آخر تحديث: 07/08/2023

أسباب الهجرة النبوية والدروس المستفادة منها

هناك العديد من الأحداث التاريخية التي شهدتها الأمة الإسلامية، أدت إلى حدوث تحول جذري في التاريخ الإسلامي، وفي مقدمة تلك الأحداث الهجرة النبوية، تلك الهجرة التي تجسدت بهجرة الرسول من مكة إلى المدينة المنورة، واعتبرت هي البوابة الرئيسية لدخول الإسلام إلى مرحلة الدعوة والانتشار والقوة، ومن خلال موقع مفاهيم نتعرف على أسباب تلك الهجرة، ومتى حدثت وكيفيتها وكذلك السبب الرئيسي الذي دعا الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الانتقال من مكان إلى آخر خلال دعوته وإبلاغ رسالته إلى الأمة الإسلامية بشكل عام.
أسباب الهجرة النبوية والدروس المستفادة منها

ما هي الهجرة النبوية؟

مما لا شك فيه أن الهجرة النبوية حدثت للعديد من الأسباب والأهداف، التي جعلت منها منعرجاً كبيراً في مسار رسالة الرسول صلى الله عليه وسلم التي بلغها وتحمل في سبيلها الكثير من المخاطر، والمقصود بالهجرة هي العملية التي انتقل فيها النبي صلى الله عليه وسلم من بلده مكة إلى بلد آخر وهي المدينة المنورة، وهذا الحدث الجلل ما هو إلا مجرد رحلة سفر من مكان لآخر أدى إلى تجسد الكثير من المعجزات الربانية التي أرسلها الله تعالى لحماية النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

أسباب الهجرة النبوية الشريفة إلى المدينة المنورة باختصار

ما سبب هجرة الرسول الى المدينة؟ هذا السؤال يتم طرحه بشكل دائم لفهم الدوافع الرئيسية للهجرة النبوية، والجدير بالذكر أنه ليس من السهل حصر أسباب الهجرة النبوية لأن الهجرة لها أوجه مختلفة، فهناك بعض الأسباب التي كانت تتعلق بـ اضطهاد المشركين للمسلمين في مكة وأسباب أخرى لها علاقة بمنهجية نشر الدعوة خارج حدود مكة ذاتها.

ولذلك نوجز الأسباب التي دعت إلى هجرة الرسول والمسلمين جميعا من مكة إلى المدينة في النقاط التالية:

اضطهاد المشركين للمسلمين

بعد ازدياد عدد المسلمين في مكة والمدن من حولها شعرت قريش بالتهديد وأن الميزان سوف يرجح لصالح الرسالة الإسلامية، وذلك بالطبع يهدد مصالحهم الدينية والاقتصادية والاجتماعية، حيث جاء الإسلام بشكل رئيسي لهدم تلك الأسس القائمة على البغضاء والظلم والعداوة، ويدعو إلى المساواة بين كافة المسلمين في الحقوق والواجبات، وذلك كان ضد مفاهيم وأفكار سادة قريش، وبالتالي كلما ازداد عدد المسلمين يوميًا كان يشتد إيذاء الكفار لهم حتى وصل لدرجة الاعتداء على الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة ليردوهم عن الإيمان والتوحيد بالله.

نشر الدعوة خارج حدود مكة

أيضًا أرسل الله تعالى الإسلام وأنزله على الرسول لكي يدعو به الأمم والبلدان جميعها وليست أمة واحدة، لتكون رسالته أن يعبد الله وحده لا يشركوا به شيئا، وبالتالي كان لابد أن يبني الإسلام لنفسه قصوراً متعددة لينطلق من خلالها إلى العالم أجمع وكان للمدينة المنورة الشرف أن تكون هي المركز الأول للدعوة الإسلامية بشكل علني، حينما بايع الأنصار الرسول في المدينة قبل دخوله إليها ووجد منهم الرسول صلى الله عليه وسلم الحب والطاعة، فكانت الهجرة إلى المدينة من الأمور الضرورية ليجتمع المسلمون على قوة واحدة ويبدأوا بعد ذلك في نشر الإسلام.

هجرة الرسول من مكة إلى المدينة

في البداية لم يكن قرار الهجرة قرار انفرادي أو غير مدروس أو قرار يقع فقط تحت موجة من الغضب من فئة معينة، أو رغبة في تغيير الوضع، ولكنه كان قراراً له العديد من الأهداف، ساهمت فيها العديد من العناصر وكان محور اتخاذ هذا القرار هو خير البشر الرسول صلى الله عليه وسلم والمسؤول الأول عن صناعة هذا القرار وهو الذي رسم الخطط وحدد الخرائط وقام بوضع المسارات.

