كتابة :
آخر تحديث: 12/07/2020

اضطراب قلق الانفصال لدى الأطفال

لا يتواجد منزلاً خالي من المشكلات ولكن يؤكد علماء النفس أن كل تلك المشكلات من شأنها أن تؤثر تأثيراً سلبياً علي الأطفال، ولعل من أبرز تلك التأثيرات هي اضطراب قلق الانفصال لدى الأطفال، والذي يؤثر عليهم تأثير فعلي في كافة أروقة حياتهم وتعاملاتهم سواء مع بعضهم البعض أو مع كافة الأفراد المحيطين بيهم، وانطلاقاً من مدى خطورة هذا الاضطراب فقد أخذنا علي عاتقنا أن نقدم لكم هذا المقال لنلقي المزيد من الضوء علي هذا الاضطراب.
اضطراب قلق الانفصال لدى الأطفال

إضطراب قلق الانفصال لدى الأطفال

يصاب الأطفال باضطراب قلق الانفصال وهم في سن النمو والذي يبدأ من عمر 3 سنوات حيث نجد أن الطفل يبدأ بالقلق والتوتر حيال كل ما يحدث أمامه وعلي مرآى ومسمع منه من والديه، وينشأ الاضطراب كونه خائفاً من فقدان الشخص الأكثر اعتناءاً به وفي الغالب تكون الأم التي تهتم به وتمنحه كافة متطلباته وتراعي شؤونه.

وقد أكد أخصائي الصحة النفسية وهم أجدر تخصصات تقوم من جانبها بتشخيص تلك الحالات، أكدوا أن إضطراب قلق الإنفصال لدى الأطفال يشوبه مجموعة كبيرة من الأعراض الأساسية التي تبدأ في الظهور علي الطفل في سن مبكرة، ولعل أهم تلك الأعراض ما يلي:

  • الخوف الشديد من الخروج من المنزل، ويفسر علماء النفس هذا الأمر كون أن الطفل معتقد انه بمجرد أن يخرج سوف ينتزع من والديه أو أحد منهما سوف يغادر المنزل فور خروجه منه.
  • يصاب الطفل بفوبيا التعرض لأزمات ومشكلات كأن يشعر انه معرض للاختطاف علي سبيل المثال.
  • تظهر علي الطفل عدد لا نهائي من المشكلات السيكوسوماتية وهي عبارة عن مجموعة من الأمراض التي تصيب الطفل بناءا علي حالته النفسية والمشكلات التي يتعرض لها تنعكس عليه عضوياً فيبدأ في الشعور بآلام في المعدة واضطرابات في الهضم وغثيان وقيء ويدخل في حالة من الدوار والدوخة وعدم القدرة علي السير بتوازن.
  • تظهر علي الطفل اضطرابات شديدة في النوم فنجد نومه متقطع للغاية من حين لآخر يستيقظ كما لو كان خائفاً من النوم وتراوده مخاوف إن نام ربما يستيقظ لا يجد والديه أو أحد منهما.
  • تعرض الطفل أثناء فترات نومه البسيطة لعدد لا نهائي من الكوابيس التي تفترض فكرة انفصال أحد الوالدين واختفاؤه من الحياة.

مضاعفات إضطراب قلق الانفصال لدى الأطفال

تأتي مجموعة كبيرة من المضاعفات التي تصاحب وجود الاضطراب لدى الأطفال ولعل أهم تلك المضاعفات ما يلي:

  • حالة من التذمر يصاحبها ضيق شديد للغاية وتقلبات مزاجية حادة فنجد الطفل سريع الغضب ويثور لأتف الأسباب بل ويبكي من أقل الأمور وهذا ما يعرفه علماء النفس باسم الهشاشة النفسية فلا يقوى علي أي فعل.
  • تزداد مقدرة الطفل علي أن يدخل في العديد من المشكلات الاجتماعية والسلوكية سواء في المدرسة أو مع أصدقاؤه أو مع الجيران.
  • لا يقتصر الأمر علي اضطراب قلق الانفصال فحسب بل نجده يصاحبه العديد من الاضطرابات الأخري التي ربما تكون بنفس درجة الشدة والخطورة مثل الرهاب الاجتماعي أو الوسواس القهري وغيرها من الاضطرابات النفسية الأخرى.
  • من أخطر الاضطرابات النفسية التي تظهر علي الطفل ذو اضطراب قلق الانفصال هو الاكتئاب.

