كتابة :
آخر تحديث: 29/06/2019

إدمان السكر أعراضه و علاجاته

إدمان السكر قد يبدو للوهلة الأولى أمرا بسيطا وليس بتلك الخطورة، لكن في الواقع الأمر ليس كذلك، هذا الإدمان كغيره من أنواع الإدمان له خصوصيته وخطورته على الصحة والنفسية كذلك، ويعاني الكثيرون من هذا الإدمان من بينهم لاعب كرة السلة الشهير Dwight Howard الذي يتناول 24 قطعة حلوى في اليوم! صحيح أن الغالبية تميل إلى تناول كل ما هو حلو وسكريات لكن عندما يصبح هذا الأمر بشكل مفرط وخارج السيطرة لدرجة الإدمان، يصبح من الضرورة التعامل مع الوضع بجدية والسعي لعلاجه.
عند التفكير في تأثيرات السكر على الجسم، تجدر الإشارة إلى أن الدماغ يعتمد على الجلوكوز (السكر) للحصول على طاقة فورية، بدون الجلوكوز، فإن الدماغ يصارع من أجل العمل بشكل صحيح.

بالنسبة لبعض الناس، ادمان السكر قد يسبب لهم الرغبة الشديدة في تناول الطعام أو الرغبة في تناول أطعمة معينة أكثر مما ينبغي، ويمكن أن يشجعهم على اتخاذ خيارات غذائية سيئة، عادة ما يكون تناول الأطعمة الحلوة أو المشروبات أو الحلويات هو الطريق الذي يسلكه الأغلبية، قد لا يرونها مشكلة كبيرة، ولكنها في الواقع قد تكون قضية تحجب ادمان السكر.

إدمان السكر أعراضه و علاجاته

أعراض إدمان السكر

بالنسبة للبعض فكرة التوجه إلى المنزل أو الخروج لتناول العشاء مع الأصدقاء والاستمتاع بوعاء كبير من المعكرونة أو الخبز أو غيرها من الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات البسيطة يمكن أن تكون جذابة، خاصة إذا كان الشخص يعاني من إدمان السكر.
الكربوهيدرات ليست بالضرورة مسؤولة عن إدمان السكر، ولكن قد يكون دماغ الشخص المدمن يشتهي الجلوكوز الذي يتم معالجته من الكربوهيدرات التي تتناولها.
قد يكون الإدمان واضحًا كذلك عندما يتوق الشخص إلى تناول الأطعمة المالحة والدهنية.

اشتهاء المشروبات الغازية وغيرها من المشروبات الحلوة، فالمشروبات الغازية غالبا ما تحتوي على كميات كبيرة من السكر (على شكل شراب الذرة عالي الفركتوز).
المشروبات الغازية المحلاة التي تستهلكها طوال اليوم تحتوي على كميات كبيرة من المحليات الاصطناعية التي تقدر بحوالي 600 مرة من السكر العادي (أحيانا حتى أكثر حلاوة)، في هذه المرحلة، يمكن أن يؤدي تناول مشروب غني بالسكر إلى خداع العقل والتفكير في تناول السكر، ولكن في الواقع يتسبب ذلك في الشوق لأكل المزيد من السكريات.

المشروبات الغازية ليست هي النوع الوحيد من المشروبات التي تحتوي على محليات ومحتوى عالي من السكر، فمعظم المقاهي تقدم المحليات والسكر إلى المشروبات كوسيلة لتعزيز النكهة، كما أن العديد من أنواع الشاي المنكهة ومنتجات خالية من السعرات الحرارية تحتوي على المُحليات.

تقديم الأعذار لعادة تناول السكر، هذا من بين الأعراض الواضحة التي يلجأ لها المدمن على السكر، فيبرر تناوله لبعض الأطعمة بالقول "إنه خالي من السعرات الحرارية" أو "إنه عضوي"، قد تكون الأعذار التي تقوم بها لاستهلاك السكر هي طريقك لمحاولة تجاهل مقدار ما يريده دماغك من السكريات، وبغض النظر عن أي نوع من الأعذار قد يكون ذلك عارضا لمشكلة إدمان السكر.

مكافأة النفس بالأطعمة السكرية؛ أحد العلامات الواضحة التي تشير إلى وجود إدمان السكر، الأمر شبيه بالقيام بإجراء صفقة مع نفسك لمكافأة نفسك بالسكريات لإكمال شيء ما.

يمكن لإدمان السكر أن يقدم نفسه للكثيرين عندما يكون الآخرون غائبون، وهذا العارض يشبه إلى حد ما ما يقوم به مدمني المخدمرات، حيث يلجأ المدمن إلى تناول السكريات والحلويات بشكل كبير بتخفي بعيدا عن أنظار الآخرين.

خطر ادمان السكر على الصحة

أشارت دراسة حديثة إلى الآثار السلبية للسكر على الصحة وعلاقتها بالوفاة المبكرة، وجدت هذه الدراسة أن الأفراد الذين يستهلكون 25٪ أو أكثر من السعرات الحرارية كل يوم من السكر هم أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب ضعف أولئك الذين يحصلون على أقل من 10٪ من السعرات الحرارية من السكر.
السكر يمكن أن يكون له تأثير ضار على الصحة، وعلى الرغم من أنه قد لا يسبب النوبة القلبية بشكل مباشر، إلا أنه يرتبط بأمراض القلب وغيرها من الحالات.

