آيات قرآنية عن الزواج الحلال في الإسلام
الأهداف التي شرع الله لأجلها الزواج
إن الزواج في الإسلام مرتكز على قضاء شهوة الإنسان بما يرضي الله تعالى، بعيدًا عن الفحشاء والمنكر والزنا والسفاح، لذا علل الرسول عليه الصلاة والسلام لمعشر الشبيبة أهميته، بقوله:
(يا معشرَ الشبابِ مَنِ اسْتطاع منكمُ الباءةَ فليتزوجْ فإنَّه أغضُّ للبصرِ وأحصنُ للفرجِ) [صحيح].
1. تحقيق خلافة الإنسان في الأرض
- فالله عز وجل خلق آدم ثم جعل من ضلعه قرينًا له حتى تكون له الذرية فيقوم بخلافة الأرض وعمارتها، ولا يتحقق هذا سوى بالزواج، حيث كيف يحصل التكاثر والذرية المسلمة التي ستحقق العبادة لله عز وجل دون وجود وصلة إسلامي حالي بالزواج بين الرجل والمرأة.
2. طاعة لله تعالى ورسوله
شرع الله تعالى الزواج حتى تتحقق طاعته وطاعة فطن عليه الصلاة والسلام، ولقد أفاد عز وجل:
(فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ مَثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ ۖ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً) [سورة النساء: 3]
وأما رسولنا عليه الصلاة والسلام ولقد قضى البنت أن ترضى بصاحب الخلق أبوين، وإلا فهي آثمة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم:
(إذا جاءكم مَن تَرضَون دينَه وخُلُقَه فأنكِحوه إلَّا تفعَلوا تكُنْ فتنةٌ في الأرضِ وفسادٌ) [حسن].
آيات قرآنية عن الزواج الحلال
هناك العديد من الآيات القرآنية عن الزواج الحلال في الإسلام، ومن هذه الآيات الكريمة، ما يلي:
الزواج أمر مندوب
ومعنى هذا أنّه وجه موفد لتصرف الرسل والأنبياء المكرمين، وحتى يغادر من نسل الرسل والأنبياء الصالحين دعاة يحملون هم طلب الحضور والرسالة خسر كان لا مفر من الزواج، خسر صرح عليه الصلاة والسلام:
(النِّكَاحُ من سُنَّتِي فمَنْ لمْ يَعْمَلْ بِسُنَّتِي فَليسَ مِنِّي، وتَزَوَّجُوا؛ فإني مُكَاثِرٌ بِكُمُ الأُمَمَ) [صحيح].
الزواج إشباع الغرائز
في الزواج لاغير يؤجر المؤمن على إشباع غريزته فلو لم يكن الزواج لانتشر الفجور، والزنا والسفور، ولعمّت الفاحشة، وطغت الرذيلة على المجتمع، وذلك طبعا ليس من شكل وجه المجتمع المسلم، لذا كان لا مفر من الزواج، ولقد أتى في الأثر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صرح لصحابته:
(وفي بضع أحدكم صدقة، فقال أحدهم: يا رسول الله أيأتي أحدنا شهوته ويؤجر على ذلك، فقال: نعم، أرأيت إن كان في حرام هل عليه معصية؟!).
الزواج سكينة ومودة ورحمة
تعبر هذه الآية عن أهمية الزواج كوسيلة للسكن والمودة والرحمة بين الزوجين.
“`وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ`” سورة الروم الآية 21
اختيار الزوجة الصالحة
توضح هذه الآية أهمية الزواج من المؤمنات الصالحات وتحذر من الزواج من المشركين.
“`وَلَا تَنكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّىٰ يُؤْمِنَّ وَلَأَمَةٌ مُّؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلَا تُنكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّىٰ يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُّؤْمِنٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُولَٰئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ`” سورة البقرة 211.
أحكام الزواج في الإسلام
في آيات قرآنية عن الزواج ذُكرت أحكامه، وهي:
- حسن المعاشرة بين الزوجين: فالحياة الزوجية لائحة على رباط المحبة والألفة، والسكينة والمودة، قال تعالي:
(وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) [سورة الرّوم : 21].
- التشاور والتعاون في مسؤوليات البيت: منها تربية الأولاد، ولقد كان الحبيب المصطفى يقول:
(خيرُكم خيرُكم لأهلِه وأنا خيرُكم لأهلي) [صحيح].
- إكرام أهل القرين أو القرينة: بما يتضمن أن نرفع شعاراً يقول أهلك محلي وأهلي أهلك.
- الرضا والقناعة: وهذا بالرضا عن المتواجد وعدم البصر إلى أقل الأشياء وغير المأمورية.
- الاجتهاد معاً في المداومة على الطاعة والعبادة: يقول النبي صلى الله عليه وسلّم:
(إذا أيقظَ الرَّجلُ أَهلَهُ منَ اللَّيلِ فصلَّيا أو صلَّى رَكعتينِ جميعًا كتبا في الذَّاكرينَ والذَّاكراتِ) [صحيح].
