كتابة :
آخر تحديث: 02/02/2022

ما هي قواعد التربية الإيجابية للطفل؟ وما هو أثر ذلك عليه؟

في الآونة الأخيرة زاد اهتمام الآباء بمعرفة قواعد التربية الإيجابية للطفل خاصة بعد انتشار الكثير من الأمراض النفسية والسلوكيات الخاطئة في المجتمع بسبب سوء تربية الأطفال في الصغر.
من خلال التربية الإيجابية للأطفال تستطيع الأم التواصل بشكل جيد مع الأطفال، ومن ثم تعليمهم وتربيتهم بشكل سليم نفسيا وعقليا وجسديا أيضا، لأن أساس المشكلات في الكبر خاصة المشكلات النفسية سببها الرئيسي هو التربية الخاطئة للطفل في الصغر، ولذلك وجب على كل أب وأم أن يتعلموا أو يدرسوا أبسط الأمور في التربية السليمة للطفل، فتربية طفل مسئولية غاية في الخطورة ولذلك وجب الاستعداد لها جيدا قبل خوض هذه التجربة.
ما هي قواعد التربية الإيجابية للطفل؟ وما هو أثر ذلك عليه؟

أهم قواعد التربية الإيجابية للطفل

توجد مجموعة من القواعد للتربية الإيجابية للطفل، والتي يجب معرفتها جيدا لتربية طفل سليم من الناحية النفسية والعقلية أيضا.

من ضمن قواعد التربية الإيجابية للطفل:

التواصل والاتصال الفعال مع الطفل

يجب على الأمهات أن ينتبهن جيدا إلى هذه القاعدة، فأساس مشكلات الطفل في الكبر هو عدم الحصول على الاهتمام الكافي من الأم أو انعدام التواصل الفعال[ بينهما.

والتواصل الفعال المقصود به هو فتح الأم لقناة تواصل بينها وبين أطفالها حتى تحكي لهم ظروف يومها.

أو ما مرت به خلال اليوم والإنجازات التي حققتها أو الأشخاص الجدد الذين تعرفت عليهم.

بالإضافة إلى قيام الأم بالاعتذار من الطفل في حال تصرفت معه بعصبية زائدة، وتوضح له أن الأمر ليس له علاقة به بل بموقف أو ضغط معين تمر به.

من خلال تطبيق الأم لهذه القاعدة يتولد لدى الطفل معتقد بأن الشخص البالغ من الطبيعي أن يخطئ التصرف.

بالإضافة إلى تعليم الطفل ثقافة الاعتذار في حال أخطأ، وتوضيح موقفه من أمر معين أغضبه.

كما تتولد لدى الطفل قدرة فائقة على التعبير سواء عن مشاعره أو احتياجاته، أو تُنمي لديه مهارة التحدث عن نفسه أمام الآخرين، والإنجازات التي حققها.

أو الأحلام والأهداف التي يريد الوصول إليها بدون الشعور بالخجل لأن الأم قد قامت بهذا الدور من قبل معه وسمحت له أيضا بلعب هذا الدور معها، ومن ثم يكون لدى الطفل ثقة بنفسه تجعله قادرا على اتخاذ القرارات وتخطي الكثير من تحديات الحياة في الكبر.

احترام رأي الطفل

من أكثر الأمور الخاطئة التي تقع فيها الأمهات أثناء تربية الطفل هي عدم ترك مساحة له للتعبير عن رأيه.

وفي حال عبر الطفل عن نفسه فلا يتم احترام رأيه من قبل الوالدين خاصة الأم.

هذا الأمر يؤثر للغاية في نفسية الطفل، وينعكس ذلك في الكبر على ثقته بنفسه، ولذلك يجب على الأم أن تترك للطفل مساحة كافية للتعبير عن رأيه.

بالإضافة إلى السماح للطفل بتنفيذ قراراته واختياراته بكل حرية طالما أنها لا تضر بسلامته وأمانه.

فعلى سبيل المثال قام الطفل باختيار ملابس معينة للخروج مع الأم، ولكن هذه الملابس غير متناسقة مع بعضها البعض من حيث اللون.

أو يرغب الطالب في اصطحاب لعبة ما من ألعابه معه خارج المنزل، هنا يجب على الأم أن تترك الطفل يلبس ما يروق له أو يصطحب معه لعبة معينة خارج المنزل.

ومن هنا يتولد لدى الطفل شعور عارم بالثقة تجاه اختياراته، وأن اختياراته وآرائه مهمة ومحترمة.

ويبدأ هذا المعتقد أو الشعور يتسع بداخل الطفل كلما كبر في السن، ويصبح شخصا واعيا لقرارته في الحياة، وواثقا بنفسه.

