كتابة :
آخر تحديث: 30/11/2020

فن الحوار والإقناع

مقدمة

هناك عدد لا يحصى من الكتب والدورات الجامعية التي تدعي جميعها أنها ستعلك فن الحوار والإقناع. إنها موارد قيمة لتعلم كيفية الإقناع، لكنها تميل إلى المبالغة في تعقيد الأمر وتجاهل الأساليب العملية للتواصل الفعال مع الناس.
ليس عليك أن تكون مسوقا محترفًا أو عبقريا مع ثقة لا نهاية لها حتى تكون أكثر إقناعًا. تحتاج ببساطة إلى إيلاء اهتمام أكبر للأساسيات بحيث يمكنك رفع احتمال النجاح لصالحك.

1. اجعل كلماتك قوية.

يجب أن يكون حديثك نفسه مليئًا بالكلمات التي تثير استجابة فعلية. يمكنك القيام بذلك بسهولة عن طريق تأطير عباراتك بكلمات مؤثرة ورئيسية.

على سبيل المثال، "حادث سيارة" عبارة تجعلك تفكر في العديد من أنواع تصادم المركبات المختلفة. ولكن إذا كنت تحاول إقناع شخص ما بشراء تأمين على السيارة، فلن تقول إن هناك الآلاف من حوادث السيارات كل يوم. ستقول إن هناك الآلاف من الوفيات المرتبطة بالسيارات كل يوم.

كلمة "الموت" أقوى من كلمة "حادث"، ويستخدم المعلنون هذه الطريقة يوميًا لإقناع الناس بشراء المنتجات.

2. كن لبقا.

تساعد الملابس الجميلة على الحفاظ على الثقة، حتى لو لم يكن هناك من يراك. التأثير الجانبي السيئ هو أن كونك الشخص الأكثر أناقة في الغرفة يمكن أن يدفعك إلى التحدث بنرجسية مع الأشخاص الذين هم فوقك بالفعل.

ضع في اعتبارك أن الشخص الذي تحاول إقناعه هو فوقك. لأن لديه القدرة على قول "لا". من الواضح أنك لا تريدهم أن يدركوا ذلك، لأنك تحتاج إلى الحفاظ على السيطرة على المحادثة، ولكن التحدث إلى الشخص باستخفاف يمثل تحديًا لن تفوز فيه على أية حال.

3. ركز على المستقبل.

يعد استخدام صيغة المستقبل طريقة رائعة لبناء الثقة. إذ يساعد الشخص الآخر على معرفة أنك تمضي قدمًا ومستعد لتنفيذ ما وعدت به.

يمكنك القيام بذلك بسهولة عن طريق استخدام "السين" المستقبلة. عبارات مثل "سنقوم" و"ثم سنفعل هذا" ستعود الشخص على فكرة أن هذا سيحدث.

لكن تذكر جيدا بأن عليك الحفاظ على وعود تقدر على الوفاء بها. وحاول أن تشير إلى الاحتمالات وتأثيرات القرارات التي يمكن اتخاذها.

4. اجعل نفسك نادرا.

الناس يريدون ما لا يستطيعون الحصول عليه في أي وقت. أوضح أن هذا العرض الذي تقدمه لهم لن يستمر إلى الأبد، وسوف يفوتهم.

يعمل هذا بشكل خاص إذا كنت تبيع منتجًا. تتمثل التكتيكات الشائعة لتسويق المنتجات الجديدة في جعلها نادرة ومتميزة، مما يدفع الناس إلى "الحصول عليها الآن بينما يستطيعون!" وهو مايعرف بسيكولوجية الندرة.

5. اختر وسيلة التواصل المناسبة لعرضك.

أنت تحاول إقناع شخص ما بفعل شيء ربما لا يريد فعله (حتى الآن). هذا يعني أن تهيئة البيئة المناسبة لعرضك التقديمي أمر ضروري للغاية.

ادرس الشخص وحدد كيف يفضل التواصل. ما عليك سوى سؤالهم عما إذا كانوا يرغبون في التحدث عبر الهاتف بدلاً من البريد الإلكتروني ستختصر الكثير طالما أنك تمنحهم بعض الخيارات.

