ما هو مفهوم التشاؤم في الإسلام؟هل ذكر التشاؤم في القرآن الكريم؟
جدول المحتويات
التشاؤم في الإسلام
دعا الدين الإسلامي إلى التفاؤل، وذلك في جميع الأمور، فالتشاؤم صفة لا تنطبق مع المسلم، حيث أن الله عز وجل دعنا إلى حسن الظن به، فقد جاء عن رسول الله صل الله عليه وسلم أنه نهى عن التشاؤم والتطير، حيث قال:
"لا عَدْوَى، ولا طِيَرَةَ، وأُحِبُّ الفَأْلَ الصَّالِحَ"
- والطير هنا كان مشهور به العرب قديمًا قبل ظهور الإسلام، حيث أن العرب يقومون بإرسال طير في السماء قبل رحلة التجارة، فإذا سار الطير ناحية اليمين يكون السفر جيد واستبشروا به، وإذا جاء ناحية اليسار تشاءموا منه.
هل ذكر التشاؤم في القرآن الكريم؟
نعم ذكر الله سبحانه وتعالى التشاؤم في القرآن الكريم عندما قص علينا أصحاب القرية المرسلون والذين ذكروا في سورة يس، فقد قال الله سبحانه وتعالى:
"قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِن لَّمْ تَنتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ".
- وقد جاء تفسير هذه الآية للطبري، أنهم يقصدون تشاؤمهم بوجودهم، فلو تعرضوا بعد رؤيتهم للبلاء والشر فيرجع ذلك نتيجة رؤيتهم، فرد عليهم الرسل قالوا بأن أفعالكم وأرزاقكم جميعها معلقة في أعناقكم، فإذا أصابتكم سوء فهو مكتوب عليكم من قبل.
- وكان رسول الله صل الله عليه وسلم يكره التشاؤم ويحب التفاؤل، لكون التفاؤل هو حسن ظن بالله عز وجل، ويجب على المؤمن أن يحسن الظن بربه في جميع أحواله وأفعاله.
التشاؤم في عصرنا الحالي
أما عن صور التشاؤم في عصرنا الحالي فقد أخذ موضع أخر نهائيًا، ويتمثل فيما يلي:
- فتجد أن الكثيرين يذهبون إلى السحرة والمشعوذين، معتقدين بأنهم سوف يجلبون الخير لهم، كما يوجد صورة أخرى يسيرون عليها الكثيرين من الجهلاء، وهي الاعتقاد بالأبراج.
- حيث أن بعض الناس لا يكتمل يومهم هكذا يعتقدون بدون قراءة يومية من البرج، معتقدًا بأن هذا سوف يحدث، كما أن البعض قد يأخذها من ناحية السخرية وليس إلا.
- القراءة في الأبراج إذا كان يعتقد بأنها حقيقة، فهو كفر على ما أنزل على محمد صل الله عليه وسلم، وإذا كان يقرأها من باب التسلية فلا يقبل منه صلاة أربعين يومًا، كذلك من يعتقد بالسحر، فهو كافر بآراء جميع العلماء.
- ويوجد صور أخرى للتشاؤم في العصر الحديث، وهو التشاؤم من كسر العود أو بسبب تشبيك أحد الأشخاص ليديه، فهم يعتقدون بأن ذلك يجلب لهم الشر.
ما هي أسباب التشاؤم؟
أما عن أسباب التشاؤم فقد ذكر العلماء الأسباب بأنها ما يلي:
- ضعف الإيمان، وعدم التوكل على الله حق توكله، حيث إنه الوحيد الذي بيديه مقاليد الأمور.
- عدم الإيمان بالقضاء والقدر، وأن ما يصيب العبد لم يكن ليخطئه.
- عدم حمد الله على نعمه الكثيرة التي لا تحصى، والتي تكون في ماله وأهله، فقد جاء عن رسول الله صل الله عليه وسلم أنه قال: "من أصبح آمنا في سربه، معافىً في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها".
- عندما تكون الدنيا هي الهم الأكبر للإنسان، وذلك لقول رسول الله صل الله عليه وسلم: "من كانت الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه، وجمع له شمله، وأتته الدنيا وهي راغمة، ومن كانت الدنيا همّه جعل الله فقره بين عينيه، وفرق عليه شمله، ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر له".
- عدم معرفة الله وعبادته حق عبادة.
- ضعف النفس والتعرض للجهل.
- الخوف الدائم وعدم وجود الحزم داخل النفس.
ما هي نتائج التشاؤم في الإسلام؟
أما عن أثر ونتائج التشاؤم تكمن فيما يلي:
- التشاؤم يضعف الإيمان وينقصه، ويجعل صاحبه عرضة للخرافات والشعوذة.
- يجعل الإنسان معتقدًا للاضطرابات النفسية والوساوس، فيستطيع الشيطان من التمكن في نفسه.
- التشاؤم يعمي القلب، ويجعل الإنسان ليس لديه بصيرة.
- يتسبب في تعاسة صاحبه، ويصيب حياته هم وغم.
- التشاؤم يقلل من معاني المحبة، ويجعل الناس غير متحابين.
ما هو علاج التشاؤم؟
التشاؤم مرض نفسي يجب سرعة العلاج منه، حيث إنه يدمر النفس البشرية من خلال ما تتعرض له من الوساوس والانتقادات، ومن صور علاج التشاؤم ما يلي:
- أن يكون الإنسان لديه ثقة عالية بالله سبحانه وتعالى، وصدق التوكل عليه.
- أن يبعد ما يتعرض له من الوساوس والأوهام بعيدًا عن تفكيره، والمضي قدمًا بدون أي هواجس.
- يجب أن يعلم الإنسان بأنه لا يتعرض إلى شيء في هذه الحياة بدون أن يقدره الله له، وقد جاء عن ابن عباس رضي الله عنه قال، قال رسول الله صل الله عليه وسلم: "واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام، وجفت الصحف".
- إذا كان يحاول الفرد أن يبتعد عن تفكير التشاؤم، وقد وقع في ذلك الأمر، فيقول مثلما قال رسول الله صل الله عليه وسلم في حديثه الشريف: "من ردته الطيرة من حاجة فقد أشرك، قالوا: يا رسول الله، ما كفارة تلك؟ قال: أن يقول أحدهم: اللهم لا خير إلا خيرك، ولا طير إلا طيرك، ولا إله غيرك".
- التوكل على الله حسن توكله، ويجب أن يستحضر العبد النية بأنه يبتعد عن التشاؤم، فقد قال رسول الله صل الله عليه وسلم في ذلك: "أن سبعين ألفا يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب وبين لهم صفتهم بأنهم: » لا يسترقون ولا يتطيرون ولا يكتوون وعلى ربهم يتوكلون".
ما هو موقف الإسلام من التشاؤم؟
اهتم الدين الإسلامي إلى التوكل على الله وحسن الظن به في جميع الأمور، سواء أكانت خير أم شر، وقد جاء في حديث رسول الله صل الله عليه وسلم في ذلك:
"احفظ الله تجده أمامك، تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة، واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وما أصابك لم يكن ليخطئك، واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرا".
- فهذا الحديث يؤكد لك أن جميع أمور العبد بيد الله سبحانه وتعالى وحده، فلا تخضع لوساوس الشيطان.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_17851
المراجع
-
مجموعة من المؤلفين
(14-3-2002)
، التشاؤم ...حكمه ... وأنواعه وطريق الخلاص
، إسلام ويب
، 20/5/2022
،
https://islamweb.net/ar/fatwa/14326