كتابة :
آخر تحديث: 14/03/2022

كيفية تحقيق السلام النفسي داخل الإنسان؟ وأهم مراحله وطرق الحفاظ عليه؟

يلزم أن يهتم كل إنسان بسلامه النفسين حيث أن ذلك يعمل على استقراره حالته الجسمانية والنفسية ويخفف من على عاتقه أعباء الحياة وما فيها، لذا سنتحدث في هذا المقال في موقع مفاهيم عن تحقيق السلام النفسي.
تحقيق السلام النفسي يلزم من الإنسان القيام ببعض الخطوات الهامة التي أولها التغاضي عن أخطاء الآخرين واستخدام السبل الصحيحة لإرضاء النفس والبعد عن الخلافات والمشاكل والضغوطات العصبية.
كيفية تحقيق السلام النفسي داخل الإنسان؟ وأهم مراحله وطرق الحفاظ عليه؟

ما هو السلام النفسي؟

السلام النفسي هو:

  • حالة عقلية وعاطفية وذهنية يشعر الإنسان خلالها بالراحة والسكينة والطمأنينة فلا توجد أفكار أو أمور قد تزعجه وتعكر صفو الحياة كما لا تعصف بذهنه وتؤثر عليه تأثيرا سلبيا، وربما تكون شعرت بمثل هذه الحالة أثناء التأمل في الطبيعة أو كلما جالست أشخاصا تحبهم.
  • أو كما يقول الفيلسوف اليوناني الشهير ماركوس أوريليوس (من يعيش في وئام مع نفسه يعيش في وئام مع العالم).
  • والسلام النفسي يعني أن لا تخوض حروبًا نفسية مع نفسك وترهقها بأمور تخرج عن إرادتها، ويعني أن تغمرك الطمأنينة والسكينة، وألا يفترسك الخوف والقلق، ولا يؤذيك الهم، ولا يحبسك الحزن، ومهما تعرضت لمشكلات أو معاناة فسيبقى أملك أقوى من هذه العقبات الزائلة.
  • وهذا تعريف آخر للسلام النفسي: ويتلخص السلام النفسي في الرضا، ومعناه أن لا يؤثر عليك ما ليس بيديك، أن تعلم أن كل شيء إلى زوال نهايته محتومة، حيث يلزم أن تطمئن وتدرك أن كل ما يحدث لك له حكمة، أن تصلح أخطائك بهدوء دون لعن لظروف أو نفسك أو أشخاص.

العلامات التي تدل على فقدان السلام النفسي

تعرف على علامات فقدان السلام النفسي من خلال الآتي:

  1. أن تكون إيجابيا طوال الوقت: أن تكون إيجابيا هذا شيء جيد، ولكن أن تكون إيجابيا طوال الوقت هو الشيء الذي قد يؤثر على سلامك النفسي حيث أنك في أغلب الأحيان تنتظر نتائج إيجابية ولكنها لا تحدث وهذا بالطبع يؤثر بالسلب على سلامك النفسي الداخلي، والحل أن تخفض من سقف توقعاتك وتأكد أنك لن تحقق ما تريد دائما.
  2. الرغبة الدائمة في تحقيق نتائج مبهرة: أن تكون إنسان طموح هذا شيء جيد بالفعل، ولكن أن ترغب في تحقيق نتائج مبهرة بشكل دوري هذا يؤثر بشكل مباشر على سلامك النفسي، حيث أن الإنسان لن يظل طوال الوقت يحقق النتائج المبهرة، ولكن يجب أن يمر الإنسان بالعقبات في حياته وهذا أمر طبيعي.
  3. عدم تقبل النقد من الآخرين: عدم تقبل النقد من الآخرين هو أمر غير مقبول لأننا نعيش مع البشر في المجتمعات، ولا يعني النقد أن يؤثر بالسلب عليك فالإنسان الضعيف هو من يتأثر بالنقد، أما الإنسان القوي هو من يتعلم من أخطائه ويواجه مصيره في الحياة.
  4. توقع الأسوأ دائما: من العلامات التي تؤثر على سلامك النفسي الداخلي هو توقع الكوارث والأزمات بشكل مستمر، وأن يكون الإنسان متشائم أغلب الوقت، هذا بالتأكيد شيء سلبي يؤثر على سلامك النفسي.

مراحل تحقيق السلام النفسي

للوصول إلى السلام النفسي يجب عليك تقبل ذاتك كما هي، معرفة أنك لست أسوأ شخص على الأرض، كما أنا فشلك في أمر ما لا يعني نهاية الطريق أمامك، فافتح عينيك على آفاق جديدة وابدأ من جديد، وإليك هذه الخطوات التي إن التزمت بها فستصل عما قريب إلى مرحلة تحقيق السلام النفسي:

1. الوصول لأفضل نسخة من شخصيتك:

  • اجلس بمفردك وفكر في الصفات التي تحب أن تنميها عندك كالصدق والإخلاص واللطف وغيرها من الصفات الكريمة.
  • كما أيضًا حاول أن تبتعد عن الصفات السلبية كالكذب وغيرها من الصفات المذمومة التي تكرهها فيك أو في غير وتذكر أن "أسوأ الكذب أن يكذب الإنسان على نفسه."

