آخر تحديث: 01/03/2024

أهداف الحوار وأنواعه وأهميته وأهم معوقاته

هناك مجموعة من الإشكالات التي تواجه الإنسان مند القدم وهو صعوبة وجود على موحد على أي موضوع سواء بين العائلة أو ما يتعلق بمواطني البلد حول موضوع معين وكذلك ما يتعلق بالثقافات المختلفة وكذلك ما هو مرتبط بالأديان، ولذلك فإن الحل الأجدى والأجدر لإيجاد حل مناسب لهذا الإشكال يتجلى في الحوار، فما هو الحوار؟ وماهي أنواعه؟ وأين تتجلى أهميته؟ وما هي معيقاته؟ ثم أهداف الحوار؟ هذا ما نتعرف عليه بشكل تفصيلي في موقعكم مفاهيم، تابعونا.
أهداف الحوار وأنواعه وأهميته وأهم معوقاته

مفهوم الحوار

الحوار يتجلى في تداول الحديث بين مجموعة من الأشخاص أو بين مجموعة الفرق حيث تكون هذه المسألة عن طريق نوع من المساواة في الوقت حيث لا تقوم أحد الأشخاص أو جلهم أو إحدى الفرق أو جلها بالاستئثار بالحديث دون الآخرين، كما يكون محكما بمجموعة من القواعد حيث يكون فيه الهدوء والإخاء والبعد عن التشنج والخصام، حيث تعرض الآراء والأفكار بكيفية منظمة كيفما كانت المواضيع المعالجة سياسية، ثقافية، دينية وغيرها من المواضيع.

أهمية الحوار

يعتبر الحوار من بين الأسس التي أرصاها الدين الإسلامي منذ نشأته، حيث بناه على مجموعة من المبادئ والأسس ولأهداف وغايات معينة وسامية ولعل من بين الأهداف التي يبتغى من الحوار تحقيقها والتي تشكل أهميته:

  1. توحيد الآراء: بداية يهدف الحوار إلى إيجاد نوع من الحلول التي تكون وسطية وعادلة بين الأطراف المتحاورة حيث يرضى عنه الجميع دون إحساس أي طرف بنوع من الظلم أو الاحتقار وإنما بنوع من العدل والمساواة.
  2. تعدد وجهات النظر: التعرف على وجهات نظر متعددة ومتنوعة في الحوار حيث يتم الرسو على مكامن الضعف والقوة في رأي كل طرف من الأطراف ما يمكن من الاطلاع على موضوع النقاش من كافة زواياه دون الإخلال بمسألة معينة، حيث يساعد هذا على وضع تصورات تمكن من الوصول إلى أفضل النتائج المتاحة.
  3. اكتساب المهارات: من بين ما يهدف الحوار اكتساب مهارات التواصل مع الغير بطرق لينة وجيدة حيت يتلم المحاور الاستماع إلى الغير واحترام رأيه بغض النظر عن توجهه ونظرته للقضايا بصفة عامة، حيث أن هذه المهارات تساعد حتى في تكوين مسيرة مهنية ناجحة في حياة الإنسان كيفما كان حيث أنها أساس كل ما هو عملي فلا بد من الاختلاف والنقاش والحوار.
  4. الاستفادة من المعلومات: الحوار يمكن من مشاركة المعلومات مع أكبر عدد من الأشخاص حيث أن من طبيعة الإنسان أنه قاصر أي أن علمه ليس كاملًا وبالتالي فهو عالم بالقليل بينما كثير من المعلومات تفوته وهذه فرصة لتدارك النقص.

أهداف الحوار

الحوار يشمل عدة أهداف وغايات تسعى إلى تحقيقها، وتتنوع هذه الأهداف حسب سياق الحوار والمواقف المختلفة. إليك بعض الأهداف الرئيسية للحوار:

  • تبادل المعلومات والأفكار بين الأفراد.
  • تعزيز التفاهم والعلاقات الإيجابية بين الأفراد.
  • حل النزاعات والخلافات بين الأفراد.
  • يضمن التعبير عن الأفكار وتطوير مهارات الاتصال.
  • تبادل الآراء ووجهات النظر المختلفة والخبرات والمعارف.
  • تعزيز التفكير النقدي للأحداث والمواقف.
  • خلق ساحة من التعاون والتفاهم بين أفراد المجتمع.
  • تحديد أهداف مشتركة والعمل سويًا نحو تحقيقها.

