظر إلى المحارم في الإسلام
يقصد بالمحارم هم: النساء اللواتي تم تحريمهن على الرجال، أو النساء اللواتي جعل الله زواجهم من الرجل حرام، مثل الأهل من الابنة أو الأم أو الأخت أو الخالة أو العمة، وبنت الأخ وبنت الأخت وأم الزوجة وزوجة الابن.
- وهؤلاء النساء جعل الله للرجل أن يرى منهن بعض المناطق من الجسم مثل الشعر والرقبة والذراع والقدم، ويحرم النظر لباقي أجزاء الجسم.
وقال الله في سورة النساء (حرمت عليكم أمهاتكم وبناتكم وأخواتكم وعماتكم وخالاتكم وبنات الأخ وبنات الأخت وأمهاتكم اللاتي أرضعنكم وأخواتكم من الرضاعة، وأمهات نسائكم وربائبكم اللاتي في حجوركم من نسائكم اللاتي دخلتم بهن فإن لم تكونوا دخلتم بهم فلا جناح عليكم، وحلائل أبنائكم الذين من أصلابكم وأن تجمعوا بين الأختين إلا ما قد سلف إن الله كان غفوراً رحيما) صدق الله العظيم.
آداب النظر للمرأة الأجنبية في الإسلام
بالنسبة للفتاة أو المرأة الغريبة عن الرجل أو التي يحق له أن يتزوجها فقد وضع الإسلام شروط للتعامل معها وتتمثل في:
- حرم الله عليه أن ينظر لها حتى ولو كانت محتشمة وترتدي الزي الشرعي طالما ليس له حاجة منها.
- وإن اضطر الأمر للتحدث أو التعامل معها في موقف فلا يجب أن ينظر إلا إلى الوجه فقط ولا يطيل النظرة.
- أما الفتاة التي يذهب الرجل لخطبتها فيحق له أن ينظر لوجهها وكفيها.
آداب النظر إلى الزوجة في الإسلام
- بالنسبة للزوجة فهي حلال تماماً لزوجها ويحق له رؤية كل جسدها سواء كانت النظرة بشهوة أو بدون شهوة، كما يحق لها رؤية جسده.
- ولكن يقال في بعض الروايات أنه يفضل ألا ينظر كلاً منهم لعورة الآخر أو الجهاز التناسلي، حيث قيل أنه يورث النسيان ويضعف البصر، ولكن هذه أقاويل وليست أحاديث صحيحة عن النبي عليه أفضل الصلاة والسلام.
- فما لم يرد في القرآن ولا في السنة النبوية لا يجب الأخذ به أو تصديقه، وقال الله تعالى( والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين).
آداب النظرة من الرجل إلى الرجل
لقد جعل الإسلام ديننا العظيم آداب حتى نظرة الرجل للرجل أو نظرة المرأة للمرأة، وتتمثل في:
- فلا يجب أن ينظر الرجل لعورة الرجل مثله ولا يحق له أن يرى من منطقة السرة وحتى الركبة عند الرجل الآخر، كما أن المرأة تكون عورتها على المرأة من الصدر وحتى الركبتين، ومن يخالف ذلك فهو آثم.
- حتى ولو كانت المرأة وابنتها أو أختها أو أحد أقاربها فلا يجب أن ترى من الصدر وحتى الركبة، أما بالنسبة للمرأة الكافرة فلا يجوز لها رؤية أي جزء من جسم المرأة المسلمة في ما عدا الوجه والكفين.
فوائد غض البصر وامتثال أمر الله
غض البصر هو:
- حجبه عن النظر إلى ما حرم الله، أو إلى ما يمكن أن يفتن الإنسان ويوقعه في الحرام، وكذلك حرمت النظرة لأي شيء دون ذكر اسم الله تجنباً للحسد الذي قد يقع الإنسان فيه إن لم يقل ما شاء الله لا قوة إلا بالله.
- وقال الله تعالى( ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله) لأن الإنسان قد يصل به الأمر إلى حسد نفسه إن لم يذكر الله تعالى.
لذلك حثنا الإسلام على غض البصر عن العورات وعن المناظر المحرمة التي تعرض في التلفاز ومواقع التواصل الاجتماعي بسبب أضرارها الكبيرة على الإنسان، لذلك كان لغض البصر ثمرات وفوائد عظيمة نذكرها في ما يلي :
1. طاعة الله تعالى واتباع أوامره:
- من أهم الأعمال الصالحة التي ترضي الله عز وجل وتكسب الإنسان الكثير من الحسنات إلا وهو الامتثال لأوامر الله وتنفيذها فلا يوجد أفضل من طاعة الله، وقد أمر الله تعالى نبيه محمد عليه الصلاة والسلام بغض البصر كما أمره أن يأمر أمته من المسلمين بغض البصر( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون).
2. اكتساب البصيرة في القلب والحكمة وحلاوة الإيمان:
- عندما يتعود المسلم على غض البصر فإنه يشعر بحلاوة الإيمان في قلبه وينعكس ذلك على الوجه فيكون به نور ويمتلئ العقل حكمة كما يمتلك القلب بصيرة.
3. الوقاية من الفتنة والوقوع في المحرمات:
- في الآية الكريمة المذكورة ربط الله تعالى بين غض البصر وحفظ الفرج لأن النظرة المحرمة يمكنها أن تسبب الزنا والعياذ بالله، إذن فحفظ العين حفظ للفرج، لأن خطوات الشيطان تبدأ مع الإنسان بالنظرة ثم الخطوة ثم الوقوع في المعصية.
4. زيادة حب الإنسان لله وحيائه منه والشعور بمراقبته له:
- حيث أن طاعة الله واتباع أوامره والحياء منه والشعور بمراقبته تبعث في النفس حب الله والشعور بخوفه علينا ومحافظته على الإنسان.
5. حفظ المجتمع من الوقوع في الفواحش لأن لو كل إنسان غض بصرة لما رأينا:
- الراقصات والفاجرات يظهرن علناً في الأماكن العامة وشعرت كل امرأة بأنها حمقاء وذهبت وتسترت.
- لذلك فمن واجبنا نحو الله تعالى أن نشكره على حاسة العين ونعمة البصر، وأن ندعو الله بالحفاظ على الصحة.
- مثلما يقال في الأذكار اللهم عافني في بدني اللهم عافني في سمعي اللهم عافني في بصري لا إله إلا أنت.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_15116