الهدف من الحياة في القرآن الكريم
ما هو الهدف من الحياة في القرآن؟
إن المتأمل في آيات القرآن الكريم عن الحياة الدنيا، سيجد أن القرآن اشتمل على ما يقارب من 25 آية تحذر المرء المسلم من لهو الدنيا وملاذها وشهواتها، فقد وصِفَت بأنها متاع الغرور أي: ليست أكثر من متاع لفترة مؤقتة وصولا إلى دار الآخرة.
مما يعني أن الهدف الحقيقي للحياة هو عبادة الله تعالى والاقتداء بما حثّنا عليه رسولنا الكريم صل الله عليه وسلم من تعاليم وأحكام جاءت في القرآن الكريم عن رب العزة سبحانه وتعالى.
ففي القرآن الكريم وصف الحياة وحقيقتها كما في قوله تعالى:
"وَٱضْرِبْ لَهُم مَّثَلَ ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا كَمَآءٍ أَنزَلْنَٰهُ مِنَ ٱلسَّمَآءِ فَٱخْتَلَطَ بِهِ ۦ نَبَاتُ ٱلْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ ٱلرِّيَٰحُ". (الكهف: 45).
- فالآية توضح بأن الحياة تشبه الدورة الزراعية التي تبدأ بقطرات الماء، ثم تنتهي بالهشيم من الزرع فيطيره الريح ويذره هنا وهناك كأنه لم يكن شيئا.
كما جاء وصفٌا آخر للحياة وحقيقتها في قوله تعالى:
"ٱعْلَمُوٓا۟ أَنَّمَا ٱلْحَيَوٰةُ ٱلدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌۢ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِى ٱلْأَمْوَٰلِ وَٱلْأَوْلَٰدِ ۖ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ ٱلْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ۥ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَىٰهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَٰمًا ۖ وَفِى ٱلْأَخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ ٱللَّهِ وَرِضْوَٰنٌ ۚ وَمَا ٱلْحَيَوٰةُ ٱلدُّنْيَآ إِلَّا مَتَٰعُ ٱلْغُرُورِ". (الحديد: 20).
أيضا ورد في القرآن أن الحياة متاع الغرور وهي التي تغر العبد بالمغريات لقوله تعالى:
"وَمَا ٱلْحَيَوٰةُ ٱلدُّنْيَآ إِلَّا مَتَٰعُ ٱلْغُرُورِ"، (آل عمران: 185)، وقوله تعالى: "وَفَرِحُوا۟ بِٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا وَمَا ٱلْحَيَوٰةُ ٱلدُّنْيَا فِى ٱلْأَخِرَةِ إِلَّا مَتَٰعٌ". (الرعد: 26).
إذن فالحياة الدنيا لا تعدو كونها دارا مؤقتة للعمل، ودارا للاختبار والابتلاء لتفنيد الصالح والطالح، المفسد من المصلح، الخبيث والطيب حتى يُجزى كل إنسان بما صنع في تلك الحياة.
هدف المسلم في الحياة
إضافة إلى الهدف من الحياة في القرآن، فإن هدف المسلم في تلك الحياة يجب ألا يخرج عن ما حدده القرآن الكريم، فالغرض الأساسي الواجب أن يوضع نُصُب عين العبد هو نيل محبة الله تعالى والامتثال لأوامره وتحقيق العبودية له وحده دون غيره.
إلى جانب أهداف المرء المسلم سواء الشخصية أو المهنية وربطها بالهدف الرئيسي وهو مرضاة الله عز وجل، إذن هدف المسلم في الحياة هو:
- نيل رضا الله سبحانه وتعالى وتحقيق العبودية له وهذا في المقام الأول.
- تحقيق الأهداف الشخصية والمهنية وتعلم المهارات المختلفة التي تساعد على حل المشكلات واتخاذ القرارات والعمل على تعزيز التواصل بشكل جيد.
- تطوير المهارات الحياتية عن طريق التعليم والتدريب.
- العمل على خلق التوازن بين الحياة الدنيا والآخرة لتحقيق الرضا والسعادة التي تعود على المسلم بالنفع والخير والبركات.
ما هو الهدف من الحياة في الاسلام؟
- إن الهدف من الحياة في الإسلام هو عبادة الله تعالى والالتزام بطاعته والابتعاد عن ما نهى، وهذا هو نفسه الهدف من الحياة في القرآن أن يكون العبد مجتهدا في أن يعمل لنيل رضا الله سبحانه وتعالى بالامتثال لكل أوامره سواء بالأمر بالمعروف أو النهي عن المنكر.
