آخر تحديث: 18/02/2022
ما هو اضطراب ما بعد الصدمة عند النساء؟ وما هي أعراضه؟
يعتبر اضطراب ما بعد الصدمة عند النساء من الاضطرابات الصعبة جدا من حيث تأثيرها على الحالة الصحية والنفسية للسيدات، ومن حيث طول مدة علاج هذا الاضطراب خاصة إذا كان بسبب صدمة نفسية شديدة.
اضطراب ما بعد الصدمة سواء عند السيدات أو الرجال يتطلب علاجا، لأنه يكون مؤثرا على حالة الشخص النفسية بشكل كبير، ويعطله في مسيرة حياته.
ومن الممكن أن يجعل الشخص فاشلا أو لا يستطيع النجاح في أي أمر يقوم به، مما يتسبب ذلك في شعور الشخص بمزيدا من المشاعر السلبية التي تجعله منعزلا عن الآخرين، وفاقدا للشغف في الحياة، وشاعرا بالضياع والحزن.
ما هو اضطراب ما بعد الصدمة النفسية
قبل معرفة ما هو تأثير اضطراب بعد الصدمة عند النساء على الصحة النفسية والجسدية لهن، يجب أولا معرفة ما هو اضطراب ما بعد الصدمة النفسية بشكل عام سواء عند النساء أو الرجال، ويتمثل في:
- يعرف اضطراب ما بعد الصدمة النفسية في علم النفس باضطراب الكرب التالي للرضح.
- أو اضطراب القلق المرهق أو المزمن، وهو يحدث بعد تعرض الشخص لموقف أو صدمة غير متوقعة.
- ومن المحتمل أن يكون هذا الموقف شكل تهديدا واضحا على حياة الشخص أو أمنه وسلامته.
- ومن ضمن هذه المواقف تعرض الشخص لحادث سير تسبب له في غيبوبة أو إصابة بالغة في الجسد أو إعاقة.
- كما يمكن أن يكون الشخص تعرض لاعتداء جنسي أو اغتصاب أو فقد شخص عزيز عليه دون أي سابق أو إنذار بذلك.
- بعد تعرض الشخص للصدمة النفسية تبدأ كيمياء المخ في التغير بسبب حدوث خلل في مستوى هرمونات معينة في المخ.
- وهذه الهرمونات هي المسئولة عن شعور الشخص بالسكينة والاسترخاء والسعادة.
- وفي حالة حدوث خلل بها نتيجة تأثير الصدمة النفسية على أجزاء معينة بالدماغ.
- هذه الأجواء هي المسئولة عن إفراز هذه الهرمونات يبدأ الشخص في الشعور بصفة دائمة بالخوف والذعر دون سبب واضح لذلك.
- كما أن الشائع بين الكثيرين أن اضطراب ما بعد الصدمة يحدث نتيجة اضطراب ما في الشخصية او ضعف بها.
- وهذا اعتقاد خاطئ، بل يحدث هذا الاضطراب نتيجة الخلل في كيمياء المخ الذي يظهر بعد التعرض للصدمة.
أعراض اضطراب بعد الصدمة عند النساء
تعاني السيدات والرجال من نفس أعراض اضطراب بعد الصدمة إلا أن هناك بعض الفروقات البسيطة ما بين الجنسين، ومنها:
- فعلى سبيل المثال تعاني السيدات من مشاعر سلبية مثل الحزن والاكتئاب لفترات طويلة، بالإضافة إلى أن هذه المشاعر تكون في أعلى درجاتها.
- وتبدأ في إظهار هذه المشاعر من خلال البكاء أو الغضب أو يمكن أن تلجأ بعضهن للطبيب النفسي من أجل العلاج.
- إلا أن الرجل لا يعترف بهذه المشاعر حتى لو شعر بها، ويدخل في حالة من الإنكار سواء للصدمة النفسية التي تعرض لها أو مشاعر الصدمة.
- ويبدأ في الهروب من هذه المشاعر من خلال شرب المشروبات الكحولية أو الدخول في علاقات جنسية متعددة أو إدمان المخدرات.
- لكن السيدات يكن أقل عرضة لمثل هذه التصرفات، وذلك لأنهن متواصلات أكثر ما مشاعرهن.
- ولايجدن حرجا في التعبير عنها، وهذا الأمر عكس سلوك وتفكير الرجل.
أما عن أعراض اضطراب ما بعد الصدمة عند النساء فهي:
أولا: استعادة ذكريات أو أحداث الصدمة في الذهن
- تشعر السيدة أو الفتاة أن أحداث الصدمة تتكرر في ذهنها بدون قصد منها أو بشكل تلقائي.
- الشعور بالحزن الشديد عند استرجاع أحداث الصدمة، والدخول في حالة من الغضب الشديد أو البكاء الهستيري.
