آخر تحديث: 20/07/2021
الأرق+ من أين يبدأ، وكيفية التغلب عليه
الأرق+ أو صعوبة النوم من المشاكل التي تواجه العديد والعديد من الأشخاص، خاصة الذين لا يملكون مناعة نفسية كافية تحميهم من التفكير السلبي قبل النوم، ويحتاجون إلى مهارات تحقق لهم النوم الهادئ.
ولكي نحقق المناعة النفسية التي تمكن الإنسان من التحكم بالأفكار التي تجتاح عقله كل يوم، هناك العديد من العوامل التي يجب أن تكون متوفرة، والعديد من التدريبات التي يمكن أن يقوم بها الإنسان لكي ينجح في تحقيق السكينة النفسية والأمان النفسي بالحياة بشكل عام، وبوقت النوم بشكل خاص، وهذا ما سنحاول إلقاء الضوء عليه في السطور القادمة.
الأرق .. من أين يبدأ؟
إن الإجابة على هذا التساؤل تتمثل في:
- يبدأ الارق حين يكون الإنسان عاجزاً عن السيطرة على بعض المشكلات التي توجهه في حياته، فتجتاحه التساؤلات عن كيفية الخروج من تلك المشكلات، حينها يكون التفكير في تلك المشكلات إدماناً، يحاول المرء التخلص من التفكير فيها ولكن بدون جدوى.
- يؤكد العلماء بأن النوم من العادات الهامة جداً في حياة الإنسان، فمن خلال النوم يتمكن الجسم من تجديد خلاياه وتنظيم وظائف الأعضاء، والاستعداد لحالة اليقظة من جديد.
- وفي حالة عدم قدرة الجسم على الحصول على القدر المناسب من النوم، فإن الجسم يعرض خلاياه للإجهاد الشديد، بل ويفقد القدرة على التركيز وذلك لأن المخ لم يحصل على الفترة المناسبة للراحة للقيام بوظائفه المختلفة.
ارتباط الأرق بأمراض أخرى
إن الأرق من الأعراض المرتبطة بأمراض نفسية كثيرة، ومنها :
- فالأرق قد يكون مرتبطاً بالقلق النفسي، والقلق النفسي يحدث عندما يواجه الإنسان أحداث يعتقد أنها أكبر من قدراته النفسية، حينها يعاني من القلق النفسي الذي قد يصاحبه الأرق.
- وقد يكون القلق النفسي ناتجاً من تعرض الإنسان لتجربة جديدة يخشى الفشل فيها، أو فرصة كبيرة يخشى فواتها، مثل المقابلات التي يجريها الموظف عند تقدمه لوظيفة جديدة، فإنه يكون في اليوم السابق للمقابلة معرضاً بشكل كبير للأرق.
- كذلك من الممكن أن يتعرض الطالب للأرق لتخوفه من الامتحان الذي سيمتحنه، فيصاب بالقلق النفسي والأرق وعدم القدرة على النوم بشكل سليم.
- وكذلك قد يصاب الإنسان بالأرق عندما يكون مقدماً على خطوة خطرة مثل القيام بعملية طبية جراحية في اليوم التالي، فإن المريض في اليوم السابق ليوم العملية يكون في حاجة شديدة للشعور بالأمان النفسي حتى يتمكن من النوم في تلك الليلة، وقد يتناول بعض المهدئات والمسكنات التي تساعده على النوم في تلك الليلة التي تسبق العملية الجراحية.
علاقة الأرق بالضغط النفسي
- الضغط النفسي من الأمور التي قد يتعرض لها أي إنسان، فهناك من يكون مستعداً لهذا الضغط النفسي ويملك الأدوات النفسية والعقلية والتدريبات التي تؤهله لعبور هذا الضغط النفسي بأمان.
- وهناك من الناس من لا يملك الأدوات التي تمكنه من عبور الضغط النفسي بأمان، وحينها يكون الإنسان معرضاً للأرق، وصعوبات النوم.
- لذا وجب معرفة الوسائل التي يكون بها الإنسان مزوداً بمهارات مواجهة الضغوط النفسية.
كيف يواجه الإنسان الضغط النفسي ؟
الضغط النفسي هو مواجهة الإنسان لأحداث معينة يعتقد أنها تفوق قدراته النفسية، ولكي يواجه الفرد هذا النوع من الضغط عليه القيام بالأتي:
- ضرورة الأعتراف أن أى مشكلة هي مجرد أحداث لها زمن ستنتهي فيه، ولها حلول وبدائل يمكن للإنسان اللجوء إليها.
