النظام الغذائي النباتي الكامل
النظام الغذائي النباتي الكامل من الأنظمة الغذائية التي راج تداولها كثيرا بين الناس، حيث حدث جدل ما بين مؤيد ومعارض، فماهي الدلائل التي يستند عليها المؤيد لهذا النظام؟ وماهي النصائح المقدمة لهم لتجاوز العراقيل والصعوبات التي قد تصادفهم في مسيرتهم الغذائية النباتية أو كما يفضل البعض تسميتها النظام الصحي، وأيضا سنعرض فوائد وأعراض هذا النمط الغذائي.
محتويات
النظام الغذائي النباتي
في البدء نتعرف على ما هو النظام الغذائي النباتي؟
هو نظام غذائي يعتمد على أكل الأغذية النباتية الطبيعية قدر الإمكان، وهنا نقصد كل الأغذية التي مصدرها الأرض مثل الخضار، الفواكه، البقوليات، الحبوب ... إلخ، مع الامتناع قدر الإمكان عن تناول اللحوم بشكل مباشر كالدجاج والأسماك وبغير مباشر كالبيض ومشتقات الحليب ... بالإضافة إلى ضرورة الاستغناء عن الأغذية المصنعة والمكررة.
إيجابيات إتباع النظام النباتي
نعرض أهم الفوائد التي سنجنيها في حال قمنا باتباع النظام الغذائي النباتي الكامل حسب ما أثبتته الحالات التي سبقت باعتماد هذا النظام الغذائي. أول فائدة تجنيها والتي تظهر بشكل ملحوظ مع اتباع هذا النمط الغذائي هو خسارة الوزن بشكل ملحوظ وبدون أن تقوم بأي حساب للسعرات التي تستهلكها أو تقوم بحساب كميات الطعام التي تتناولها.
تحظى الفئة التي تعتمد على النظام النباتي ببشرة نضرة تظهر مدى الصحة التي يتمتع بها الجلد وذلك بفضل تخلص الجسم من الدهنيات المشبعة بالدهون النباتية والتي تتدخل بشكل مباشر في تغيير جذري في مظهر بشرتك حيث تبدو أكثر شابة ونضرة تعكس مدى الصحة التي تتمتع بها.
الشعور بالحيوية وتدفق الطاقة مع التحكم الكامل في معدل السكر في الدم حيث ستتخلص من اضطراب معدلات السكر والشعور بالتعب والاعياء الذي يستنزفه الجسم سابقا في هضم اللحوم.
حاسة التذوق بعد مدة تصبح مساعدة لك في المضي وعدم التراجع في إتمام مسيرة نظامك الغذائي النباتي، حيث ستتغير المذقات وبالتالي ستتغير الأشياء التي تشتهيها، فعوض أن تشتهي قطعة من اللحم أو قطعة من البسكويت المحلى، سترغب في تناول فاكهة أو طبق سلطة خضار كما ستستغني عن استطعام السكر حيث ستحب شرب كوب القهوة بدونه وستستمتع به.
الاهتمام أكثر بالأغذية وما يجب عليك استهلاكه بشكل واعي بأهميته وفوائده الصحية، حيث تصبح مرشدك الغذائي الخاص بك، ولن تنخدع بالإعلانات المعرضة التي تغريك بتناول أطعمة غنية بالسكريات والدهون المشبعة.
تأثيرات جانبية للنظام النباتي
مع بداية التغيير لابد من ملاحظة بعض التأثيرات الجانبية التي قد تجعلك تتساءل هل أنت في المسار الصحيح أم تعاني من وعكة صحية؟
لمنحك الجواب الشافي وحتى تكون على علم بما ينتظره جسمك، فأن الشعور بالانتفاخ والغازات هي أهم الأعراض التي ستلاحظها في بداية اتباع هذا النمط الغذائي. يحدث ذلك بسبب استقبال الجهاز الهضمي كميات كبيرة من الألياف الغذائية التي لم تعتد عليها بكتيريات الأمعاء سابقا في نظامك المعتاد.
لهذا يجب منح فرصة لجسمك للتعود على هذا النظام الجديد، والقدرة على التخلص من السموم المتراكمة فيه بالقدر الذي يحتاجه من الوقت للتأقلم وتحقيق الاستقرار.
صعوبات وعراقيل اتباع نظام نباتي
على المستوى الشخصي وما دمت مقتنعا بما تفعله لن تجد صعوبات سوى منح نفسك فرصة التأقلم مع العادات الغذائية الجديدة، لكن ماذا يحدث عندما تصبح فعلا شخص جديد بنظام غذائي نباتي وتجاوزت كل صعوبات البدايات بحيث لم تعد تشتكي من أي مشكل صحي بل بدأت في جني فوائد النظام الغذائي النباتي وسعيد بما حققته من نتائج.
