ما العلاقة بين ابن سينا وعلم النفس؟ وما هي أهم اسهاماته؟؟
من هو ابن سينا؟
قبل معرفة العلاقة بين ابن سينا وعلم النفس يجب أولا معرفة من هو ابن سينا، وما هي إنجازاته في علم النفس، وعن السيرة الذاتية لابن سينا تتمثل فيما يلي:
- يعتبر ابن سينا واحدا من الأطباء المشهورين في العالم الإسلامي.
- ولد هذا العالم الجليل في عام 980 ميلادي في دولة أوزباكستان تحديدا في قرية تسمة أفشنة.
- أما عن تاريخ وفاة هذا العالم الجليل فكان في يوم 10 ديسمبر عام 1037 م، وكان ذلك في مدينة همدان في إيران.
- كان شغف ابن سينا متمحورا حول العديد من العلوم، والتي منها علم النفس والفلك والكيمياء.
- كما أن ابن سينا كان له اهتماما كبيرا بالشعر خاصة الشعر العربي والفارسي.
- كانت هناك العديد من الألقاب الخاصة بابن سينا، والتي أطلقها عليها الكثيرون ممن حوله أو أطلقها عليها العلماء فيما بعد.
- والتي منها أمير الأطباء، والشيخ الرئيس، وأبو الطب الحديث.
- كما قام ابن سينا بتأليف العديد من الكتب والمراجع في العلوم التي كان مهتما بها، ويدرسها.
- حيث وصل عدد هذه الكتب والمراجع إلى حوالي 200 كتابا ومرجعا.
- ومن أشهر هذه الكتب والمؤلفات كتاب الشفاء، وكتاب القانون في الطب، وكتاب الرياضة في طب الروائح.
- هذا بالإضافة إلى أن ابن سينا كان شخص يحب السفر والترحال إلى مدن ودول معينة بغية التعلم.
- حيث استقر هذا العالم الجليل في مدينة همدان الإيرانية حوالي 19 عاما من أجل تعلم بعض العلوم التي كان مهتما بها مثل الطب.
ابن سينا وعلم النفس
كان ابن سينا مهتما كثيرا بدراسة علم النفس البشرية من أجل التعرف على هذه النفس من حيث تكوينها أو كيفية التعامل معها، وقد توصل هذا العالم الكبير إلى:
- تقسيم معين للنفس البشرية حيث قال إن النفس البشرية هي خليط بين عدة أنفس، والتي هي عبارة عن نفس نباتية، ونفس حيوانية، ونفس بشرية، وقد قام بتعريف كل نفس من هذه الأنفس.
حيث قال إن النفس النباتية هي عبارة عن:
- النفس المكونة لجسم الإنسان، فمن خلال هذه النفس يقوم جسم الإنسان بتوليد الطاقة والقوة اللازمة له.
- لكي يحيا في هذه الحياة، ويستطيع العيش والإنجاز بها، وهي النفس التي تدفع الإنسان لتناول الأطعمة المغذية له.
أما النفس الحيوانية فهي:
- النفس المسؤولة عن الكمال الخاص بجزيئات جسم الإنسان، والتي يتهم فيها الجسم من خلال إرادته أو سيطرته عليها.
أما النفس البشرية أو الإنسانية فهي:
- المعنية بالكمال الخاص بالعقل البشري، والتي من خلالها يكون الإنسان قادرا على التفكير فيما يخصه.
- أو يحلل الكثير من الأمور الخاصة به أو الموجودة من حوله لإيجاد حلول معينة لها أو معرفة كيفية التصرف بشكل مناسب مع بعض المواقف والأمور في الحياة.
- كما أن ابن سينا قام بعمل تصور معين للنفس البشرية مبني على ثلاثة أسئلة رئيسية ألا وهي من أين أتت النفس البشرية.
- وما علاقة هذه النفس بجسم الإنسان، وما الذي ينتظر هذه النفس في هذه الحياة أو بعد الحياة.
فلسفة ابن سينا عن النفس
قام ابن سينا بوضع فرضيات معينة عن النفس البشرية كأدلة دامغة على وجود هذه النفس، وهذه الأدلة هي:
أولا: الأدلة الطبيعية
- تتكون هذه الأدلة من مكونين رئيسيين ألا وهما الأدلة القسرية، والأدلة غير القسرية أو اللاقسرية.
- وقال ابن سينا أن الأدلة القسرية هي عبارة عن أدلة خارجية أو مؤثر خارجي يؤثر على الجسم داخليا حتى يتحرك هذا الجسم.
- أما الأدلة اللاقسرية فهي تحدث بشكل تلقائي وطبيعي، ومن الممكن أيضا أن تحدث بشكل غير طبيعي.
ثانيا: أدلة نفسية
- يقول ابن سينا بخصوص هذه الأدلة أنها تقوم على العلمية الوجدانية للإنسان.
- بالإضافة إلى أنها تقوم أيضا على إدراك الإنسان، حيث يقول ابن سينا أن الإنسان لديه العديد من القدرات الكامنة فيه.
- والتي تميزه عن سائر المخلوقات في هذا العالم، بالإضافة إلى أن الإنسان يدرك الكثير من الأمور من حوله على عكس النبات والحيوان.
- والتي يتأثر بها، ويعبر عن تأثره من خلال النطق والكلام أو من خلال الضحك والبكاء أو تعبيرات معينة بالجسم.
- كما أن الإنسان لديه العديد من الحواس والخصائص التي تجعله يحلل بعض الأمور من حوله أو يتعلم أمور جديدة في الحياة.
- كما أن ابن سينا يؤكد على أن أي تعبير يقوم به الشخص أو أي سلوك يتصرف به هو نابع من نفس الشخص.
- وليس من جسده أو من عقله، وأن هذه الأمور ما هي إلا أدوات يستخدمها الإنسان في التعبير عن نفسه.
إسهامات ابن سينا في علم النفس
من أهم الإسهامات التي قدمها ابن سينا في علم النفس هي فكرة خوف البشر من الموت، حيث كان هذا الأمر مهم بالنسبة للكثير من البشر، وقال ابن سينا أن هناك منطقة قلق في اللاواعي عند الإنسان خاصة بالخوف من الموت، وأن هذا الأمر موجود عند السواد الأعظم من البشرية، وقال ابن سينا أن هذا الخوف ناتج عن عدة أمور أو عوامل، والتي منها:
- جهل البشر بالنسبة لماهية الموت أو معرفة ما هي حقيقة الموت بعيدا عن المعتقدات والأفكار التي اكتسبها معظم البشر من البيئة المحيطة بهم أو التي توارثوها عبر الأجيال.
- عدم معرفة البشر لما يحدث للبشر بعد الموت أو ما هي حياة ما بعد الموت.
- خوف البشر من الفناء بعد الموت أو أن الشخص سيفقد ذاته الحقيقية بعد الموت، وهذا الأمر غير صحيح بالمرة.
- فالبشر يعتقدون أن بعد الموت سيفنون، ولكن من يفنى هو جسد الإنسان ولست روحه، فالروح لا تموت أبدا، وأن هناك حياة أخرى بعد الموت، وقد جاءت كل الأديان السماوية تذكر البشرية أن هناك خالق عظيم لهذا الوجود، وتذكر الإنسان بحقيقته، والتي لن تقتصر فقط على وجوده في هذا العالم المادي.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_17260