آخر تحديث: 08/02/2022
ما هو السلام الداخلي؟ وكيف يتم الوصول إليه؟
يعتبر السلام الداخلي أمرا يحدث من داخل النفس البشرية وليس أمرا يتم الحصول عليه من الخارج، ولكنه يتطلب من الشخص القيام بالكثير من الأمور حتى يصل إلى مرحلة السكينة والسلام.
الشخص الذي يكون مطمئنا من الداخل أو يشعر بسلام وسكينة هو شخص مر بالكثير من مراحل الوعي التي جعلته يصل لتلك المرحلة، فقد قام في كل مرحلة من مراحل الوعي بالتحرر من المشاعر السلبية التي تحول بينه وبين تلك الدرجة من الوعي الإيجابي أو العالي التردد أو الذبذبة.
ومراحل الوعي كثيرة كما قسمها الكثير من العلماء في علم النفس وعلى رأسهم ديفيد هاوكنز الذي ابتكر ما يسمى بسلم الوعي حيث تعتبر مرحلة السلام والسكينة مرحلة من المراحل المتقدمة جدا على هذا السلم.
ما هو السلام الداخلي؟
السلام الداخلي هو عبارة عن:
- حال أو كينونة عقلية وروحية يعيشها الشخص من أجل أن يستطيع أن يتجاوز أي محنة أو تحدي ما في حياته.
- وتأتي هذه الحالة من إدراك الشخص بذاته الحقيقية، وأن العالم المادي ما هو إلا وهم وانعمي لما بداخله.
- ويكون الشخص الذي يعيش بهذا الحال في حالة من التصالح العالي مع كل الأمور التي تحدث في حياته سواء بالسلب أو الإيجاب.
- لأنه في تلك المرحلة لن يرى الأمور في الحياة من منظور سلبي أو إيجابي، بمعنى أن تكون كل الأمور بالنسبة لهذا الشخص واحد أو لا شيء.
- لأنه بالفعل لا يوجد شيء في هذا العالم، وكل ما هو موجود به هو وهم وانعكاس لما بداخله، وأنه هو ذاته وهم وانعكاس لخالقه الذي لولاه ما كان موجودا.
- ويكون الإنسان في تلك الحالة مدركا أن لديه قوة تجعله يستطيع أن يتغلب على أمر ما في حياته، ويعرف جيدا أن قوته مستمدة من الله، وإرادته هي إرادة الله.
- فلا يكون منشغلا بما سيحدث له أو حزينا على ما عاناه من قبل بل يكون حاضرا في اللحظة، وحاضرا فيها بالله.
- والشخص الذي يشعر بالرضا وراحة البال هو الشخص الذي يكون متقبلا لعيوبه ومتصالح معها.
- وفي نفس الوقت متصالحا مع عيوب الآخرين ومتصالح معها، لأنه في النهاية لا يرى ذاته ولا الآخرين لأنه يعتبر نفسه فانيا هو والآخرين.
- وأنهم موجودين بالله وفي الله، وأن أي أمر يحدث له في هذه الحياة فهو من عند الله، وأن أي شخص يؤذيه في الحياة فهو يؤذيه بأمر من الله ليعمله الله شيئا أو درسا ما.
- فلا يرى إلا الله في كل أمور حياته خيرها وشرها بل إنه لا يرى الخير ولا الشر بل يرى الله فقط.
- وفقا لما قاله علماء النفس والوعي أنه القليل من البشر يصلون إلى تلك المرحلة المتقدمة من الوعي.
- والتي تعتبر من المراحل المتقدمة جدا على سلم الوعي لديفيد هاوكنز، حيث تكون على درجة وعي أكثر من 700.
كيفية الوصول إلى السلام الداخلي؟
وللوصول إلى تلك المرحلة يجب أن يقوم الشخص ببعض الأمور التي يروض بها نفسه حتى تصل إلى مرحلة السلام والرضا أو إلى هذه المرحلة الروحية المتقدمة، ومنها ما يلي:
تفعيل نظام المراقبة الذاتية
- السلام الداخلي معناه السكينة والرضا والهدوء، وهو حال وليس شعور معين يشعر به الشخص بين كل لحظة وأخرى.
- أو على فترات معينة بل هو حال يستمر معه لفترات طويلة، وعكس السلام هو الغضب والسخط والكره والرفض والاعتراض.
- وكل هذه المشاعر تحول بين الشخص وبين حالة السلام التي نتحدث عنها أو الرضا.
- وللتخلص من تلك المشاعر السلبية التي تجعل الشخص ليس راضيا عن حياته أو ذاته يجب على الشخص أن يقوم بتفعيل نظام الرقابة الذاتية لديه.
