العقدة نفسية مصطلح كثير التداول.... تعرف على معناه وأنواعه
جدول المحتويات
تعريف العقدة نفسية
يواجه الإنسان بعض العقبات أثناء نضوجه فعلى سبيل المثال، قد يجد أنه يعاني من ضعف في السمع أو البصر، أو مشاكل أخرى قد تواجهه في تطوره، تسمى عقد جسدية.
كذلك إلى حد كبير تتشابه العقدة النفسية أيضًا مع العقدة الجسدية، حيث يمر التطور النفسي للإنسان منذ الولادة حتى الموت بأكثر من مرحلة، وبين هذه المراحل قد يعاني من بعض النتوءات أو العقد التي تدل على حالة معينة.
وهذا بالتحديد ما يسمى بـ "العقدة النفسية" وتعرف بأنها مجموعة من الأفكار المترابطة التي تجعل الشخص يفكر ويشعر ويتصرف في بعض الأحيان بطريقة غير عادية وغير ملائمة.
وقد كان الطبيب النفسي الألماني وعالم الأعصاب تيودور زيرين أول من استخدم مصطلح " العقدة نفسية " للإشارة إلى ظاهرة نفسية جديدة.
حيث عرف تأثيرها على أنها مجموعة من المشاعر والأحاسيس اللاواعية والثابتة والمتجذرة التي تظهر على الإنسان.
وبحسب بعض الخصائص الجسدية والنفسية فإنه يسبب توترات داخلية واضطرابات نفسية يمكن أن تترك آثاراً في العمق مع مراحل تطور الشخصية.
أكثر أنواع العقد النفسية شيوعًا
اهتم علماء النفس والأطباء النفسيون بفحص العديد من العقد النفسية المختلفة التي تم تصنيفها منذ فترة طويلة، فضلاً عن العقد النفسية الجديدة التي لم تكن موجودة من قبل، ومن بين أنواع العقد نذكر:
-
عقدة جوكاستا jocasta
تعاني الأم المصابة بجوكاستا من تعلق مهووس ومفرط بابنها وتدخلها الشديد لحياته الشخصية، وتتفاقم بسبب رغباتها الشديدة، وتشكل إرادة أو إيمانًا لاستعباد ابنها.
كما يشعر هو مع والدته في عقدة أوديب، وغالبًا ما تكون هذه العقدة مصحوبة بغياب الأب أو حضوره، ولكن مع ضعف شخصيته، فتستبدل المرأة علاقتها بابنها.
يعود اسم هذه العقدة النفسية إلى والدة أوديب ملكة طيبة اليونانية، جوكاستا، الذي ينسب إليه عقدة أوديب، وعادة ما يصاحب عقدة Jocasta الأعراض التالية:
- وجود حب وإعجاب شديدين بالابن والتعلق به لدرجة أنهم يريدون استعباده.
- رغبة شديدة وجامحة في الاتصال الجسدي والتعبير عن الحب.
- إصرار الأم بشدة على أن يكون ابنها معها في جميع الأوقات.
وفي النهاية نتيجة معاناة هذه العقدة، يكبر الابن ليصبح رجلاً ناضجًا لديه حب مبالغ فيه لأمه، غير مدرك أن علاقة الأم يجب أن تكون أكثر تحررًا وأقل عاطفية.
كما يصبح شخصًا غير قادر على اتخاذ قراراته وحده، وهذا ليس لضعف شخصيته، بل لعمق تأثير والدته عليه، أما إذا كان للأم أكثر من ابن، فتقتصر العقدة على واحد منهم ويكون المفضل لديها.
-
عقدة أوديب
في عام 1899، قدم العالم سيغموند فرويد، في كتابه تفسير الأحلام، وصفًا لعقدة أوديب من وجهة نظر التحليل النفسي، موضحًا أن الأطفال لديهم الرغبة الجنسية والاستياء وعدم الراحة تجاه والديهم من الجنس الآخر.
إلى جانب النفور من الوالدين من نفس الجنس؛ أي أن الابن يميل جنسياً إلى أمه ومنفصل عن والده، بينما تميل الابنة جنسياً إلى والدها وتنفر من والدتها.