أهداف الحوار الوطني السعودي

في سياق الحوار الوطني السعودي، تتمحور الأهداف حول تعزيز التواصل والفهم المتبادل بين مختلف فئات المجتمع السعودي. إليك بعض الأهداف المحتملة:

  • تعزيز فهم المجتمع السعودي واحتياجات أفراده.
  • خلق لغة حوار مشتركة بين الشعب السعودي والحكومة.
  • تعزيز الروح الوطنية والانتماء للوطن.
  • مناقشة وحل القضايا والتحديات السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي تواجه المجتمع السعودي.
  • محاولة مشاركة المواطنين السعوديين في صنع القرار وإتاحة فرصة لإبداء الرأي نحو القضايا المختلفة مما يعزز مبدأ الديمقراطية.
  • تعزيز مفهوم المواطنة والمساواة والعدالة في المجتمع السعودي.
  • وضع رؤية واستراتيجيات لتحقيق التنمية المستدامة ورؤية السعودية لـ 2030.

أنواع الحوار وأهدافه

هناك العديد من المجالات التي يكون الحوار أساسًا للنجاح فيها ويتعدد نوع الحوارات وتختلف حسب هذه المجالات :

أهداف الحوار الوطني:

  • يعتبر هذا النوع من الحوار من المسائل الأساسية داخل الوطن الواحد لكونه يساهم في تقليص الهوة بين أبناء الشعب الواحد فهو الذي يكون بين أطراف المجتمع بهدف مناقشة قضايا مجتمعية لها أهمية وغالبا ما يكون عن طريق مؤسسات سواء كانت هذه الأخيرة عامة أو خاصة كما يمكن أن يكون عن طريق جمعيات المجتمع المدني.

أهداف الحوار في الإسلام (الديني):

  • هناك في الدين الإسلامي العديد والعديد من الآيات التي تشجع على الحوار من بينها ما قاله الله سبحانه وتعالى في الآية 30 من سورة البقرة ( وإد قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة، قالو أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك، قال إني أعلم ما لا تعلمون) وهذا حوار بين الله سبحانه وتعالى وملائكته، وحوار الأديان يكون بين مجموعة من الأشخاص أو المؤسسات بهدف التعرف على الديانات الأخرى دون عصبية وانتقاص من قيمة أي منها.

أهداف الحوار الاقتصادي:

  • يهدف هذا النوع من الحوار إلى مناقشة الأوضاع الاقتصادية المرتبطة سواء ببلد معين أو بالعالم ككل ويكون عن طريق مجموعة من الوسائل يمكن أن تكون عبارة عن ندوات أو لقاء تلفزي كما تقام أيضا منتديات اقتصادية لهذا الموضوع.

أهداف الحوار التربوي:

  • انطلاقًا من الاسم يظهر على أن هذا الحوار يكون الهدف منه مناقشة مواضيع تربوية عن طريق المؤسسات التي تعنى بالموضوع وكذلك من طرف جمعيات المجتمع المدني بهدف عن طريق دعوة المفكرين والمثقفين لإيجاد الحلول الملائمة والمناسبة لهذه المواضيع.

أهداف الحوار الأمني:

  • يهدف هذا الحوار إلى مناقشة المواضيع المرتبطة بالأمن بصفة عامة حيث يناقش فيها موضوع الجرائم وسبل الحد منها كما تناقش فيها كذلك المواضيع المرتبطة بالطرقات كحوادث السير ويعتبر كذلك الأمن الغذائي والروحي وغيرها مما يناقش في هذه المنتديات والتي تقام سواء من طرف مؤسسات حكومية كوزارات الداخلية وغيرها أو من طرف مؤسسات مدنية.

أهداف الحوار السياسي:

  • هذا النوع من الحوارات مرتبط بصفة كبيرة بسياسة الدول حيث يهدف من خلاله إلى إيجاد نوع من التفاهم على القضايا المرتبطة بالسياسة كموضوع الحدود أو الحروب ويكون الهدف من هده الأخيرة عقد اتفاقات ومعاهدات دولية.

