كتابة :
آخر تحديث: 02/11/2023

كل ما تود معرفته عن نتائج الامية على المجتمع ومناحي الحياة

نتائج الامية لها تأثير بالغ يتجاوز الفرد ليطال الدولة والاقتصاد، لهذا في الدول المتأخرة والتي ما تزال تعرف نسب امية مرتفعة نوعا ما، نجد برنامج لمحو الأمية والذي يساعد في الوصول إلى التعليم والتنمية الاقتصادية ونتائج الحياة. ورغم ذلك، وحتى في عالمنا الحديث، نسب الأمية لا تزال مرتفعة وتثير الاستغراب في بعض الدول. يتطرق مفاهيم أدناه لنتائج الامية وتأثيرها على المجتمع مع رصد نسبها في العالم العربي.
كل ما تود معرفته عن نتائج الامية على المجتمع ومناحي الحياة

نتائج الامية على المجتمع

يتم تعريف الأمية على أنها عدم معرفة كيفية القراءة أو الكتابة بما يتجاوز المستوى الأساسي، أو فهم التوجيهات، أو عدم القدرة على إكمال المهام في الوقت المناسب. وتشمل نتائج الامية على المجتمع ما يلي:

1.انعدام فرص شغل ذات دخل جيد

  • الأفراد الذين لديهم مستويات منخفضة من المعرفة بالقراءة والكتابة هم أكثر عرضة لتجربة فرص العمل ذات دخل منخفض جدا، أو تلك التي يتم فيها استغلالهم بدنيًا دون أي استفادة مادية. ونتيجة لذلك، فإنهم غالبا ما يواجهون الاعتماد على الرعاية الاجتماعية، وتدني احترام الذات، وارتفاع مستويات الجريمة.

2. عدم القدرة على اتخاذ القرار

  • الأشخاص ذوي المستوى المنخفض من المعرفة لديهم قدرة محدودة على اتخاذ قرارات مستنيرة مهمة في الحياة اليومية حيث يواجهون صعوبة في أداء مهام مثل ملء النماذج والتطبيقات، وفهم السياسات الحكومية، وقراءة الأدوية أو الملصقات الغذائية، وغير ذلك الكثير.

3. تأثير الأهل السلبي على الأبناء

  • الآباء والأمهات الأميين غالبًا ما يمنحون الأولوية للعمل قبل التعليم، وتكون توقعاتهم أقل فيما يتعلق بالتعليم، ومن المرجح أن يتبع أطفال الآباء الذين يفشلون في إكمال تعليمهم الابتدائي خطوات أهلهم ويفعلون الشيء نفسه. وهذا يؤدي إلى دورة من الحرمان عبر الأجيال.

4. تدني احترام الذات

  • قد يعاني الشخص غير القادر على القراءة من تدني احترام الذات أو يشعر بمشاعر مثل الخجل والخوف والعجز.
  • يشعر الطلاب الذين يعانون من صعوبات في معرفة القراءة والكتابة بأنهم منبوذون من الأوساط الأكاديمية، ويتجنبون المواقف التي قد يتم اكتشافهم فيها أو يجدون أنفسهم غير قادرين على المشاركة الكاملة في المجتمع أو الحكومة

5. صعوبة الاندماج كمواطن في المجتمع

  • إن الشخص الذي لا يستطيع القراءة يكافح من أجل معرفة حقوقه، والتصويت، والعثور على عمل، ودفع الفواتير، وتأمين السكن. في المحصلة، يتصاعد هذا الصراع المعقد إلى الخارج، ويؤثر على الأجيال القادمة ومجتمعنا.

نتائج الامية على الصحة وآثارها

تم التوصل إلى أن الأشخاص الذين لديهم مستويات منخفضة من المعرفة بالقراءة والكتابة هم أكثر عرضة للتعرض لنتائج صحية ضارة، ولديهم معرفة صحية ضعيفة، ويمارسون سلوكيات صحية سيئة.

على سبيل المثال، الأشخاص الذين لديهم مستويات منخفضة من المعرفة الصحية هم أكثر عرضة:

  • ارتفاع معدلات دخول المستشفى
  • عدم المشاركة في الخدمات الصحية مثل فحص السرطان
  • عدم الفهم والالتزام بالنصائح الطبية
  • كشفت جائحة كوفيد-19 الأخيرة عن النقص الكبير في محو الأمية الصحية على مستوى العالم. خلال هذا الوقت، واجه العديد من الأشخاص تحديات في فهم وتطبيق المعلومات الصحية المقدمة من المتخصصين في مجال الصحة والحكومة.
  • إن المعرفة الكافية بالصحة أمر مهم لضمان قدرة الناس على فهم المعلومات الصحية وتطبيقها بشكل صحيح للوقاية من الأمراض، وعدم القيام بذلك يزيد من خطر انتقال المرض.

