ما هو مفهوم الحرية في الإسلام وما هي ضوابطها؟
تعريف الحرية
في البداية علينا معرفة المعنى العام الحرية فهي تعني في اللغة:
- أنها مضاد كلمة عبد، ويأتي الجمع منها حرائر، وهي مصدر كلمة حرَّ، ويعرف الحر من الناس أي أنه الأفضل أو الأخير.
- وكذلك عند العرب الحر هو الشريف ذو الأخلاق الكريمة.
- أما تعريف اللغة اصطلاحاً كما أطلقته حقوق الإنسان أن الفرد حر في فعل ما يريد بشرط ألا يضر الآخرين.
الحرية في الإسلام والغرب
- دائماً ما تنادي دول الغرب والدول الأوروبية أنها هي التي رفعت راية الحرية في الكرة الأرضية، وأنها أول ما نشرت حقوق الإنسان، في حين إلى منتصف القرن الماضي نرى انتشار العبودية في الدول الأوروبية، فكانوا يداهمون الدول الأفريقية لأخذ رجالهم أسرى لهم، ثم استعبادهم في مستعماراتهم العسكرية ومعاملاتهم أسوأ معاملة سواء في تقديم الطعام والعلاج.
- ومن منا لا يذكر التفرقة العنصرية بين أصحاب البشرة البيضاء والسمراء في الولايات المتحدة، فإن كانت هذه الدول أعلنت حق الإنسان وحقه في الحرية حديثاً، فقد نادى بها وطبقها الإسلامي منذ ظهوره في شبه الجزيرة العربية.
- ظهر الإسلام وكان نظام الرق والعبودية منتشراً فمنع أن يأخذ المسلم رجل حر ويقوم ببيعه وجعلها من أكبر الذنوب، وكذلك جعل عتق الرقبة أي تحرير مسلم من العبودية تكفير عن ذنب وأنه من أعظم الأعمال عند الله، وبذلك وصل الحال في فترة الخلافة الإسلامية إلى انتهاء العبيد في الجزيرة العربية.
- فقد قام النبي بتحرير 63 عبد، والسيدة عائشة زوجته قامت بتحرير 67 عبداً، أما عم الرسول العباس قام بتحرير 70 عبداً، عبد الله بن عمر قد فك رقبة 1000 عبد، وعبد الرحمن بن عوف قد اشترى 30000 عبد وأطلق سراحهم، وكذلك انتهج صحابة الرسول تحرير العبيد، ليكفل الإسلام للأفراد حريتهم.
الضوابط العامة في الإسلام
المبادئ الإسلامية ليست قوانين وقواعد وضعية تقوم بوضعها دولة أو حكومة معينة لذلك هي مضبوطة بشروط وأحكام، لتفادي أي خطأ وضمان سلامة المجتمع والأفراد، لذا نجد الحرية لها مجموعة من الضوابط التي تحكمها، والتي تتمثل فيما يلي:
- المبدأ الأهم على الإطلاق أنه لا ضَرر ولا ضِرار، أي على الإنسان ألا يؤذي نفسه أو غيره، ينتشر في الغرب الحرية المطلقة دون ضرر الآخرين بمعنى أنك تستطيع التدخين بمفردك ولكن لا تضر غيرك بالتدخين السلبي، ولكن الإسلام يريد مصلحة الفرد والمجتمع أي لا تضر نفسك ولا غيرك.
- تتقيد حرية المسلم بمدى الحلال والحرام للأمر أي شرب الخمر حرام فهذا ليس فيه حرية، الزواج حلال وبذلك متروك للفرد حرية اختيار شريك الحياة، والقبول أو الرفض للمرأة.
- عدم طغى المصلحة الفردية عن المصلحة العامة بمعنى إذا كان الأمر الذي يخص الفرد قد يسبب ضرر في المجتمع فبذلك تُأثَر مصلحة المجتمع على الفرد.
مفهوم الحريات في الغرب
تختلف رؤية حرية الإنسان في الفكر الغربي عن الفكر الإسلامي، فنرى:
- من وجهة نظر الغرب أن الإنسان مستقل بنفسه يفعل ما يحلو له بشرط عدم الإضرار بالآخرين، أي لا يلتزم بأي معايير أخلاقية ولا أي قيم، ولكن ينفذ رغباته وشهواته دون أي قيد سوى ألا يضر بالآخرين.
- ويتم التعامل مع الأشخاص وفق إبداعاته وإنجازاتها دون النظر إلى أفعالهم، وبذلك تكون هناك نظرة المجتمع للفرد نظرة مادية.
