كتابة :
آخر تحديث: 24/04/2023

الالم النفسي: تعريفه وكيفية التعامل معه

الالم النفسي أو الشدة العاطفية هو شعور صعب ينشأ لأسباب نفسية وليست جسدية، وهو ألم يشعر به كل الناس، وهي عبارة عن معاناة ذهنية أو عذاب ذهني، وله أسماء كثيرة مثل منها الألم الاجتماعي والألم الروحي. من منا لم يشعر بالآلام النفسية، حيث يشعر بضيق في صدره، وحزن شديد سواء لأسباب معلومة أو غير معلومة، في هذا المقال في موقع مفاهيم سنلقي نظرة أكثر عن هذا النوع من الآلام...
الالم النفسي: تعريفه وكيفية التعامل معه

ما هو الالم النفسي؟

  • الالم النفسي بالإنجليزية: Psychological pain إنها عملية معاناة نفسية يمكن الشعور بها على شكل خزي، حزن، يأس، كرب، ومشاعر سلبية مماثلة، إنها حالة من عدم الارتياح العاطفي التي يصعب تحملها، يمكن أن يرتبط بالألم الجسدي، لكنه مفهوم مستقل عن الألم الجسدي.
  • في دراسات تصوير الدماغ، تبين أن الآلام النفسية تنشط العديد من الهياكل في الدماغ، مثل الألم الجسدي، يذكر أن مناطق الدماغ التي يتم تنشيطها لدى الأشخاص المعرضين للألم النفسي تتداخل مع مسارات الألم الجسدي.
  • النقطة المهمة التي أثيرت نتيجة تجميع عدد كبير من ملاحظات الانتحار هي أنه "لا يوجد انتحار بدون ألم نفسي، تؤدي عوامل التوتر الاجتماعي، وخاصة الخسائر الشخصية والمهنية والمالية الحديثة، إلى ألم نفسي يمكن أن يزيد من خطر الانتحار.
  • لا يؤدي الألم النفسي وحده إلى سلوك انتحاري، ومع ذلك إذا لم يكن بالإمكان التعامل مع التوتر، فلن تتوفر المساعدة، وإذا كانت هناك مشاكل شخصية وصعوبات في التواصل، وإذا كانت سمات الشخصية الفصامية بارزة، فإن خطر الانتحار يزداد في وجود الآلام النفسية.
  • بالنظر إلى تاريخها، في عام 1963، ذكر الطبيب النفسي فيكتور إميل فرانكل أنه يعتقد أن الآلام النفسية والمعاناة هما فراغ ناتج عن فقدان معنى الحياة، أرجع سيغموند فرويد ذلك إلى مشاعر الحداد والشوق، خاصة بعد الفقدان المؤلم لأحد الأحباء.
  • من ناحية أخرى، قام لويسير بتقييم عمليات المعاناة وذكر أن الألم يمكن أن يحدث نتيجة للألم الجسدي، وكذلك نتيجة الخوف والقلق والاكتئاب والجوع والتعب وفقدان الأشياء المحبوبة.
  • المعاناة هي عملية عقلية والظروف التي تسببها تختلف من شخص لآخر، لا توجد نتائج الفحص البدني والاختبارات المعملية ودراسات التصوير لتحديد وجودها، وذكر أن هذا الموقف لا يمكن تحديده إلا من خلال سؤال المريض والاستماع إلى تاريخه/ تاريخها.
  • على الرغم من أن الباحثين فسروا هذه الظاهرة من وجهات نظر عديدة، إلا أن أكبر مساهمة في توضيح مفهوم الألم النفسي قد قدمها شنايدمان في نطاق نظرية الانتحار، في عام 1996، صاغ عالم النفس الإكلينيكي إدوين شنايدمان مصطلح "الألم النفسي" للإشارة إلى الألم النفسي.
  • وذكر أن الآلام النفسية ينشأ عندما يتم حظر الاحتياجات الأساسية للفرد مثل أن يكون محبوبًا، والسيطرة، وحماية صورة الذات، وعدم الشعور بالخجل، والشعور بالأمان، والتفاهم والفهم.
  • هذه الحاجات المحجوبة يسبب مشاعر سلبية كخيبة الأمل والشعور بالذنب والعار والهزيمة والإذلال والحزن واليأس والغضب، وتتحول هذه المشاعر السلبية إلى ألم نفسي لا يطاق، وهي حالة من عدم الارتياح العاطفي.
  • عندما تصل الآلام النفسية إلى مستوى عالٍ ولا يمكن توقع أي تغييرات في المستقبل، يحاول الشخص التخلص من الألم النفسي الذي يعاني منه عن طريق الانتحار.
  • لتقييم الآلام النفسية طور شنايدمان أولاً مقياس تقييم الألم النفسي (PPAS)، بناءً على تعريفه الخاص، يحتوي PPAS على خمس صور ويتم التشكيك في مستوى الألم من خلال تفسير الصور.
  • يُطلب وصف أسوأ ألم نفسي ومستوى الألم الذي عانى منه حتى الآن. وبالتالي، فإنه يوفر للشخص فرصة الكتابة بحرية، وإنشاء القصص، وعمل روايات نفسية ديناميكية.