أهداف الحوار الاجتماعي:

  • هي حوارات تقام سواء بين المؤسسات المدنية المعنية بالأوضاع الاجتماعية وكذا بينها وبين المواطنين وبين المؤسسات الحكومية المبنية، حيث يهدف إلى مناقشة مواضيع اجتماعية كالفقر والتعليم والبطالة وغيرها من المواضيع الاجتماعية المهمة.

أهداف الحوار الرياضي:

  • يرتبط الحوار الرياضي بالمجال الرياضي بكافة مستوياته وأنواعه حيث يقام بين الأندية الرياضية والمؤسسات المعنية سواء في ندوات أو لقاء تلفزي كما يمكن أن يكون هذا النوع بين الأفراد في المقاهي وكذا المنازل وهو الأكثر شيوعا في بعض الأماكن كالمقاهي .

أهداف الحوار التلقائي:

  • هذا النوع من الحوارات هي الأكثر شيوعا وانتشارًا في الحياة اليومية في كافة الأماكن كالمنازل والحدائق والأسواق وغيرها وهي متنوعة ومتعددة ولا تكون مرتكزة على موضوع معين حيث يمكن أن يتم البدء في موضوع والانتهاء في موضوع أخر.

أهداف الحوار الثقافي:

  • هو حوار يكون من أجل مناقشة ما هو مرتبط بالثقافة سواء مشاكلها وكذلك سبل تطويرها ومن أجل التعرف على ثقافات أخرى كالغناء وكذا اللباس وغيرها أي التراث سواء كان مادي أو لا مادي، سواء عن طريق برامج أو ندوات أو مهرجانات منظمة من طرف جمعيات أو مؤسسات حكومية.

معيقات الحوار

رغم أهمية الحوار في المجتمع وفوائده الكثيرة إلا أن هناك مجموعة من العوامل التي تعيق وجود حوار بناء من بينها :

تعقيد لغة التواصل:

  • هناك مجموعة من النقاشات والحوارات التي يتم الاعتماد فيها على مصطلحات تقنية معقدة لا دراية بها إلا من دوي الاختصاص وبالتالي وجب أن يتم استعمال لغة بسيطة تمكن الشخص كيفما كان مستواه التعليمي من فهم المضمون واستيعابه.
  • وبالتالي الإجابة عن كافة التساؤلات المطروحة والدفاع عن موقفه بكل أدب ولباقة ويجب تبسيط وتنظيم كيفية الإجابة عن الأسئلة أثناء الحوار وتفادي العشوائية لضمان استفادة الجميع.

عدم تقبل رأي الأخر:

  • من بين أسباب فشل النقاش والحوار تعصب الأطراف المعنية أو أحدها دون تقبل الرأي الأخر حيث يؤدي الموضوع إلى نوع من الصراع بين الطرفين ومحاولة فرضه بجرا على الطرف الأخر دون التفكير بنوع من التحليل المنطقي في الرأي الأخر ومحاولة رؤية الجانب السلبي والإيجابي لكل رأي بهدف الوصول لرأي وسط يرضى عنه الجميع.

عدم تقديم التنازلات:

  • في مجموعة من النقاشات نجد أن أحد الأطراف يحاول التنازل على بعض من توجهاته بينما الأطراف الأخرى ترى في رأيها الصواب ولا تحب أن تظهر نوعا من اللين في تقبل الرأي الأخر، وبالتالي وجب من أجل نجاح أي نقاش تقديم نوع من التنازل من كلا الطرفين للوصول لحل مناسب.

التشبث بأخذ الكلام لوقت مطول:

  • من المشاكل التي تثار كذلك في جل الحوارات تشبت أحد الأطراف بالحديث وحده دون إعطاء الفرصة للطرف الأخر مما يشعره بأنه منبوذ في الحوار ولم يعطى له الحق الكامل في الدفاع عن رأيه ما يجعله متعصبًا لرأيه بداية بل قد يصل الأمر كره الطرف الأخر في بعض الأحيان ليخرج الأمر من حوار حول موضوع معين لصراع.
أخيرًا يمكن القول على أن الحوار له دور أساسي في المجتمع يتعين الإلمام بأسلوب وقواعد حوار بناء مبني على الاحترام وعلى نوع من التنازل واللين وحسن الإصغاء حيث أن هذه المسألة يتعين تعليمها للأطفال من صغرهم وكذلك في المدارس وغيرها من المؤسسات التي تلعب دورا تربويًا في المجتمع.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