- ولكي ينجح في عبور الضغط النفسي يجب عليه أن يتذكر دائماً أنه ما من حديث دائم في هذه الحياة، فالامتحان الذي تخاف منه سيمر، والأحداث الحزينة التي وقعت عليك، أو تخشى وقوعها عليك، سيأتي يوم وتنتهي، وما من حدث يدوم للأبد في هذه الحياة.
- إن التسلح بتلك المبادئ له أثر كبير على قدرة الإنسان على مواجهة الضغط النفسي، وهي خطوة لا تأتي من أول مرة.
- فيجب على الإنسان أن يتدرب عليها في مناسبات عديدة، مثل التدرب عليها في المشكلات الصغيرة، فعند التدرب عليها في تلك المواقف يكون الإنسان مستعداً لتذكرها في المناسبات الأكثر أهمية.
ترتيب الأولويات وأثره على القضاء على الأرق
إن ترتيب الأولويات له أثر كبير على تنظيم أفكار الإنسان وأهدافه، والتخلص من الأرق وذلك من خلال الأتي:
- فإن عدم وجود جدول ترتيب المهام في حياة الإنسان يجعل الإنسان في حالة ارتباك دائم، ليس لديه ما يقيس به نشاطاته اليومية بشكل سليم.
- فالإنسان الذي تهاجمه المهام قبل نومه، يتساءل هل نجح في مهام اليوم أم لا، ويتساءل هل سينجح في مهام الغد أم لا، كل تلك الأفكار توجه الإنسان في حالة عدم تنظيمه لأولوياته.
- لذا ينصح الخبراء باستخدام وسائل تنظيم الوقت، سواء تلك الموجودة في الهاتف المحمول أو حتى الموجودة في المنتجات الورقية، وعدم إهمال هذا الأمر بأي حال من الأحوال، فإن ذلك له مفعول كبير في القضاء على الأرق، واستعادة الإنسان لقدرته على النوم.
- كما أن تنظيم الوقت يجعل الإنسان مستعداً لأي أحداث غير متوقعة، ويكون الإنسان أيضاً واثقاً من قدرته على إيجاد البدائل في حالة فقد عنصر من عناصر المهمة المدونة في جدوله اليومي.
الأرق وتقبل الخطأ
إن الأرق له ارتباط وثيق بتقبل الإنسان للخطأ، بل ويعتبر حجر الزاوية، في بعض الأحيان في القضاء على حالة الأرق، ويرجع ذلك إلى :
- وذلك لأن الإنسان الذي لا يقبل الخطأ من ذاته أو من الآخرين، ولا يملك صفة التسامح مع نفسه أو مع الآخرين، فإنه في الحقيقة يحمل نفسه ما لا تطيق من المهام الصعبة.
- وذلك لأنه يطلب دائماً النتيجة المثالية في كل المهام التي يكلف بها نفسه، أو يكلف بها الآخرين.
- لذا كان من الضروري أن يتسم الإنسان بالتسامح وتقبل الأخطاء، وتقبل المستويات الضعيفة من التنفيذ في بعض الأحيان حتى يحقق السلام النفسي المنشود.
- حتى أن بعض العلماء ينظرون للأخطاء نظرة وجوب حدوثها ووجوب تقبل الإنسان لذاته بعد حدوثها، لأنه بتقبله لذاته مع الخطأ يضع قدمه على أولى خطوات النجاح والتفوق.
- وذلك لأن تقبل الخطأ يدعم بشكل كبير قبول الإنسان لذاته وقبوله لصفاته بكل ما فيها، وليس تقبل المميزات فقط، فإن ذلك يدعم بشكل كبير المناعة النفسية المطلوبة لمقاومة الأرق والتحكم في الأفكار قبل النوم.
وأخيراً ... فإن الأرق من الحالات التي تحتاج إلى قوة إرادة وقوة في توجيه الأفكار، وقدرة على طرد المخاوف والأفكار السلبية قبل النوم، وذلك لا يتحقق إلا من خلال خلفية نفسية وثقافة نفسية قوية لدى الإنسان.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_9651
تم النسخ
لم يتم النسخ