أهمية الزواج في الإسلام
شرع الله تعالى الزواج لحِكَم بالغة وفي آيات قرآنية عن الزواج ذُكرت تلك الأحكام، وهي:
- إزاحة العنت والمشقة عن العباد، ولقد وحط الله في الإنسان أمراً فطرياً وهو القابلية إلى الجنس الآخر، وذلك الاستعداد وهذه الغريزة تفتقر إلى تصريف، وذلك التصريف لا يكون سوى بالنكاح التشريعي، وفي ذاك وقاية لكلا الجنسين، وإعفاف لهم من السقوط في الفاحشة التي تهدم أخلاق المجتمع وتفسدها.
- حصول التلذذ بين الزوجين، وقيام كل من بينهم بما أوجبه الله فوق منه من الحقوق والواجبات، فالرجل ينفق على قرينته، ويتيح لها الغذاء والمشروب والشقة، ومن ناحية أخرى تقوم المرأة بدورها في المنزل كلما تتعاهد أولادها، وتحفظ ثروة قرينها.
- تحري معاني الشقة والطمأنينة والمودة بين الزوجين، لكلامه يقول تعالي:
(وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً).
- تحري التقارب والتعارف بين الأُسَر والقبائل المتغايرة المتباعدة.
- رعاية الفئة الآدمي، فالزواج هو حجة وأداة لاستمرارية النسل، واستمرارية النسل تعني مكوث الإنسان، مثلما إنّ الزواج يصعد بالإنسان إلى حياة كريمة بعيداً عن الحياة البهيميّة.
- تكثير المسلمين، فبالزواج تتكاثر أعداد المسلمين، وتقوى شوكتهم، ويُباهي بهم النبيّ -صلّى الله عليه وسلم- الشعوب الآخرة.
- ولادة الأبناء الذين تكتمل بهم سعادة المرء في العالم، وعى من يُعينون الأبوين في قضاء حاجتهم، وبدعاء الأولاد الصالحين يحصل الاستفادة للوالدين عقب موتهما.
حكم الزواج في الإسلام
يتفرع حكم الزواج في الإسلام إلى أقوال، خسر ذهب الشافعية إلى القول بإباحته، مثل الطعام والشرب ومختلَف الحاجات البشرية، في حين ذهب الظاهرية إلى القول بوجوبه، بمثابة أن النكاح هو أداة لإعفاف النفس من السقوط في الفاحشة، وما لا يشطب اللازم سوى به فهو مقتضي. أمّا حكمه لدى متابعين العلماء من المالكية والحنابلة والحنفية فهو أنّه حكمه مرغوب به ومندوب، ولذا الحكم يكون في الأوضاع التي لا يخاف فيها المرء من السقوط في الزنا، فإن خشي العنت، وتوفرت عنده المقدرة على الزواج كان النكاح في حقه واجباً.
تيسير الزواج في الإسلام
تشجيعّت الشريعة الإسلاميّة على التسهيل في شؤون الزواج، قامت بوداع إلى التخفيف في المهور، لأن المغالاة تكون السبب في انصراف الشبيبة عن الزواج والعزوف عنه، فتقع المفاسد الأخلاقية والاجتماعية المتغايرة، يقول صلى الله عليه وسلم:
(خيرُ الصَّداقِ أيسرُه).
حكم الزواج
فصل العلماء في المحادثة عن حكم الزّواج في الإسلام، وذهبوا في هذا إلى عدّة أفكار إشعارها على النحو المقبل:
- الزواج الضروري: يكون الزواج واجباً إذا اشتدت شهوة الإنسان، حتى أحس بالخوف على ذاته من السقوط في الفاحشة، لأن المرغوب من الزواج صون وإعفاف النفس، ولذا لا يكون إلّا بالزواج.
- الزواج المستحب: يكون الزواج مسّتحباً إذا وُجدت الشهوة لدى الإنسان دون الفزع على النّفس من السقوط في الفاحشة، ولذا لأنّ في الزواج اهتمامات متعددة وحِكَم عارمة يرجى تحقّقها بالقيام به.
- الزواج الحلال: يكون الزواج مباحاً لدى انعدام وجود الشّهوة والرغبة لدى الإنسان، شريطة استحسان المرأة بذاك، حتى لا يلحق الضّرر بالمرأة بمنعها من واحد من متطلبات قسيمة الزواج وهو إعفافها، أما إذا تقبلت المرأة يكون الزّواج مباحاً، لما فيه من اهتمامات أخرى يمكن تحققها.
- الزواج المحرم: يكون الزواج محرماً لو أنه المسلم في دار كفّار حربيين، لأنه لا يأمن على قرينته ونوويّته من شر الكفار وأذاهم.
- الزواج المكروه: يكون الزواج مكروهاً إذا خشي الإنسان على ذاته من عدم قيامه بواجباته الزوجيّة إزاء قرينته فيظلمها بذاك ويمنعها من مستحقاتها.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_10306