الألم_النفسي

العلاقة بين الألم النفسي والاضطرابات النفسية

  • تعد الآلام النفسية أكثر ارتباطًا بالاكتئاب بين الأمراض النفسية، يُذكر أن الألم النفسي الذي يتم الشعور به خاصة بعد فقدان طفل أو زوج أو شخص مهم في وجود ضغوطات خطيرة هو عامل خطر كبير للانتحار أو الاكتئاب.
  • تعتبر حالات مثل فقدان عنصر الحب والصدمات من عوامل الخطر الشائعة للقلق والاكتئاب والألم النفسي.
  • غالبًا ما يعاني الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية الحدية من اضطراب مزعج، وتوتر، وغضب، وحزن، وخجل، وذعر، وفراغ مزمن، ومشاعر بالوحدة.
  • يمكن تمييز هؤلاء الأفراد عن المجموعات الأخرى من خلال الألم النفسي متعدد الأوجه الذي يعانون منه، وهذا يعد ألم نفسي.
  • يتم تفسيره على أنه استجابة للتكيف مع تجارب الطفولة الصادمة المتكررة مثل فقدان الوالدين، والمرض العقلي للوالدين، ومشاهدة العنف، والاعتداء العاطفي والجسدي والجنسي، يتم وصف الألم النفسي بشكل مكثف عند النساء المصابات باضطراب الشخصية الحدية ويرتبط بإساءة معاملة الأطفال.
  • فسر ليبنلوفت وزملاؤه سلوكيات إيذاء النفس على أنها "الحاجة إلى الشعور بألم جسدي حقيقي بدلاً من الشعور بألم نفسي"، وبالتالي مع سلوك الإيذاء الذاتي، يتحول انتباه المريض من الألم النفسي إلى الألم الجسدي.
  • تم تقييم الألم النفسي أيضًا في اضطراب ما بعد الصدمة، تم وصف سلوك التجنب بأنه "تسكين عاطفي".
  • يلاحظ الباحثون أن الحزن يسبب ألما نفسيا، ويسبب العديد من الأعراض الجسدية والنفسية، ويؤثر على الأداء الوظيفي، أكثر ما يميز الحزن أنه مؤلم، يشبه الألم الذي يشعر به الاكتئاب الحداد، لكن تدني الثقة بالنفس والتشاؤم أقل شيوعًا في الحزن.
  • نتيجة لذلك يعد الألم النفسي حالة ذاتية وقد تختلف من فرد لآخر، على الرغم من وجود تعريفات مختلفة حتى الآن، يبدو أن هناك حاجة لتعريف مشترك يرسم حدوده بشكل أفضل، على سبيل المثال، بما في ذلك معايير التشخيص.