- لذا فإن الغرض الذي خلق الله الكون لأجله بجميع مخلوقاته هو أن يتوافق العمل مع أمر الله وأن يسخر المرء كل حياته وطاقاته لتحقيق هذا الهدف.
ما هو الهدف النهائي للانسان في هذه الحياة؟
يقول بعض العلماء والفلاسفة أن الهدف النهائي للحياة هو تحقيق السعادة والرضا النفسي، وذلك يمكن تحقيقه من خلال العمل الجاد والاستمتاع باللحظة الحالية والعلاقات الإيجابية والتعلم والتطور الذاتي والمساهمة في المجتمع.
ما هو هدف الانسان في الحياة؟
تعد أهداف الحياة هي ما يسعى المرء لتحقيقه كي يرضى عن مستقبله وما يريد أن يصبح عليه، وقد تكون هذه الأهداف أمور عديدة مثل:
- علاقات اجتماعية إيجابية.
- بداية أعمال جديدة.
- السفر حول العالم.
- تعزيز الصحة النفسية والبدنية.
- تحسين الحالة المادية.
- لكن علينا أن نتفهّم أن الهدف الحقيقي الذي خُلِق الإنسان لأجله هو عبادة الله سبحانه وتعالى ولا يتعارض أن يحقق المرء أهدافه الشخصية والحياتية ما لم يكن بها معصية أو مخالفة لأوامر الله،.
- وأن على العبد المسلم أن يدرك الحكمة من خلقه وأن الابتلاء والاختبار أدوات يمتحن الله بها تعالى قلوب عباده المؤمنين كي يتبيّن الصالح من الطالح المؤمن من المُنكِر لأوامر الله ونواهيه.
ما هو هدف خلق الإنسان؟
لقد خلق الله الإنسان لعبادته وتوحيده وإقامة أمره وشرعه على الأرض، فمن حادّ عن ذلك استحق عقاب الله، ومن أمثلة لأوامر الله تعالى استحق النعيم والرضا الذي وعد الله به عباده الصالحين، وقد دل على ذلك آيات مختلفة أثبتت الهدف من الحياة في القرآن منها:
- يقول الله تعالى: "وَمَا خَلَقْتُ ٱلْجِنَّ وَٱلْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ مَآ أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَآ أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ" (الذاريات: 56-57)
- قول الله تعالى: "أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَٰكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ فَتَعَٰلَى ٱللَّهُ ٱلْمَلِكُ ٱلْحَقُّ ۖ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ ٱلْعَرْشِ ٱلْكَرِيمِ". (المؤمنون: 115-116).
- وقوله تعالى: "ٱلَّذِى خَلَقَ ٱلْمَوْتَ وَٱلْحَيَوٰةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ۚ وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْغَفُورُ". (الملك: 2)
أمثلة على الأهداف في الحياة في القرآن
لقد بيّن الله سبحانه وتعالى آيات مختلفة تعد أمثلة للحياة الدنيا نستقي منها الدروس والعِبر، لنذكر منها ما يلي:
- يقول الله تعالى: "إِنَّمَا مَثَلُ ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا كَمَآءٍ أَنزَلْنَٰهُ مِنَ ٱلسَّمَآءِ فَٱخْتَلَطَ بِهِ ۦ نَبَاتُ ٱلْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ ٱلنَّاسُ وَٱلْأَنْعَٰمُ حَتَّىٰٓ إِذَآ أَخَذَتِ ٱلْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَٱزَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَآ أَنَّهُمْ قَٰدِرُونَ عَلَيْهَآ أَتَىٰهَآ أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَٰهَا حَصِيدًا كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِٱلْأَمْسِ ۚ كَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ ٱلْءَايَٰتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ". (يونس: 24)
- قوله تعالى: "ٱعْلَمُوٓا۟ أَنَّمَا ٱلْحَيَوٰةُ ٱلدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌۢ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِى ٱلْأَمْوَٰلِ وَٱلْأَوْلَٰدِ ۖ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ ٱلْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ۥ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَىٰهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَٰمًا ۖ وَفِى ٱلْأَخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ ٱللَّهِ وَرِضْوَٰنٌ ۚ وَمَا ٱلْحَيَوٰةُ ٱلدُّنْيَآ إِلَّا مَتَٰعُ ٱلْغُرُورِ". (الحديد: 20).
- توضح الأمثلة المذكورة حقيقة الحياة بأنها فانية، زائلة، زينة، زخرف، متاع الغرور، هشيم، تذروه الرياح وأن القصد من تلك الحياة هو عبادة الله وطاعته دون أن تخدع الدنيا بزخرفها وزينتها العباد.
- وفي حديث لرسول الله صل الله عليه وسلم قال: "كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل". رواه الترمذي
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_20987