كتابة :
آخر تحديث: 20/08/2022

ما هي الحقوق السياسية في الإسلام؟

للدين الإسلامي إطار واضح يمكن العمل به وتطبيقه في جميع العصور، حيث أن الخلفاء الراشدين قاموا بتطبيقه في العصور الأولى للإسلام، وما زالت الحقوق السياسية في الإسلام تطبق حتى عصرنا هذا، ومن خلال موقع مفاهيم نقدم أم الحقوق الساسية التي ذكرها الدين الإسلامي ،حيث إنه يتوافق مع المجتمعات البسيطة، وأيضا يتوافق مع المجتمعات المعقدة من إدارات ومنظمات عديدة، وهو ما سوف نتعرف عليه من خلال السطور التالية.
ما هي الحقوق السياسية في الإسلام؟

الحقوق السياسية في الإسلام

أما عن الحقوق السياسية في الإسلام، فقد تجمعت في أربعة حقوق للفرد، وهما ما يلي:

اختيار الحاكم

  • وهو ما كان يعرف في عصر النبي صلوات الله عليه بالبيعة، حيث أن الله سبحانه وتعالى ذكر البيعة في كتابه العزيز، في قوله تعالى: "إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللهَ يَدُ اللهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ"، وقوله تعالى: "ا أَيُّهَا النبي إِذَا جَاءَكَ المُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَن لاَّ يُشْرِكْنَ بِاللهِ شَيْئًا وَلاَ يَسْرِقْنَ وَلاَ يَزْنِينَ وَلاَ يَقْتُلْنَ أَوْلادَهُنَّ وَلاَ يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلاَ يَعْصِينَكَ في مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللهَ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ".
  • فمن الآيات القرآنية يظهر بأن اختيار المسلم لمن يحكمه هو أمر إسلامي، ولا يفرق فيه ما بين الرجل أو المرأة.

المشاركة في القضايا السياسية المختلفة

  • الشورى هو من أهم صفات الدين الإسلامي، حيث أن من خلال المشورى فإننا نستفاد من وجهات النظر المختلفة لما يأتي في مصلحة الدولة الإسلامية، كما أنه من خلال المشورى يتم الاستفادة من العديد من الخبرات المختلفة وكذلك من الدراسات المتعددة، والتي منها نخرج بالرأي السليم التي يفيد الدولة الإسلامية وينمي منها ويقويها.
  • وجاء في أهمية الشورى في كتاب الله العزيز، وذلك في قوله تعالى: "فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ في الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ المُتَوَكِّلِينَ"، وقوله تعالى أيضًا: "وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ".
  • والدين الإسلامي الحنيف لم يفرق في الرأي ما بين الرجل أو المرأة، وذلك لما أكده نبي الله صل الله عليه وسلم عندما استشار زوجته أم سلمة في موقف حدث عند صلح الحديبية، حيث أن المسلمين لم يستمعوا لما قام به النبي من نحر الهدي وإحلاق رأسهم، ولكن لم يقم أحد منهم ليقوم ما أمره الله به النبي، فاقترحت عليه أم سلمة قائلة له: "النبي، صلى الله عليه وسلم، فلم يكلم أحداً منهم حتى فعل ذلك، نحر بدنه ودعا حالقه فحلقه، فلما رأوا ذلك قاموا فنحروا وجعل بعضهم يحلق بعضا".

تولي المناصب الهامة بالدولة

  • ولاية شخص بالدولة هي مسؤولية كبيرة، يجب أن يتم اختيارها بعناية من قبل المنتخبين، فقد حرصت الشريعة الإسلامية على اختيار من يصلح بالدولة، ومن يستطيع أن يحافظ على الأمانة التي بين يديه.
  • فالولاية أمانة وذلك لقول الله تعالى: "إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنسَانُ".

نصح الحاكم

  • فقد شرع الإسلام على ضرورة نصح الحاكم إذا ما تم رؤيته يسير على نهج غير معتدل، وذلك تصديقًا لقوله تعالى: "وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ المُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ".
  • وجاء أيضًا في قوله تعالى: "كنتمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ المُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ".