2. لا ترهق نفسك بالتفكير في القرارات السابقة:

  • لا ترهق نفسك بالتفكير في القرارات الخاطئة التي قد ارتكبتها في السابق، فلن يفيدك ذلك بشيء، ولكن اسع لتحسين حياتك الحالية بقرارات لا تندم عليها
  • تذكر لا تؤنب نفسك.

3. لا يوجد شخص كامل:

  • يجب أن تدرك أنه لا يوجد أحد كامل، تخلص من وهم الكمال الإنساني، لا يوجد شخص بلا عيوب.

4. تعلم أن تسامح وتتقبل الناس:

  • يجب أن تتعلم كيف تسامح وتتقبل الآخرين فالناس ليسوا سواء، فكل شخص له طبائعه الخاصة وذلك ما يميز البشر أنهم ليسوا متشابهين.

5. أخفض من سقف توقعاتك:

  • من أكثر الأشياء التي تدفعنا إلى الإحباط والإحساس بالفشل هو أن ننتظر من الحياة أن تعطينا ما نتوقعه ولا ينقصه شيء. مهما كان ما تتمناه أو ننتظره فنادراً أن يأتي في الشكل الذي تتوقعه أو كنت تنتظره.
  • وحتى تشعر بالسلام النفسي في داخلك يجب أن تتعلم أن تتقبل الأشياء كما هي عليها، فلا ترفض الفضة لأنك كنت تتوقع الذهب أو ما هو أكثر لأنك إذا لم تتقبلها فلن يتغير من شيء في حياتك وستظل تنتظر على أمل أن تجد الذهب ولن تجده.

6. تعلم كيف تسامح وتغفر للناس أخطائهم:

  • ومن أجل السلام النفسي يلزم أن يفكر الأشخاص في أعذار لكم حولهم عند ارتكاب هؤلاء الأشخاص بعض الأخطاء، حيث يلزم أن لا نتسرع في الحكم على الآخرين وأن نحاول الغفران لهم حتى لو ارتكبوا بعض الأخطاء الجسيمة.

عادات يومية تجعلك تحافظ على سلامك النفسي

بالحفاظ على بعض العادات البسيطة كل يوم قد يزيد ذلك من احتمالية الوصول إلى السلام النفسي بل قد يزيد منه أيضا، وإن كنت لا تعرف عن مدى أهمية العادات البسيطة في حياة الإنسان ومدى تأثيرها الإيجابي عليك فأنصحك بقراءة كتابي "العادات الذرية" وكتاب "العادات السبعة للناس الأكثر فاعلية".

  1. التركيز على ما يجعلك سعيد: تستطيع عمل كثير من الأشياء التي تجعلك سعيد خلال يومك، لا تنتظر وابحث على ما يجعلك سعيد وابدأ بالحفاظ عليه كعادة يومية في حياتك كرؤية أصدقائك، التنزه بمفردك، قراءة بعض الكتب التي تزيد من ثقافتك، الحفاظ على نشاط رياضي يجعلك سعيد.
  2. تعلم عيش اللحظة الحالية: لا تشغل نفسك بالتفكير المستمر في كثير من الأشياء بينما أنت منهمك في فعل شيء فهذا بالتأكيد يؤثر بشكل كبير على سلامك النفسي الداخلي، وتعلم كيف تعيش اللحظة واستمتع بحياتك ولا ترهق نفسك وتشتتها بكثير من الأشياء.
  3. التأمل: اجعل التأمل عادة يومية لك فالتأمل يساعد بشكل كبير على مقاومة التوتر والقلق كما يمنحك الهدوء والراحة والثقة، فمن الممكن أن تمارس بعض الأنشطة التي تساعد على زيادة مهارات التأمل لديك كممارسة تمارين اليوغا.
  4. كتابة اليوميات: يجب عليك الاحتفاظ بدفتر يوميات لك يساعدك على الحد من الاحتفاظ بما يرهق عقلك ويمكنك تدوين بعض الأحداث التي حدثت خلال يومك ومن خلال دفتر اليوميات تستطيع التحكم في تدفق الأفكار والمشاعر وترتيبها.
في الخاتمة نود أن نوضح أن تحقيق السلام النفسي يلزم أن يكون هناك أهداف للإنسان حتى لا يلاقي خذلان في حياته ويشعر بالكثير من الضغوط مما قد يضعفه نفسيا أو جسمانيا.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