كتابة :
آخر تحديث: 20/04/2022

أسرار الشخصية الاعتمادية وأهم سماتها..نصائح لأصحاب الشخصية الاعتمادية

والشخصية الاعتمادية تعتبر من الشخصيات التي تعاني من احتقار شديد للذات وتذبذب في مستويات تقديرها لذاتها، فحين تقوم شخصية بمدحها تعيش حالة من حالات تقدير الذات المستمدة من هذا المدح، وحين تعاني من انتقاد أي من الشخصيات التي تعتمد عليها تعيش حالة من حالات فقد الشعور بالذات والهوية، وهي بذلك تعتمد اعتماداً كبيراً على تلك الشخصيات، ليس فقط في اختيار أدق التفاصيل لحياتها، ولكن حتى في شعورها بذاتها وتقديرها لنفسها، لذلك يحرص موقع مفاهيم على إلقاء الضوء على هذا المفهوم.
أسرار الشخصية الاعتمادية وأهم سماتها..نصائح لأصحاب الشخصية الاعتمادية

الشخصية الاعتمادية وأهم سماتها

الشخصية الاعتمادية تبدأ من التعامل الخاطئ منذ الصغر، فالشخصية الاعتمادية تنشأ عندما يكون هناك بعض الممارسات من الشخصيات الوالدية في بعض الأحيان لا تنمي الاستقلال النفسي للطفل، فهناك بعض الآباء والأمهات يتجهون في تربيتهم إلى قتل الروح الاستقلالية عند الأطفال لهذا:

  • فرغبة الأب والأم لعدم تعريض الطفل لأي خطر يجعلهم يوفرون الرعاية بشكل مبالغ فيه للطفل، فلا يدعونه يقوم بأي عمل ينمي استقلاله النفسي، مثل قيامه ببعض المهام وحده في متابعة عن بعد من الشخصيات الوالدية.
  • ولكن رغم أهمية قيام الطفل ببعض التكليفات للمهام البسيطة مثل المساعدة في إعداد مائدة الطعام، أو المساعدة في تنظيف المنزل، أو خلاف ذلك من المهام البسيطة، ولكن عدم قيامه بتلك المهام في الصغر يجعله يمتلك شخصية خائفة من تحمل المسؤولية ومتجهة إلى الاعتماد على الآخرين في توفير احتياجاته الأساسية.

الصورة الذهنية للذات

الذي يمتلك شخصية اعتمادية يظل معتمداً على الآخرين في رؤيته لذاته، فلا يرى نفسه ولا يرى ذاته إلا من خلال حديث الآخرين عنه حتى وإن كان حديثاً سلبياً لذلك:

  • قد نرى طفلاً يقوم بعمل أفعال سلبية للفت الأنظار بشكل سلبي، مثل التسبب في المشكلات، فإنه يشعر بذاته عندما يذكره الآخرون حتى وإن كان ذكرهم له سلبيا، ولكنه يكون في شدة السعادة من رؤيته لذاته بعد لفت الأنظار.
  • كما أن الشخصية الاعتمادية يعتمد على الآخرين في حسم قرارات حياته، فلا يقوم باتخاذ أي من القرارات إلا بعد استشارة الأشخاص الذين يمثلون لديه الشخصيات الأساسية في الاعتماد عليها.
  • لذلك قد تجده بعد الاتفاق معه في بعض الأحيان على بعض البنود، تجده يقوم برفض ما كان موافقاً عليه من قبل.

الشخصية الاعتمادية في مجال العمل

إن الشخصية الاعتمادية في مجال العمل يعاني من العديد من المظاهر السلبية، ومنها:

  • فهو شخص قادر على تنفيذ القرارات التي تنظم عمله، وهو منفذ جيد لتلك القرارات، ولكن في نفس الوقت هو صاحب شخصية غير قادرة على اتخاذ القرارات في المواقف الصعبة لهذا:
  • فهو يستطيع العمل تحت قيادة شخص آخر، ولكنه لا يملك مهارة قيادة الآخرين، ولا يملك مهارة اتخاذ القرارات بدون اللجوء للآخرين، وهو بذلك يتأخر كثيراً في الترقية رغم المجهود الكبير الذي يبذله في العمل.

الشخصية الاعتمادية في المجتمع

إن الشخصية الاعتمادية في المجتمع شخصية لا تتسم بالتأثير الكبير على مجريات الأحداث، ولكنه مساعداً جيداً جداً للشخصيات القيادية، فتجده طائعاً للأوامر الصادرة من الشخصيات الوالدية لهذا:

  • وتظهر المشكلة عندما يكون هناك أكثر من شخصية يعتمد عليها، فيحدث الصراع على الاستحواذ عليه، مثل الصراع على إرضاء الزوجة والأم في آن واحد، ففي تلك الحالة يكون صاحب الشخصية الاجتماعية في حالة صراع شديد لا يملك أدوات حسم هذا الصراع الواقعي والنفسي في نفس الوقت.
  • وتجدر الإشارة إلى أن الشخصية الاعتمادية تملك خبرات كبيرة جداً في الحياة، حيث أنها قامت بمساعدة العديد والعديد من الشخصيات الأخرى في تحقيق أحلامهم وأهدافهم، وأنها حين تقوم بتأهيل نفسها نفسياً وعملياً تكون قادرة تماماً على تحقيق أحلامها بشكل أسرع مما يتصوره أي إنسان.

