كتابة :
آخر تحديث: 17/11/2021

الألوان وتأثيرها النفسي، وكيف يكون ذلك؟

ارتبطت الألوان وتأثيرها النفسي على حياة الإنسان منذ قديم الأزل حيث اعتبرها الإنسان وسيلة يعبر بها عما بداخله تجاه الكثير من الأمور في الحياة مثل الفرح والولادة، والتي منها يستمد بعض المشاعر والقيم في الحياة مثل السلام.
الكثير من البشر لا يعرف ما أهمية الألوان في حياة الإنسان، وما هو تأثيرها النفسي الخطير عليه من حيث كونها وسيلة أو طريقة يتم من خلال التعرف على مدى الألم والمعاناة أو المشاعر الجيدة التي يشعر بها الشخص، وتنعكس على واقعه أو يتم من خلالها تحفيز بعض المشاعر الجيدة أو القيم الأساسية في حياة أي بشر مثل الطمأنينة والقيمة، والتي بدونها لا يعيش الإنسان سعيدا وناجحا في هذه الحياة.
الألوان وتأثيرها النفسي، وكيف يكون ذلك؟

الألوان وتأثيرها النفسي على حياة البشر

أثبتت الكثير من الدراسات العلمية الحديثة أن الألوان تلعب دورا كبيرا في حياة الإنسان.

حيث تقول الدراسات أن الألوان تؤثر على خلايا البشر من خلال الموجات أو الذبذبات الضوئية التي يطلقها اللون بطول معين خاص به إلى الخلية.

كما أثبتت الدراسات العلمية أن خلايا الإنسان تحتوي على مشاعره وأفكاره ومعتقداته وذكرياته التي ورثها عن عائلته، والتي اكتسبها منذ الصغر.

ولذلك الألوان تؤثر على مشاعر ومعتقدات الشخص في حال تعرض لها بشكل مباشر ولفترة معينة بنية التعافي أو العلاج بها.

مما يؤثر ذلك في المجمل على الجهاز العصبي للإنسان والمخ، والذي تُفرز به الكثير من الهرمونات المسؤولة عن سعادة وسلام الشخص.

وهذه الهرمونات تُفرز في حال كانت مشاعر الشخص إيجابية أكثر، أو أن الشخص كان في حالة من القبول والرضا عن ذاته في جميع أحواله.

وهذا ليس معناه أن كل الألوان تثير مشاعر إيجابية عند الشخص خاصة الشخص الذي يعاني من اضطراب ما أو حالة نفسية سيئة.

حيث تقول الدراسات العلمية أن هناك ألوان تثير مشاعر إيجابية عند البشر، وأخرى تثير مشاعر سلبية.

ولذلك من الأفضل أن يعرف الشخص ما هي الألوان التي تثير بداخله مشاعر جيدة مثل الحب والفرح والقبول والبهجة.

وأن يعرف أيضا الألوان التي تثير بداخله مشاعر سلبية أو غير جيدة تجعله في حالة من الكآبة أو القلق والتوتر.

وهذا الأمر مهم حتى يكون الشخص في حالة نفسية ومزاجية جيدة من خلال استخدامه للألوان التي تجعله يعيش في هذه الحالة.

والابتعاد عن استخدام أو مشاهدة الألوان التي تجعله في حالة مزاجية سيئة أو غير جيدة.

وتقول الدراسات العلمية أن الألوان التي تستخدم في علاج الحالة المزاجية والنفسية السيئة للبشر هي الأزرق والأحمر والأخضر والأصفر بدرجاتهم.

وينصح الأطباء النفسيين أن يبتعد الشخص عن الألوان الأسود والرمادي والبني، والتي تثير مشاعر الكآبة والغموض والحزن داخل الشخص.

فعلى سبيل المثال اللون الأزرق يعني السلام والطمأنينة والهدوء، ويتم استخدامه في حال كان الشخص يعاني من القلق والتوتر أو الغضب أو الكره.

سواء كانت تلك المشاعر موجهة لذاته أو للآخرين، حيث أثبتت الدراسات العلمية أن تعرض الشخص لفترة لا بأس بها لهذا اللون.

يشعره ذلك بعد فترة بحالة من الهدوء والسلام والطمأنينة، والتي تجعله يتعامل مع الآخرين بشكل متوازن دون أن يتخطى أحد حدوده الشخصية.

كذلك اللون الأخضر، حيث تقول الدراسات العلمية أن هذا اللون يجعل الشخص يشعر بقيمته أو أنه قيمة في كل حالاته سواء كان مريضا أو معافى، أو ناجح أو فاشل.

بمعنى أدق لا يربط هذا الشخص قيمته الذاتية بأي شيء مادي أو خارجي عنه، ولذلك ينصح الأطباء النفسيين الأشخاص الذين يعانون من مشاعر النقص والدونية.

