كتابة :
آخر تحديث: 11/02/2022

المرأة والصحة النفسية

المرأة والصحة النفسية الخاصة بها من الأمور التي يجب أن يعلم عنها الرجل الكثير، فللمرأة طبيعة خاصة جداً تختلف عن الرجل في جوانب كثيرة.
فمن الواجب أن تتحلى المرأة بالصحة النفسية السليمة فهي من الأمور التي تحتاج إلى وعي كبير جداً، لأن الحالة النفسية للمرأة تتأثر بمؤثرات عديدة، كما أنها تهتم بتفصيلات يجهلها الرجل وتصنع لها الفارق المهم جداً، وسنتعرف في هذا المقال على موقعنا مفاهيم كل ما يخص عذا الموضوع.
المرأة والصحة النفسية

المرأة والصحة النفسية .. مبادئ عامة

إن المرأة جسدياً لها مواصفات خاصة جداً تميزها عن الرجل، فمن تلك الخصائص التي تميزها التغيرات الهرمونية التي تتعرض لها شهرياً مع الدورة الشهرية الخاصة بها، وما يرافق ذلك من خصائص نفسية.

هناك فارق كبير بين حالة المرأة النفسية قبل بدء نزول الدم بيومين حتى يومين بعد بداية الدورة الشهرية وحالتها النفسية بعد تلك الفترة على النحو الذي سنوضحه في السطور القادمة.

المرأة وحالتها النفسية قبل بدء الدورة بيومين

أثبتت الدراسات الطبية الحديثة أن مخ المرأة في هذا التوقيت يكون في وضع يسبب لها أزمات نفسية عنيفة، وذلك بسبب أن الهرمونات تكون في حالة ضاغطة على المخ، وبناء عليه فإن المرأة تكون في حالة نفسية استثنائية، قد يشعر المتعايش معها أنه يعامل شخصية أخرى غير التي يعرفها، سواء كان المتعايش معها أسرتها أو أصدقائها أو والديها، فتتسم مشاعرها بالحدة، تغضب بشدة وتسعد بشدة وتتوتر بشدة من أبسط المثيرات التي كانت تتحملها بشكل طبيعي في الأوقات الأخرى.

وهنا يجب على الرجل تفهم حالة المرأة النفسية ومساعدتها على عبور تلك الحالة النفسية الصعبة بالحنو عليها وإرسال رسائل هامة لها أنها مقبولة جداً وأن الرجل معجب بها لأنها تكون في حاجة شديدة لهذا الشعور في هذا التوقيت أكثر من أي وقت آخر.

أما مجاراتها في العصبية يؤدي إلى توترات كبيرة وتصدع في العلاقات يمتد أثرها لما بعد فترة الدورة الشهرية، أما إن تحملها الرجل في تلك الفترة فإن آثار ذلك الإيجابية ستمتد إلى ما بعد الدورة الشهرية.

الآثار النفسية المترتبة على تربية الأطفال

تجدر الإشارة هنا إلى أن الآثار النفسية التي سنذكرها يتأثر بها أي من المتعاملين مع الأطفال سواء كان رجلاً أم سيدة، ولكن هناك كثير من المجتمعات وخاصة العربية تقوم المرأة بدور التربية للأطفال بينما يقوم الرجل بدور جلب المال للأسرة، فيكون دور المرأة في تربية الأطفال هو الأكبر من الرجل.

وهنا نجد المرأة قد تحملت حملاً ثقيلاً في تربية الأطفال، وأصعب ما في هذه التربية أن المرأة لا تتعامل مع مشكلات روتينية تتكرر باستمرار بنفس الطريقة.

ولكي نبسط المسألة فإن هناك بعض الأعمال تكون صعبة في بدايتها ولكن مع تكرار مواجهة نفس المشكلة كل مرة يتكون لدى الإنسان خبرة تؤهله للرد المناسب تجاه تلك المشكلة، ويحدث ذلك مع الحياة العملية حين يكون الإنسان حديث العهد بالعمل الجديد، مثل العمل في المبيعات مثلاً، ففي البداية نجده يجد صعوبة في مواجهة العديد من المشكلات، ولكن ومع تكرار تلك المشكلات وسؤال أهل الخبرة نجده قادراً على حل تلك المشكلات.

بينما في تربية الأطفال فإن الصعوبة الأساسية تكمن في أن مشكلات الأطفال لا تتماثل في كل مرة، ولكن يكون فيها تطوير وتغيير مستمر، فالطفل ذو عمر الشهرين تختلف مشاكله عن الطفل ذو السنتين من عمره، تختلف مشاكله عن الطفل صاحب السبع سنوات.

