كتابة :
آخر تحديث: 19/02/2022

طرق إبداعية في الحفظ والاستذكار

نحاول في تلك المقالة تقديم طرق إبداعية في الحفظ والاستذكار، وتلك النصائح لا تخص طلبة العلم فقط، ولكن تخص كل من يحتاج إليها في أي مجال وفي أي تخصص.
حيث أن مشكلة النسيان مشكلة يواجها كثير من الأشخاص لأسباب عديدة، منها تقدم العمر وضعف خلايا المخ بسبب الشيخوخة، ومنها عدم تدريب الإنسان نفسه على وسائل الحفظ الصحيحة، ومنها عدم تعرف الإنسان على قدراته وعلى الطريقة التي تناسبه للحفظ والاستذكار، حيث أن كل إنسان له أسلوبه في القراءة والفهم والإبداع، تلك الطريقة التي تتشابه مع بصمة اليد ولا تتماثل مع الأشخاص الأخرى،هذا ما سندرسه اليوم على موقعنا مفاهيم.
طرق إبداعية في الحفظ والاستذكار

من أين نستعد في الحفظ والاستذكار؟..

يخطئ من يتصور أن الحفظ والاستذكار خاص بمرحلة التعليم الأساسي فقط، أو بمرحلة التعليم الجامعي، فالأمر يتعدى تلك المراحل بكثر، ولا نبالغ إن قلنا أن الحفظ والتمكن منه يبدأ من لحظة أن يكون الإنسان جنيناً في بطن أمه.

حيث أن الأم التي تتغذى على أكلات تحتوى على عناصر غذائية مفيدة يتكون جنينها وخلاياه بشكل أكثر قوة، فمن الأكلات المفيدة لعملية التذكر الأكلات الغنية بالأوميجا مثل السمك والبندق وعين الجمل وغيرها من الأكلات المفيدة.

تدريبات تخص مرحلة الطفولة المبكرة..

في البداية يجب أن يكون للأب والأم القائمين على تنشئة الطفل قوة ملاحظة كبيرة جداً لمتابعة الطفل، حيث أن تلك المتابعة الدقيقة لعادات الطفل وردود أفعاله تعطي للأب والأم المعلومات اللازمة لاختيار الوسيلة الأفضل والمناسبة للطفل.

ومن الممكن أن نبدأ بتدريب بسيط وهو اختبار انتباه الطفل من خلال سؤاله عن معلومة علمناها له في نفس الوقت، مثل أن نقول له أن ذلك الشيء يسمى ثلاجة، ثم نسأله عن هذا الشيء مرة أخرى، ففي أول مرة قد ينسى فنعلمه المعلومة مرة أخرى.

وفي المرة الثالثة قد يتذكر أول حرف من الاسم.

ثم نكرر نفس السؤال على فترات متباعدة بعد حفظ الطفل لهذا الشيء، فنسأله بعد ساعة، وإن لم يجب نكرر له المعلومة، ويجب أن نتحلى بالصبر وعدم الملل من التكرار.

ثم نكرر له نفس السؤال في الأيام التالية، فإن تذكرها فهذا جيد، وإن لم يتذكرها فيجب علينا أن نتعرف على ما يشد انتباه الطفل قبل البدء في تعليمه وتحفيظه المعلومات.

أنواع المعرفة لدى الأطفال..

هناك اهتمامات كثيرة تشد الأطفال ويهتمون بالتعرف عليها، فليس كل الأطفال يهتمون بنفس الأشياء بنفس الطريقة، فهناك من الأطفال من يهتم بالأصوات أكثر من الصور، وتكون الذاكرة السمعية لديه أقوى من الذاكرة البصرية.

وهناك من الأطفال من يهتم بالمعرفة البصرية عن المعرفة السمعية، وهنا تكون الذاكرة البصرية عنده أقوى.

وهناك من الأطفال من يهتم بالذاكرة الحركية، أي أنه يهتم بما يتحرك أمامه سواء كان ضوء أو مادة أو صورة.

وهناك من الأطفال من يهتم بالذاكرة العاطفية، حيث أن يتذكر من أثنى عليه ودعمه وأعطاه كلمات التقدير، فهذا الطفل يرتب اهتماماته حسب تذكره لمن يظهر له علامات الحب.

وجدير بالذكر أن كل تلك الأنواع ليست أنواع حصرية، ولكن هناك من الأطفال من يهتم بأشياء أخرى، ويتعرف على الحياة بأساليب أخرى، وكل أب وكل أمر عليهم ملاحظة أبنائهم لمعرفة الطريقة التي يتعرفون بها على الحياة ويرتبون أولوياتهم من خلالها.

الذاكرة البصرية وكيفية تنميتها والتعامل معها..

إن الذاكرة البصرية هي الذاكرة المسؤولة عن حفظ الصور وملاحظة التغيرات التي تطرأ عليها، ويمكن تنميتها من خلال تدريبات عديدة.

