أنواع التخريب عند الأطفال وأسبابه وطرق علاجه
جدول المحتويات
التخريب عند الأطفال
بعض الأطفال لا يمرون بهذه المشكلة بسبب الهدوء التام المتضح على سلوكهم وحركتهم، لكن الأغلب لديهم حب استطلاع للتعرف على جميع الأشياء المحيطة بهم ومن ثَمَّ القيام بتخريبها أو تدميرها، وحينها لا يشعر الطفل بأنه قد فعل كارثة كبيرة بل إنه يشعر بالسعادة الغامرة لأنه قام باستعمال طاقته في أمر محبب بالنسبة له.
يبدأ الأطفال في تخريب الأشياء عادةً منذ الفطام أي بمرور عامين من عمره وحتى وصوله إلى سن الخامسة من عمره، طوال تلك المدة الكبيرة يكون الطفل قد قام بتكسير وتحطيم الكثير من الألعاب وأدوات المنزل وإخفاء الأشياء من مكانها المعتاد وما شابه ذلك من التصرفات السيئة، لكن بمجرد أن تمر هذه المرحلة العمرية ويبدأ في الاستيعاب لما كان يفعله فإنه سيتوقف عن ذلك من تلقاء نفسه.
يصف الأطباء النفسيون تلك المرحلة بأنها مرحلة التعرف بالعالم المحيط، حيث تزداد الرغبة لدى كل طفل في استكشاف العالم من حوله لكن بدون وعي وإدراك منه، لذا فإنه يكون بحاجة إلى رقيب دائم طوال الوقت حتى لا يؤذي نفسه بالخطأ، ويقول الأطباء أيضًا أن هذه المرحلة سوف تنتهي على الفور ما إن ينمو عقل الطفل ويصبح مدرك للتصرفات التي تصدر عنه.
أنواع التخريب بالنسبة للأطفال
نحن على يقين بأن الكثير من متابعينا الكرام سيتعجبون من كيف للتخريب أن يكون له أنواع، لكن دعونا نناقش تلك المسألة ببساطة:
- إذا كان الطفل قد اكتمل لديه النمو العقلي وأصبح على دراية ووعي بما يفعله لكنه استمر على تصرفاته ذاتها، فإن هذا النوع يُعرف بالتخريب الناتج عن قصد.
- أي أن الطفل يقوم بفعل ذلك عن عمد كنوع من أنواع رد الفعل، حيث من المحتمل أن تكون الأم قد انفعلت على طفلها ذات مرة فأراد هو تفريغ غضبه عن طريق القيام بتكسير ألعابه أو الأشياء الثمينة الخاصة بوالدته، وقد ينتج التخريب الذي عن قصد بسبب رفض والديه لأي طلب له.
- أما النوع الثاني من أنواع التخريب فهو التخريب الناتج عن غير قصد أو عمد منه، ويحدث ذلك بسبب زيادة النشاط العقلي والذهني والجسماني لدى هذا الطفل بالتحديد، فيكون بذلك مختلف بدرجة كبيرة عن غيره من الأطفال الذين في نفس عمره.
أسباب مشكلة التخريب
إن مشكلة التخريب عند الأطفال كغيرها من المشاكل الأخرى التي يتعرض لها الطفل والتي لا بد وأن يكون لها أسباب مؤدية لحدوثها، إليكم أهم هذه الأسباب التي تجعل الطفل يخرب كل شيء حوله:
- قد يكون السبب الرئيسي وراء قيام الطفل بعمل ذلك التصرف الخاطئ هو رغبته في لفت نظر والديه إليه كي يهتموا به أكثر من ذلك، حيث إن الطفل في هذا السن يكون بحاجة إلى اعتناء والديه به واهتمامهم المفرط فهم وحدهم العالم الخاص به.
- معاناة الطفل من أي ضغوط نفسية أو مشاكل عصبية قد تؤدي إلى قيامه بتخريب المنزل وألعابه وما إلى ذلك.
- مشكلة التفضيل بين الأبناء تزرع داخل الطفل شعور الكراهية تجاه أخيه والغيرة منه لذا يقوم بتكسير ألعاب أخيه أو أخته ويعمل على إضاعة أِشيائهم الخاصة للتعبير عن كم الغضب الذي بداخله.