هل للمرأة حقوق سياسية في الإسلام؟

  • الدين الإسلامي كرم الإنسان عامة ورفعه لدرجات السمو العليا، كما أنه لم يفرق ما بين النساء والرجال، فكلاهما لديهم حقوق وواجبات على بعضهما البعض، والمرأة هي أساس المجتمع.
  • فهي التي تنشأ أجيال ومجتمع جديد بشكل مستمر، فالمرأة هي الأم والأخت والابنة والزوجة، وبالتالي يكون الرد على السؤال السابق، هل للمرأة حقوق سياسية في الإسلام؟ هو نعم لها حقوق كاملة مثل الرجل.
  • والدليل على أن المرأة لم يفرق الإسلام بينها وبين الرجل، هو قوله تعالى: "وعلم آدم الأسماء كلها"، فالإسلام فرض على كل من المرأة والرجل بالتعلم والفهم لكل شيء، كما أنهما فرضا عليهما التفقه في الدين، ونشر الدعوة الإسلامية.

الدين الإسلامي يعترف بالحريات السياسية

يعترف الدين الإسلامي بحرية الفرد في التعبير السياسي بمنطلق الحرية، مدام لا يتسبب في ضرر لغيره، من خلال:

  • أنه يحافظ على حقوق الإنسان وسمح للفرد حرية اختياره في من يتولاه، وليس فقط ذلك في اختيار الحاكم، بل أن الدين الإسلامي أعطى للفرد حرية الاختيار في كل شيء، حتى في عقيدته، فهو مسؤول عن جميع أختيارته وسوف يحاسب عليها هو فقط أمام الله سبحانه وتعالى.
  • يؤيد الدين الإسلامي النظام الديموقراطي، والتي من خلاله يستطيع الانتخاب بما يريد مدام هو الشخص الأصلح من وجهة نظره، ولكن جعل ديننا الحنيف أيضًا بعض المعايير عند اختيار من يحكمه، وهو من يقوم بالحفاظ على الدين الإسلامي ولا يخون للأمانة ويسمح بمراقبته ومحاسبته أمام الشعب.
  • كما أن الدين الإسلامي فرض على المسلم أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، فعندما يرى الحاكم سار على نهج غير شرعي، يجب أن يرجعه عما يفعل، فقد قال صلوات الله عليه بأن أفضل الجهاد كلمة تقال عند سلطان جائر، فمقاومة الطغيان الداخلي أفضل عند الله من مقاومة الطغيان الخارجي.
  • فعندما تولى الخليفة الأول للمسلمين، أبو بكر الصديق رضي الله عنه خلافته، خطب في المسلمين وقال: "أيها الناس، إني وليت عليكم ولست بخيركم، فإن رأيتموني على حق فأعينوني، وإن رأيتموني على باطل فسددوني، أطيعوني ما أطعت الله فيكم، فإن عصيته، فلا طاعة لي عليكم".
  • كما جاء عن عمر بن الخطاب عندما تولى خليفة المسلمين الثاني بعد موت أبو بكر الصديق، حيث قال: "أيها الناس من رأى منكم فيّ اعوجاجا فليقومني، ويرد عليه واحد من الجمهور فيقول: والله يا ابن الخطاب لو رأينا فيك اعوجاجا لقومناه بحد سيوفنا".

ما هي حقوق الإنسان العامة في الإسلام؟

كما ذكرنا من قبل بأن الدين الإسلامي وفر للإنسان الحرية في اختيار من يحكمه، وعن الحقوق العامة التي أعطاها الإسلام للفرد، ما يلي:

  1. حق الحياة، فليس من حق أحد أن يعتدي على أحد، وذلك لقوله تعالى: "من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا".
  2. حق الحرية، وهي فطرة خلقها الله في الإنسان، ولا يجب على أحد أن يعتدي عليها.
  3. حق المساواة، فالناس جميعهم سواسية كأسنان المشط، فلا يفرق الإسلام ما بين سيد أو عبد.
  4. حق العدالة، فإذا استعصى شيء على أحد، فيرجع إلى الله سبحانه وتعالى، وأن يعدل في حكمه.
قدمنا لكم من خلال هذه المقالة الحقوق السياسية في الإسلام، فقد وفر ديننا الحنيف العديد من القوانين الإسلامية في كيفية التعامل مع الحاكم والشعب، فإذا رأى المسلم من وليه أنه انحرف عن العدل والحكم بعيد عن أوامر الله، فيجب أن يقف أمامه ويرجعه عن ما يفعله.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