أو الأشخاص الذين يشعرون بمشاعر الكبر والغرور أو عدم احترام الذات أو الآخرين بالتعرض كثيرا لهذا اللون حتى يعود لهم التوازن في شعورهم بالقيمة.

كيف يكون تأثير الألوان على البشر؟

يوجد أكثر من جانب للبشر يكون للألوان تأثيرا واضحا عليها، ولكن من أهم هذه الجوانب هو الجانب العاطفي.

حيث أثبتت الدراسات العلمية أن للألوان تأثير واضح على مشاعر وردود أفكار الشخص وسلوكياته في الحياة.

وقد قام عالم النفس الشهير ماكس لوشر بعمل الكثير من الدراسات العلمية التي توضح العلاقة بين الألوان وبين عواطف ومشاعر البشر.

وقد انبهر هذا العالم بالنتيجة التي وصل لها حيث اكتشف أنه للألوان تأثيرا غريبا على حياة البشر من الناحية العاطفية.

وقد ابتكر هذا العالم علم يطلق عليه علم نفس الألوان، والذي منه قام بابتكار اختبار نفسي يسمى اختبار لوشر.

والذي يتم من خلاله تعريض المريض لمجموعة من الألوان، والتي من خلالها يتم معرفة مشاعره تجاه نفسه أو الحياة والبشر والمال والعلاقات والعمل.

وعلى أساس ذلك يتم معرفة المشكلة التي يعاني منها على الشخص في جانب ما من جوانب الحياة.

والبدء في علاجها من خلال تعريض المريض للألوان التي تجعل عقله اللاواعي يحرر المشاعر السلبية الموجودة بداخله.

والتي تحول بينه وبين المشاعر الإيجابية أو القيم الأساسية، والتي من المفترض أن يشعر بها لكي يحيا حياة طيبة، ويكون قادرا على تحقيق أهدافه في الحياة.

وقد قال هذا العالم أن الإنسان بوجه عام لا يستطيع العيش في الحياة بشكل متوازن بدون أن يكون متزنا في الأربع قيم الأساسية.

والتي هي بالأصل موجودة بداخله، ولكنها انطمست بسبب تراكم المشاعر السلبية المضادة لها.

وبمجرد التخلص من تلك المشاعر السلبية تبدأ تلك القيم في الظهور، ويبدأ الشخص أن يستشعرها ويعيشها بتوازن.

وهذه القيم الأربعة هي:

  • قيمة الطمأنينة والأمان

والتي يرمز لها باللون الأزرق الغامق أو لون السماء في الليل، وعكس هذه القيمة الغضب والكره والسخط.

وبمجرد تحرير العقل الباطن من تلك المشاعر تبدأ تلك القيمة في الظهور، والتي بدونها يعيش الشخص في حالة من القلق والتوتر التي تجعله غير مستمتع بالحياة.

  • قيمة القدرة أو الإنجاز

والتي يرمز لها باللون الأحمر، وهي القيمة التي تجعل الشخص يشعر دائما أنه قادر على فعل أي أمر في الحياة أو تحقيق أي هدف يحلم به.

بالإضافة إلى أنه يكون شخصا مساندا للآخرين في تحقيق أهدافهم، وبالطبع يكون هذا الأمر بشكل متزن.

وعكس تلك القيمة العجز والظلم أو الإنجاز الزائد عن الحد أو فرط الحركة، وللوصول إلى تلك القيمة أو عيشها بشكل متوازن.

على الشخص أن يتحرر من كل المشاعر السلبية التي تحول بينه وبين هذا الأمر، وذلك من خلال تعرضه للون الأحمر بكثرة.

  • قيمة القيمة

والتي يرمز لها باللون الأخضر، وعكسها الدونية أو التكبر والغرور، ولعيش تلك القيمة.

يجب أيضا التحرر من تلك المشاعر السلبية عن طريق التعرض بكثرة للون الأخضر.

  • قيمة الحرية والاختيار والإبداع

والتي يرمز لها باللون الأصفر، وعكسها الإجبار أو الخوف، ولعيش مشاعر الحرية والانطلاق.

يحب التحرر أولا من مشاعر الخوف والغضب من خلال التعرض للون الأصفر كثيرا.

كانت هذه بعض المعلومات المتعلقة بالألوان وتأثيرها النفسي والعاطفي على حياة البشر، وكيفية استخدامها في جعل الشخص متوازن من الناحية النفسية والعاطفية، والذي بالطبع سيؤثر على جوانب حياته الأخرى خاصة الجانب العقلي والروحي، وسيكون الشخص متسامحا أكثر مع ذاته ومع الآخرين، وتكون حياته سعيدة أو يكون الشخص راضيا عن حياته مهما واجه فيها من صعوبات وتحديات.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