القدوة الحسنة للطفل

الأطفال يرون أن الشخص البالغ والكبير شخص لا يخطئ أبدا، وعندما يخطأ هذا الشخص أمامهم تبدأ تهتز صورة هذا الشخص في أعينهم.

وهذا الأمر يكون بشكل غير واعي من الطفل، ولذلك عندما يكبر يبدأ في الاعتقاد أن البشر غير جيدين أو أنه لا يوجد شخص صالح.

ولتفادي مثل هذا الأمر يجب على كل من الآباء والأمهات أن يكونوا قدوة حسنة لأبنائهم.

ويتصرفون أمامهم بعفوية شديدة، وفي حال أخطأ الأب أو الأم في حق الطفل يعتذر له حتى يشعر الطفل أن البالغين بشر مثلهم مثله.

وأن البشر من طبيعي أو من المعتاد بالنسبة لهم أن يخطئوا ويعتذروا من الآخرين.

ولكن كيف يكون الأب والأم قدوة حسنة لأبنائهم، هذا يكون من خلال قيام الأم بالتصرف بشكل جيد مع الزوج.

وأن تكون أم مسئولة عن حياتها ومستقلة وتلبي احتياجاتها العاطفية لها وللآخرين من حولها.

هذا الأمر يعتبر غاية في الأهمية لتربية الأطفال خاصة الإناث، حيث تكون الطفلة فيما بعد غير رافضة لأنوثتها.

لأنها لا تعتبرها ضعف، وعندما تكبر تكون علاقات صحية من الآخرين، وكذلك الأب يجب أن يكون محترما في تعاملاته مع الأم أو الإناث بشكل عام أمام الأبناء.

حتى تتولد قناعة لدى الطفل خاصة الذكر أن الرجل ليس بتصرفاته العنيفة مع المرأة.

وأن المرأة هي عضو مهم في المجتمع والأسرة، ويجب معاملتها على هذا الأساس، كما أن الطفلة تتأثر أيضا بمعاملة الأب للأم بشكل جيد.

حيث تتولد لديها مشاعر جيدة تجاه الرجال، وتصبح زوجة وأم جيدة فيما بعد.

في حال كان الأب والأم منفصلين عن بعضها البعض فيجب أن يحترما بعضها البعض أمام الأطفال ولا يجعلوهم طرفا في النزاع أو الخلاف القائم بينهما حتى ينشأ الطفل نشأة سوية، ولا يكون هذا الانفصال مؤثرا بشكل كبير على صحته النفسية.

حب الطفل حب لا مشروط

من أكثر الأمور التي تؤثر في نفسية الطفل هي شعوره أن أبواه يحباه فقط أو يهتما به عندما ينجز ويحقق أمر جيد.

ومن هنا يبدأ الطفل في الشعور بأنه غير كاف أو غير جيد، ويؤثر ذلك بالطبع على شخصيته في الكبر.

حيث يصبح الطفل في الكبر عديم الشخصية، غير واثقا بذاته، ويعتقد أنه شخص فاشل.

وعلى الآباء والأمهات أن يحبوا أبنائهم حب غير مشروط، بمعنى أنه في حال قام الطفل بفعل بشيء جيد أو سيء يتم توصيل مشاعر الحب له.

ولا يتم ربط مشاعر الاهتمام والحب عند الطفل بالأمور التي يقوم بها سواء جيدة أو سيئة.

وهذا لا يعني عدم معاقبة الطفل على عمل شيء سيء، ولكن أثناء معاقبته لا يتم توجيه مشاعر كره أو لوم أو احتقار له.

حيث تتولد لدى الطفل قناعة أن الأب أو الأم لا يحبوه أو يهتموا به إلا إذا كان مؤدبا أو هادئا طوال الوقت.

كما يمكن الاتفاق مع الطفل على طريقة العقاب في حال قام بعمل غير جيد.

حيث تتولد قناعة لدى الطفل أنه هو من يعاقب نفسه في حال أخطأ، ويجعله فيما بعد شخصا مسئولا، ومتحملا لعواقب ونتائج أخطائه.

كانت هذه بعض القواعد المتعلقة بالتربية الإيجابية للطفل، والتي تجعل منه فيما بعد شخصاً مسؤولاً ذا شخصية قوية، ومعتمدا على ذاته في تلبية احتياجاته العاطفية وغير العاطفية، ويتم الاستنتاج من هذه القواعد أن الأب والأم يلعبا دورا بالغ الأهمية في تحديد وخلق ملامح شخصية الابن في الكبر، فكلما كان شخصاً على خلق وناجح في حياته كان ذلك مؤشراً على تربيته الجيدة في الصغر من قبل والديه، والعكس صحيح.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