يمكن أن يزيد مقدار السكر المفرط من كمية الدهون التي يخزنها الجسم، على الرغم من أن السكر ليس في حد ذاته دهنيا، إلا أن الفائض الذي تتناوله يتم تحويله إلى دهون وتخزينه لاحتياجات الطاقة المستقبلية.

ترتبط الدهون الزائدة في الجسم بالسرطان، وأمراض القلب، ومرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD) ، وغير ذلك من الظروف الصحية، لذا فإن تنظيم تراكم الدهون في الجسم مهم.

يمكن أن يساهم إدمان السكر في الاكتئاب ويؤثر على الصحة العقلية بشكل كبير، استهلاك كميات منتظمة من السكر بسبب الإدمان يمكن أن يتسبب في تقلبات كبيرة في سكر الدم على مدار اليوم. بالإضافة إلى ذلك، فإن الارتفاعات والانخفاضات المرتبطة بهذا التذبذب يمكن أن يسبب تقلبا في المزاج.
وقد أظهرت الدراسات الحديثة أن استهلاك كميات كبيرة من السكر يمكن أن يؤدي إلى زيادة في الاكتئاب، وقد تكون الآثار أسوأ بين الأفراد المصابين بالفصام، هذا التأثير المؤدي للاكتئاب له علاقة بهرمونات معينة في الدم، ويبدو أن قمع هرمون يعرف باسم BDNF يتأثر بكميات كبيرة من السكر في النظام الغذائي.

هذا الإدمان سبب كذلك الإلتهاب، وهي عملية طبيعية تحدث بسبب تفاعل الجسم عند مكافحة العدوى أو أثناء عملية الشفاء؛ بعض الأطعمة بما في ذلك السكر، يمكن أن تجعل الجسم في حالة دائمة من الالتهاب والتي يمكن أن تسبب تصرف الجسم بأكمله كما لو كان مريض، يمكن أن تؤثر على جدران الشرايين، وظيفة القلب، خطر السكتة الدماغية، خطر الإصابة بالسرطان، بالإضافة إلى المساهمة في التهاب المفاصل، الالتهاب ليس شيئا يمكن رؤيته بالعين المجردة، ولكنه نتيجة رئيسية لإدمان السكر.

يؤثر على وظيفة جهاز المناعة، فكما هو معروف جهاز المناعة هو خط الدفاع الرئيسي ضد الكائنات الحية الغازية في الجسم، وهو يعمل بجد دائما للحفاظ على الصحة، ومع ذلك، هناك صلة بين إدمان السكر وانخفاض وظائف جهاز المناعة.
يمكن أن يكون لاستهلاك السكر المرتفع تأثيرات متعددة على النظام المناعي؛ يمكن أن يمنع من الحصول على النوم الكافي ليلا وكذلك زيادة الالتهاب(الذي يمكن أن يؤثر سلبا على جهاز المناعة).

إدمان السكر قد يكون له عواقب أخرى متعلقة بمرض السكري، يقوم الجسم بإفراز الأنسولين استجابة للسكر في الدم والذي يحدث بعد تناول الوجبة بوقت قصير مع مرور اليوم، يصبح الجسم أقل حساسية للأنسولين الذي يطلقه الجسم وهذا يحدث حتى مع الأشخاص الذين ليسوا مصابين بداء السكري.

طرق التخلص منه

الإرادة القوية؛ كل إدمان كيفما كان نوعه يحتاج كأول خطوة لعلاجه إلى اتخاذ قرار الإقلاع والإرادة، ويجب عند الإلتزام بذلك أن لا يكون بالقول فقط بل بالفعل والتوقف عن تناول السكريات، كلما طال تأخير القرار، ستكون الأمور أسوأ.

الإقلاع عن الإدمان يجب أن يبدأ من تجنب شرب السعرات الحرارية من خلال مشروبات الصودا والعصائر التي يتم تحليتها.

شرب الماء بكثرة مهم ومفيد جدا و هو أفضل صديق لك في هذه الحالة!

إضافة بروتين في النظام الغذائي يساعد في إنهاء ادمان السكر كلحم البقر والدجاج التي تساعد في الحد من الرغبة الشديدة لتناول السكريات، إذا كنت نباتيا، لديك الكثير من خيارات البروتين كإضافة البيض إلى وجبات الطعام وحفنة من المكسرات.

تناول الخضراوات سيساعد ليس فقط على الشعور بالشبع لفترة أطول بعد تناول الوجبة، بل يساعد كذلك في الحد من الرغبة الشديدة في تناول السكريات، خاصة الخضروات الخضراء لأنها منخفضة في الكربوهيدرات، وذلك لأن الكربوهيدرات يتم تحويلها إلى الجلوكوز (السكر) عندما تتم معالجتها بواسطة الجسم.
كلما قل عدد الكربوهيدرات التي تتناولها، يصبح من الأسهل التخلص من إدمان السكر.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