من التدريبات المتداولة والسهلة والتي يمكن أن تساعد على تنمية تلك الذاكرة، لعبة اكتشاف الفارق بين الصورتين المتماثلتين، وتلك اللعبة تتلخص في عرض صورتين متشابهتين تماماً، ولا يوجد بينهما إلا اختلافات بسيطة، وعلى المتدرب أن يعرف تلك الاختلافات

القدرات ليست متساوية في الحفظ والتذكر..

يجب على كل أب وكل أم بل وكل إنسان معرفة أن القدرات على الحفظ والاستذكار متنوعة ومختلفة من شخص لآخر، ومن تخصص لآخر، وأنه لا توجد طريقة واحدة تجمع كل البشر.

ففي حين أن الطفل أو الإنسان الذي يملك قدرات في الذاكرة اللغوية ويملك من القدرات ما يمكنه من جمع حصيلة لغوية رائعة يختار منها ما يشاء للتعبير عما بداخله.

فقد تجد نفس الشخص لا يملك نفس المقدرة في الذاكرة البصرية، وفي هذا الشأن يجب أن يتحلى الأب والأم بالصبر وعدم اتهام الطفل بالتقصير، فالاختلافات في القدرات بين البشر أمر طبيعي، ولا يمثل مرضاً في حد ذاته.

استخدام الألعاب في التدريبات للأطفال..

وهنا يجب التأكد على أن الأطفال بشكل عام ينظرون للاستذكار بنظرة سلبية في معظم الأحيان، وذلك بسبب أن الاستذكار يكون مقروناً لديهم بالعقاب والاتهام بالتقصير وعدم الانتباه، حيث أنه لا يوجد نشاط يومي يتم فيه توجيه التوبيخ للطفل والاتهام مثل وقت الاستذكار.

ولكي تنجح عملية الاستذكار يجب أن يرى الطفل وقت الاستذكار وقتاً عادياً مثله مثل وقت المأكل والمشرب والملبس والخروج والتنزه والنوم وغيرها من الأنشطة اليومية.

كما أن الخطأ وارد جداً في مرحلة التعلم، ويتم الصبر على الطفل حين يرتكب الخطأ في حالة تعلمه لعبة من الألعاب، فيخطئ في إحراز الهدف عشرات المرات دون أن يكون ذلك عبئاً نفسياً على الطفل ودون توجيه اللوم والعتاب له.

في حين أننا حين نعلمه معلومة دراسة لا نصبر عليه نفس الصبر، ونرى أي خطأ من الأخطاء جريمة لا تغتفر يجب أن لا يكررها.

إن اقتران وقت التعلم بالعقاب والتوبيخ المستمر يجعل العقل رافضاً للمعلومات التي تتخذ في ذلك الوقت، ويجعل الإنسان راغباً في إنهاء مرحلة التعلم بسرعة.

فالعقل يتجه دائماً للهروب مما يسبب له الألم النفسي، ويستريح دائماً إلى ما ينهي تلك الآلام بأي طريقة.

فكلما زادت الآلام النفسية الناتجة عن التوبيخ واللوم، نجد نفس وعقل الطفل يتجهون بشكل لا إرادي إلى التفكير بشيء ينهي تلك الآلام مثل اللعب ومشاهدة التليفزيون لإنهاء تلك الآلام.

وبشكل عام يجب على كل أب وكل أم عدم تضخيم الأخطاء التي يرتكبها أطفالهم عند التعلم وهذا ما سنتناوله في الفقرة التالية.

الحق في الخطأ عند الأطفال..

هناك حق من حقوق الطفل اتفق عليه علماء النفس حديثاً يسمى حق الطفل في الخطأ، نعم إنه حق يدعونا إلى الصبر على أطفالنا عند الخطأ في مرحلة الحفظ والاستذكار.

وليس في حالة التعلم فقط، ولكن في أي تجربة من تجارب الحياة يجب على الإنسان أن يعتبر الفشل فيها أمراً طبيعياً وغير مسبب للخزي والخذلان وتأنيب الضمير.

فالفشل في التجربة أمر عادي وطبيعي وأحد المراحل التي يجب المرور بها حتى الوصول للنجاح.

ولنا في الكثير من العلماء المثل والقدوة، حيث أن أديسون مخترع المصباح الكهربي حاول مئات المحاولات الفاشلة حتى وصل لأول تجربة ناجحة في إنارة المصباح الكهربي.

فحاول دائماً أن تتقبل الخطأ من ابنك بصدر رحب، فإن تقبل الخطأ يساعد على دراسته والتعلم منه وعدم تكراره، أما اللوم والتوبيخ فلا يساعدان على التعلم ويرجحان تكرار الخطأ مجدداً.

وأخيراً.. فإن وجود طرق إبداعية في الحفظ والاستذكار من الموضوعات التي تحتاج إلى سطور كثيرة، ولكن حاولنا في السطور السابقة إلقاء الضوء على بعض منها، ولك عزيزي القارئ ابتكار الأسلوب الذي يناسبك.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