كما أن المشاكل لا تتكرر مع نفس العمر في كل طفل، فهناك طفل لديه من العمر شهرين لديه مشاكل، وطفل آخر يملك من العمر شهرين أيضاً ولكن مشاكله مختلفة تماماً، وهذا يتغير بتغير البيئة التي يتم التنشئة فيها وكذلك حسب الأمراض النفسية والعضوية الموجودة في تاريخ العائلة المرضي.

هذا التنوع في المشكلات وتطورها وتغيرها المستمر يضع المرأة في حالة ضغط مستمر لا مثيل له، حيث أنها تستعد في كل لحظة للدخول في تحدي جديد مع هذا الطفل الذي لا يعامل أمه بعقل واتزان ولكن يعاملها بفطرة عشوائية تحتاج إلى قوة تحمل للسيطرة عليها باستمرار.

المرأة صاحبة المهام المزدوجة

لنا أن نتخيل تلك الصعوبة التي تحدثنا عنها في تربية الأطفال، تتداخل مع مهام المرأة الأخرى في الأسرة العربية، مثل رعاية الزوج ورعاية عملها إذا كانت تقوم بدور إضافي في عملها في مهنة داخل المجتمع.

كل تلك المهام المزدوجة تضع المرأة في ضغوط كبيرة، أكبرها هي ضغط تربية الأطفال، فضغوط العمل كما ذكرنا وغيرها من الضغوط قد يكتسب الإنسان مهارة التعامل معها مع الوقت، أما تربية الأطفال فضغوطها ومشاكلها متطورة ومتغيرة على النحو الذي ذكرناه.

تلك الضغوط تؤكد الدراسات النفسية على أنها تعد من أهم الأسباب التي تؤدي إلى العديد من الأعراض النفسية المؤقتة أو الأمراض النفسية الدائمة على حسب كفاءة التعامل مع تلك الضغوط.

فإذا كان التعامل مع الضغوط بشكل واع، فإن الآثار المترتبة على تلك الضغوط نفسيا يكون عارضاً ويمر سريعاً، أما إذا لم يتم التعامل مع تلك الضغوط بشكل مناسب فإن هذا يؤدي إلى تطور الآثار السلبية وتحولها إلى أمراض نفسية طويلة الأمد.

المرأة والصحة النفسية والأمراض التي تتعرض لها المرأة

من أهم الأمراض التي قد تتعرض لها المرأة في تلك التغيرات الهرمونية التي قد تحدث لها أثناء الدورة الشهرية وكذلك أثناء الحمل مع تزايد الأعباء الحياتية التي تتكلف بها في الحياة قد تصاب الاكتئاب بشكل مؤقت يظهر كعرض يظل فترة قصيرة ثم تزول أعراضه بزوال الحدث المسبب له، أو تصاب بالاكتئاب كمرض نفسي وحينها يبدأ بحدث محزن صادم بشكل كبير ثم يظل أثره حتى بعد انتهاء الحدث الصادم.

وهنا تجد الإشارة إلى أهمية دعم المرأة لنفسها عدم الاستسلام للمشاعر السلبية المصاحبة للضغوط الحياتية التي تواجهها أثناء قيامها بتلك الأعباء.

الواجب على المحيطين للمرأة في تلك الضغوط

يجب على المحيطين للمرأة في تلك الضغوط، سواء كانت أسرتها الصغيرة، إذا كانت متزوجة، أو والديها إذا كانت في فترة ما قبل الزواج، فإن الواجب على المحيطين بها أن يقوموا بمساعدتها في الأعمال المكلفة بها، ولا يعتبرون مشاركتهم لها في تلك الأعمال نوع من التنازل، فإن كانت مكلفة بأعمال الطبخ أو ترتيب المنزل، فإن مشاركة كل أفراد الأسرة في تلك الأعمال له دوره في زيادة الألفة بين أفراد الأسرة، وزيادة الترابط بينهم، كذلك يخفف الحمل عن المرأة في تلك الأعمال.

كذلك فإن مساعدة الأسرة للمرأة في تلك الأعمال يؤدي إلى وصول رسائل إيجابية للمرأة من أسرتها، تلك الرسائل مفادها أننا نشعر بما تقومين به، ونريد مساعدتك ونقدر دورك الكبير في حياتنا، فإن تلك الرسائل تقلل احتمالات الإصابة بالأمراض النفسية.

وأخيراً.. فإن المرأة والصحة النفسية الخاصة بها من الأمور التي يجب أن يهتم بها الجميع سواء الرجال أو النساء على حد سواء وذلك للحفاظ على اتزان المجتمع وسلامة أعضائه.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