مراحل الألم النفسي

الألم النفسي لا يصيب الإنسان بين عشية وضحاها، ولكن يمر بعدة مراحل حتي يتمكن من الإنسان ويصيبه، ومن أهم المراحل التي يمر بها الألم النفسي المزمن ما يلي:
  1. مرحلة الإنكار: وعدم تقبل فكرة الوقوع في مشكلة أو مرض نفسي.
  2. مرحلة محاولة إقناع الذات: أنك بخير وهذا الأمر مجرد عقبة وتزول والمساومة مع النفس على عدم وجود ألم نفسي.
  3. مرحلة الغضب: هذه المرحلة حتما قد استوعبت أنك تعاني من ألم نفسي يعكر صفو حياتك النفسية وتبدأ في التعبير عنه بالغضب والاستياء والصوت المرتفع، والضيق من أي شيء تتعامل معه.
  4. مرحلة القلق والتوتر: الخوف من مستقبل هذا الألم وهل يؤثر على الحياة، وهل يمكن الشفاء منه، كلها تساؤلات تمر في ذهن المريض النفسي في هذه المرحلة.
  5. مرحلة فقدان الذات والارتباك: يبدأ الشخص في هذه المرحلة في الليلة المظلمة للنفس، الذي قد يشعر فيها الفرد في إنه شخص لا قيمة له، ولا وجود ولا أهمية له في الحياة ويصاحبها أفكار انتحارية خطيرة على حياته.
  6. مرحلة اليقظة الروحية: في تلك المرحلة يتعرف الإنسان على مشكلته الحقيقة ويبدأ بوضع خططه المستقبلية وأهدافه في الحياة ويعيد ترتيب أوراقه.
  7. مرحلة القبول: ويطلق عليها مرحلة التعايش وعلاج الألم النفسي وتقبل المشكلة نفسها والاعتراف بوجودها ومعرفة طرق حلها.

أسباب الألم النفسي

قد يستغرق الأمر لسنوات حتى يتمكن الشخص من التكيف أو علاج الآلام النفسية التي يعاني منها، فقد يشعر الأشخاص بالآلام النفسية لأسباب كثيرة مثل:

  • وفاة أشخاص عزيزون عليه.
  • الإصابة بأمراض نفسية يصعب علاجها.
  • الإدمان.
  • الإصابة بأمراض مزمنة.
  • التعرض للخيانة.
  • الصدمات وما تسببه من مشاعر عدم أمان.

ما هي أعراض الأمراض النفسية؟

هناك بعض الأعراض النفسية التي يعاني منها الأشخاص الذين يعانون من الألم النفسي، ومن هذه الأعراض ما يلي:

  • التشتت وعدم الانتباه وعدم القدرة على التركيز.
  • التفكير بشكل مفرط.
  • سوء الحالة المزاحية والميل إلى الحزن والكآبة والغم.
  • الانعزال عن الآخرين والبقاء وحيدا طول الوقت.
  • التشاؤم والأفكار السلبية عن الحياة.
  • نوبات الغضب والذعر على آتفه الأمور.
  • الشعور بالتعب والإرهاق.
  • الدقة والاهتمام بالتفاصيل وعدم ترك أمر يمر مرور الكرام دون ربطه بأحداث مأساوية.
  • تغييرات ملحوظة في عادات النوم والأكل.
  • الصداع المستمر.
  • صعوبة في التنفس.
  • عدم وضوح الرؤية.

كيف نتعامل مع الالم النفسي؟

والتعامل مع تلك الآلام تعمق المشاعر الإنسانية لدى أصحاب تلك الآلام، وأيضًا لهمهم ليقدروا قيمة اللحظة التي يعيشونها الآن. ولكي تتمكن من التأقلم وعلاج هذه الآلام ننصحك بالقيام بالآتي:

  • قد يكون تقديم المساعدة للأشخاص من حولك، وخاصة أولئك الذين يعانون من آلام نفسية مثلك أن يزيد من مشاعر الرضا عن نفسك.
  • مشاركة آلامك مع أشخاص تثق بهم، ولا تكتم مشاعرك داخلك، يجب أن تتحدث عنها حتى لو ستذهب إلى طبيب نفسي.
  • ابتعد عن الانعزال وحاول أن تشغل نفسك بالأشياء التي تحبها.
  • لا تسم بالآلام أن تسيطر على حياتك، كن أنت المسيطر طوال الوقت، وحاول المضي قدمًا.
  • تذكر الأحداث المفرحة والتي تشعرك بالرضا عن نفسك وتحدث عنها.
في هذا المقال ذكرنا لكم بشكل مبسط تعريف الالم النفسي وما العلاقة بينه وبين الاضطرابات النفسية، بجانب عدة نصائح حتى تتمكن من المضي قدمًا في حياتك.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