كتابة :
آخر تحديث: 22/03/2022

أسباب ومظاهر الشذوذ الفكري والنتائج المترتبة عليه

إن الأفكار التي تدور في عقل الفرد والجماعة تؤثر بشكل كبير في مختلف أمور حياتهم وتكيفهم المجتمعي فإذا كانت هذه الأفكار تتميز بالسلبية فيما يعرف بشذوذ الفكر لا شك أنها ستؤثر سلباً على حياتهم، لذا سنتحدث في هذا المقال في موقع مفاهيم عن الشذوذ الفكري.
إن الشذوذ الفكري يؤدي بالفرد من الخروج من مظهر التوازن والتكامل إلى مظهر النقصان الذي قد يصل إلى الاحتقار وفي هذا المقال سنتعرف على شذوذ الفكر وأسبابه بشيء من التفصيل.
أسباب ومظاهر الشذوذ الفكري والنتائج المترتبة عليه

الشذوذ الفكري

وهناك من يطلق عليه انحراف الفكر أو جمود الفكر وهو:

  • التمسك بفكر أو مجموعة أفكار معينة مع الاعتقاد الكامل بأن هذه الأفكار حقيقية وواقعية ولا تحتمل النقد أو التمحيص، وتختلف هذه الأفكار طبقا لطبيعتها فقد تكون أفكار سياسية أو أيدلوجية أو أفكار خاصة بالعقائد الدينية بحيث يتمسك بها الشخص دون أي نقد.
  • كما أن مصطلح الشذوذ للفكر من المصطلحات التي ظهرت في الآونة الأخيرة وهو يقصد به عدم الالتزام بالمعايير الاجتماعية والقواعد وذلك بناء على مجموعة من الأفكار الرجعية التي يتمسك بها الشخص.

من الناحية الإسلامية فإن الشذوذ للفكر يعني:

  • تجنب المعروف وارتكاب المعاصي ومخالفة الشريعة والأعراف الدينية ومن الناحية القانونية فإن الانحراف الفكري يقصد به مخالفة القوانين المقررة وعدم الالتزام بالضوابط القانونية.
  • كما أن الله سبحانه وتعالى قد خلق الإنسان سوي من مختلف النواحي بما فيها النواحي الفكرية والعقلية ولكن ثمة ظروف يتعرض لها الشخص تضر بعقليته وأفكاره وبالتالي تتأثر حياته المجتمعية ككل.

إن أكثر المجتمعات والبلدان التي تتعرض لظاهرة شذوذ وانحراف الفكر هي:

  • المجتمعات النامية وذلك بسبب الضنك وسوء المعيشة في هذه البلدان كما أن هذه الظاهرة تنتشر أيضاً بشكل كبير في المجتمعات التي تكثر فيها الحروب والكوارث، كما إن الانحراف الفكري ظاهرة تتسم بالتغير فهي غير ثابتة.
  • فمثلا هناك بعض السلوكيات في مجتمعات تعبر عن شذوذ فكري في مجتمعات أخرى فهي تعتبر سلوك عادي ومتعارف عليه مثل شرب الخمور في المجتمعات الغربية من الأمور الطبيعية والتي لا تعبر عن أي انحراف بينما في مجتمعاتنا الإسلامية.
  • فهي تعبر عن انحراف وشذوذ عن قيمنا المتعارف عليها فبالتالي فهي تمثل انحراف فكري، ومن هنا يمكننا أن نقول بأن الانحراف الفكري هو تلك الظاهرة التي تعبر عن مخالفة الأعراف المتبعة داخل مجتمع ما.

مظاهر الشذوذ للفكر

يمكننا التعرف على مظاهر الشذوذ للفكر من خلال الآتي:

  • إن الفكر المنحرف من أسباب تغيير المفاهيم الأصلية الخاصة بمجتمع معين وتشويه الحقائق داخل هذا المجتمع كما أنه من مسببات طمس القيم والمبادئ المجتمعية المتعارف عليها، وذلك بسبب عدم وجود أدلة وبراهين وذلك من خلال استخدام غير مألوفة أو تحمل أكثر من معنى.
  • إن انتشار ظاهرة شذوذ الفكر داخل مجتمع معين يجعل هذا المجتمع مجتمع مضلل من خلال السيطرة على عقول هذا المجتمع وبخاصة عقول فئة الشباب وذلك من خلال تقديم أدلة وبراهين مزيفة لهؤلاء الشباب والسيطرة على عقولهم لصالح فئة معينة في المجتمع.
  • إن المجتمعات التي تنتشر فيها ظاهرة شذوذ الفكر تتميز بكثرة الصراعات والمشاكل المختلفة بداخلها وذلك بسبب تضارب الأفكار والقيم بين الأشخاص أصحاب الشذوذ للفكر والأسوياء فبالتالي تكون هذه المجتمعات رجعية ونامية.
  • إن أصحاب شذوذ الفكر دائما ما يجدون الحجج التي يبررون بها أفعالهم فتجدهم يخالفون أعراف وقوانين مجتمعهم ويبررون بحجج معينة فمثلا يقومون بسفك دماء الأبرياء بحجة الجهاد في سبيل الله
  • إن أصحاب الفكر الشاذ يعرفون بالتناقض الفكري فتجدهم لا يفعلون ما يقولون ودائما تجدهم ينصحون الناس بالفضائل ولكنهم على العكس تماما لا يعملون بتلك النصائح.
  • إن أصحاب الفكر الشاذ لديهم نظرة تتميز بعدم التوازن للأشياء وذلك من خلال التقليل من الأعمال العظيمة والتسفيه والتقليل من شين من فعلها.

