ما هو الفرق بين التعاطف والشفقة؟ وصور التعاطف و الشفقة؟
الفرق بين التعاطف والشفقة
قد يبدو للوهلة الأولى أن الشفقة والتعاطف يحملان نفس المعنى، ولكن هذا غير صحيح رغم أنهما مشاعر إنسانية إيجابية إلا أن لكل منهما معنى، يتمثل فيما يلي:
- التعاطف: هو القدرة على الشعور بمشاعر الآخرين ووضع النفس مكانهم لتفهم ما يمرون به، سواء كانت معاناتهم أو أفراحهم. الشخص المتعاطف يشعر بما يشعر به الآخر، لكن دون نظرة دونية أو شعور بالفوقية. التعاطف يعبر عن تضامن وتفهم عميق للآخرين وقد يدفع الشخص لتقديم الدعم إذا أمكن. صفة مكتسبة من معاني عديدة مثل التواضع والأمانة وغيرها من الأخلاق المحمودة في الإنسان فهي اللبنة الأولى والبداية لخلق عديدة.
- الشفقة: هي الشعور بالحزن أو الأسى تجاه معاناة شخص آخر، لكن بنظرة تضع الشخص في موقع أعلى. فالشفقة تنطوي على إحساس بالاستعلاء، حيث يشعر الشخص الذي يشفق على الآخرين أنهم في وضع أضعف أو أدنى. هذا الشعور قد يجعل الشخص المحتاج يشعر بالدونية، وغالبًا لا تدفع الشفقة للقيام بأفعال إيجابية لتغيير وضع الآخر. هي مشاركة الآخرين في مشاكلهم ولكن مع محاولة الاشتراك في حل تلك المشكلات أو المساعدة في التخلص منها أو التقليل منها، ويقول أحد العلماء أن الشفقة هي توجه عقلي مبني على الرغبة في مساعدة الأفراد في التخلص من تلك المعاناة.
- ويشترك معظمنا في التعاطف نحو أشخاص تواجههم كوارث كالحروب والزلازل والبراكين وكل الكوارث الطبيعية لي ونتعاطف مع غير المتعلمين حينما تسبب لهم أميتهم مشكلة لا يستطيعوا حلها أو اللاجئين الذين لم يجدوا مأوى ويجدوا معاناة في مواجهة البرد القارس وهم في المخيمات.
- وهناك آراء أخرى ترى أن الفرق بين التعاطف والشفقة أن التعاطف هي القدرة على وضع النفس في مكان الأفراد والمشاركة فيما بينهم في الأحزان والأفراح لأجل زيادة العلاقات الودية والعلاقات الاجتماعية بين الأفراد.
- أما الشفقة تختلف عن التعاطف بشكل عام حيث إنه يتمثل في معرفة المشكلة الخاصة بالشخص ومساعدتهم وتقديم كل ما بوسع الشخص لكي يرفع عنهم ذلك المعاناة.
الفرق بين التعاطف والعطف
التعاطف والعطف مفهومان قريبان، لكن هناك فرق بينهما من حيث الشعور والتصرف:
- التعاطف: هو الشعور بمشاعر الآخرين وتفهم ما يمرون به من تجارب، سواء كانت سعادة أو حزنًا، الشخص المتعاطف يستطيع وضع نفسه في مكان الآخر والشعور بما يشعر به، ويشمل التعاطف تفهم المعاناة والمشاعر العاطفية ولكن دون بالضرورة التصرف بشكل مباشر لمساعدة الشخص الآخر.
- العطف: هو الشعور بالاهتمام والرحمة تجاه الآخرين والرغبة في مساعدتهم أو تخفيف معاناتهم، يتضمن العطف القيام بأفعال أو إظهار الاهتمام لتخفيف معاناة الآخرين أو مساعدتهم فعليًا. العطف يعتبر مزيجًا من التعاطف مع العمل؛ إذ يدفع الشخص لتقديم الدعم أو المساعدة.