- وهذا النظام هو بمثابة الانتباه لتلك المشاعر أو ما يطلق عليه في الدين الإسلامي بالتقوى أو مراقبة الذات.
- في بداية الأمر سيكون الوضع صعبا على الشخص، ولكن هذا الأمر طبيعي، وعلماء النفس يقولون أن نظام المراقبة هو بمثابة عضلة بجسد الإنسان.
- وهذه العضلة تحتاج لفترة معينة وتدريب مستمر من الشخص حتى يتم تقويتها بحيث تصبح تلقائية أو سهلة على الشخص.
- وهذا النظام يتم من خلاله مراقبة الذات من مشاعر وأفكار تجاه الأمور والأحداث التي تحدث للشخص في الخارج.
- والتي هي بمثابة انعكاس لما يؤمن به من أفكار ومعتقدات، وما يخفيه الشخص من مشاعر بداخله سواء سلبية أو إيجابية.
- وبمجرد الانتباه لتلك المشاعر دون رفضها أو مقاومتها أو عدم الاعتراف بها تبدأ في التفكك والتلاشي شيئا فشيئا من حياة الشخص.
- كذلك الأفكار والمعتقدات الخاصة بالشخص عن الحياة والرضا والتقبل والحب بمجرد الانتباه إليها، وعدم التفاعل معها تبدأ في الاختفاء من عقل الشخص مع الوقت.
- ومع مرور الوقت سيبدأ الشخص بالشعور أن نظام المراقبة لديه أصبح ذاتيا أو يعمل بداخله من تلقاء نفسه ثم يبدأ في التلاشي.
- ومن هنا سيكون الشخص قد وصل إلى حالة من الرضا عن مشاعره السلبية والإيجابية، وكذلك يصبح راضيا عن أفكاره الإيجابية والسلبية.
- الخاصة أو المتعلقة في داخله عن نفسه أو عن الآخرين أو عن أي أمر آخر في الحياة.
- فلا توجد أهمية هنا للمراقبة لأن كمل الأمور ستكون بالنسبة لهذا الشخص واحدة أو لا شيء في النهاية.
حالة الحضور
- كذلك من الأمور التي توصل الشخص إلى حالة السلام والرضا هي العيش في اللحظة أو حالة الحضور.
- وهي الحالة التي يكون فيها عقل وروح وقلب ومشاعر وأفكار الشخص مرتبطة باللحظة الحالية، وليست ضائعة في الماضي أو خائفة من المستقبل.
- ففي الحضور قوة عظيمة لا يستهان بها، ويقول عنها علماء النفس أنها النعيم في حد ذاته.
- وأيضا هي الأخرى تحتاج من الشخص تدريب وصبر لتفعيلها به من خلال تفعيل نظام المراقبة الذاتية.
- والذي ينتبه الشخص من خلاله إلى المشاعر والأفكار التي يشعر بها، وتخطر على بباله في اللحظة الحالية.
التسامح
- كما يوجد أمر آخر يمكن من خلاله الوصول لحالة السلام والرضا ألا وهو التسامح والغفران.
- وهي الحالة التي يكون الشخص فيها متسامحا مع ذاته ومع الآخرين عن أي أمر قام به في الماضي تجاه نفسه أو الآخرين.
- مما تسبب له ولهم في أي آذى نفسي أو بدني أو مما سببه الآخرين من إيذاء نفسي وبدني له.
- والتسامح عند الكثيرين مرتبط بالضعف أو إعادة التواصل مع الشخص المؤذي أو الطرف الاخر، ولذلك يكون من الصعب عليهم أن يقدموا على تلك الخطوة.
- ولكن من الممكن أن يسامح الشخص من آذاه دون أن يعرف الطرف الآخر أنه تم مسامحته.
- وذلك من خلال تسليم مشاعر الغضب أو عدم التسامح لله عن رضا تام وقناعة تامة.
- ومعرفة أن التسامح قوة وليس ضعفا، وأن الشخص يقوم بمسامحة الآخرين من أجل ذاته وليس من أجلهم لأن هذا الأمر يجعله لا يعيش حال السلام والرضا.
كانت هذه بعض الأمور التي تشرح ما هو السلام الداخلي وكيفية الوصول إلى هذا الحال العظيم، فهو حال وليس شعور معين يشعر الشخص به لفترة معينة أو كل فترة بل هو كينونة وحال يستمر معه ويجعله راضيا مطمئنا في كل الأحوال، لأنه يعرف أن الله هو من أوجده في الحياة، وهو من يتولى أمره.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_13309
تم النسخ
لم يتم النسخ