كتابة : سميرة
آخر تحديث: 13/04/2022

هل الحب اختياري أم قدر؟ وما نظرة المجتمع للحب؟

من المعروف أن الحب هو شعور جميل يحتاج إلية البشر بشكل كبير في حياتهم، وإن الحب هو شعور يشمل الأمان والمشاعر الجيدة ويجلب السعادة للإنسان، لذا سنتحدث في هذا المقال في موقع مفاهيم عن هل الحب اختياري أم قدر؟ الحب واحد من أهم المشاعر الإنسانية التي يحتاجها الإنسان في حياته من أجل استطاعة العيش باستقرار، فالحب يولد عنه الزواج ورباط مقدس بين الطرفين مما يعطي لكلا منهم الآمان.
هل الحب اختياري أم قدر؟ وما نظرة المجتمع للحب؟

ما هو الحب؟

يعتبر الحب هو علاقة بين الرجل والأنثى وتشمل تلك العلاقة المشاعر الدافئة واللطيفة والانسجام والحنان والطمأنينة، وكل شخص يريد أن يسعد الشخص الآخر بدون مقابل، وأيضا يريد أن يضحي بأي شيء في سبيل إسعاد حبيبة، لذلك هو شيء رائع جدا.

ويعرف الحب في اللغة ب الميل والجذب والألفة والوداد اما مفهوم الحب في الإصلاح فهو ميل النفس لتكميل ذاتها بما ينقصها وتستقر بوجوده، ذلك إن الحب هو ضرورة من ضروريات الحياة حيث أنه القوة المحيطة بالمحبين، وهو شعور يجب على الشخص احترامه.

حيث أنه حب التملك لما ينقصنا، ولذلك إن الحب هو شعور رائع يسعي كل شخص لإيجاد حبيبة الوفي حتي يستطيع تكوين حياة وأسرة سعيدة مع من يحب، لذا يتساءل العديد من الأشخاص عن الخب وهل هو اختيار يقع على عاتق الشخص أم أنه قدر يصيب الشخص مباشرة.

هل الحب اختياري أم قدر؟

لقد اختلفت الآراء حول هل الحب اختياري أم قدر؟ ولكل رأي مبررات خاصة به فيري أهل الفقه والعقيدة أن كل شيء في الكون هو محكوم بقضاء الله تعالى وقدره، وإن كل شيء هو في علم الله تعالى وغيبه، وإن ذلك يتضمن جميع الأفعال والأقوال والحركات والاختيارات التي يفعلها العباد، وكل شيء كان خيرا أو شرا، وإن التيسير الإلهي هو له حدود ولا يستطيع الإنسان أن يتعدى قدرة. الله ويوقف إرادته ومشيئته، لذلك إن كل ما يفعله الشخص من أشياء أو اختيار خاص فهو يكون ضمن اختياره وقراره.

لذلك إن الإنسان هو شخص مخير بكامل إرادته ويقوم باتخاذ القرارات بناء على رأيه وما يريد، لذا ينطبق هذا الأمر ايضا على الحب حيث أنه احتياج إنساني ظهر في جميع أتباع الأنبياء كسمة بارزة وذلك لأنه يحقق الأمن والسعادة، لذلك هو أساس لتقييم سلوك وأفعال البشر، حيث إن الفعل الذي لا يكون نابع من الحب عديم القيمة، وإن الحب هو الشعور الأساسي الذي يجب أن يكون دافعا لأي عمل يقوم به الفرد، وهناك أيضا أمور ميسرة من الله سبحانه وتعالى، وهناك أمور مخيرة يجب أن يختار فيها فإما يختار الخير أو يختار الشر.

أما في المجتمعات الحديثة فيري البعض أن الحب هو صدفة وقدر يقابل الإنسان ويتعرض له، فليس بيده شيء يفعله غير ذلك، ويري البعض أن الحب هو قرار يفعله الإنسان دون تدخل القدر، حيث أنه مهارة مكتسبة يستطيع الشخص الاختيار عن طريقها ما يريد.

أنواع القدر

  • أولاً: القدر المحتوم أو الثابت

هو اللوح المحفوظ عند الله تعالى، ويكون مكتوب فيه الموت والعمر والميلاد والرزق، ولا يستطيع اي شخص تغيير المكتوب فيه، ولا يعلمه أحد إلا الله عز وجل، وهو قدر ثابت غير متغير.

