كتابة :
آخر تحديث: 11/04/2022

أضرار معاقبة الطفل بطريقة خاطئة على نفسية الطفل

هناك شروط واجب توافرها حتى يتم عقاب الطفل بشكل سليم، من تلك الشروط أن يفهم الطفل السبب الذي يعاقب من أجله، وكذلك أن يكون الطفل مقتنعاً بخطأ الفعل الذي يعاقب من أجله، لذ سنتحدث في موقع مفاهيم عن هذي الأضرار. وأن يكون العقاب ليس هدفه التنكيل بالطفل وتعذيبه، ولكن أن يكون هدفه تنمية وعي الطفل وتعليمه، تلك الشروط وغيرها سنحاول مناقشتها في هذه المقالة على موقع مفاهيم مدعمة بالأمثلة حتى يكون الأمر واضحاً لكل من يقوم بتربية الأطفال حتى يقوم بدوره بطريقة صحيحة.

أضرار معاقبة الطفل بطريقة خاطئة

إن الطفل في سنوات عمره الأولى يكون في حاجة ماسة إلى الشعور بالأمان والطمأنينة، وتلك الحاجة تكون من أولى الاحتياجات التي يحتاجها في العالم الجديد الذي يعيش فيه لأول مرة بعيداً عن رحم الأم.

  1. ويكون مصدر الأمان في البداية هو سماع الطفل لنفس الأصوات التي كان يسمعها في رحم الأم، مثل أصوات دقات قلب الأم وأصوات الأب وغيرها من الأصوات التي حين يسمعها في العالم الجديد يشعر بالأمان معها.
  2. ولكن وبعد خروج الطفل للدنيا تكون للشخصيات الوالدية أدوار قد تظهر متناقضة ولكنها في الحقيقة متكاملة، الدور الأول منها يكمن في تقدير الطفل وتدليله وإعطاؤه حقه في الشعور بالأهمية وأنه مركز رعاية الشخصيات الوالدية وآخرين.
  3. هذا الشعور بالتقدير والاهتمام والرعاية وما يستتبعه من تلبية احتياجات الطفل، مثل توفير الطعام عند الجوع وتوفير المياه عند العطش، قد يظن الطفل معه أن كل طلباته مجابة في تلك الحياة، وأنه ما من أي ممنوعات في تلك الحياة الجديدة.
  4. ولكن الحقيقة أن هناك دور آخر تقوم به الشخصيات الوالدية، يكمن في منع الأذى عن الطفل، وهذا الأذى، مثل قيام الطفل بوضع أصابعه عند النار، مثل الاقتراب من شمعة عند إضاءتها لاكتشافها.
  5. حينها يفاجأ الطفل بأن الشخصيات الوالدية التي كانت تلبي له كل احتياجاته، هي نفسها من تقوم بمنع بعض الاحتياجات عنه، الأمر الذي يحدث معه بعض الاعتراض وإعلان الغضب وهو ما يعبر عنه الطفل بالبكاء.

اقتناع الطفل بضرر ما يتم منعه عنه

  • في المثال السابق حين يقوم الطفل بلمس نار الشمعة الموقدة في الغرفة، حينها يشعر بالألم الشديد، وحينها أيضاً تصل له رسالة هامة، بأن الشخصيات الوالدية التي حرصت على عدم اقترابه من النار كانت تسعى لحمايته.
  • إن هذا الدرس الأول يتعلمه الطفل وهو في شهوره الأولى في الدنيا، حيث هذا الدرس يعد من أهم الدروس المؤثرة في علاقة الابن بالشخصيات الوالدية التي تقوم على رعايته، فبعد حين من الوقت يقل الاعتراض تدريجياً، حيث يشعر الطفل مع النقاش مع الشخصيات الوالدية بأن هناك أضرار لبعض الأشياء يجب أن يتعلمها.
  • ويجب على كل أم وكل أب وكل من يقوم بدور الشخصيات الوالدية في دور الرعاية أن يتأكدوا من وصول الفهم الصحيح عن الحدث الخاطئ لوعي الطفل، وذلك من خلال الحوار والمناقشة المدروسة وتكرار بعض الأسئلة عليه عن فهمه لبعض المعاني.
  • فمثلاً يمكن سؤال الطفل عن مفهومه عن الصداقة وواجباته نحو الصديق، ومفهومه عن اللعب والمذاكرة والتعلم، ربما فوجئ الأب والأم بالإجابات التي يسمعها من الطفل، فقد تكون بعض الإجابات صادمة للأب والأم.