ومن أبرز القرارات التي شكلت تلك العملية الكبيرة ما يلي:

  • كانت الهجرة قائمة على السرية كان قراراً سريا لأقصى درجة.
  • تم اختيار الوقت المناسب لإتمام الهجرة بناءً على تحليل البيئة الداخلية.
  • كان هذا القرار قائم على المشاركة والتشاور فلم ينفرد به الرسول صلى الله عليه وسلم بل شارك الجميع في اتخاذ القرار وصنعه.
  • تم دراسة وتجهيز المكان الذي يتم الهجرة إليه وهي المدينة المنورة وذلك من كافة الجوانب الدينية والأمنية والاقتصادية.
  • إعداد كافة الوسائل الخاصة بالهجرة من الموارد المادية والبشرية والمعنوية.
  • تحديد الآليات للهجرة وما أحاطها من ظروف وذلك في سبيل العقيدة والإيمان والحق.
  • تحديد الهدف الأسمى من الهجرة، حيث أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يقرر ذلك بين ليلة وضحاها، إنما كان ذلك بعد العديد من المحاولات للتكيف والإصلاح مع الوضع السائد في مكة.
  • تم رسم خارطة الطريق بشكل مدروس لتتم عملية الانتقال بشكل سلس دون مضاعفات أو مخاطر.
  • توزيع العديد من الأدوار على الصحابة والتابعين، بما تنص عليه قاعدة الشخص المناسب في المكان المناسب.
  • خلال مسار عملية الهجرة كان الرسول صلى الله عليه وسلم يتبع أسلوب الشفافية والمرونة والواقعية مما سهل إلى حد كبير من إتمام مهمته ونجاحها.

ما هو تاريخ الهجرة النبوية الشريفة؟

  • هاجر الرسول صلى الله عليه وسلم من بلده مكة إلى المدينة في اليوم 27 من صفر عام 13 للبعثة، وذلك التاريخ هو الذي يوافق اليوم الثالث عشر من الشهر التاسع من عام 622 من السنة الميلادية.
  • ما هي أبرز أحداث الهجرة النبوية؟ في البداية انطلق الرسول صلى الله عليه وسلم من مكة في ليلة الجمعة ثم لبث في غار ثور ليلة الجمعة والسبت والأحد، ومن بعدها انطلق ليلة الإثنين في اليوم الأول من الشهر الثالث السنة 14 من البعثة، والذي يوافق 16 من الشهر التاسع العام 622 ميلادية، إلى البلد المدينة المنورة.
  • حيث وصل إلى قباء في يوم الإثنين اليوم الثامن من الشهر الثالث للعام 14 من البعثة والموافق 23 من الشهر التاسع لعام 622 ميلادية، كما وصل الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة في اليوم الثاني عشر من الربيع الأول.

الهجرة النبوية دورس وعبر للأطفال

كان لهجرة النبي صلى الله عليه وسلم العديد من النتائج المثمرة بكل خير على الأمة الإسلامية وعلى رسالة الإسلام ومن أبرز تلك النتائج:

  • التكافل الاجتماعي: فكان مجتمع المدينة المنورة مكون من طوائف مختلفة، وحينها بدأ المهاجرين والأنصار التآخي فيما بينهم، وتم تنظيم العلاقات الاجتماعية بين المسلمين واليهود وكتابة كتاباً أبرزت فيه أهم الحقوق والواجبات لكل شعب المدينة.
  • بناء الاقتصاد الإسلامي: حيث وجد الرسول صلى الله عليه وسلم بأن اليهود هم المسيطرون على الاقتصاد في المدينة بسياسة الاحتكار في تجارتهم واستغلال الناس، لذا قرر الرسول صلى الله عليه وسلم تصحيح هذا الوضع لإقامة سوق إسلامية عادلة.
  • القوة العسكرية الإسلامية: حيث قام الرسول صلى الله عليه وسلم ببناء الجيش الإسلامي وذلك من أجل محاربة أعداء الدين.
  • بناء المسجد النبوي: الذي يعد من أهم الصروح الإسلامية، فكان بمثابة منبر إشعاع الفكر الإسلامي ومقر الشورى وإعلام كافة الأمة بوجود الإسلام.

من هم ابطال الهجرة النبوية؟

  • علي بن أبي طالب وهو الذي نام في فراش الرسول صلى الله عليه وسلم بأمر منه ليخدع رجال قريش حين تآمروا على قتل النبي.
  • عبد الله بن أريقط، حيث تساءل البعض لماذا اختار الرسول عبد الله بن أريقط؟ ليدلهما على الطريق وذلك لأنه كان أعلم الصحابة بخبايا الصحراء وطرقها الملتوية للهجرة بعيداً عن أعين الكفار.
  • عبد الله بن أبي بكر وهو الذي كان يأتي إلى الرسول بأخبار مكة.
  • أسماء بنت أبي بكر والتي كانت تأتي إلى الرسول وأبي بكر بالطعام.
  • عامر ابن فهيرة هو الصحابي الذي أمره أبو بكر برعي الأغنام.
  • سراقة ابن مالك وهو صحابي خرج من مكة متتبعاً أثر الرسول صلى الله عليه وسلم وعندما وجده طلب منه كتاب الأمان، ثم عاد إلى مكة وحرص على ألا يخبر قريش بمكان الرسول.
وبذلك يتبين مما سبق أن الهجرة النبوية كان لها دور كبير في إنشاء الدولة الإسلامية وإنجاز العديد من الفتوحات وزيادة الأعداد الكبيرة التي دخلت إلى الدين الإسلامي في ذلك الوقت، كما أكدت على أن الصبر على المحن يؤذن دائماً بظهور المنح، عندما خرج الرسول صلى الله عليه وسلم من مكة كارها عاد إليها مرة أخرى فاتحاً ودخل جموع الناس في دين الإسلام أفواجاً.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