  • ثانياً: القدر المقيد

هو القدر الذي يحدث فيه تغيير مثل كتب الملائكة فيحدث فيها تغيير نتيجة لفعل الإنسان أو دعائه ويكون الحب من ضمن هذا التغيير، لذلك إن الحب هو قدر ولكنه قدر مقيد وغير ثابت ويمكن تغييره في أي وقت، وهذا هو الإجابة على سؤال هل الحب اختياري أم قدر؟

نظرة المجتمع للحب

تنحصر نظرة المجتمعات الحديثة للحب على نظرتين، فالنظرة الأولى ترى أن الحب هو صدفة وفرصة متعلقة بالقدر، وإن القدر يجلب لك الشخص المناسب في الوقت والمكان المناسب، حيث أن الحب يولد السرور والسعادة في قلوب المحبين دون مشقة أو جهد، وإنه عبارة عن عاطفة تسبب السعادة للجميع.

أما النظرة الثانية هي أن الحب مهارة مكتسبة تنتج نتيجة التعلم والتدرب كغيرها من العلوم والفنون الأخرى، وينتج الحب من أشخاص لديهم قدرات عقلية ونفسية كبيرة حيث يستطيعون أن يصنعوا الحب ويمارسوه على الواقع، لذلك يرون أن الحب هو قرار ينبت من ذات الإنسان وهو اختيار بشري نتعلق بإرادة وسعي الإنسان من دون تدخل القدر، ويستدلون على ذلك بأن قرار الحب ينتج من قرار الشخص وعلى مسؤوليته وذلك بسبب أنه في الوقت الحالي من الممكن أن ينتهي زواج المتحابين بالطلاق أو ينعدم الحب بينهما بعد فترة من زواجهم.

وإن ذلك يظهر أن قرار انتهاء الحب هو قرارهما، لذلك إن الحب ليس قدرا لحظيا أو تيسرا لهما بل هو متوقف على اختيار الشخص بنفسه، ومن الممكن أن ينتهي نتيجة العديد من الظروف والمسئوليات المختلفة، حيث أن بعد فترة من العلاقة تبدأ الأخطاء والمساوئ تظهر بينها، دون أن يحرص كل شخص على إظهار المثالية للشخص الاخر، فتبدأ الصفات الخفية في الظهور لكل طرف، ومن الممكن أن يرغب البعض في إنهاء حالة الحب تلك التي قام باتخاذها سابقا.

أسباب الوقوع في الحب

هناك العديد من الأشياء التي تجعل الأشخاص يقعون في الحب ومنها:

  • الجاذبية: عند نظر الأشخاص إلى بعضهم البعض يحصل انجذاب بينهم ويشعروا بأنهم يكمل بعضهم الآخر، ويشعرون بأنهم لم يلتقوا من قيل.
  • كيمياء الجسد: عند تماشي نظراتنا واشاراتنا السمعية والبصرية مع الطرف الآخر يكون ذلك سبب للوقوع في الحب، ويكون ذلك عن طريق محفزات خارجية.
  • الرائحة: إن رائحة الشخص هي التي تجعل الشخص الآخر ينجذب لك وذلك لأنها تدخل الي الدماغ وتؤدي إلى الانجذاب ثم الوقوع في الحب.
  • الهرمونات: تلعب هرمونات الادرينالين والدوبامين والسيروتونين دورا ممتاز في الوقوع في الحب وذلك لأنه عند اعجاب شخص بشخص آخر ترتفع هذه الهرمونات بطريقة عالية وذلك يبعث متعة في النفس وفي الدماغ ويكون لها تأثير كبير وتؤدي إلى الوقوع في الحب.
  • الجنس: وذلك لأنه غريزة توجد في جميع البشر ويحتاج الجميع اليها حيث أنه يعمل على تخفيف التوتر وتقوية المناعة وتقوية عضلة القلب، لذلك هو سبب الوقوع في الحب.
  • إنجاب الأطفال: إن ذلك السبب يوجد في غريزة الإنسان فهو حب البقاء والحصول على الأطفال وتكوين عائلة مستقرة لذلك هو من اسباب الوقوع في الحب.
  • الصفات المتشابهة: حيث أن التشابه في الصفات بين شخصين يؤدي إلى لفت الانتباه ثم ينقلب إلى إعجاب ثم يتحول إلى حب في النهاية.
  • تلبية الاحتياجات: عند شعور شخص بأن هناك شخص آخر يلبي احتياجاته النفسية والاحتياجات الأخرى يؤدي ذلك الي الوقوع في الحب والرغبة في مشاركة الأشياء معا.
  • التوافق: هو سهولة تواصل الأشخاص مع بعضها البعض، وجمع مشاعرهم وطاقتهم في وقت واحد يؤدي ذلك إلى وقوع شخص في حب الطرف الآخر حيث لكل شخص سلبيات وإيجابيات، وعندما تكتمل تلك الصفات يبدأ الشخص في الشعور بالحب اتجاه الشخص الاخر.
بعد معرفة هل الحب اختياري أم قدر؟ يجب العلم بأن الحب هو قدر مقيد من الممكن أن يحدث فيه اختلاف وتغيير في المشاعر، لذلك من الممكن أن تنتهي تلك قصه الحب في اي وقت

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