لكن وبما أننا لا نحيى الحياة لوحدنا، لابد من توقع واستقبال آراء وانتقادات من قبل المحيطين بنا خاصة وأننا خالفنا حسب المعتقد السائد ما هو مألوف، خاصة في حال أراد أحد الأصدقاء أو الزملاء دعوتك إلى حفلة أو مأدبة عذاء أو عشاء. هنا علينا أن نعرف كيف نتصرف بحيث لا نحرج صاحب الدعوة برفضك تناول الأطعمة التي قام بالتعب في تجهيزها وتحضيرها أو أن تجد نفسك في موقع يجبرك على التخلي على نظامك الغذائي لتجبر خاطرا.
ما هو الحل والتصرف الجيد الذي سيجعلك تحافظ على مبادئك الغذائية، وفي نفس الوقت لا تفرض نفسك على الشخص الذي فكر في دعوتك لوجبة طعام. هنا سنقدم بعض الأمور التي إمن شأنها أن تساعد على تجاوز الموقف بشكل لائق وجميل.
قدم ملاحظة توضح من خلالها النظام الغذائي الذي تتبعه بشكل مهذب تشرح فيه عدم استطاعتك تناول أغذية غير صحية ولا تندرج في إطار الأغذية النباتية الطبيعية التي تستهلكها، مع تقديم اقتراح جلب بعض الأطعمة النباتية معك. هذه المبادرة ستجعلك تأمين نفسك من التعرض لمغريات الطعام الأخرى، وفي نفس الوقت ستشارك الآخرين في الاستمتاع بتناول أطباق صحية من اقتراحك.
تجنب الدخول في حوار يحاول إقناع الآخرين في اتباع نظامك الغذائي ما لم يبادر شخص ما بالاستفسار عن معلومات حول هذا النظام، ويفضل أن يكون الجواب بشكل عام بحيث تتوخى الحذر في الدخول في مقارنات قد تدخلك في حوارات ونقاشات حادة.
قدم أسباب مقنعة جعلتك تتخلى عن نظامك القديم وتبني نظام غذائي صحي، وهنا ستختلف الأسباب من شخص لآخر، لهذا سنترك تقدير هذه النقطة لكم.
في حال تلقيت انتقادا لاذعا، يفضل أن تكتفي بالاستمتاع والتعاطف مع المتحدث بشكل محايد لا يؤثر عليك بشكل من الأشكال أو يجعلك تفكر في كثيرا، ففي النهاية أنت غير مضطر للتخلي عن صحتك من أجل إرضاء أشخاص لم يستطيعوا تمييز فوائد وأهمية اتباع نظام غذائي صحي.
والأهم ألا تدعي المثالية بل كن شخص واقعي وصريح في سرد تجربتك الشخصية في حال وجدت مهمتا يريد الإبحار في التعرف على ما هو النظام الغذائي النباتي الكامل، بحيث تقدم له معلومات عن الصعوبات التي قد يتعرض لها وماهي الأعراض التي قد تظهر مع بداية هذا النظام بحيث تؤهله عن وعي وإدراك عن واقعية هذا النمط الغذائي، مع سرد الفوائد والأهداف الصحية التي حققتها أنت على المستوى الشخصي وربما تضيف قصص من تجارب الآخرين إن وجدت.
ختاما
بالرغم من كل تلك الفوائد التي يوفرها الغذاء النباتي يبقى كلام نسبي وغير مكتمل، وذلك لكونه نظام قد يوافق فئة وفي المقابل لا يوافق فئة أخرى وذلك لاختلاف الطبيعة الجسدية من شخص لآخر.
نريد أن نقول إن التجربة الفعلية خير دليل على مدى فعالية اعتماد هذا النظام من غيره، وما قدمناه من معلومات يبقى نسبي إلا أن تثبته التجربة الذاتية أو تنفيه، وقولنا هذا الكلام ليس تناقضا ولكن لأن علم التغذية علم مفتوح على الكثير من التناقضات والتي لن تحسمها مصداقية مصدر المعلومات بالقدر الذي ستحسمها التجربة الشخصية، لهذا ننصح قبل بدء نظام معين الاطلاع على مصادر مختلفة ما بين مؤيدة ومعارضة حتى تخرج بقرار سليم يناسبك دون غيرك.
اتخاذ القرار والمضي به خطوة أولى، أما منح نفسك الوقت الكافي لتقييم النظام الغذائي المتبع فهو الخطوة الأهم، لأنها من سيمنحك القدرة على اتخاذ القرار المناسب لصحتك.
وكما وسبق الإشارة إليه في هذا المقال أنت خبير التغذية المكلف بمراقبة طريقة أكلك ومدى تأثيرها على صحتك إيجابا أو سلبا، ويفضل في حال حدوث مشاكل استشارة طبيب أو مختص في التغذية حقيقي بحيث تشرح له حالتك بشكل موضوعي حتى يقدم لك النصيحة السليمة ويستطيع مساعدتك في حال وقوع مشكلة صحية.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_1011