أما سبب هذا الاسم فيرجع إلى بطل الأسطورة اليونانية القديمة أوديب الذي قتل والده وتزوج والدته دون أن يعرف أنها والدته، وهي أيضا عقدة إلكترا تتحدث عن إسطورة لفتاة ساعدت في قتل والدتها أيضًا.
-
عقدة ميديا
وهي من أندر وأصعب العقد النفسية في العالم، حيث من المعروف أنه اضطراب يؤثر على علاقة الأم بأطفالها إلى درجة تهدد حياة أطفالها.
علاوة على ذلك قد تسيء إليهم لفظياً وجسدياً، وتريد الانتقام من زوجها لسبب ما، ثم تجد الرغبة في إيذاء أطفالها، أما اسم هذه العقدة النفسية فهو مرتبط ببطلة أسطورة يونانية قديمة تدعى ميديا.
-
عقدة الإله
إنه اعتقاد لا جدال فيه أن الشخص لديه قدرات وامتيازات خاصة لا يمتلكها الآخرون، مصحوبة بمشاعر وانفعالات قوية.
حيث يعتقد الشخص الذي لديه عقدة الإله أنه خالٍ من الأخطاء والفشل، وقادر على القيام بأشياء مختلفة صعبة ومعقدة وحتى مستحيلة، وأفكارهم لا جدال فيها، ولا تعتبر عقدة الإله اضطرابًا إكلينيكيًا أو حتى مرضًا يمكن تشخيصه.
-
عقدة الاضطهاد
هذه العقدة نفسية نوع من الشك والوهم، مما يعني اعتقادًا راسخًا غير معقول بأن الشخص مقتنع بأنه على حق حتى مع وجود دليل على عكس ذلك.
فبالنسبة لشخص يعتقد أنه يتعرض للاضطهاد، فإن يقينه غير العقلاني يصوره على أنه هدف دائم لمؤامرات الآخرين ومكائدهم، وتتجلى في أعراض تشمل:
- زيادة العزلة عن المجتمع وتجنب التعامل مع من حولهم.
- انخراط في سلوكيات أقرب إلى أولئك الذين يعانون من جنون العظمة، مثل ارتداء النظارات الشمسية أو إغلاق الستائر في المنزل بشكل دائم.
- قول كلمات لا معنى لها وغير منطقية.
- زيادة نوبات الغضب.
ملخص العقد النفسية
وعليه فإن العقدة النفسية يلخصها غالبية علماء النفس، بأنها تعني وجود مشكلة في النفس تربكها وتشوشها وتقلقها، وتكون نتيجة حادث وقع لشخص.
كما قد تكون مشكلة واجهها في مرحلة الطفولة أو الشباب أو الشيخوخة، وتركت أثرًا حزينًا أو مخيفًا توضح ما يبدو له الآن وفي تلك اللحظة، أو عندما يكون هناك سبب لتذكره على أنه حادث شبيه بـ أول حادث صادم.
ويبدو أنه في البيئات الجاهلة والبدائية والقديمة ذات التقاليد والعادات الراسخة، وفي البلدان التي يتشتت فيها الحكام أو الآباء والرؤساء؛ تتجلى العقد النفسية في الأشخاص الناشئة في تلك البيئات.
أما بالنسبة للأذكياء والمشغولين والطموحين، فنادراً ما تجد العقدة طريقة للوصول إلى أنفسهم وأرواحهم، ونادرًا ما يتراجع القادة والرجال العظماء إلى الوراء بل يتقدمون إلى الأمام؛ لذلك، ليس لديهم الوقت لتذكر الأحداث الصادمة وحفظ المشاكل القديمة.
يقول ستيفان زفايغ في كتابه "بلزاك": "إن شهرة هذا الكاتب الفرنسي العظيم الذي حمل راية القصة القصيرة في القرن التاسع عشر، كانت بسبب أن هناك عقدة نفسية أثرت في شخصيته وطريقة تفكيره ودفعته إلى كتابة قصص خلدها التاريخ".
حيث نشأت لديه عقدة النفسية من المبالغة في العظمة والقرب والعناية بالعظماء، واستحوذت هذه العقدة على "بالزاك" وجعلته يكتب ويدرس 12 ساعة في اليوم، وبالتالي ينتج قصصه المتوجة وبنجاح، تسبب ذلك في تنافس الناشرين للحصول على النشر الخاص، فدفعوا له قبل كتابة القصة.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_17235