- أحلام وكوابيس متكررة عن الحدث أو الأشخاص الذين تسببوا لها في هذه الصدمة.
- الشعور بالألم نفسي أو الجسدي بمجرد تذكر أي حدث أو أمر يخص الصدمة النفسية.
ثانيا: تجنب محفزات الصدمة
- هنا تتجنب السيدة التي تعاني من هذا الاضطراب سواء بوعي منها أو بدون وعي التواجد في الأماكن التي حدثت بها الصدمة.
- أو التعرض لأي مثير أو محفز للصدمة النفسية التي حدثت لها، والتي تذكرها بأحداث الصدمة.
- تبدأ السيدة في تجنب أو عدم الرغبة في أن تشعر سواء بمشاعر سلبية أو إيجابية، ومع الوقت تصاب بتبلد المشاعر واللامبالاة.
- وهذا الأمر يحدث نتيجة الألم النفسي الشديد الذي تشعر به السيدة بعد حدوث الصدمة.
- والذي يترجمه العقل اللاواعي بأنه خطر يهدد حياة الشخص، ومن ثم يبدأ في جعل الشخص مصابا بتبلد المشاعر.
- كنوع من أنواع الحماية والأمان لهذا الشخص حتى يستطيع أن يكمل حياته بشكل عادي.
- تنعزل السيدة أو الفتاة عن الآخرين، ولا تملك القدرة سواء نفسيا أو بدنيا على ممارسة هواياتها أو أنشطتها التي كانت معتادة عليها في السابق.
- من الممكن أن تفقد السيدة أو المصابة بفقدان للذاكرة خاصة للأحداث القريبة أو التي حدثت منذ فترة قصيرة جدا.
- فقدان القدرة على التعبير عن الآلام والمشاعر أو الشعور بها في حال التعبير عنها.
ثالثا: الانفعالات وردود الأفعال المبالغ فيها
- هنا تكون المصابة تشعر بصعوبة بالغة في الانتباه أو التركيز لفترة معينة على أمر، على الرغم من أنها كانت قادرة على فعله قبل حدوث الصدمة.
- إظهار ردود فعل مبالغ فيها على أمور أو أحداث عادية أو لا تتطلب هذا الكم من الشاعر السلبية أو رد الفعل العنيف الذي قامت به.
- الشعور الزائد والدائم بالقلق والتوتر والخوف، بالإضافة إلى الإصابة بنوبات الغضب الشديدة.
- والتي من المحتمل أن تقوم المصابة فيها بإيذاء نفسها من الناحية البدنية مثل حروق الجلد.
- أو الشعور برغبة في قطع الجلد أو عمل ثقوب به باستخدام آلة حادة أو قلم.
- الإصابة بالأرق لفترات زمنية طويلة، وإيجاد صعوبة بالغة في النوم أو النوم لساعات قليلة أو بشكل متقطع.
رابعا: اضطراب في الحالة الإدراكية والمزاجية
- الشعور الزائد بمشاعر التأنيب واللوم تجاه الذات وتجاه الآخرين والعالم.
- توارد أفكار ومعتقدات سلبية عن الذات أو الآخرين والحياة مثل أن الحياة ظالمة، أو أن الشخص فاشل أو أنه ضحية للآخرين.
- صعوبة بالغة في تذكر الأحداث خاصة الحالية، والانسحاب من الحياة الاجتماعية أو العلاقات.
- وانعدام الرغبة في التواصل مع العالم الخارجي أو الآخرين، والرغبة في الانعزال.
خامسا: أعراض أخرى
هنا من الممكن أن تشعر المصابة باضطراب ما بعد الصدمة بمجموعة من الأعراض الجسدية والنفسية، والتي منها:
- الإصابة ببعض الأمراض النفسية الشديدة مثل الاكتئاب والإصابة بنوبات الخوف أو الهلع الشديدة.
- الإصابة بالصداع لفترات طويلة من الممكن أن تستمر لأيام، بالإضافة إلى حدوث إغماء أو فقدان الوعي أو الشعور بالدوخة وفقدان التوازن.
- ضربات القلب تكون سريعة جدا نتيجة ارتفاع شديد في ضغط الدم الناتج عن الشعور بالتوتر والقلق.
من خلال التعرف على اضطراب ما بعد الصدمة عند النساء يمكن القول أنه اضطراب قاسي أو بالغ الحدة من ناحية الآلام النفسية التي تتعرض لها المصابة به، ولذلك يتطلب العلاج والصبر والإرادة القوية من أجل استكمال العلاج، لأن علاج هذا النوع من الاضطرابات صعب لأنه يعيد المريضة مرة أخرى إلى إحداث الصدمة من أجل التفاوض معها أو تحرير المشاعر والأفكار السلبية الناجمة عنها.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_12256
تم النسخ
لم يتم النسخ