بعض الأشخاص أكثر راحة في إرسال الرسائل النصية من التحدث وجهًا لوجه، والبعض الآخر يفضل العكس. ضع ذلك في الاعتبار، وقم باختيار وسيلة مناسبة لهم، ولا تكن أنت من يحدد وسيلة التواصل

6. تحدث بأسلوب الشخص المخاطب.

استمع جيدًا لكيفية حديث الشخص وشاهد كيف يتصرف بجسده. اختر النهج الخاص بك وفقا لذلك. هل يبتعد عن المصطلحات العامية؟ يجب عليك أنت أيضا. هل يلقي النكات وينهي الجمل بنمط معين؟ حاول ما أمكن أن تجعل أسلوبك قريبا من أسلوبه

حتى لغة الجسد يجب أن تتطابق بشكل فعال. إذا كان الأشخاص الذين تريد إقناعهم يرغبون في التحدث والتفاعل بأيديهم، فهذا يعني أن طريقة الاتصال المثالية لديهم حركية، لذلك من المفيد لك أن تفعل الشيء نفسه. إذا كانت لغتهم متحفظة، فأنت عليك أن تتجنب الإيماءات التي قد تجعلهم يشعرون بعدم الارتياح.

7. تجنب حشو الكلام

في كل مرة تترك فيها "أم" أو "أه" تقاطع حديثك، تفقد مصداقيتك مع الشخص الذي تتحدث إليه. لا يهم حتى إن كان ما تريد قوله مهما.

كن واضحًا ودع خطابك يتدفق. أفضل طريقة للقيام بذلك هي ممارسة حديثك في المنزل أو التفكير فيما ستقول قبل التحدث.

8. اجعله الآخرين يشعرون بالامتنان.

كطفل، ربما قلت شيئًا لطيفًا لوالديك قبل أن تطلب منهم شيئًا. حتى في سن مبكرة، ندرك أنه من المرجح أن يساعدنا الناس إذا ردوا الجميل على شيء فعلناه.

9. كن سيد التوقيت.

التوقيت عامل مهم جدا في المعادلة، لذا عليك أن تدرس الشخص الذي تود إقناعه واكتشف أفضل وقت لمحادثته.

يكون هذا أسهل إذا كنت تحاول إقناع صديق أو أحد أفراد أسرتك لأنك تفهمهم بشكل أفضل. اختر التوقيت المناسب للتحدث معهم، وستزداد احتمالات نجاحك.

11. كرر ما يقولون.

أثبت أنك تستمع وتقر بأفكار ومشاعر الشخص الذي تتحدث إليه. يمكنك تأكيد موقفهم بالقول ببساطة،

"إذا كنت أفهمك بشكل صحيح، فأنت تقول إنك تجد هذا مهمًا بسبب كذا وكذا. أنا أفهم ذلك، وأعتقد أن كذا وكذا."

12. تدرج في إبراز مشاعرك.

دع استجاباتك العاطفية، مثل الحماس والإثارة، تتطور بشكل طبيعي أثناء المحادثة. لا تدخل مباشرة بحماس في الموضوع.

من القواعد الجيدة في فن الحوار والإقناع أن تبدأ المحادثة بملاحظة متفائلة ولكن هادئة. عندما تبدأ في مناقشة الموضوع المطروح، تزداد حماسًا وشغفًا بالتدريج بشأن ما تتحدث عنه. بهذه الطريقة، لن يشعر الشخص بأنك تحاول إقناعه، أو أنه في جلسة عمل. سيشعر بدلاً من ذلك أنك تقدم له معروفًا، ما سيرفع من احتمالية نجاح محادثتكما في النهاية.

خاتمة

فن الحوار والإقناع، كغيره من الفنون لا يمكن تعلمه بين عشية وضحاها، بل إنه يستلزم وقتا وتدريبا وممارسة، حتى تقوم بتشذيبه واحترافه، لذا خذ وقتك وتقبل التجربة والخطأ، وتذكر دائما هذه النصائح الذي قدمناها أعلاه.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