الفرق بين الشفقة والرحمة
الشفقة والرحمة لهما صلة بمشاعر الحزن تجاه الآخرين، لكن بينهما فرق من حيث النظرة والتأثير:
- الشفقة: هي شعور بالتعاطف مع شخص آخر بسبب وضعه أو معاناته، لكنها تحمل نظرة من الأعلى للأسفل؛ بمعنى أن الشخص الذي يشعر بالشفقة يرى الآخر ضعيفًا أو أقل منه، مما قد يجعله يتعاطف معه من مسافة معينة. والشفقة غالبًا لا تحفز على العمل لمساعدة الشخص الآخر، وقد يشعر الآخر بأنه موضع ازدراء أو دونية عندما يُنظر إليه بشفقة.
- الرحمة: هي شعور بالاهتمام الصادق والحنان تجاه شخص يعاني أو يحتاج إلى دعم، وتتضمن الرغبة في المساعدة فعليًا لتخفيف معاناته. والرحمة تأتي من مساواة إنسانية وتقدير لكرامة الشخص الآخر، حيث يرى الشخص الرحيم الآخرين على قدم المساواة ولا ينظر إليهم باحتقار أو نظرة دونية.
الفرق بين الشفقة السلبية والشفقة الإيجابية
تعمل الشفقة الإيجابية على القيام بالآتي:
- تشجيع الأفراد على عمل كل ما في وسعهم للتعاون مع الآخرين لرفع أحزانهم وإزالة العقبات التي تواجههم وهذه العقبات ربما تكون جسدية أو الذهنية أو العاطفية.
- وتعد الشفقة تعبيرًا عن الحساسية وتتضمن الإحساس بالآخر وتعرف الشفقة الفعالة بأنها الرغبة بتخفيف معاناة الآخرين وترجع ميزات الشفقة إلى الصبر والحكمة ومن خلال وجهات النظر التالية توضح التباين في تطورها.
- تعتبر مجرد نمط مختلف من الحب أو الحزن وليس شعورًا مميزًا بنفسه، ومن منظور علم النفس التطوري هو أن الشفقة إحساس ينتاب الشخص، ولكن يختلف عن تلك المشاعر الأخرى مثل مشاعر السعادة والفرح والقهر والفخر.
الشفقة السلبية:
- ومن رأى علم نفس أنه هناك فروق فردية تختلف من فرد لآخر من حيث نوع المعاناة، فهناك من تسبب له المشاكل الجسدية معاناة ومن تسبب له المشاكل النفسية معاناة. وهناك من تكون معاناته اجتماعية سواء هذه المشاكل حادة أو مزمنة والمعاناة تعرف بأنها معرفة الشخص مدى الضرر الذي يعود عليه من تلك المشكلة وتستمر حالة القلق هذه حتى تنتهي تلك المشكلة.
- الشفقة الذاتية هو أن يتقبل الإنسان هذه المشكلات وأن يكون رحيم بنفسه ويقدم لنفسه الأعذار ويواسى نفسه ويقنعها بأن تلك المعاناة هي سنة الحياة وبذلك يكون الإنسان رحيم على نفسه ويخفف عن نفسه تلك المآسي ويحول تلك الأزمات إلى مشاعر إيجابية.
الشفقة من وجهات النظر الروحانية
من وجهات النظر الروحانية في الشفقة ما يلي:
- اليهودية: يعتبر لديهم الآلهة هو إله الرحمة وأب الشفقة وكلمة رحمة ترجع في الأصل لرحم الأم وإنه لا بد أن تكون مشاعرنا تجاه الشخص الذي يعاني من أزمة ما هي مشاعر الشفقة والرحمة.
- المسيحية: تعتبر الرسالة الثانية هي الإنجيل المسيحي وهي التي تمت فيها بوصف الإله للمرة الثانية باب الرحمة وإله السلوى والمواساة ويمثل يسوع المسيح جوهر الشفقة والرحمة وفيه الحث على مراعاة الآخر والشفقة معه.
- الإسلام: تتضمن أسماء الله الحسني في ديننا الحنيف اسم الرحمن الرحيم الرؤوف وفي الأحاديث النبوية الشريفة أقوال عن الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعي له سائر الجسد بالسهر والحمى).
- الشفقة المذمومة: هي تلك الشفقة التي تكون في غير شرع الله أي الشفقة تجاه معصية ما أو إقامة حد على شخص أذنب ذنب وتعطيل تطبيق حدود الله بسبب هذه الشفقة أو مساعدة الطالب على الغش للشفقة عليه من الرسوب.