تعامل بحكمة مع التصرفات والأقوال الصادمة

نعم عزيزي القارئ .. إن التعامل بهدوء مع الردود الصادمة هو السبيل الوحيد للتعامل الجيد مع تلك الأقوال، فقد يعترف الابن بأنه يكره والده، أو يكره جده، أو يكره أخوه، حينها يجب أن يكون الأب والأم من الوعي بمكان بمحاولة فهم السبب الذي بنى عليه الطفل هذا الشعور.

  • وقد تكون هناك بعض التصرفات الانتقامية التي يقوم بها الطفل للفت النظر ومحاولة تعويض التجاهل الذي يشعر به في المنزل، مثل قيامه بأعمال يدرك جيداً أن الشخصيات الوالدية ستقوم بالنظر إليه وعقابه بعد إتمامها.
  • الحقيقة أن هدف الطفل في تلك الحالة يكون قد تحقق، حيث أن هدفه من لفت الأنظار إليه حتى ولو بطريقة سلبية يكون قد تحقق، والحل هنا ليس التنكيل بالطفل وعقابه، ولكن بفهم احتياجه للتقدير.
  • وهنا يجب أن يتم تعليم الطفل الطريقة السليمة للفت الانتباه بطريقة إيجابية، مثل أن يقوم بعمل إيجابي، وهنا يجب أن يتم إعطاء الفرصة للطفل لتكوين صورة ذهنية جديدة عنه، فلا يتم تذكيره دائماً بأفعاله السيئة، ولكن يجب محو الذاكرة السلبية تماماً لإعطاء الطفل فرصة لتكوين صورة ذهنية إيجابية.
  • فمثلاً يجب أن لا يتم إعطاء الطفل صفة سلبية يتم مناداته بها، مثل لقب "البلطجي" أو لقب "السخان" فهذه الألقاب تجعل الطفل يرى نفسه من خلالها، فيصعب تغيير الصورة الذهنية السلبية بعد ذلك، وذلك لصعوبة تغيير الألقاب السيئة التي تم وصفه بها بسهولة، فهو يظل يتذكرها فترة طويلة.

الألقاب الجميلة تساعد على التقويم السليم

حين يقوم الطفل بعمل سلبي يجب أن لا يتم وصف الطفل بلقب سلبي، ولكن يجب أن يكون هناك مكافئة بأن يتم إعطاؤه لقب جميل، مثل "فلان الصادق" أو "فلانة المرتبة" وغيرها من الألقاب التي يرى الطفل نفسه من خلالها قادراً على تصحيح أخطاؤه.

  • إن الألقاب السيئة التي يتم وصف الطفل بها ترسم له طريقه في المستقبل دون أن ندري، فالبلطجي يتخذ من القوة الغاشمة طريقاً لقضاء احتياجاته، وبذلك قد يستخدم تلك الطريقة للحصول على ما يريد مع إخوته أو حتى مع الشخصيات الوالدية بعدما يكبر.

أن يكون العقاب مناسباً للخطأ

  1. هناك ضرورة كبيرة إلى التدرج في العقاب، فإذا ما كان العقاب قاسياً على خطأ بسيط، فسيكون الأمر بدون جدوى حين يكون نفس الخطأ على الخطأ الجسيم، حيث أن الطفل لن يكون العقاب رادعاً له.
  2. والسر في ذلك هو أن العقاب الجسيم لا يعبر عن العقاب بقدر ما يعبر عن حالة الغضب التي تمتلك الشخصيات الوادية، والغضب ممنوع تحت أي حال من الأحوال من الشخصيات الوالدية، حيث أن الغضب يوقف العقل عن التفكير.
  3. بينما العقاب المدروس يكون نابعاً من دراسة لأفعال الطفل، ونابعاً من متابعة دقيقة لما يشغل الطفل وما يمكن إذا منعناه أن يكون مؤثراً في تقويمه، فالهدف هو زيادة الوعي لدى الطفل، وليس زيادة الألم والعذاب عند الطفل.
  4. فمثلاً يمكن أن يكون العقاب القاسي لبعض الأطفال هو منع النقاش عن الطفل الذي تعود على مناقشة والديه، فهو قد يسبب له آلاماً قاسية تفوق الضرب بمراحل، وقد يكون العقاب المناسب لطفل آخر منعه من ممارسة الهواية التي يحبها، فأنواع العقاب التي تساعد على تقويم الطفل كثيرة جداً، إذا ما أحسنا دراسة الطفل بشكل جيد.
وأخيراً فعند حديثنا عن اضرار العقاب بطريقة خاطئة لدى الطفل نحن أمام موضوع شائك يؤثر على أسلوب حياة الطفل لسنوات وسنوات لدرجة يحتاج فيها الشخصيات الوالدية للحذر الشديد عند استخدام العقاب كوسيلة لتقويم الطفل وتربيته.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