السر وراء التطور الإيجابي السريع للشخصية الاعتمادية

إن الشخصية الاعتمادية لا تعيش حياة هادئة، بل تعيش حياة مليئة بالصراعات، وذلك لعدم قدرتها على تطوير نفسها، وعدم قدرتها على اتخاذ قرارات في حياتها في الوقت المناسب لهذا:

  • فقد تكون هناك شخصية يعتمد عليها في العمل، وشخصية يعتمد عليها في المنزل، وشخصية يعتمد عليها بين الأصدقاء، ولكن كل تصرف من تصرفاته لا تنال إعجاب باقي الشخصيات الوالدية، فهو دائماً محل نقد، وذاته دائماً محملة بالشعور الشديد بالذنب، هذا الشعور الذي يجعله لا يشعر أبداً بالراحة، وراغباً في تحقيق الاستقلال الذاتي بأي شكل.
  • ولكن يكمن التحدي الحقيقي لهذه الشخصية في التحول من شخصية تتجنب الدخول في المشكلات إلى شخصية تتحدى المشكلات، فهي بهذا التحول تكون قد بدأت في الخروج من براثن تلك الشخصية.

الشخصية الاعتمادية وإخفاء المشاعر

الشخصية الاعتمادية عاطفياً تعاني بشدة، فهي تعاني من:

  • التردد في الإفصاح عن مشاعرها، وتفضل الحب في صمت، وهي بذلك تفوت على نفسها العديد من فرص الحب والارتباط، سواء على المستوى الاجتماعي وتكوين الصداقات أو على المستوى الخاص بتكوين الأسرة.
  • كما أنها في علاقتها بأبنائها فهي شخصية غير قادرة على قيادة الأبناء، أو حسم المشكلات التي يتعرض لها لأبناء، كما أنها لا تعتمد على أسلوب واحد في تربيتهم، بل يعتمد في التربية على تنفيذ آراء الآخرين، وعدم القدرة على تكوين رأي خاص وأسلوب خاص في التربية، الأمر الذي يثير المشكلات بين صاحب تلك الشخصية وأبنائه.

التمسك بالعلاقات الضارة

صاحب الشخصية الاعتمادية غير قادر على الابتعاد عن الشخصيات الضارة، ويوطد علاقته بها بشكل كبير، فهو يرى في التنازل أمر جائز وطبيعي، ولا يرى غضاضة من الاستمرار في العلاقات التي تستنزف مشاعره وأحاسيسه وتستغلها استغلالاً ضاراً جداً وبهذا:

  • حين يتمكن الإنسان من تأهيل نفسه نفسياً، يكون قادراً على التخلي عن تلك الشخصيات، وتكوين علاقات صحية جديدة بشكل سليم.
  • ولكن يجب التنبيه على أن هذا التأهيل النفسي لا يحدث آثاره بشكل عاجل، بل يجب أن يتدرج الإنسان في تحقيقه، ولا يتسرع في الوصول إليه، وأنه في طريق التعافي من تلك الشخصية قد يتعرض الإنسان لانتكاسات.
  • ولكن عليه أن يواجه تلك الانتكاسات بصدر رحب، وبقبول فائق للذات، ومقاومة شديدة للشعور بالذنب، حتى يحقق التحول الكامل للشخصية الصحية بإذن الله.

نصائح لأصحاب الشخصية الاعتمادية

من أهم النصائح التي يوصي لهذ الشخصية باتباعها ما يلي:

  1. لا تتردد في قول لا في أي وقت ولأي إنسان وإنهاء أي علاقة سامة، ففي قول تلك الكلمة بداية العلاج.
  2. لا تحاول الحصول على مدح الناس ورؤية نفسك من خلالها، فهذا المدح لا يدوم، ولكن يجب عليك أن تحب نفسك بدون قيد أو شرط، سواء مدحك الناس أو لم يمدحوك.
  3. تحمل مسؤولية قراراتك وقاوم دائماً الشعور بالذنب، فما طريق النجاح إلا الكثير من خطوات الإخفاق التي تحملها أصحابها حتى الوصول للنجاح الباهر، وعليك أن أيضاً أن تتحمل هذا الإخفاق بكل شجاعة وحماس.
وختاماً... فإن الشخصية الاعتمادية من الشخصيات التي تنتشر كثيراً في حياتنا سواء في مجال العمل أو المجتمع وعلينا فهمهم جيداً حتى لا نسبب لهم المتاعب بل نتمكن من مساعدتهم.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