آخر تحديث: 02/11/2023
بحث حول أهمية الحوار الأسري بين الآباء والأولاد وطرق تدعيمه
من مقومات نجاح العلاقة الأسرية هي ضرورة توافر حوار أسري متبادل بين أطراف الأسرة، ومن شأن تقريب وجهات النظر والتعرف عما يجوب داخل عقول وقلوب أفراد الأسرة الواحدة من مشاعر وأفكار تؤثر في مستقبل الأسرة. ولا يتوقف الحوار على الوالدين فحسب، بل يمتد ليشمل كل فرد من أفراد الأسرة وصولا إلى الطفل الصغير الذي يساعد الحوار على ترسيخ مفاهيم وقيم تستمر معه حتى الكبر. والسؤال المطروح هنا كيف يمكن أن يكون الحوار الأسري وما أهمية الحوار الأسري بالنسبة للأسرة والأفراد والمجتمع ككل، وكيف يمكن تدعيم الحوار الأسري بين الأفراد، وهذا ما سنتعرف عليه في هذا المقال.
ما هو الحوار الأسري؟
- هي لغة تفاهم مشتركة بين أفراد الأسرة الواحدة قائمة على احترام وجهات النظر الخاصة بكل فرد وهدفه الوصول إلى القرار المناسب والصحيح، والذي يعتبر الصالح للأسرة هذا إلى جانب إيجاد حلول وسطية لبعض المشاكل التي تقابل أفراد الأسرة.
أهمية الحوار الأسري
يعتبر الحوار الأسري أحد أهم الركائز الأساسية التي تقوم على أساسها الأسر والمجتمعات، وتتجلى أهمية الحوار في التالي:
1. توطيد العلاقات الأسرية
- يعتبر مقومات نجاح الأسرة يتوقف على مدى الترابط وتبادل أطراف الحديث بين أفراد الأسرة وهو مفيد في توطيد العلاقات الأسرية، والتي ينتج عنها الشعور بالأمان والحب والشعور بالرضا أيضا. ويساعد على بناء علاقات جيدة في عائلتك مع الوقت الجيد.
2. التغلب على الصعوبات
- كما يمكن أن يساعد على التغلب على الصعوبات في التي تواجه الأسرة وتعلمهم وسلوكهم وطريقة المعيشة وغيرها من الصعوبات من خلال معرفة ما يدور في ذهنهم وما يفضلونه وما يكرهونه.
- على سبيل المثال قد يعاني الطفل باعتباره فرداً من العائلة -من صعوبة تعلم مادة الرياضيات، ومن خلال الحوار معه تبين عدم تفضيله لهذه المادة. وهذا يساعد الوالدين في تخطي تلك المشكلة من خلال تبسيط المادة أو شرحها بطريقة شائقة تساعده على فهمها.
3. حل المشكلات وحل النزاع بين أفراد الأسرة
- يساعد الحوار بين أفراد الأسرة على حل المشكلات وحل النزاع التي تقابل الفرد، سواء كان داخل إطار الأسرة أو خارجها، خاصة أن الأسرة هي الدعامة الأساسية للأفراد، والتي تعطي الفرد النصيحة والتوجيه السليم، والصالح للفرد.
4. احترام الذات والآخرين
- ينمي لكل فرد من أفراد الأسرة بما فيهم الأطفال فكرة احترام الاختلافات في الرأي واحترام آراء الآخرين والاستماع جيدا لوجهات النظر مهما تعارضت مع وجهة نظرك على الفرد احترامها. وهذا يساعد على اكتساب مهارات يحتاج إليها الفرد لبناء علاقات صحية خاصة بهم في الخارج وداخل إطار الأسرة.
طرق لتدعيم الحوار الأسري
يقع على عاتق الوالدين مسؤولية الحرص على توافر الحوار بين أفراد الأسرة وإدارة أحوال الأسرة. وذلك لمنع تدخل عوامل دخيلة مثل الأصدقاء وأصحاب العمل أو زملاء المدرسة في التأثير في أفراد العائلة، وقد ينقلون إلينا قيم وعادات وتقاليد تختلف مع وجهات نظر العائلة، ويتم ذلك من خلال:
تدعيم العلاقات الأسرية
- يعتبر جزء مهمًا في نمو العائلات القوية القائمة على الحب والأمن والتواصل والاتصال. ويمكن أن يحدث ذلك من خلال توفير جزء من اليوم لتقضيته مع أفراد الأسرة مثل أوقات تناول الطعام والسفر بالسيارة أو التجمع العائلي للتحدث ومشاركة الضحك وتبادل الحديث عن الموضوعات المهمة.
