إخراج زكاة الفطر وأهم المعلومات عنها
ما هي زكاة الفطر؟
هي صدقة أمرنا الله تعالى بها المسلمين القادرين أو الذين هم في مستوى مادي مرتفع أو معتدل لمنحها للفقراء والغير قادرين على الإنفاق على الطعام والشراب والملبس، وقد فرضها الله تعالى في آخر شهر رمضان الكريم وقبل قدوم عيد الفطر.
وهي عبارة عن صدقة عن المال والأبناء وكل ما رزق الله به العبد، من أجل أن يفرح الفقراء ويسعدون ويشعرون بالأمان والأمن في وسط إخوانهم المسلمين، ولمنع الحقد والحسد، وقد حددها الله تعالى بمقدار معلوم من أشخاص أو فئة معينة على فئة أخرى من الناس بشروط معينة، وهي تطهير للصائم من الذنوب وبركة له في الرزق، وإطعام للمساكين والفقراء، وهي تجب في غروب الشمس من ليلة العيد أو بعد انقضاء شهر رمضان وآخر ميعاد لها قبيل صلاة عيد الفطر.
حكم زكاة الفطر
ما قيل في حكم زكاة الفطر أنها واجبة أو فرض على كل مسلم قادر، وقد أجمع أهل العلم على ذلك، وكانت الأدلة على وجوبها من حديث عبد الله بن عباس حينما قال( فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث، وطعمة للمساكين، من أداها قبل الصلاة فهي مقبولة، ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات)
وحينما قال ( طهرة) فهو يقصد تطهير لنفس الإنسان الذي صام شهر رمضان، وكلمة( الرفث) يقصد بها الفحش في القول، وحينما قال( وطعمة) بضم الطاء أي الطعام الذي يأكله الناس، أما قوله ( ومن أداها قبل الصلاة) أي قبل صلاة العيد.
وعن حديث بن عمر قال( فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر، صاعاً من تمر أو صاعاً من شعير، على العبد والحر، والذكر والأنثى، والصغير والكبير، من المسلمين، وأمر بها أن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة).
وفي سورة الأعلى المقصود بقد أفلح من تزكى، زكاة الفطر، ( قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى)، وقد أجمع العلماء أن زكاة الفطر فرض أدائها عن النفس وعن الأولاد الغير قادرين على الزكاة، كما أجمعوا على أنها واجبة على الفرد عن مملوكه الحاضر، وقد فرضها الله تعالى في السنة التي فرض فيها الصيام في شهر رمضان وقبل العيد، أي في السنة الثانية من الهجرة.
الحكمة من فرض وتشريع زكاة الفطر
بالتأكيد لله تعالى حكمة هامة جداً حينما فرض زكاة الفطر، ويمكننا توضيح حكمة الله في ما يلي:
- غفران الله ذنوب العبد التي قد يرتكبها في شهر رمضان، مثل جبر سجود السهو الخلل الذي يحدث في الصلاة، حيث أن الصائم قد يقع في بعض الأخطاء مثل اللغو والصخب والرفث والنظر المحرم.
- نشر الفرحة على كل المسلمين في يوم العيد حتى لا يظل أحد محتاج إلى الطعام أو القوت في العيد، لذلك فإنه في حديث سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم قال( أغنوهم عن المسألة في هذا اليوم، وفي رواية (أغنوهم عن طواف هذا اليوم) أي إغناء الفقير عن السؤال في هذا اليوم وهو يوم العيد.
شروط وجوب زكاة الفطر
- الشرط الأول أنها تجب على كل مسلم سواء كان حر أو عبد أو كان ذكر أو أنثى، أو كبير أو صغير، مثلما ذكر في الحديث الشريف السابق، وقيل أيضاً أنها تجب على اليتيم أن يخرج عنه وليه من ماله، وعلى الرقيق، أما المرتد ففطرته موقوفة فإن عاد للإسلام وجبت عليه.
- الشرط الثاني، هو وجود الفضل عن مؤنة المسلم ومؤنة عياله في ليلة ويوم العيد، حيث أن المؤنة تشمل المسكن والقوت والخادم الذي يحتاج إليه والثوب والسروال والقميص، والعمامة التي تليق به، وغير ذلك من الاحتياجات للتجميل، ولا يشترط أن تكون زكاة الفطر فاصلة عن دينه، إلا إذا كان يطلب به في الحال فيقدم عليها وفاء الدين، ومن صعب عليه أداؤها أو تعرض لضائقة معينة فلا توجب عليه الزكاة، ولو أيسر بعد ذلك.
- زكاة الفطر واجبة على كل مسلم حر يستطيع إخراجها في الوقت المفروضة فيه، سواء كانت موجودة بالفعل عنده أو يمكنه اقتراضها ثم سداد الاقتراض بعد ذلك.
- الشرط الثالث في شروط زكاة الفطر، أن يدرك المزكي جزء من رمضان وجزء من شوال، حيث قال ابن عمر (فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر من رمضان) فمن مات بعد غروب شمس ليلة العيد وجب إخراج زكاة الفطر عنه على عكس من مات قبل الغروب، ومن ولد له ولد قبل أن تغرب شمس ليلة العيد وجب عليه فطرته، وذلك بخلاف من ولد بعد الغروب، كما أنه من السنن إخراج زكاة الفطر عن الجنين.
على من تجب زكاة الفطر؟
الزكاة واجبة على الشخص نفسه وعلى كل من هو ملزوم بالنفقة عليه من المسلمين، فالرجل يجب عليه فطرة نفسه وعلى والديه الفقيرين، وعلى الأولاد الذكور حتى يبلغ الحلم، أو كل من هو عاجز عن كسب المال حتى ولو كان بالغ، كما تجب على البنات حتى يتزوجن وعن الزوجة حتى ولو كانت موسرة، وتجب أيضاً عن زوجة الأب الفقير، وعن الخادم والخادمة أو كل من يكون الشخص ملزم بالنفقة عليه، كما تجب عن العبد ولو كان مكاتب وعن زوجة العبد، ومن يتكفل بمؤنة شخص فلا تلزمه فطرته لأنهلا تلزمه نفقته، أما من وجبت فطرته على غيره وأخرجها عن نفسه بغير أذنه أجزأته، والأب غير ملزم بفطرة الابن الراشد أو فطرة الأجنبي، فلا يجوز إخراجها عنهم إلا بإذن منهم.
مقدار زكاة الفطر
- المقدار المحدد هو إخراج عن الفرد صاع من التمر أو الزبيب أو صاع من القمح أو من الشعير أو من الأرز أو الأقط، وغيرهم من الأشياء التي تعتبر قوت يستطيع الفرد التغذي عليه.
- إن كان الدقيق يساوي الحب في الوزن فيجب تجزئته، فإن لم يجد أخرج كل ما يصلح قوت مثل الذرة أو الأرز أو العدس، أما الخبر فلا يجزئ لأنه خارج عن الكيل، ولا يجزى أيضاً الحب المعيب أو المسوس، كما قال ( ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون)
- لا يجوز إخراج الزكاة من قوت أدنى من المعتاد، لكن يجزئ القوت الأعلى حتى ولو لم يكن غالباً عن القوت الأدنى، مثل البر، والسلت والشعير والذرة والأرز والحمص والعدس والفول والتمر والزبيب، واللبن والجبن، أو المعتبر في غالب قوت البلد غالب قوت السنة لا غالب قوت وقت الإخراج.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_17712