تعريف الحرية عند الشيعة
لا يختلف تعريفها عند الشيعة عن أهل السنة، حيث ينظر لها من نفس المنظور أنه لها قيود وضوابط تحددها،وتتمثل فيما يلي:
- يرى أهل الشيعة أن الفرد جزء من مجتمع لا يمكن فصله وتركه حر يفعل ما يريد بدون أي ضوابط وأخلاقيات، فوضعوا تعريف كلمة مجتمع أنه عبارة عن مجموعة وأفراد.
- وبذلك أفراد المجتمع الواحد يتكاملون ويتكاتفون معاً حتى تسير الحياة ويسير المجتمع بشكل أفضل، وتضَّح وجهة نظرهم من حيث تماسك الأفراد فكرياً وعملياً يُثمر إنتاج أعلى وأفضل.
- كذلك تم إيضاح أن الحرية المطلقة تؤدي إلى انحراف المجتمع سواء فكرياً أو أخلاقياً وذلك يتضح بشدة في الدولة الغربية التي تبنت فكرة الحرية المطلقة التي أدت إلى ظهور ظاهرة زواج المثليين التي يرفضها أي كتاب سماوي.
- وبذلك يرى أهل الشيعة أن الإسلام لم يمنع الحريات ولكن وضع لها قيود وضوابط وفق الفطرة الإنسانية والعقل ليمضي المجتمع بشكل أفضل وفق قانون متكامل، وقاعدة رصينة.
- ولتوضيح المعنى أكثر عدم تحريم الإسلام مثلاً الأمور الترفيهية مثل ممارسة الرياضة ليست محرمة، الخروج والتنزه وممارسة الأنشطة والرياضات الغير محرمة دينياً.
- ويتخذ الشيعة قدوة لهم في ذلك الأمر الأخذ بمنهاج سيدنا علي الذي ضحى بكل شيء لمصلحة المجتمع الإسلامي.
أنواع الحرية
حرية الرأي:
- حرية الرأي والتعبير مكفولة لكل فرد وقد منح الإسلام هذا الحق لأصحابه، فبإمكانهم التعبير عن مشاكلهم وإبداء أفكارهم، فكان رسول الله دائماً ما يستشير أصحابه ويأخذ بالرأي الصائب، فكان مكفول لكل منهم حرية التعبير عن رأيه دون أي قيد.
حرية العقيدة:
- قد حرر الدين الإسلامي الأشخاص من عبودية الأصنام، وكان ذلك أول نبراس الحرية للإنسان، ورفع من قيمته وتحرره من الوثنية، وقد كفل الإسلام حرية العقيدة لجميع الأفراد، وأنه لا إكراه في الدين، وقد عاش غير المسلمين في أمان في كنف الدين الإسلامي.
حرية العمل:
- يعني كل فرد يعمل ما يشاء وما يحب في حين أن هذه الوظيفة لا تخالف الشرع، وبذلك يكون اختيار العمل مكفول لكل فرد لما يناسب قدراته وإمكانياتها، ودون تقليل من أي مهنة أو عمل.
حرية التملك:
- وهي الحقوق الملكية للفرد فجعل للمرأة والرجل ذمة مالية خاصة بكلٍ منهم، يستطيع التصرف فيها بالضوابط الشرعية، مع الحفاظ على إخراج الزكاة والصدقة.
الحرية الفكرية:
- أي حق الفرد في اختيار التعليم وآراؤه وأفكاره.
الحريات الشخصية:
- وذلك يعني أن الشخص له حق الانتقال من مكان لمكان، كذلك حقه الأمني مكفول فلا يجوز اعتقاله وتهديد أمنه دون سبب، وكذلك ما يعرف باسم حرمة السكن أي لا يجوز اقتحام منزل الفرد واقتحام خصوصياته.
حرية المرأة في الإسلام
يدعى الغرب أن الإسلام لا يكفل للمرأة حقوقها، وأن ليس لها أي نوع من الحريات، ولكن على العكس، كرم الإسلام المرأة وكفل لها ما يلي:
حق الزواج:
- فلا يمكن إجبار الفتاة على الزواج، مما أمر الرسول أن يتم إستاذانها أولاً، وشرط قبولها لإتمام الزواج.
حق الميراث:
- جعل الإسلام للمرأة ذمة مالية خاصة، وكفل حقها في الميراث وفق قانون المواريث الإسلامي، ولها مطلق حرية التصرف في إرثها.
حق طلب الطلاق:
- يجوز للزوجة طلب الانفصال عن الزوج في عدة مواضع قد حددها الشرع، ومنها سوء معاملة الزوج لها.
حق العمل:
- يحق للمرأة العمل ولكن وفق مجموعة من الضوابط الشرعية التي تصونها، وتحافظ على كرامتها.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_17750