أسباب الشذوذ الفكري

هناك أسباب متعددة تعمل على تأصيل ظاهرة الانحراف الفكري داخل المجتمع ومنها:

  • سوء التنشئة الاجتماعية: إن التربية السوية والتنشئة الجيدة من الأمور المؤثرة في الفكر السوي وبالتالي فإن أي تخلف في هذه القيم والمعايير من الأمور التي تتسبب في الإصابة بشذوذ الفكر ومصطلح سوء التنشئة الاجتماعية يرتبط بالعنف والقسوة في تربية الأطفال كما أن التدليل من أسباب الإصابة بشذوذ الفكر وبالتالي يلزم التوسط عند تربية الأطفال.
  • سوء الأحوال المعيشية: حيث ينتشر التطرف والشذوذ للفكر في المجتمعات التي تعاني من الفقر وذلك لأن هؤلاء الأشخاص يبحثون عن المعيشة الجيدة من خلال اتباع أفكار وطرق غير شرعية.
  • تهميش دور المدارس والمؤسسات التعليمية: وذلك بسبب تقصير المعلمين في تقويم سلوك التلاميذ وذلك لأن دورهم يقتصر على شرح المنهج التعليمي المقرر فقط.
  • الشعور باليأس والإحباط: ومن أهم الأسباب التي تساعد في انتشار ظاهرة الشذوذ للفكر هي اليأس والإحباط وعدم تكيف الفرد داخل مجتمعه المعاش وانخفاض الروح المعنوية لدى المجتمع.
  • العزلة الاجتماعية: هي أيضاً من أسباب الإصابة بشذوذ الفكر وذلك لأن هذا الشخص المنعزل اجتماعيا لا يستطيع أن يتأقلم مع مجتمعه المعاش منا يدفعه إلى ممارسة السلوكيات المنحرفة والتي تتمثل في الأعمال التخريبية.
  • التمسك بالعادات والقيم القديمة: والتقليد الأعمى أيضاً من مسببات الانحراف الفكري.

النتائج المترتبة على الشذوذ الفكري

يمكننا التعرف على النتائج المترتبة على الشذوذ للفكر من خلال الآتي:

  • نلاحظ أن معدلات الجريمة داخل المجتمع قد زادت داخل المجتمعات المنتشر فيها الشذوذ للفكر.
  • عدم الاستقرار الأمني للبلاد المنتشر فيها الانحراف الفكري وذلك بسبب الشغب الدائم في هذه البلاد الذي يعمل على زعزعة الاستقرار في البلاد.
  • وهناك أيضاً نتائج تتعلق بالإسلام وذلك من خلال الإساءة لسمعة المسلمين داخل المجتمع وذلك لأنهم يلصقون أفعالهم التخريبية بحجة خدمة الإسلام والمسلمين.
  • نشر الفتن داخل هذه المجتمعات ونشر المحرمات التي قد نهي الله عز وجل عنها.
  • الاستهزاء برجال الدين داخل المجتمع والعلماء لمجرد أنهم يقولون الحق الذي من وجهة نظر هؤلاء المنحرفين فكريا بأنه خطأ.
  • تعزيز العزلة الاجتماعية ومحاولة فك أواصر الانتماء للوطن والدعوة إلى التفكك والانقسام بين أبناء الوطن.
  • انتشار الفوضى والتخريب داخل المجتمع وانتشار حوادث القتل والسفك والسرقة داخل المجتمع.
  • عدم القدرة على التنمية داخل المجتمع وانهيار الاقتصاد وتخلف الدولة.
  • سحب المستثمرين الأجانب ثقتهم في التعامل مع المجتمعات التي تكثر فيها ظاهرة الشذوذ للفكر خوفا على رؤوس أموالهم من الخسارة وسط هذه الفوضى وبالتالي خسائر كبيرة على المستوى الاقتصادي.
  • وهم الشباب من خلال السيطرة على عقولهم بهذه الأفكار الرجعية واستخدامهم كألة لتخريب مجتمعهم.
  • انتشار السلوكيات الخاطئة والغير مقبولة داخل المجتمع وزيادة نسب التشرد في هذا المجتمع.

علاج الشذوذ للفكر

تعرف على كيفية علاج الشذوذ للفكر من خلال الآتي:

  • الاعتناء بالأسرة والاهتمام بتربية الأطفال بحيث يتم تنشئتهم نشأة اجتماعية جيدة.
  • الاهتمام بالمدارس والتدريس وان يقوم المعلمين بتعليم التلاميذ القيم الاجتماعية والسلوكية للمجتمع بشكل واضح.
  • استخدام وسائل الإعلام المختلفة في التوعية المجتمعية من ظاهرة الشذوذ للفكر والعمل على نشر الحقائق بشكل دائم.
  • المؤسسات الدينية يجب أن يتم تفعيل دورها من خلال وعظ الناس وتعليمهم كيفية المحافظة على مجتمعهم.
  • يجب أن يتم سن الجزاءات الرادعة على الأشخاص أصحاب السلوكيات غير السليمة وتجريم سلوكيات التخريب والتحريض.
  • العمل على حل مشاكل الأهالي والتي تتعلق بالحالة الاقتصادية لهم.
في النهاية وبعد أن عرفنا الشذوذ الفكري وأسبابه وعلاجه علينا أن نتمسك بنشر الوعي تجاه هذا الموضوع من أجل المحافظة على مجتمعنا والمساهمة في رقيه.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