نتائج الأمية على الاقتصاد

  • أفادت المؤسسة العالمية لمحو الأمية (2018) أن الأمية وانخفاض مستويات معرفة القراءة والكتابة يمكن أن تكلف الاقتصاد العالمي حوالي 800 مليار جنيه إسترليني سنويًا.
  • على وجه التحديد، في المملكة المتحدة، تكلف الأمية اقتصادها حوالي 80 مليار جنيه إسترليني في عام 2018 بسبب التكاليف المرتبطة بالرعاية الاجتماعية والبطالة والبرامج الاجتماعية، فضلاً عن انخفاض عائدات الضرائب الحكومية والإنتاجية.
  • ومع تحرك الاقتصاد العالمي أكثر نحو اقتصاد المعرفة، تعد معرفة القراءة والكتابة مهارة أساسية للأفراد والدول للتنافس في الاقتصاد العالمي.
  • عندما تكون نسبة عالية من السكان البالغين ذوي مهارات القراءة والكتابة ضعيفة، تظل العديد من الوظائف شاغرة بسبب عدم كفاية الأفراد الذين يتمتعون بالمهارات الكافية للوفاء بهذه الأدوار. ويؤدي هذا إلى تباطؤ نمو الناتج المحلي الإجمالي على المدى الطويل (لال، 2015).

تأثير الأمية على الأجيال

تنتقل الأمية في كثير من الأحيان من جيل إلى جيل، بغض النظر عما إذا كان الأطفال يذهبون إلى المدرسة أم لا، وتتضح أوجه التأثير في:

  • يذهب العديد من الأطفال في جميع أنحاء العالم إلى المدرسة ولكنهم لا يتعلمون القراءة أو الكتابة أو الحساب، وقد عانى العديد من هؤلاء البالغين من الإحباط مثل الأطفال لدرجة أنهم يتجنبون عمدا الأنشطة المرتبطة بمحو الأمية في وقت لاحق من حياتهم.
  • الأم والأب الأميين، يميلون إلى إيصال مشاعرهم السلبية تجاه محو الأمية والتعليم إلى أطفالهم (غالبًا بشكل غير لفظي)، وبالتالي إدامة دورة الأمية بين الأجيال، وذلك وفقًا لتقرير اليونسكو.

نتائج الامية في المغرب

قبل أن نتطرق لنتائج الامية في المجتمع المغربي لنرصد أولا نسبة الأمية في المغرب:

  • منذ عام 2018، كان 97.73٪ من الرجال والنساء في المغرب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و 24 عامًا يعرفون القراءة والكتابة، وفقًا لليونسكو.
  • بالنسبة للأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 25 عامًا فما فوق، تشير تقارير اليونسكو إلى أن 73.75٪ يعرفون القراءة والكتابة.
  • ومع ذلك، فإن 34.11% فقط من المغاربة الذين تبلغ أعمارهم 65 عامًا فما فوق يعرفون القراءة والكتابة.
  • منذ اعتلاء الملك محمد السادس العرش عام 1999، كثف المغرب جهوده لمحاربة الأمية، خاصة بين النساء وفي المجتمعات القروية.

نتائج الامية في المغرب لا تختلف عن باقي النتائج التي أشرنا لها أعلاه، وتأتي في مقدمة النتائج المجتمعية زيادة الجهل بين الناس وتصديق الناس للخرافات و الأساطير بشكل أكثر على حساب الحقائق العلمية، و يصبح علاج الأمراض مثلا ليس عن طريق اللجوء للطبيب بل عن طريق الشعوذة والخرافات.

نسب الأمية في العالم العربي

  • تكشف الاحصائيات أن عدد الأميين في العالم العربي قد يصل إلى ما يقرب من 100 مليون شخص بحلول عام 2030.
  • تشير البيانات المتوفرة إلى أن عدد الأميين (في الفئة العمرية 15 سنة فأكثر) في الدول العربية ارتفع بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة، من نحو 61 مليونا في عام 2016 إلى ما يقرب من 70 مليونا في عام 2020.
  • ويمثل هذا العدد 9.1 نسبة الأميين في العالم (763 مليوناً). وتمثل الإناث حوالي 62% من إجمالي الأميين في الوطن العربي، وهي نسبة ليست بعيدة عن النسبة العالمية.
  • كما تظهر الاحصائيات أن معدل معرفة القراءة والكتابة في الدول العربية انخفض من 76.1% عام 2014 إلى 73.6% عام 2020، وأن عدد غير القادرين على القراءة والكتابة في ارتفاع ملحوظ.
  • تشير التقديرات إلى أن التكافؤ بين الجنسين في العالم العربي بلغ 0.69 في عام 2004، وهو أحد أدنى المعدلات في العالم باستثناء جنوب وغرب آسيا.
  • على الرغم من التقدم الذي تم إحرازه خلال العقدين الماضيين نحو جلب جميع الفتيات إلى المدارس، وفي العالم العربي، لا تزال الفتيات يذهبن إلى المدارس بشكل أقل شيوعاً من الأولاد.

الدول العربية ذات نسبة أمية عالية

  • تأتي الصومال وموريتانيا كأعلى الدول العربية في نسبة الأمية (15 سنة فأكثر) والتي بلغت بهما 62.2%، 48% على التوالي.
  • وهناك بعض الدول العربية لم يتعدى فيها نسبة الأمية 10% وهم (قطر وفلسطين والأردن والبحرين، الكويت).
مع نتائجها الاقتصادية والاجتماعية والصحية الكبيرة التي يفرضها انخفاض مستويات معرفة القراءة والكتابة على الأفراد والمجتمعات، فإن هذه قضية عالمية تحتاج إلى معالجة والاستثمار بشكل أكبر في برامج محو الأمية.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