صور الشفقة من المنظور الإسلامي
بعد التعرف على الفرق بين مشاعر التعاطف والشفقة يمكننا توضيح صور الشفقة في الإسلام من خلال الآتي:
- شفقة الإمام بالمأمومين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال (إذا أم أحدكم الناس فليخفف فإن فيهم الصغير والكبير والضعيف والمريض فإذا صلى وحده فليصل كيف تشاء).
- الشفقة علي الأبناء والعطف عليهم والحزن إذا أصابهم مكروه.
- الشفقة عل النساء.
درجات الشفقة ذكر الإمام الهروي للشفقة ثلاث درجات وهم:
- الدرجة الأولى إشفاق على النفس أن تجمع إلى العناد وإشفاق على العمل أن يصير إلى الضياع وإشفاق على الخليفة لمعرفة معاذيرها.
- الدرجة الثانية هو إشفاق على الوقت أن يبعده عن عبادة الله والانتباه إلى الفروض والاتجاه للمعاصي.
- الدرجة الثالثة إشفاق على العمل والخلق والإرادة وكل هؤلاء يفسدهم العجب.
الشفقة في خلق النبي صلى الله عليه وسلم:
- أولا: شفقة النبي صلى الله عليه وسلم على أمته: ولم يكن الرسول صلى الله عليه وسلم شفيقا على أمته فقط في فترة حياته أو مع صحابته وأصحابه بل على الأمة كلها حتى قيام الساعة بل ويوم القيامة أيضا حيث إنه شفيعنا وشفيع أمة الإسلام كله.
- ثانيًا شفقة النبي (ص) على الكفار: لم يكن الرسول (ص) شفق علي المسلمين فقط بل وكان يشفق علي الكفار أيضا بأنه كان يحاول إدخالهم الإسلام خوفا عليهم وإشفاقًا من دخولهم النار بأن يصبر عليهم لعل يدخل أحدهم الإسلام أو أحد من أصلابهم عن رسول الله أن دعي بأن يهدي أحد العمرين. وكان يقصد بهم عمر بن الخطاب وعمرو ابن هشام وهم كانوا أقوى رؤوس الكفر لم يدعوا عليهم رسولنا الكريم بل دعا لهم.
- ثالثًا شفقة النبي على أصحابه: قال نبينا الكريم لصحابته (إنما أنا لكم مثل الوالد أعلمكم) أي أن ما أنا لكم مثل الوالد في الشفقة لولده.
- شفقة النبي علي الأطفال: حيث إن رسول الله صل الله عليه وسلم يحنوا علي الأطفال فأشفق على الطفل الذي مات عصفوره صلوات الله وسلامه عليه وواساه في حزنه ليخفف عنه معاناته واشفق علي حفيدته ابنة السيدة زينب كان يحملها وهو يصلي حتى لا تبكي فكان يقوم يحملها ويسجد يتركها لتجلس.
صور التعاطف
استكمالًا لتوضيح الفرق بين مشاعر التعاطف والشفقة للتعاطف أنواع كثيرة في حياة الإنسان، ويمكننا التعرف عليها من خلال ما يلي:
- التعاطف المعرفي: هو نوع من التعاطف الذي يفيد في المفاوضات والمؤتمرات وهو القدرة على وضع نفسك في مكان الآخرين وهو يستخدم في مجال العمل.
- التعاطف العاطفي: هو من نوع التعاطف الذي يقترب أكثر للمشاعر والأحاسيس والعاطفة وهو التعاطف الأكثر صدقا.
- التعاطف الرحيم: وتأتي الشفقة من كلمات الرحمة ويزيد عليها الأفعال التي تساعد على التقليل من المعاناة.
- التعاطف الجسدي: هو الشعور بالأخر لدرجة إن إذا تعرض شخص للأذى الجسدي يشعر الآخر بنفس الألم مثل التوأم الذي إذا تعرض فيهم أحد للألم يشعر به الآخر من شدة التعاطف.
- التعاطف الروحي: وهو جانب متسامح وأكثر رقي ويأتي من خلال التأمل والالتزام بالطقوس، ويعتبر من أكثر أنواع التعاطف ممارسة هي الرحمة والعاطفية والتعاطف المعرفي وإذا تمكن الشخص من استخدام الثلاث أنواع فهذا الشخص يعتبر لديه ذكاء عاطفي.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_15821