إجراء محادثات فردية
- مع كل فرد من أفراد الأسرة لتقوية العلاقات الفردية. كما يعطي مزيداً من الاهتمام بشأن كل فرد بصفة فردية، بالإضافة إلى توضيح الأمور التي قد تؤثر في العائلة إذا نُوقِشَت بشكل عام.
- كما من الأفضل تخصيص جزء من الوقت لفعل الأشياء العادية والممتعة التي توطد العلاقات مثل لعبة كرة القدم العائلية أو الجلوس معا في الحديقة العامة كل أسبوع.
مشاركة الجميع في القرارات البسيطة والمشتركة
- مثل المناسبات الخاصة مثل أعياد الميلاد، حتى الأطفال الصغار يمكن أن يكونوا جزءًا من هذه القرارات.
- يمكن الاعتماد على التواصل الإيجابي في العلاقات الأسرية كطريقة فعالة للتدعيم الروابط الأسرية من خلال إتاحة الوقت للاستماع لبعضهم البعض، والاستماع بدون حكم.
وحرية التعبير عن الأفكار والمشاعر والأحاسيس
- دون وجود قيود، وهذا يساعد كثيرا في الشعور بالفهم والاحترام والتقدير، وهذا يعزز علاقاتك من خلال الاهتمام بوجهات النظر واحترامها.
- ومراعاة المشاعر جميعهم حتى التحدث عن الأشياء الصعبة يتم دون وجود مشاعر خوف أو غضب من نتائج الحديث خاصة لدى المراهقين والأطفال الذين قد يقومون بتصرفات خاطئة. ويخافون أن يتحدثوا عنها أمام باقي الأسرة، وإذا سمح بعرض وجهة النظر ومناقشتها يساعد على كسر الحاجز.
على الوالدين ضرورة إظهار مشاعر التقدير والحب
- والتشجيع والمدح من خلال الكلمات والمودة، ويساعد على تدعيم الثقة بالنفس بين أفراد الأسر والاعتراف بقدرات ومواهب الأفراد داخل الأسرة من أجل ثقلها والشعور بالدعم.
ضرورة مزج التواصل الإيجابي اللفظي مع التواصل الغير اللفظي
- والذي قد يكون تأثيره أقوى على سبيل المثال، العناق والقبلات والاتصال بالعين ترسل الرسالة التي تريد بشكل أقوى من أي كلمة، كما أن نبرة الصوت هي الأخرى لها تأثير كبير.
على الوالدين ضرورة تشجيع العمل الجماعي
- والعمل كفريق واحد يقدم مزيداً من الدعم والقدرة على المساهمة على سبيل المثال، المشاركة في الأعمال المنزلية. أو بعض الأنشطة العائلية والقواعد والعطلات، كذلك من المستحب إعطاء الأطفال القدرة على اتخاذ القرارات بأنفسهم منذ الصغر، تساعد قواعد مثل هذه الجميع على التعايش بشكل أفضل، وتجعل الحياة الأسرية أكثر سلامًا.
محاولة تكاتف أفراد الأسرة الواحدة
- والعمل من أجل حل المشكلات والصعاب من خلال الاستماع والتفكير بهدوء، والنظر في الخيارات، واحترام آراء الآخرين، وإيجاد حلول بناءة، والعمل نحو حلول وسط.
وفي النهاية، الحوار الأسري هو بداية الطريق الذي يسلكه الفرد للتعامل مع الآخرين والتأثير والتأثر بهم، لذلك ينبغي على الأسرة توفير جو مناسب قائم على تبادل وجهات النظر واحترامها من أجل تقوية العلاقات الأسرية وتقدم المجتمعات.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_5205
تم النسخ
لم يتم النسخ