ما هو حكم الشذوذ في الإسلام
جدول المحتويات
الشذوذ في الإسلام
الشواذ هو الإنحراف عن الفطرة وهي سلوك من أبشع المنكرات وأكثرها خطورة على الإنسانية، وقد جاء بمن يفعل هذه الفاحشة بأنه لواط وذلك لما فعله قوم لوط، حيث قال الله تعالى في كتابه العزيز "ولوطا إذا قال لقومه أتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين"، كما ذكر رسول الله صلوات الله عليه في حديثه الشريف "ملعون من عمل عمل قوم لوط".
كما أن جميع الشرائع السماوية قامت بتحريم الشذوذ في الإسلام، كما أن الدراسات الطبية أكدت العديد من الأضرار الصحية والعضوية والنفسية لهذا الفعل، ومن أهم هذه الأضرار ما يلي:
- كره الله سبحانه وتعالى لفاعل هذا الفعل المشين، وكذلك كره الناس له.
- الشاذ لا يستطيع أن يعاشر زوجته، وبالتالي يتعطل الزواج والإنجاب.
- يتسبب هذا الفعل المشين بالكثير من الأمراض الصحية القاتلة، مثل الإيدز والزهري والسيلان، كما أنه يتسبب في أضرار بالغة لمنطقة المستقيم.
- الشخص اللواط يعاني من أمراض أخلاقية ونفسية، حيث أن صاحبه لا يستطيع أن يميز ما بين الفضيلة والرذيلة، كما أنه لا يمتنع عن ارتكاب الجرائم والتي قد تصل إلى قتل الأبرياء.
والشذوذ الجنسي هو إتيان الرجل للرجل وكذلك المرأة للمرأة، وقد سميت بهذا الإسم لكونها مخالفة للفطرة البشرية التي فطر الله عليها الناس، وبالتالي تم تسميته بالشذوذ وهي الخروج عن القاعدة.
الدلائل القرآنية بتحريم الشذوذ في الإسلام
قديمًا كان يوجد قوم يفعلون الفاحشة، وتم تسميتهم بقوم لوط بسبب وجود نبي الله لوط ودعائه لهم بالتوبة والرجوع على ما يقومون به من أفعال مشينة، فلم يستجيبوا لكلام نبي الله لوط فأنزل الله عقابه عليهم، وذكر القرآن الكريم الكثير من الآيات القرآنية المختلفة التي تكلمت عن قوم لوط، وما كانوا يفعلونه من الفاحشة، ومن أهما ما يلي:
- قال تعالى "ولوطا إذ قال لقومه أتاتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين"، أي أن في هذا الوقت كانوا ما يفعلونه هؤلاء بدعة جديدة لم تعرفها البشرية من قبل، وقد استنكرها القرآن الكريم.
- "كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ (160) إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلَا تَتَّقُونَ (161) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (162) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (163) وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (164) أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ (165) وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ (166) قَالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَالُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ (167) قَالَ إِنِّي لِعَمَلِكُمْ مِنَ الْقَالِينَ (168) رَبِّ نَجِّنِي وَأَهْلِي مِمَّا يَعْمَلُونَ (169) فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ (170) إِلَّا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ (171) ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآخَرِينَ (172) وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ (173) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (174) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُو الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ".
وذكر ابن القيم عن قوم لوط بأنه لا يوجد مفسدة في الإسلام ومعصية أشد من الشذوذ، أي بأنها التالية للكفر كما أنها أعظم عند الله من القتل، حيث أن عذاب الله لقوم لوط لم يكن مثل أحد من الأمم، حيث قام بهلاكهم وقلب الديار عليهم، ورميهم بالحجارة من السماء وفقع أعينهم وكان عذابهم مستمر، وبالتالي كان عذابهم شديد وذلك يدل على مدى مفسدة ما يفعلونه، كما أن الملائكة تهرب إلى السماء عند رؤية أقوام يفعلون هذه الفاحشة وذلك خوفًا من أن ينزل عليهم العذاب فيصيبها.
وقد أوصى رسول الله صلوات الله عليه بقتل الفاعل والمفعول به، وقد ذكر القرآن الكريم الفرق الشاسع ما بين فاحشة الزنا وفاحشة اللواط، وذلك من خلال قوله تعالى "ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا"، وقال الله تعالى عن قوم لوط:
"أتاتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين".
فهو يوضح تفاوت ما بينهما، حيث أن الله تعالى نكر فاحشة الزنا، وذكر في اللواط بأنها فاحشة لم يسبق بها أحد من العالمين، فإنها تشمئز منها القلوب والأسماع، وبالتالي بأن اللواط هو عكس الفطرة التي فطرها الله على الرجال.
ما هي الأمراض التي يتسبب بها الشذوذ الجنسي
يتسبب الشذوذ الجنسي بالعديد من الأمراض المختلفة، ومن ضمنها ما يأتي:
- الإصابة بمرض الإيدز والتي عادة يتسبب في موت صاحبه.
- الإصابة بالتهاب الكبد الفيروسي.
- مرض الزهري
- مرض الهربس
- مرض السيلان
- مرض الأميبيا
- مرض الجرب
- مرض قمل العانة
- أمراض مختلفة بالشرج.
- أمراض سرطان الشرج والمستقيم
ما هي الحدود التي وضعتها الشريعة الإسلامية للتعامل مع الشاذ جنسيًا
الشذوذ جنسيًا حرمه الله سبحانه وتعالى في جميع الأديان السماوية، كما أن النبي صل الله عليه وسلم حرمها وقام بحد القتل، واختلف العلماء بشكل القتل، فقد قالوا بأن اللواط يقتل بالسيف أو بالرجم حتى الموت، أو يلقى من مكان مرتفع أو يحرق بالنار، ولكن قد ذكر ابن الباز رحمه الله بأن الصواب في قتل الشاذ وهو يقتل بالسيف، وذلك لما جاء به رسول الله صلوات الله عليه في الحديث الشريف:
"من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط؛ فاقتلوا الفاعل والمفعول به".
كما أن النار لا يعذب بها إلا الله، وأن الرجم خاص بالزاني المحصن فقط، وبالتالي اللواطي يقتل فقط من خلال السيف، وقد جاء القتل تحذيرًا لهذا الفعل الشنيع للتنفير والتحذير من القيام به، وقد ذكر رسول الله صلوات الله عليه في الحديث الشريف:
"يا معشر المهاجرين، خمس خصال إذا ابتليتم بهن وأعوذ بالله أن تدركوهن، لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها، إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا".
هل يوجد توبة لمن يفعل الشذوذ
الشذوذ كما ذكرنا من قبل بأنها فاحشة كبيرة ومن يفعلها يلقي الكثير من الآثار الضارة، ولكن على الرغم من ذلك فإن باب التوبة مفتوح والله سبحانه وتعالى يفرح بتوبة العاصي، وقد ذكر الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز:
"والذين لا يدعون مع الله إلهًا آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون، ومن يفعل ذلك يلق أثامًا، يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانًا، إلا من تاب وآمن وعمل عملًا صالحًا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورًا رحيمًا".
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_16594