- عدم قيام الطفل بممارسة أي نوع من أنواع الرياضة الإيجابية سيجعله يرغب في تفريغ طاقته في أي شيء آخر سلبي دون التفكر في عواقب هذا الفعل.
- المقارنة بين طفلك وأي طفل آخر وبالتحديد إذا كانت المقارنة بينه وبين أخيه، كأن تشيد الأم في مدح أخيه مع التكلم عنه هو بسوء، أو كأن تستمر في وصفه بالفاشل وعديم الفائدة وتقول له أن أخيه أفضل منه في كل شيء، كل هذه التصرفات ستجعل منه شخص عدواني يكره مَن حوله حتى أقرب الأقربين له.
طرق علاج هذه المشكلة
للتغلب على مشكلة التخريب عند الأطفال يلزم معرفة السبب الأساسي وراء هذه الأفعال كي يتم علاج الأمر، حيث يقول الأطباء النفسيين دائمًا أن أول خطوة في العلاج هي معرفة السبب، ومن خلال السطور القليلة القادمة سنوضح لكم أكثر الطرق فعالية في حل هذه المشكلة، تابعوا معنا القراءة بكل عناية وحرص:
- إعطاء الطفل حريته ومساحته الشخصية وعدم التدخل في شؤونه الخاصة مع ضرورة مراقبته عن بُعد كي لا يشعر أنه دائمًا تحت النظر، فإذا شعر أنه يمتلك المساحة الخاصة به فسوف تزداد ثقته في نفسه ولن يضطر لفعل التصرفات السيئة.
- السماح له بالتعرف على كل ما يريد واستكشاف الأشياء التي تحيط به طالما أنها لن تلحق به أي أذى أو ضرر، مع عرض المساعدة عليه ومشاركته ما يفعل لكن بأسلوب لطيف كي لا ينفر من ذلك.
- الكف عن إصدار الأوامر بعنف وبنبرة صوت حادة، مع استبدال ذلك باللين في المعاملة وإظهار المحبة والود، وإذا أخطأ الطفل فقم بتوجيهه على نحو صحيح بأسلوب مهذب ودون التقليل منه.
- إظهار الاحترام له سواء أمام الآخرين أو على انفراد وعدم احتقاره أو التقليل من رغباته، كي لا يقوم الطفل بالرد على ذلك الأسلوب بعنف شديد.
- منح الطفل بضع ساعات بشكل يومي كي يتحدث عن نفسه مع ضرورة الإنصات له والاستماع بكل حب، ومع الوقت سيعتاد الطفل على مشاركة والديه كل ما يفعله وكل ما يحدث معه دون أي خوف أو رهبة، وبذلك ستزداد ثقته في والديه ولن يقوم بتخريب أي شيء بالتدريج.
كيفية التعامل مع الطفل المخرب
في البداية يتوجب على الأب والأم أن يتفهما سلوك هذا الطفل وأنه أمر عَرَضي وسيزول بزوال المسبب ولا يتسببا في زيادة الأمر سوءًا، فبمجرد أن يقوم طفلك بتخريب شيء معين كلعبة أخيه مثلاً فسيكون من اللازم أن نفهم منه السبب وراء قيامه بفعل ذلك التصرف.
عندما يوضح لك السبب فعليك أن ترشده إلى أنه لم يكن ينبغي عليه فعل هذا التصرف، وأن تطلب منه أن يعيد تصليح لعبة أخيه، وعندما يفعل ذلك قم بمدحه والإشادة بسلوكه الجميل، فكما أنك قمت بذكر نقائصه فعليك أيضًا أن تذكر إيجابياته.
يتوجب على الوالدين أن يقوموا بنصح أبنائهم بضرورة تفريغ الطاقة السلبية التي تملؤهم وتنفيس غضبهم في أمور إيجابية ومفيدة، مع ضرورة تشجيعه على تنمية المهارات والمواهب التي يتمتع بها.
ابتعد تمامًا عن سياسة الضرب المتعارف عليها بين الآباء والأمهات مع أطفالهم، حيث إن ضرب الوالدين لأبنائهم لن يُصلح شيء بل على النقيض تمامًا لأنه سيزيد الأمر سوءًا، وسيجعل الطفل لديه رهبة دائمة من والديه وهذا سيجعله كتوم ولن يرغب في مشاركة أي تفصيلية معهم.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_12729