كيف يتم علاج إضطراب قلق الانفصال لدى الأطفال؟

أكد علماء الطب النفسي والصحة النفسية أن إضطراب قلق الانفصال لدى الأطفال يتم علاجه من خلال عدة مراحل متتالية آلا وهي:

  • مرحلة التشخيص وتحديد نوعية وماهية وهوية الاضطراب، وتعد هذه المرحلة هي أهم مرحلة حيث نجد أن الموكل به أن يشخص هذا الاضطراب هو الاخصائي النفسي بناءا علي مهنيته.
  • بعد التشخيص الدقيق وإثبات إصابة الطفل بالاضطراب فإن فريق متكامل يقوم بالعمل علي وضع خطه علاجية للطفل وتلك الخطة تتضمن جانبين رئيسين آلا وهما:

الجانب الدوائي

وهو جانب يتم اللجوء إليه في بعض الحالات وليس الكل، حيث أن المحك الرئيسي في اخضاع الطفل له يكون بناءا علي درجة شدة الاضطراب نفسه، لذا فغذا كان الاضطراب ذو درجة متوسطة أو بسيطة فإننا لا نلجأ إلي الجانب الدوائي علي الإطلاق.

الجانب النفسي

وهنا يظهر دور الاخصائي النفسي والذي يعمد علي التدخل علي الأفكار التي تنتاب الطفل بحيث يدحضها بشكل كامل ويعمل علي غرس مجموعات أخرى من الأفكار الايجابية في تفكير الطفل وهذا ما يعرف بالعلاج المعرفي السلوكي، والذي يعد أحد أهم الأساليب في التدخل علي حالات إضطراب قلق الانفصال لدى الأطفال.

دور الأسرة

عند وضع الخطة العلاجية لطفل اضطراب قلق الانفصال فإن الأمر لا يكون مقتصر علي دور المختصين فحسب بل إن العمل يكون مشترك تماماً في ما بين المختصين من جهة وبين الأسرة من جهة أخرى، فلا يمكن لنا أن نتجاهل هذا الدور ولا يمكن للأسرة آلا تقوم بدورها علي أكمل وجه.

ومن هنا يتم وضع مجموعة من الأهداف التي يجب علي الأسرة أن تقوم بيها.

ويجدر بنا هنا أن نشير إلي أن هناك مجموعة من الإجراءات التي يجب أن تضعها الأسرة نصب عينها في ما يخص تعاملاتهم مع أطفالهم مما يعانوا من اضطراب قلق الانفصال ولعل أهم تلك الاجراءات ما يلي:

  • التعرف عن قرب عن كل ما يخص الاضطراب وذلك من خلال القراءة بشكل مستمر عن أسباب الاضطراب وأعراضه وكيفية التدخل عليه فهذا الأمر من شأنه أن يجعل الوالدين أكثر تبصرةً بالأمر الذي يحيط بطفلهما.
  • الالتزام التام بكافة الاجراءات التي يتم التنويه عنها في ما يخص دور الأبوين في المنزل وهذا ما يوجههم إليه القائم علي الخطة العلاجية ( الاخصائي النفسي).
  • التعرف علي كافة الأمور التي تثير قلق الطفل والعمل علي تجنبها بشكل تام الأمر الذي يزيد من فاعلية الخطة الموضوعة ويجعلها تسير علي المنهج السليم في طريقها للعلاج والتخلص التدريجي من الاضطراب.
  • العمل علي خفض المشاعر السلبية التي تظهر بشكل دائم ومستمر في ما بين الزوجين أمام الطفل مما ينعكس بشكل سلبي علي زيادة حدة الاضطراب، لذا فإن اخضاع الوالدين لجلسات الارشاد الأسري أحد أهم الخطوات التي تتم ضمن الخطة العلاجية حيث يتم توجيه الأبويين إلي آليات للتعامل مع بعضهم البعض خاصة في ما يخص المشكلات الزوجية التي تظهر أمام الأطفال.
  • يتم العمل علي التدخل علي الأسباب الرئيسية للخلافات الزوجية والتي بدورها تكون السبب في انفصال الطرفان مما ينجم عنه حدوث الاضطراب لدى الطفل، فعندما يتم علاج السبب تتلاشي المشكلة وكأنها لم تكن علي الإطلاق.
وهكذا نكون قد وضحنا لكم في هذا المقال كافة التفاصيل التي تتعلق بإضطراب قلق الانفصال لدى الأطفال وماهية أسبابه وأعراضه التي تظهر علي الطفل، فضلاً عن كافة آليات التدخل علي هذا الاضطراب وعلاجه ومكونات الخطة العلاجية التي يخضع لها الطفل وكيفية مشاركة الأسرة وتحديد الدور الذي تقوم به في الخطة.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